مدينة الأشباح التي استحوذت عليها سوليدير، التي حوّلت وسط بيروت التجاري إلى مشروع لأصحاب رأس المال، تنطق فناً يشبه شعبها وأخيراً. هذا هو الإنطباع الأول لكل من يشاهد رسوم الغرافيتي والرسم والكتابة على الجدران في قلب بيروت التي خلفتها الثورة الأخيرة في لبنان التي دخلت اليوم في يومها الرابع عشر. فما عاد هناك أي جدار لا يحتوي على ألوان وكتابات من خرابيش بسيطة إلى لوحات فنية جميلة، أصبح لدينا حائط برلين خاص بنا.
إعلان
إن نسيت مطالبك من هذه الثورة، ستجدها على الجدران، وإن أردت سماع شتائم الشعب الغاضب، ستجدها على الجدران. لم تشهد بيروت فوضى كهذه من قبل، لكنّها الفوضى الجميلة التي أعطت من لا صوت له صوتاً. بجولة صغيرة في شوارع بيروت، تمكنا من أن نصور أبرز الرسومات والكتابات على الجدران والتي شملت شعارات لحقوق النساء، ودعماً لحقوق مجتمع الميم، طبعاً عدى عن مطالب الثورة بالحرية وتوزيع الثروة وتغيير النظام وفصل الدين عن الدولة واعتماد حكم مدني عادل.كل فنان استخدم طريقته بالتعبير، حيث تحمل كل رسمة هوية رسّامها، فالبعض لجأ إلى أبرز العبارات المعتمدة في المظاهرات، والبعض الآخر ترك بصمته الخاصة. أمّا الرسومات والكتابات البسيطة، فقد أتت من عامة الشعب، أي من الذين يرغبون بالتعبير بالكلام وترك قضاياهم ورغباتهم على جدران المدينة.يمكنكم مشاهدة الصور هنا.