خيانة

رسوم أمير ضو

FYI.

This story is over 5 years old.

علاقات

لماذا خنت كل الرجال الذين أحببتهم؟

اعترافات من خائنة وبحث شخصي (وسطحي) في الأسباب

وجدته. الشخص الذي لاقى المواصفات المطلوبة: الشخصية الخجولة والإنطوائية، الطول المناسب، تلك العيون. الشخص الذي يحمل العدد الكافي من الأمراض العقلية والعُقد التي سأقوم انا - وحدي - بفكها. وجدت الشخص الذي لا يشبه أحداً ولا أحد يشبهه. عادة ما تبدأ العلاقة بهذا الشكل وبهذه الرومانسية، قبل أن .. أخونهم. مررت بثلاث علاقات في فترة العشر السنوات الماضية، قمت بخيانتهم جميعهم. لست فخورة بذلك، واليوم أنا في مرحلة تأمل. فشلت في علاقاتي، وأشعر بالأسف والخجل من نفسي.. دعني أعرفك على نفسي قليلاً. عمري 28 عاماً، أحب السفر، وسافرت إلى بعض عدد من بلدان العالم. لا أخاف من الظلمة، ولكنني أخاف من الضوضاء، الضجة تربكني وتدخل أفكاراً جهنمية الى عقلي. هذا كل ما تحتاج أن تعرفه عني. غير ذلك أنا زميلتك في العمل أو تلك الفتاة التي تقطع الشارع. في حياتي، أحببت ثلاثة أشخاص. أحببتهم جميعاً. صدقاً. ولكني لم أشعر يوماً بالأمان معهم. أحببتهم، وخنتهم، والى اليوم لا يدري أحد منهم بما حصل. ولكن دعوني أشارك هذه القصص معكم.

إعلان

الخيانة الأولى
كنت أبلغ من العمر 22 عاماً، كنت في علاقة مع شخص يعيش في بلد بعيد. أذكر جيداً تفاصيل ما حدث قبل 6 سنوات. كانت من المرات الأولى التي أسهر بها في ملهى ليلي. كنت مشتاقة كثيراً لحبيبي في ذلك الوقت. كانت علاقتنا غير كاملة بسبب المسافة التي كانت تفصلنا. ولكنني وعدته بالوفاء وكذبت. كنت مع أصدقائي، وفجأة رأيته، نظرة واحدة، جذبتني. لا أدري كيف حصل ذلك أو لماذا؟ ولكنني وجدته. كنت مشتاقة لحبيبي كثيراً ولكن لا أعرف كيف أنتقل ذلك الشعور او تجسد به، ما بعرف. الشوق لحبيبي تحول الى شوق إلى الغريب، هو الذي رأيته أمامي لفترة لا تتعدى الأربعة ثواني. شعرت مباشرة بأنني غير مرتبطة.. "أنا سنغل." نسيت كل شي في تلك الثواني الأربعة. سرت باتجاهه وقلبي سابقني بخطوات، مشيت له وسألته: "معك سيجارة؟" -"ايه" وإقترب مني، وقَبل خذي وناولني الولاعة. لم يولع لي السيجارة ولكنه أعطاني إياها لأولعها أنا بنفسي. ابتسمت، وعيوني ابتسموا. رقصنا سوياً وانتقلنا بعدها الى شقته وأمضينا ساعتين ونصف. بعدها ذهبت الى بيتي وأنا في التاكسي راسلت البلد البعيد:

1517407662743-02-What-are-you-up-to

في وقتها لم أشعر بالأسف أو الندم. لم أشعر بشيء. كنت متأكدة انني لن ألتقي بذلك الغريب مجدداً، رميت ولاعته من شباك التاكسي، ومضيت أيامي بشكل طبيعي. أذهب الى العمل، أرد على رسالة نصية تقول "أحبك" بـ" أنا كمان." مضى كل شيء بشكل طبيعي، وغير طبيعي بنفس الوقت. في النهاية، أنهيت العلاقة ولم أصارحه بشيء… لُمت المسافة والبلد البعيد، ولكن في الحقيقة، ضميري كان القاضي.

1517407719300-01-Love-you

الخيانة الثانية
المرة الثانية كانت أصعب بكثير، قاومت "قليلاً" قبل أن أقدم على هذه الخطوة. كنت في وقتها بعلاقة مع شاب من بلد غير عربي، مضت على علاقتنا أربعة أشهر، وكانت الأمور على ما يرام، الطول المناسب، حجم ولون العيون المناسب…الخ الخ…في ذلك الأسبوع أعترفت له بحبي، وقال لي "أحبك" ولكني لم أصدقه. كنت في مؤتمر في مدينة عربية وشاءت الصدف أن تجمعني مع حبيب سابق (الشخص من علاقتي الأولى من البلد البعيد) في المؤتمر نفسه. فرحت جداً بلقائه، كان قد مر حوالي سنتين وكنت قد تجاوزت مشاعري وصعوبة اضطراري لإنهاء علاقتنا. كنا سوياً في الفندق نفسه. في الليلة الأولى، وصلتني رسالة منه تقول "هاي، شو نلتقي؟" تحججت في الليلة الأولى: "لدي اجتماع عشاء مع شركتي" وأنا في الواقع كنت أتناول البرغر على تختي في غرفتي وأشاهد "الكارداشيان." في الليلة الثانية، الرسالة نفسها، لم أجد عذراً مناسباً، التقينا على الغذاء، سألته وأنا أتناول السلطة (شعرت بالذنب لتناولي البرغر الليلة الماضية) هل أنت في علاقة؟ وكان جوابه نعم. سألني: هل أنت في علاقة، جاوبته: لا. كذبت. ابتسم. التقينا في المساء، سألته عن علاقته وتكلمنا لساعات وكانت عيوني تارة تبتسم، وتارة تنظر الى هاتفي متجاهلة الرسائل التي تصلني من حبيبي. دخلنا المصعد ووصل بنا الى طابق غرفته، حاول التقرب مني، وقلت له: "لا، انت مع حدا.." لم تنته الجملة ووجدت نفسي أقبله. قبل خروجي من غرفته دخلت الحمام، جلست على كرسي المرحاض وهاتفي بيدي. راسلت حبيبي:

إعلان
1517417596702--

كررت نفس العملية مرات عدة (ليس عن قصد) مع جميع العلاقات التي تلت. مرات كنت سائحة وبررت لنفسي بأنني حُرة، ومرات أخرى وجدت فيها عيون أكبر بألوان أجمل. واستمر الوضع على حاله. الأمر الأهم بالنسبة لي كان أن لا أوذي حبيبي. يجب أن أكون متأكدة 100% أنه لن يكتشف ولن يعرف بما حصل. لنجاح هذه الخطوة يجب أن اتبع ثلاثة قوانين: 1) أن لا أشعر بالندم. 2) أن لا أخبر أحداً - ولا حتى أصدقائي. 3) عدم الشعور بالندم مجدداً. قانون أخر أساسي اتبعته: أن تكون خيانتي بسيطة… أي جسدية فقط. لا أرتبط عقلياً أو "عاطفياً" مع أحد. هذا قانون أساسي لا أخالفه أبداً. في مرحلة التأمل، أسأل نفسي: لماذا خنت كل من الذين أحببتهم؟ حاولت الإجابة على هذا السؤال أكثر من مرة، واليكم ما اكتشفته حتى الآن.

أخاف من الخيانة؟
تفضلوا داخل عقلي لأعرفكم على ذلك الصوت في أذني، ذلك الصوت المدمر الكبير، وصديقي المفضل. ذلك الصوت الذي يقول لي: "الجميع سيتركك. انتِ لست كافية. ذلك الصوت الذي يقول لي أن حبيبي سيلتقي بفتاة أخرى في اللحظة التي أذهب بها للحمام." سوف يتعرف على فتاة بعيون أكبر وأجمل، سيتركني وسأبقى وحيدة. ذلك الصوت يتحول من فكرة الى حقيقة. ماذا أفعل كي اتدارك الأمر، أحاول الإنتصار على المستقبل بالتغلب على الحاضر. حين أدخل في أي علاقة، تلقائياً أحكم على نفسي بأنني أقل، وأنه أفضل مني، فأخاف. ولأن حبيبي "أفضل مني" فسيقوم بتركي يوماً ما. أستمع إلى الصوت وأدعه يأخذني معه الى حيث يريد.

الغيرة؟
لا أستطيع حتى تصور فكرة أن أتعرض للخيانة، إذا اكتشفت أن حبيبي خانني، فسأفقد صوابي بكل تأكيد. هل أنا غيورة إذا؟ هل هذا ما في الأمر؟ لا. الموضوع ليس من زاوية الغيرة لانني عندما أتخيل الإتصال الجسدي بين حبيبي و"الغريبة" لا أشعر بالرعب، أو عندما ينظر بطرف عينيه لفتاة جميلة تمر بجنبنا. عادي. ولكن عندما أتخيل أنه يتناول القهوة معها، ويتحدثون بحميمية عن أي تفاصيل.. هنا أغار. أغار جداً.

الحياة قصيرة؟
اذا صادفت شخصاً يعجبني والفرصة متاحة فلما لا؟ أنا في بداية عمري ولا داعي للإرتباط أو التعلق بشخص واحد. أنا فعلاً مؤمنة بهذه الفكرة، ولأن أمامي الكثير من التجارب والفرص ولا أشعر أنه الوقت المناسب للارتباط، بالمعنى التقليدي للأمر، فلم لا. في هذا التحليل، أرى أنني بشكل ما، لا أحترم مشاعر الشخص الذي أنا معه. ويترافق مع هذه الفكرة أمر آخر، وهو أنني ذكية ولن يكتشف أحد خيانتي أبداً. فعادة ما أدرس الوضع جيداً قبل الإقدام على تلك الخطوة.

لا اكتفي؟
أطلق على نفسي مسميات بغاية السوء، وأحاول تفسير أن الارتباط والالتزام العاطفي أمر غير طبيعي. ولكن المثل الذي كان يكرره ابي "القناعة كنز لا يفنى"… صحيح. لم أكن يوماً قنوعة، لم أكن سعيدة. اليوم أرى أن لهفتي على الغرباء هو أساس المشكلة. كلمتين في آخر التحليل: أولاً: علي أن أدرك انني سوف أجد شخصاً في كل يوم، يكون طوله أنسب وعيونه أكبر، هذا ليس مبرراً. ولكن على الجانب الآخر، ورغم تبريري الخاص لخيانتي ضمن قوانيني وعالمي، فيوماً ما… تصرفاتي ستؤذي احداً، و"الدنيا دوارة" وسأقابل شخصاً يوماً ما سيقوم بتبرير خيانته كما فعلت، وستكون قوانينه بمواجهة قوانيني. كلمة مختصرة لكل من خنت: أعتذر. أنا أخطأت وأنتم تستحقون الأفضل.

ملاحظة: اسم الكاتبة مستعار، وصور رسائل الوتسآب هي متخيلة.