عندما رُفع العلم اللبناني للمرة الأولى في مسابقة UFC 236 للفنون القتالية المختلطة في 14 إبريل 2019 بولاية أتلانتا الأمريكية، شارك الجميع الفيديوهات التي وثقت انتصار شاب أسمر، متوسط القامة، مبتسم الوجه، على خصمه. هذا الشاب هو خالد طه، 27 عامًا، لبناني الأصل الذي يعيش في ألمانيا. بدأ خالد حياته في عالم الرياضة في عمر ست سنوات، حيث بدأ بلعب التايكواندو، ولكنه توقف بعدها وقرر لعب كرة القدم "مثل الجميع في ألمانيا" بحسب وصفه. إلا أن خالد لطالما شعر بوجوب ممارسته رياضة أُخرى، حتى آلت به الأيام إلى محاولة دخول عالم الكيك بوكسينغ، ومن هناك، في عمر العشرين، دخل عالم الـ MMA أو الفنون القتالية المختلطة من بابها الواسع.
يحضر خالد حالياً للمشاركة في مسابقة UFC للفنون القتالية المختلطة التي ستعقد في أبوظبي في 7 سبتمبر والتي ستشهد عددًا من اللحظات التاريخية ومن بينها مشاركة بطل العالم الروسي حبيب نور محمدوف في قتال ضد منافسه داستين بوارييه. وهذه هي الدورة الأولى التي ستقام في أبوظبي، بعد أن وقعت منظمة UFC مؤخرًا على عقد لإقامة دورات للفنون القتالية المختلطة تحت رعايتها في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال السنوات الخمس المقبلة. تحدثت مع التحدث خالد عبر الهاتف، لأعرف أكثر عن استعدادته، ولنسأله عما لا تظهره واحدة من أعنف المسابقات الرياضية.
VICE عربية: ماذا يمكنك أن تخبرنا عن النزال في أبوظبي؟
خالد طه: أنا متحمس جداً لذلك القتال، ولدي خصم قوي جدًا هو برونو سيلفا البرازيلي، وسيكون قتاله الأول وظهوره الرسمي الأول في مسابقة UFC. هو يمارس المصارعة والكاراتيه، وأعتقد أنه يتم من التقليل من شأنه وقدراته في الإعلام، ولكنه سيكون تحديًا بالنسبة لي. أقول ذلك لأن وصول مقاتل لـ UFC يعني أنه أمضى شهورًا طويلة في التدريب، لذا أن لا أستطيع بيوم أن أقلل من شأن أي مقاتل حتى لو كان ظهوره الأول. وسيلفا كان قد حصد فوزين مؤخرًا في مسابقتين في ولاية أريزونا الأميركية قبل أن يتم اختياره من قبل UFC للمشاركة في أبو ظبي.
يبدو أنك قللت من شأن مقاتل سابقاً؟
نعم، عندما خسرت أول نزال لي، كنت أواجه شخص قوي جداً وذو خبرة، وكنت متفوقًا عليه بـ ثلاث جولات، ولكنني أقولها بصراحة، كان لدي عدة نزالات متتالية خلال ذلك الأسبوع وذلك الشهر، وعندما وجدت نفسي متقدمًا في ثلاث جولات قلت لنفسي "حسناً، سيخسر." وسمحت لنفسي بالتساهل. للأسف تلك كانت هي اللحظة التي سمحت له خلالها بالتفوق عليّ. في الدقائق الأخيرة استطاع الإمساك بي وتفوق عليّ وخسرت. مع أن الخسارة طبيعية في هذه الرياضة، لكن الخطأ كان أن أخسر بتلك الطريقة. كنت دائماً أقول لنفسي: ستخسر فقط أمام خصم أفضل منك، وفي تلك الحالة كنت أفضل منه، ولكنني استخففت بالنزال. أكبر خطأ يمكن لمقاتل أن يرتكبه هو الاستخفاف بخصمه.
هل كانت هذه من اللحظات التي جعلتك تكره المسار الذي اخترته؟
أشعر أحياناً بذلك، ولكن أكثر ما أكره في هذه الرياضة هو عندما أبدأ بإنقاص وزني قبل قتال ما. تلك المرحلة صعبة جسديًا ونفسيًا، عليك التمرن أكثر من مرة يوميًا، ويجب أن نحتسب كميات المياه والطعام. الامر اليوم بات أسهل من السابق بالنسبة لي طبعًا لأنني محاط بفريق من الداعمين من مدربين وأخصائيين تغذية، ولكن في البدايات كانت الأمور أصعب. أذكر أنني كنت أحضر لقتال كنت سأخوضه في اليابان وكان إنقاص وزني مشكلة حقيقية، تساءلت مرات عديدة عما إذا كان الأمر يستحق التضحية والمعاناة، وكرهت الشروط التي كان يجب أن ألتزم بها لإنقاص وزني. كان ذلك قبل عامين، ولم يكن هناك من نظام دعم لي، كنت وحيدًا في بلد غريب لا أفهم لغته، وسألت نفسي لماذا أفعل ذلك مرات عديدة ولكنني لم أتوقف.
هل طلب أي شخص من قبل مساعدتك في قتال ما في الشارع فقط لأنك تتقن الفنون القتالية؟
بالطبع. كنت أتعرض للكثير من المشاكل قبل دخول هذا العالم الرياضي، فأنا لست طويل القامة وقوي البنية. لكن الموضوع اختلف كثيرًا بعد دخولي عالم الفنون القتالية، وليس لأنني أفضل في القتال، ولكن لأنني أحاول إيجاد حلول من خلال الحوار والنقاش بدل التعرض للضرب أو ضرب شخص ما. بعض الأحيان أبتسم عندما يخبرني أحدهم عن مشكلة أو يطلب مساعدتي في نزال ما في الشارع، لأنني تعلمت أن الهدوء هو الحل الأنسب. غالبًا ما يطلب مني أصدقائي أو أخواتي المساعدة في مشكلة ما وأنا على عكس ما يتوقع كُثر، أذهب إلى اللقاء وأجد حلاً بالكلام عوضًا عن العنف وهو تصرّف قد يستغربه البعض من شخص يتقن الفنون القتالية.
هل من أثر مباشر للتعرض للضرب على الرأس أو الجسد؟
(يضحك) أنا سعيد أنني لم أتعرض للضرب بشكل كبير حتى الساعة كي أقول أن هناك أثر مباشر، ولكنها بالتأكيد رياضة عنيفة وتحديدًا على الرأس والجزء الأعلى من الجسد، لذا المراجعة مهمة وأساسية دائما والتحقق من صحة أجسامنا بشكل مستمر هو أمر ضروري.
الصور مقدمة من خالد.