IMG_2505
ترفيه

جميع الشخصيات التي ستجدونها على تطبيقات المواعدة

عبده المؤمن، المكتئب الوجودي، الرومانسي اليائس وفرويد التطبيق

من سنة عدت إلى عالم العزوبية، ونظراً لظروف العالم التي جعلت التجمعات محظورة ومحدودة، وهوياتنا محجوبة بسبب أقنعة الحماية الطبية، وتحول العالم إلى عالم افتراضي، لم يكن لدي خيارات كثيرة حين تعلق الأمر بالمواعدة، ولهذا اتجهت إلى التطبيقين الأشهر: تندر وبامبل. بعد سنة من تجربتهما، أنقل لكم/لكن خبرتي في العلامات الحمراء التي تصرخ، تجنبوا هذا البروفايل. طبعاً التصنيفات ساخرة وإن كانت لا تخلو من الحقيقة، وهي تنطبق على الرجال بشكل تعميمي مقصود.

إعلان

عبده المؤمن: رجل يرتدي إشارة دينية ما يحرص على إظهارها من الصورة (لحية، علامة سجود، صليب في سلسلة أو وشم). عادة ما يمارس هذا النوع من الشخصيات صلواته على تندر، فبدلا من معلوماته الشخصية في البايو يكتب آية من كتابه المقدس أو دعاء ما. لا يمكن أن تثقي بعقلية شخص اختار تطبيقًا للتواعد لإخبار العالم عن مدى تدينه.

عبده التائه: عادة يبدأ بجملة "مش عارف بعمل إيه هنا، بلهجات مختلفة" وكأنما تم اختطافه من قبل الفضائيين ووجد نفسه محبوسًا في التطبيق. يرافق هذا الجملة صورة ضاحكة عبثية بصحبة أشخاص آخرين، حتى لا يتم تمييزه. عادة ما يختار هذا النوع من الشخصيات اسم مزيف وبروفايله غير موثق -في حالة أن كشفته شريكته العاطفية من باب الاحتياط. في الغالب هو شخص خائف، متردد، في علاقة "معقدة" أو متزوج ربما ويخشى أن يكتشفه شخص من عائلة الزوجة على التطبيق. 

عبده الغامض: صورة واحدة- بروفايل أمامي أو جانبي قصير للوجه فقط، في الغالب استخدم لها فيلتر ليحولها إلى اللون الأبيض والأسود، وقد يرتدي نظارة شمسية كبيرة تخفي معظم معالم الوجه. هذا شخص لا يرغب في التعرف عليك ناهيك عن مواعدتك. شخص بهذا الغموض لن يفصح عن أية معلومات حقيقة عن نفسه، وفي الأغلب هو غير راغب حقًا في بدء أي علاقة جدية، ويرغب فقط بالترفيه عن نفسه وتضييع الوقت.

عبده المباشر: صورة واحدة واثقة ورقم هاتف، وأحيانًا جملة للدخول في الموضوع مباشرة: هنا للهلس فقط-الجنس-كلميني زيرو حداشر خمسة تلاتة....إلخ. العلم الأحمر هنا ليس الرغبة في علاقة غير جادة، فكلنا يبحث عما يناسبه، إنما في طريقة التعبير عنها التي تظهر شخص لا يحمل أدنى احترام للشخص الذي سيواعده.

إعلان

رجل العائلة: هذا شخص ذو ضمير يقظ، يضع صورته مع أطفاله أو زوجته بالطبع مع التظليل على وجهها، ولا يحمل بروفايله أية معلومات إضافية. يعطي انطباعًا كبيرًا بالثقة، لكن ليه؟ أنت على موقع مواعدة على فكرة. التورط مع أشخاص متزوجين أو لديهم شريك/ة ليس خيار جيد بالتأكيد، إلا لو كان زواجا مفتوحًا بالطبع وكل الأطراف على نور. 

عبده الباد بوي: جسد ممشوق وقميص مفتوح وسلسلة ظاهرة وكأس في اليد، وفي اليد الأخرى يحتضن فتاة أو فتيات تم اقتطاع أو تظليل وجوههن في صورة من الواضح أنه تم التقاطها من سهرة بالديسكو أو أحد الاحتفالات. يرغب عبده هنا أن يختصر المسافة وإيصال رسالة أنه "باد بوي وخبرة ومقطع السمكة وديلها." في خانة المعلومات غالبًا ما تكون هناك جمل مختزلة كليشيه لا تحمل معنى حقيقي، أو يعدد هواياته لتوحي بمزيد من المرح (أحب قفز البانجي وتسلق الجبال). في الغالب هذا الشخص لا يملك شخصية آسرة، ويحاول التعويض عن هذا بتقديم نفسه على أنه "بضاعة" مرغوب فيها.

عبده البلاي بوي: صورة مهتزة لشخص يحرص على إظهار خاتم الخطبة أو الزواج بوضوح ليتصدر المشهد، يرغب البلاي بوي في إيصال رسالة أنه في علاقة ملتزمة على اعتبار أن كونه في علاقة taken سيجعله مثيراً ومطلوباً. عدد هذه البروفايلات في تطبيقات المواعدة يثير العديد من الأسئلة حول حجم العلاقات المفتوحة -أو الخيانات. من يرغب في التورط مع شخص مرتبط بالفعل حين أن العالم مليء بالسناجل؟

الرومانسي اليائس: يأسر القلب، صورته عبارة عن سيلفي ذاتي يظهر حزناً في عينيه، وعبارات الترحم على الزمن الجميل والإخلاص والثقة والحب بدون مقابل (يقصد تكاليف الزواج على الأغلب). هذا شخص يستمتع بالرثاء لنفسه. اهربي فورًا.

إعلان

المكتئب الوجودي: لماذا نحن هنا؟ ما هو معنى الحياة إذا كنا سنموت في النهاية.. مع صورة لشخصيات الانيميشن. قلبي معك بدون أن أسحب بروفايلك يمينا للتوافق والله. مش ناقصة إحنا ماشيين بالعلاج. ترى هل في هذه الأوقات العصيبة لدينا القدرة والرفاهية لارتكاب خطأ I can fix him؟

الفرينزوند للأبد: شخص غير واثق من نفسه صوره بصحبة فتيات فاتنات واضح أنهن صديقاته، وهو يرسل هنا رسالة أنه شخص آمن ومريح ويؤمن بالصداقة. انقلب عليك سلاحك يا أستاذ! على تطبيقات المواعدة نحن لا نبحث عن المزيد من الأصدقاء. تقدير سيء للذات تحبسه في خانة الصديق، وخلل في التقدير يجعله يضع صورة مع نساء على موقع تواعد باعتبارها إثبات لجاذبيته المتخيلة. 

عبده عضلات: ولد في الجيم، كل الصور بملابس التمرين، وسيلفي في مرايا صالة التمرين، بتعبيرات عابسة وعروق نافرة وزوايا مختلفة للعضلات. في الحقيقة أجد هذه الصور تحمل تهديداً أكثر منها جذابة. هذه العضلات المفرطة تعبر عن تركيز مبالغ فيه على السطحية الشكلية أو تعويض عن خلل ما.

ابن بطوطة: صور في مناظر طبيعية بنفس الوضع فاتًحا ذراعيه بنظارته الشمسية، قد تكون كلها في ذات الرحلة وبنفس الملابس، ولكنه يستخدمها ليوثق أنه سافر العالم كله. إذا كان هناك شك، ستجدون عدد الدول والقارات والمدن التي من المفترض أنه زارها وجملة أتطلع إلى المزيد… يا راجل. شخص تسأله من أنت، فيجيب بعدد البلاد التي سافر إليها؟ أرى أن ذلك قد يشير إلى أنه لا يملك شيًئا حقيقيًا ليقوله.

حبيب الحيوانات: كل صوره تكون مع الحيوانات، كلاب وقطط وحيوانات إكزوتيكية غريبة بدءاً من الحرباء وحتى العناكب الضخمة والثعابين ليوحي بجاذبيته الشديدة التي تتعدى البشر إلى الفصائل الأخرى. معنى أن الحيوانات تحبك لا يجعل شخصيتك فاتنة مع البشر بالمناسبة. هذا أمر مطروح للإثبات. 

فرويد التطبيق: رسالته مباشرة وفرويدية للغاية وقد تحمل لمسات سادية أو ماسوشية إلى جانب رقم تليفونه وجمل من نوع "اللي عايزة تتهزأ -وبدور على ست قوية تتحكم فيا" في ظهور شيق لرغبات عالم السيطرة الجنسية المسكوت عنها في المنطقة العربية. كل الرغبات محترمة، ولكن لنكن حذرين.

عالم النفس العكسي: يتساءل ضاحكًا هو التطبيق ده شغال إزاي، محدش عبرني، ولا لايك واحد حتى؟ ووجه ضاحك ليدفع النساء لإثبات العكس بالسحب يمينًا وإثبات أن التطبيق شغال. حيلة قديمة وسخيفة، جرب غيرها.

عبده الهيبي: بروفايل بوهيمي، بنطال فضفاض، صور في معسكرات بحرية، على الأغلب لا يعمل ويقضي وقته في منطقة دهب وسيناء حيث يقيم مستمتعًا بالصيد، بجميع أنواعه (أسماك أو بشر). هو خيار، لكنه ليس مؤهلاً لعلاقة جادة إذا كنت تبحثين عن واحدة. 

للتوضيح، هناك العديد من البروفايلات التي وضع أصحابها صورهم الحقيقية ومعلومات موزعة بشكل متزن ولا تدق أجراس الخطر، وأعني أن المشكلة ليست في التطبيق، بل في بعض رواده.