سياسة

بعد انقطاع 15 عاماً، ماذا يريد الشباب من الانتخابات الفلسطينية

لقد جربنا المفاوضات بالضفة الغربية والمقاومة هنا في قطاع غزة، ولكن للأسف كلا المشروعين أثبتا فشلهما
Ali

"ما تضيع فرصتك الأخيرة في التسجيل والمشاركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية.. لحق حالك." تلقت الغالبية العظمى من الفلسطينيين هذه الرسالة النصية على هواتفهم المحمولة لتشجيعهم بالذهاب للتسجيل والمشاركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية، وهي المرة الأولى التي ستجري فيها الانتخابات منذ 15 عامًا، بسبب الانقسام بين الفصائل الفلسطينية فتح وحماس. 

وصلت هذه الرسائل بعد أن أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسومًا رئاسًيا في 15 يناير 2021 ينص فيه على أنه ستجري الانتخابات الفلسطينية على ثلاثة مراحل، الانتخابات التشريعية في يوم 22 مايو والرئاسية في 31 يوليو 2021، والمجلس الوطني (برلمان منظمة التحرير) في يوم  31 أغسطس 2021.  وحتى الآن، سجّل نحو 93 بالمئة من أصل 2.8 مليون ناخب في الضفة الغربية وقطاع غزة للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، ويبلغ مجموع السكان في الأراضي الفلسطينية 5.2 مليون نسمة.

إعلان

أجرى الفلسطينيون آخر انتخابات برلمانية في عام 2006، فازت فيها حركة حماس، ولكن تم رفض الاعتراف بذلك من قبل إسرائيل والدول الغربية. وفي عام 2007 وبعد أسابيع من القتال بين فتح وحماس على السلطة خلف العشرات من القتلى انتزعت حماس السيطرة على غزة، فيما حصلت فتح بقيادة الرئيس محمود عباس على سيطرة محدودة على الضفة الغربية المحتلة.

عقد الانتخابات الفلسطينية كان مطلباً شعبياً منذ فترة طويلة، ولكن التوقيت يأتي في وضع صعب ومعقد بداية من أزمة فيروس كورونا والانتخابات الإسرائيلية التي يبدو أنها ستعاد للمرة الخامسة وحساسية الوضع السياسي والإقليمي بعد توقيع عدد من الدول العربية اتفاقات تطبيع مع إسرائيل. هذا بالإضافة إلى الأزمة السياسية الداخلية الفلسطينية، حيث يرى كثيرون أن الانقسام بين فتح وحماس تسبب بخلق واقع حزبي فصائلي خلخل كل أساسيات النضال الفلسطيني، وهو أمر لا يتوقع أن تنجح الانتخابات بتغييره وخاصة أنه كما يبدو أن الوجوه السياسية نفسها ستعود وتطرح نفسها كالحل، في الوقت الذي تستمر إسرائيل بتوسيع الاستيطان والاستمرار بالاعتقالات والحصار والحواجز والتحكم بكل تفصيلة من تفاصيل الدولة الفلسطينية المتأملة.

عند حديثي مع عدد من الشباب الفلسطيني حول الانتخابات، انقسمت آراؤهم إلى قسمين منهم من علق آمالاً كثيرة على هذه الانتخابات، ومنهم من اعتبرها عبثية، لأن لا شيء سيتغير على الأرض وأننا وصلنا إلى مرحلة تحتاج لإعادة تشكيل التوجه السياسي الفلسطيني ككل. 

شهد (2) copy.jpg

شهد.

شهد، 17، طالبة ثانوية عامة

VICE عربية: هذه الانتخابات الأولى التي تشاركين بها، متحسمة؟
نعم جداً، وبالتأكيد سأنتخب. كشابة فلسطينية أتمت عامها السابع عشر، أشعر بأن لدي الحق بإيصال بصمتي وصوتي بالانتخاب، حيث يعد الانتخاب وصلة الأمل والحق للشباب الفلسطيني بالتغيير الوطني من نواحي الفرص والمعيشة وتطوير الذات، لذلك يجب إعطاء الشباب الحق ليكونوا جزء من ذلك الوعد في التغيير.

لديك أمل بالتغيير؟
ليس كثيراً في الحقيقة، لم أشهد أي تغيير في المناصب العليا منذ ولادتي، وفتحت عيوني على انتخابات صورية. ولكن يبقى الإنسان يتشبث بالأمل حتى نهاية المطاف. من حق كل فلسطيني إيصال صوته والمطالبة بالتغيير داخلياً، وخلق مجتمع صحي مبني على الوحدة الفلسطينية -الفلسطينية، وبنفس الوقت المطالبة بالحرية والعدالة لقضيتنا الفلسطينية.

إعلان

هادي (اسم مستعار)، 27، موظف حكومي

بعد الانقسام الذي حصل بين حماس وفتح في الانتخابات الأخيرة، هل خائف من الانتخابات؟
الانتخابات الفلسطينية مهمة ونحن بحاجة ماسة لها، ولكن كنت أتمنى أن تكون بأجواء أفضل من التي نحن فيها بسبب الوضع السياسي العام، هناك بلبلة بين الناس وأسئلة لن يتمكن أحد على إجابتها مثل هل حماس ستسلم السلطة لغزة أو لا؟ الرؤية ليست واضحة. بالرغم عن ذلك سأنتخب، وإن كنت أفضل أن تكون خالية من التوتر والاستقطاب السياسي.

كشاب يعيش في قطاع غزة، ماذا تريد من هذه الانتخابات؟
في غزة الأوضاع تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، لم يعد لدى الشباب بصيص من الأمل لعيش حياة طبيعية. يجب أن يبدأ المرشحون للانتخابات الفلسطينية في وضع غزة تحت الاهتمام باعتبارها بأهمية مدينة القدس ورام الله والمدن الفلسطينية الأخرى. غزة تهمشت لسنوات عديدة ويجب أن يعود التركيز عليها وأن يكون أبناء قطاع غزة جزء من الاقتصاد والسياسة الفلسطينية، وطبعاً الأهم هو رفع الحصار المفروض على قطاع غزة. ولكن عند الاطلاع على القوائم المترشحة للانتخابات، نجد أن هناك العديد من الأسماء ما زالت مثل ما هي، لم يتغير عليها شيء من 15 عاماً حتى اليوم. كنت أتمنى أن يكون هناك أسماء جديدة لتعطينا أمل في بكرة.

هناك أخبار عن ترشح القيادي الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي للانتخابات الرئاسية، هل ستنتخبه؟
أعلم أن للبرغوثي جماهيرية كبيرة بالضفة الغربية، بالنسبة لامكانية ترشحه للرئاسة الفلسطينية، لا أؤيد هذا الموضوع كثيرًا لانه بنظري شخص بقي خلف قضبان السجن لسنوات طويلة ولا اعرف ما هي نسبة الوعي لديه لادارة الامور الحياتية والمدنية للشعب الفلسطيني. أفٌضل أن يكون الرئيس المرشح لديه الخبرة الكافية لهذه الامور لأن الخلفية العسكرية لن تجلب للشعب الفلسطيني أي جديد. لقد جربنا المفاوضات بالضفة الغربية والمقاومة هنا في قطاع غزة، ولكن للأسف كلا المشروعين أثبتا فشلهما.

إعلان
Ali.jpg

علي.

علي، 19، طالب طب 

جاهز للانتخابات؟
جداً، أرى في الانتخابات القادمة نقطة تحول غير مسبوقة في حياتنا كشباب فلسطيني، نحن نمثل جيل بأكمله لم يعش إطلاقاً تجربة الانتخابات وحق تقرير المصير باختيار حكومته الديمقراطية، لذلك فإن هذه الانتخابات مهمة جداً بعد انتظار دام طويلاً. 

ولكن هل للشباب الفلسطيني أي دور في الحياة السياسية؟
حالياً دور الشباب له تأثير هامشي وغير ملموس على أرض الواقع، بسبب الفراغ الكبير الذي خلقته فترة الجمود الديمقراطي الطويلة، ولكن يجب على الحكومة القادمة تعزيز وإطلاق دور الشباب إلى الساحة الفلسطينية. نحن في صراع مع الوقت. أرى أن من الضروري جداً إعادة صياغة القانون الفلسطيني واستراتيجية عمل الحكومة والوزارات بأكملها كلها تحتاج إلى تغيير جذري. القانون الذي عمره عشرات السنين لم يعد مجدياً وملائماً للحقبة التي نعيش فيها، كذلك نمط الحكومة المبني على إدارة المشاكل والعقبات فقط، لم يعد قادراً على توفير ظروف معيشية ملائمة، نحتاج إلى حكومة خلاقة لرفع مستوى الحياة، لدعم النظام التعليمي وتطوير الاقتصاد لا لمعالجته عند وقوع الأزمات.

تم اعتماد ٣٦ قائمة، من بينها عدد من القوائم للشباب، ما رأيك بالقوائم الشبابية التي تم الإعلان عنها؟
صوتي سيكون لمَن يستحق، وبما أن مرحلة المناظرات أو نشر خطط وتوجهات القوائم لم تحن بعد، فلا يمكنني التعليق، ولكن أرى أنه من الضروري أن يكون هناك تمثيل للشباب بشرط ألا تكون قوائم شابة منعزلة عن باقي شرائح المجتمع، لذلك أُفضِل أن تكون مشاركة الشابات والشباب ضمن القوائم المعروفة، وليس في قوائم منفصلة للشباب فقط؛ لأنه في هذه الحالة نحن نعزز عزلة دور الشباب عن الساحة الفلسطينية.

إعلان

روان، 31، معلمة

أنت من الفئة التي لن تشارك في الانتخابات، لماذا؟
أكيد لن أشارك، لا أحب أن أكون سلبية، ولكن صوتي لن يقدم أو يؤخر في شيء، وأنا مشمئزة من كل شيء له علاقة بالسياسة وخاصة في الوقت الحالي ومع أزمة كورونا، الناس مش طايقة الحكومة كتير لتنتخب حدا منهم. لا شيء سيتغير الآن أو بعد سنوات طالما نحن كشعب وحكومة تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.

برأيك، ما هي القضايا التي يجب التركيز عليها في هذه الانتخابات؟
المصيبة الكبرى بأن أي مرشح يتقدم للانتخابات سيعملك من البحر طحينة، ويٌشبعنا شعارات وخطابات بالإنسانية وحقوق المرأة والقضاء على البطالة للشباب، وعندما يتم انتخابه ويفوز، ينسى كل الوعود التي قطعها للشعب المسكين. خليني أكون متفائلة، يهمني شخصيًا إيجاد حل للقضاء على مشكلة البطالة، أغلب الشباب الفلسطينيين متعلمون ولكنهم لا يجدون فرص عمل، ومنهم من يضطر للعمل في الداخل المحتل في مطاعم أو في قطاع البناء أو في التنظيف. يجب القضاء على هذه الظاهرة واستثمار طاقة شبابنا في بلدهم وليس لدى المحتل.

بيسان copy.jpg

بيسان.

بيسان، ٢٩، منسقة مشاريع 

هل ستشاركين في الانتخابات أم ترين أنها لن تغير شيء؟
سأشارك في الانتخابات وسأنتخب على الرغم من رفضي لتفاصيل كثيرة. الشباب الفلسطيني علق الكثير من الآمال على الانتخابات الفلسطينية، ولكن تلك الآمال قطعت أحبالها في بداية الطريق بفعل قرارات وتعديلات رئاسية أصدرها رئيس السلطة الفلسطيني محمود عباس تحد من مشاركة فئة الشباب في الانتخابات التشريعية والرئاسية. يشكل الشباب أكثر من 60٪ ممن يحق له الاقتراع، ويتنوع دور الشباب من الاقتراع والترشح والإشراف والرقابة على العملية الانتخابية. ولكن مع أن الشباب يمثلون القاعدة الجماهيرية للفصائل الفلسطينية؛ فإن نسبة تمثيلهم في مواقع صنع القرار لا تتعدى 1%، بما فيها المجلس التشريعي الفلسطيني رغم أن القانون حدد سن الترشّح 28 عامًا. 

ما هو رأيك بالقوائم الشبابية التي تم الإعلان عنها؟
بعد جهد عظيم من الشباب واخيرًا وافقت الحكومة على وجودهم بالإنتخابات بقائمة جيدة تعبر عن فئة داخل المجتمع و مؤمنة بحقها في التعبير عن حالة المجتمع الذي تنتمي إليه. أشعر بالسعادة لأنه هنالك أصوات قائمة على وعي وطموح وتطلعات مجموعة من الشباب تتراوح أعمارهم بين ٢٨ إلى ٤٠ عاماً، واعتمدت على مساهمة مالية من مرشحيها ومساهمات شابة لا تخضع لشروط وقيود.

إعلان

ماذا عن امكانية ترشح مروان البرغوثي للرئاسة؟
خوض البرغوثي الانتخابات الرئاسية، يشكل أفق جيدة لخروج الشارع الفلسطيني من حالة النزاع وتعطي الانتخابات أفقها الديموقراطي التغييري بوجود مناضلات ومناضلون لم يتخلوا عن حلم الفدائيين، ولم ينسوا عهد الحرية الذي تغمد بالدم. التغيير ممكن والأمل موجود بنهج مشروعنا الوطني إذا كانت الانتخابات تعددية وتنافسية تشارك فيها قوائم ذات رؤية بأهمية وأولوية التغيير والتجديد والإصلاح الشامل السياسي والديمقراطي والمؤسسي، لكن حيثيات وجود البرغوثي بالانتخابات تتضمن العديد من التحديات منها تأجيل الانتخابات او إنسحاب محمود عباس من الترشح أو حتى إطلاق سراح البرغوثي ضمن وصاية دولية، لكن أنا شخصياً أؤمن انه إنسان فلسطيني حر له الحق بالترشح.

خالد، 30، ناشط حقوق الإنسان

هل ستقوم بالانتخاب؟
لا، لا أريد المشاركة في هذه الانتخابات، لأن من المتعارف عليه أن الانتخابات هي جزء من العملية الديمقراطية والديمقراطية هي الشعب ولكن وفي الحالة الفلسطينية عن أي شعب نتحدث؟ إن كان هذا الشعب مجزء ومقسم عندما نستثني 2 مليون فلسطيني يعيشون في الداخل الفلسطيني المحتل، و5 مليون فلسطيني موجودين في الشتات لا يتم اعتبارهم فلسطينيين، ولا يحق لهم التصويت. هناك تجاهل لهذا العدد الكبير من أبناء الشعب، فعن أي إنتخابات نتحدث؟ والجزء الاهم والاكبر أن الانتخابات قائمة على شخص واحد هو الذي يقرر إن كان هناك انتخابات أو لا. سأنتخب بعد التحرير في سياق فلسطيني خالي من الاستعمار. المناضل لا يبحث عن الشرعية عن طريق الانتخابات، وإنما ينتزعها من خلال نضاله.

ليس لديك أي أمل بالتغيير الذي قد تحققه هذه الانتخابات؟
برأيي القوائم الشبابية لن تغير شيئًا، لأن المنافسة ستكون على القوائم الحزبية المدعومة من الأحزاب، وقوائم الشباب للأسف لن تكون بالقوائم الحزبية الأولى، وبالتالي لن يكون لها أي تأثير ودور فعًال بالمنافسة بالقوائم الانتخابية. وترشح مروان البرغوثي  للرئاسة لن يغير شيء، طالما أنه غير معارض لنهج السلطة واتفاقية أوسلو وحل الدولتين.

إعلان
براء (3).jpg

براء.

براء، 26،  موظف علاقات دولية

أول مرة تنتخب؟
نعم، منذ أن  أصبحت قادراً على ممارسة حقي الانتخابي، لم أتمكن من المشاركة في انتخابات رسمية خارج إطار انتخابات مجلس الطلبة في الجامعة التي درست فيها. كشاب فلسطيني مثل الغالبية العظمى التي لم تشارك في انتخابات رسمية من قبل، أتعطش للمشاركة في هذه العملية الديمقراطية باعتبارها المرة الأولى لي.

ما الذي يدفعك للمشاركة بالانتخابات؟
ما يدفعني للمشاركة هو الرغبة الفعلية لإحداث تغيير جذري في طريقة  إدارة الدولة التي عثها الغبار وارهقتها المشاكل والانقسامات. يجب أن يتم إشراك الشباب في القوائم الانتخابية وبنسبة أكبر من نسبة المشاركين السابقين ممن قد جاوز عمرهم الستين والسبعين من العمر. إعمار البلد وحل مشاكلها يحتاج إلى عنفوان الشباب المتعطش والطامح لإحداث التغيير في البلاد على المستوى المحلي، الإقليمي والدولي. الحلول القديمة لم تعد مجدية، نحتاج لضخ دماء جديدة في مراكز الحكم واتخاذ القرارات، لإيجاد حلول جديدة وخلاقة.  

ما هي الأمور التي على المرشحين للانتخابات التركيز عليها لتحسين من وضع الشباب؟
القضاء على المحسوبيات والواسطات في تقديم الخدمات والتوظيف بالدرجة الأولى، وتعزيز دعم استثمار الشباب وتسهيل إنشاء مشاريعهم الخاصة التي من شأنها القضاء على البطالة، وزيادة مدخول البلد من عائدات الاستثمار من خلال فتح المجال للشباب للمشاركة في العملية السياسية بناءً على الكفاءة وليس على المحسوبية أو الواسطة.

لارا، 28

هل ستنتخبين؟
نعم سأنتخب، لطالما انتظرت هذا اليوم، انتخاب الشعب لمن سوف يمثله ومن ينقل وجعه ومن يساعده على حل مشاكله والحصول على حقوقه ومتطلباته بالحياة، هذه هي الديمقراطية. 

إعلان

ما الذي تأملين أن من خلال هذه الانتخابات؟
لقد تخرجت من الجامعة تخصص العلوم السياسية منذ سنوات، ولم أجد أية فرصة عمل. أغلب الشباب الفلسطيني يقضي 12 سنة في المدرسة و 4 سنوات في الجامعة، لكي ينتهي به المطاف في الجلوس المنزل أو كعامل في الداخل المحتل، بدون أي حقوق. يجب على المرشحين أن يوفروا احتياجات الشباب الاساسية، هناك العديد من الشباب لديهم القدرة والكفاءة التي يمكن الاستفادة منها داخل الوطن، ولكن بسبب عدم توفر فرص عمل يلجأون للهجرة. ما أريده هو تغيير في الأسلوب السياسي المتبع و المقتصر على أبناء أحزاب معينة، والذين يملكون عقد احتكار بالوظائف والمناصب. وأيضًا من المهم أن يعكس المجلس التشريعي متطلبات الشباب لأن الشباب الفلسطيني هم بناة المستقبل.

مع أم ضد ترشح مروان البرغوثي للانتخابات الرئاسية؟
طبعًا ضد، لا أجد من ترشحه أي أمل في تغيير وضع الشعب الفلسطيني. لدي احترام شديد له، فقد أمضى  ٢٠ سنة من حياته في سجون الاحتلال الإسرائيلي وهو يقضي خمسة أحكام بالسجن مدى الحياة، إلا أنني أعتقد أنه لن يكن على وعي وإدراك كافي بما مر به المواطن الفلسطيني خلال كل هذه السنوات. بشكل عام، أنا ضد أي مرشح حزبي لا أريد إنتخاب أي مرشح ينتمي لفتح أو حماس.

مهدي (1).jpg

مهدي.

مهدي، 28، فنان تشكيلي 

هل تعتقد أن الانتخابات ستأتي بالتغيير؟
قد يبدو كلامي تشائمياً لكنه واقعي، لا أعتقد أن الانتخابات ستجلب أي جديد أو تغيير إيجابي. من وجهة نظري، الانتخابات قائمة على مصالح سياسية ليس إلا، وتصب في مصلحة القائمين عليها فقط (لعبة من الداخل للغرب لتيسير مصالحهم).

ماذا عن المرشحين؟
تمنيت في البداية أن يكون المرشحين مختلفين عن ما سبقوهم وسيكونون أكثر استعداداً لتمرير تشريعات وقوانين تكون مفيدة وعادلة للشعب، لكن من خلال متابعة الأخبار تلاشت أي آمال، أغلب المرشحين هم نواب سابقين أو ذو اجندة رجعية التي قد تبدو للوهلة الاولى تصب في مصلحة الشعب، لكنها ليست إلا إعادة كليشيهات تم استهلاكها كثيراً. المرشحين الآخرين الذين يبدو أن لديهم أجندات جيدة، فرص فوزهم جداً قليلة، للأسف. 

إعلان
صلاح.jpg

صلاح.

صلاح، 30، محامي

أنت من القلائل المتفائلين بهذه الانتخابات؟
أتطلع إلى هذه الخطوة بعين الأمل لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني من جديد. ولكنني أيضاً أتطلع إليها بعين القلق خوفًا من عدم إتمامها والعودة إلى المربع الأول، خاصة أن المواطن الفلسطيني مصاب اليوم بحمى الإحباط من ملف المصالحة وإنهاء الانقسام الذي تجاوز عمره الثلاثة عشر عامًا. إلا أنني أرى أن إجراء الانتخابات هو استحقاق طال انتظاره، لكنه الخطوة الاصعب في طريقنا نحو الديمقراطية تتعلق بمدى الالتزام بنتائج هذه الانتخابات، هذا هو الأهم.

هل تخاف من تكرار سيناريو  انتخابات ٢٠٠٦؟
نعم سيبقى السؤال، هل سيتم احترام نتائج هذه الانتخابات؟ وهل سيحصل تداول وانتقال سلس وسلمي للسلطة؟ وهل ستترجم إرادة الناخبين من داخل صناديق الاقتراع إلى الواقع؟

ما رأيك بالقوائم الانتخابية التي تم الإعلان عنها؟
أعتقد أن القوائم الشبابية ستكون حظوظها قليلة جدًا أو تكاد تكون شبه معدومة، وقد يعود السبب وراء ذلك لعدة عوامل أهمها، عدم توفر ايدولوجيا واضحة لهذه القوائم تمكن الناخب من تصنيفها، والعامل الثاني أن معظم الشعب الفلسطيني مؤطر وينتمي للأحزاب سواء كأعضاء أو مناصرين، وبالتالي سيذهب  باتجاه الأحزاب السياسية التي لها ثقل ووزن على الساحة الفلسطينية، والتي استطاعت اظهاره أمام قاعدة الشعب سواء في انتخابات النقابات أو البلديات أو حتى الجامعات. أضف إلى ذلك أن القوائم الشبابية الجديدة تعاني من عنصر الحداثة، لا يوجد لديها تجارب ونماذج مقدمة ومتوفرة أمام الناخب تمكنه من تقييمها على على هذا الأساس، وبالتالي كل هذا سيؤدي بالضرورة الى صعوبة أو قد يكون استحالة في تجاوز نسبة الحسم. القوائم الحزبية ستنجح بشكل أكبر.

سابا copy.jpg

سابا.

سابا، ١٨، طالب ثانوية عامة

ستنتخب للمرة الأولى بحياتك، هل أنت متحمس؟
الانتخابات ستكون تجربة جديدة وفريدة من نوعها للعديد من الفئات العمرية من الشباب الفلسطيني نتيجة غياب الانتخابات ما يقارب الخمسة عشر عاماً. ولكنه يؤسفني القول بأننا كشباب ننتخب لأول مرة، لسنا على الاستعداد اللازم للمشاركة في الانتخابات، معظمنا لا يعي طريقة عمل هذا النظام، ويفتقر المعرفة والاطلاع على القوائم الانتخابية المختلفة وما توفره لنا من وعود وسياسات. أتخوف من أن يلجأ البعض إلى التصويت حسب آراء من يحيطون به من عائلته وأصدقائه، وهذا سيفقده حرية الاختيار وروح الحرية، الذي يأتي مع الانتخابات. برأيي الخاص، من الواجب على الحكومة وأصحاب الشؤون العليا المبادرة في إطلاق الحملات التوعوية عن أهمية الانتخاب والتصويت كي يساعدوا جيل الشباب في اختيار ما هو الأفضل لمصلحتهم. نحن بحاجة لحكومة منافسة ورائدة على المستويين العربي والعالمي.