يعتقد الكثيرون بحتمية علامات يوم القيامة والتي غالباً ما تنبئ بانتشار سلوكيات معينة وظواهر بيولوجية ومناخية غير معتادة ككثرة الزلازل والقتل والحروب والمحرمات بالإضافة إلى ظهور وباء يهدد البشرية جمعاء، وعادة ما يستشهد البعض بحديث للنبي محمد عن أدلة آخر الزمان وهي "انتشار الموت في الناس، وكثرة موت الفجأة، وذلك يكون بالزلازل والبراكين والأوبئة والأعاصير والغرق، كما يكون بالحروب والملاحم والفتن. لهذا قام البعض باعتبار أن انتشار وباء فيروس كورونا، هو واحد من العلامات عن اقتراب يوم القيامة. في الواقع، قام كثيرون بالبحث عن العلاقة بين الوباء ويوم القيامة على غوغل، حيث تصدرت كل من ليبيا، مصر، سوريا، الأردن ولبنان المراتب الخمس الأولى للدول الأكثر بحثاً عما إذا كان هذا الفيروس هو إحدى علامات يوم القيامة. لهذا قررت سؤال خمس أشخاص من هذه الدول العربية عن رأيهم بذلك. خلينا نشوف.
إعلان
نور الدين، 36 عامًا، متطوع خدمة إجتماعية ومدرب لياقة بدنية، ليبيا
أنت ترى أن الوباء الحالي هو علامة من علامات يوم القيامة؟ إشرح لنا ذلك؟
نعم، أنا مؤمن بأن كل ما يحصل حاليًا هو علامة من علامات الساعة، ليس فقط الفيروس في حد ذاته بل حتى حالة النفير والهلع والخوف الدائم الذي نعيشه كبشر، لا وجود للاطمئنان والراحة والسعادة الحقيقية. إستناداً للعديد من المراجع الدينية للحديث والسُنة نجد أن الوضع الحالي لوجود هذا الوباء هو مؤشر للنهاية المرتقبة لنا كجنس بشري، انتشار الأوبئة والأمراض هو دلالة واضحة على المغالاة والتطاول على الله وانتشار الفحش على هذه الأرض.هل اعتقادك بأن يوم القيامة وشيك مبني على دلائل أو مؤشرات معينة؟
الأمر ليس له علاقة بحقائق علمية أو دنيوية، بل هو يقين مبني على إيمان راسخ في داخلي وفي داخل العديد من المؤمنين. أنا أرى أن وباء كورونا، جاء ليؤكد على ضرورة الرجوع إلى الله وطلب غفرانه للخطايا والذنوب التي نقدم عليها بوعي ودون وعي. ربما هي فرصة أخيرة لنا كي نراجع أنفسنا.
فدوى (إسم مستعار)، 27 عامًا، طالبة ماجستير علوم إسلامية، مصر
من خلال دراستك، هل تجدين أي رابط بين انتشار الأوبئة ونهاية العالم؟
أنا على يقين بأن مهما تطور العِلم ونجح بعلاج جميع الأمراض والأوبئة، إلا أن الدواء الحقيقي لنا هو وجودنا مع الله، والدليل هو ضعف كل إمكانيات كل دول العالم والحكومات والعلماء من إيجاد علاج لفيروس كورونا، والذي تسبب بموت الآلاف. نحن اليوم تحت سيطرة أمور مادية لن ندرك خطرها إلا بعد فوات الأوان. أنا لا أقول بأن يوم القيامة هو قريب، ولا أراه كحدث مخيف، ولكنه حدث مهم لنا جميعاً كبشر أحياءاً وأمواتًا. ما يهم اليوم هو الأخذ بعين الاعتبار كل العلامات الموجودة اليوم كانتشار الفساد والفواحش والتغيرات المناخية، هذه كلها بمثابة منبه وإنذار للكل ولا يمكن إغفال دلالتها.إذن برأيك العلم لوحده ليس كافياً لإيجاد علاج لهذا الفيروس؟
صحيح، العلاج هو الرجوع إلى الله والاستقامة على منهج رسول الله وهذا الوباء هو رسالة من الله "فما وقع بلاء الا بمعصية وذنب وما رفع إلا بتوبة." نحن اليوم لا نبالي بأي شيئ، وهناك من يجاهر بالمعاصي والمفاسد، وهذه من العلامات الصغرى ليوم القيامة، ولم يبقى سوى العلامات الكبرى التي لن ينفع بها توبتنا. هذا الفيروس هو الخطر الذي نبهنا الله ورسوله من ظهوره في آخر الزمان حيث شبهه "بالموتان كقعاص الغنم." والموتان لفظ مبالغة من الموت أي يقع موت كثير جدًا أشبه ما يكون بالوباء، وقعاص الغنم، المقصود به هو هو داء يقتل الدواب، ويشبه كمرض فيروسي كالإنفلونزا ويفتك بالجهاز التنفسي كالكورونا الآن.
إعلان
محمود، 25 عامًا، مهندس معماري، سوريا
هل ترى أن يوم القيامة اقترب؟
الجميع يعلم وحتى الملحدين أن هناك حياة أخرى، ولكن كل شخص يؤمن بهذا الأمر بطريقته الخاصة. الاستمرار في نكران وتجاهل هكذا حدث هو غباء صارخ. وانتشار فيروس كورونا قد يكون إشارة إلى أن الحياة زائلة.كيف تفسر وجود هكذا أوبئة وأمراض منذ قرون طويلة، ولكن الساعة لم تقم وقتها؟
هذا صحيح، لقد جاء الطاعون في السابق الذي فتك بحياة ملايين من الناس ولكن أنا لم أقل أن هذه العلامات ستجعل من يوم القيامة غداً أو الشهر القادم (الله وحده يعلم) ولكن أنا أقول بأن هذه المؤشرات تضع لنا حدوداً لأفعالنا اليوم، وكأنها رادع ملموس وغير ملموس في آن واحد. أنا معماري وأتعامل مع الأخطاء الموجودة في أي مبنى على أنها تنبيه بانهيار أو إنحراف أو حتى إمكانية انهيار المبنى بالكامل، لذلك أتعامل مع هذه العلامات والمؤشرات التي تحدث حالياً بالطريقة ذاتها.ما الذي يمثله لك اقتراب يوم كهذا (يوم القيامة)؟
هو يوم الإمتحان (يضحك)، لو قمنا بدراسة المنهج بشكل جيد سنعبر للمستوى الأعلى وهي الحياة الباقية، في حال لم نقم بالدراسة سنتلقى عقوبتنا. شاهدت مؤخراً فيديو يتحدث عن نهاية العالم وفكرة الولوج إلى عالم آخر، لا شك لدي أن المؤمنين سيكونون الأكثر استعداداً لهكذا يوم، ولربما سيكونون الأنجح في هذا الإمتحان الدنيوي، فلا عِلم ينجينا بعد علوم الدين والسنة.
نادين، 24 عامًا، طالبة تاريخ وموثقة أوراق، لبنان
أنت تعتقدين أننا دخلنا في علامات الكبرى ليوم القيامة، كيف ذلك؟
منذ ظهور فيروس كورونا تم ربطه بيوم القيامة، واعتقدت في البداية، أن بعض القيادات الدينية تعمدت الحديث عن ذلك لإثبات فرضيتهم لنهاية العالم في عام 2020 واقتراب يوم الحساب. وهذا الأمر كنت جداً مؤمنة به قبل أشهر، ولكن شعرت أنني تائهة حرفياً، على الرغم من أننا اليوم في عصر يوتيوب وغوغل وكل المصادر المعرفية مفتوحة ومتوفرة، ولكن رغم ذلك بصراحة لم أجد أي إجابة واضحة الإ ضمن مجموعة نسائية على تطبيق تيلغرام والتي تتحدث فيها بعض النساء عن اكتمال حدوث كل العلامات الصغرى، وأننا الآن في مرحلة العلامات الكبرى والدليل على ذلك ظواهر مثل نزع الحجاب وتعدد الهويات الجنسية وظهور الإسلام الـ "لايت" الذي يتناسب مع العصر الحالي. هنا أدركت شيئان: أن هذه الحياة هي مجرد محطة مؤقتة وستقودنا إلى محطات أخرى لا نعلمها، حتى وإن ذكرت في جميع الكتب المقدسة، ولكن الرؤية بالنسبة لنا مازالت ضبابية. أما الشي الآخر فهو حالة الفوضى التي نعيشها، هذه علامات بأننا ببساطة هائمون في هذا العالم دون وعي كامل بكل تغيراته.كيف تبدو النهاية؟
لا أعرف صدقاً، ولكن أتمنى بأن تكون وشيكة.
خليل، 41 عامًا، موظف حكومي، الأردن
هل فيروس كورونا هو عقاب رباني برأيك؟
لا أعتقد بأن الفيروس هو عقاب رباني أو بلاء لكوكب الأرض، فنحن لا نود جلد ذاتنا بين الوقت والآخر لمجرد أننا نقوم بأفعال مخالفة، فكل الشعوب والأمم التي سبقتنا ارتكبت أفعال مضادة للطبيعة وخارقة للقانون البشري. أعتقد أن فيروس كورونا هو علامة واضحة لوباء يأتينا كل بضعة عقود لكي يتخلص من الزيادة السكانية على هذا الكوكب. يوم القيامة لا يعلمه موعده ووقته إلا الله عز وجل ولكن في المقابل هناك علامات موجودة يمكن الرجوع إليها بين وقت وآخر، لكي نذكر أنفسنا بأن هناك يوم عظيم سنحاسب عليه. أنا لا أعلم إذا كان فيروس كورونا هو إحدى العلامات ولكن يمكن أن أجزم بأن نقطة المرض الجائح هي أمر حقيقي ودليل على حدث سيغير العالم.هل فكرة اقتراب يوم القيامة يخيفك؟
أنا انسان أخطئ وأصيب، انحرف وأتوب. لا شك أن هذا الوباء جعلني افكر ملياً في نهاية العالم، وما الذي يجب علي فعله أو تغييره. أتمنى لو كنا نستطيع تنظيف وتنقية وتعقيم أعمالنا وذنوبنا، كما نفعل حاليًا مع أيدينا وكل إجراءات الوقاية التي نتبعها لحماية أنفسنا من الفيروس.