فيروس كورونا

خبراء: البشر يعيشون في "عصر الأوبئة" ولن يكون فيروس كورونا هو الأخير

ما لم يقم البشر بتغييرات كبيرة في سلوكهم، فإن المزيد من الأوبئة المميتة ستستمر في الظهور
Gavin Butler
إعداد Gavin Butler
Melbourne, AU
coronavirus train
Image by Prakash Singh / AFP

حذر خبراء من أن جائحة فيروس كورونا قد تكون مجرد واحدة من سلسلة من تفشي الأوبئة المتكرر بشكل متسارع، حيث تدخل الأجناس البشرية ما يصفونه بـ "عصر الأوبئة."

ويتوقع أنتوني فوسي، عالم المناعة الأمريكي الرائد ومدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية (NIAID)، وديفيد مورينز، عالم الأوبئة الطبية في NIAID، أن تفشي الأمراض والأوبئة على نطاق واسع سيتسارع فقط خلال السنوات القادمة مع نمو السكان، ومع توسع المجتمعات وزيادة إزالة الغابات.

إعلان

كجزء من البحث الذي نُشر الشهر الماضي في المجلة العلمية  Cell، أشار فوسي  ومورينز إلى أن "العقد الماضي شهد انفجارات وبائية غير مسبوقة" مستشهدين بإنفلونزا الخنازير وفيروس زيكا وحمى الإيبولا، واقترحوا أن  فيروس كورونا، الذي تم التعرف عليه مؤخرًا في 2019، ليس سوى "أحدث نموذج على مرض وبائي غير متوقع وجديد ومدمّر." ويقولان: "يمكن للمرء أن يستنتج من هذه الموجة الأخيرة أننا دخلنا عصر الأوبئة، وأسباب هذا الوضع الجديد والخطير متعددة الأوجه ومعقدة."

ويوضح فوسي ومورينز أنه على الرغم من أن الأمراض المعدية الناشئة حديثًا كانت تهدد البشر منذ ثورة العصر الحجري الحديث -منذ حوالي 12،000 عاماً - عندما استقر الصيادون في القرى لتدجين الحيوانات وزراعة المحاصيل - فقد شهد العقد الماضي ارتفاعًا حادًا في عدد قصص تفشي فيروس كورونا بعد أكثر من قرن بدونها.

معظم هذه الفيروسات كانت، وتاريخياً، حيوانية المنشأ - أي نشأت من حيوان وانتقلت إلى البشر عبر عملية تُعرف باسم "تبديل المضيف." وبعض العوامل الأكثر انتشارًا التي تساهم في هذا التفشي لها علاقة بالسلوك البشري.

يساهم النمو السكاني، والازدحام، والنشاط البشري، والسلوكيات الأخرى التي تسبب إضطرابات بيئية أو تؤدي إلى ثغرات ايكولوجية جديدة من صنع الإنسان في ظهور ونقل الأمراض المعدية. ويؤكد فوسي ومورينز أنه "كلما زاد عدد السكان، وكلما زاد السفر، كلما وفرنا المزيد من الفرص لتفشي الأمراض الناشئة."

تساهم العوامل البيئية مثل تخزين المياه، وتصحر الأراضي والأسواق الرطبة للدواجن وغيرها من الحيوانات التي يحتمل أن تكون معدية، في خطر تفشي الفيروس - مما يضيف تأثيرا إضافيًا لما يصفه فوسي ومورينز بأنه "حجة قوية بأن الأنشطة والممارسات البشرية أصبحت المحدد الرئيسي لظهور المرض."

إعلان

وخلصوا إلى أنه إذا استمرت هذه الممارسات، فمن المحتمل أن فيروس كورونا لن يكون سوى أحدث الأمثلة على موجة من الفيروسات والأمراض المعدية الأخرى.

وكرر جيمس جيلكرسون، أستاذ علم الأحياء الدقيقة البيطري بجامعة ملبورن، هذه المخاوف. وفي حديثه إلى VICE News عبر رسالة نصية، أوضح أنه "بينما كنا كبشر نعاني من الفيروسات والأوبئة، فإن الزيادة الهائلة في تنقل السكان هي التي أدت إلى زيادة المخاطر. إلى جانب تدمير البيئة واستخدام البشر لقدر أكبر من الكوكب كمساحة معيشية، وستزيد هذه الأشياء الثلاثة من خطر انتشار الأوبئة في المستقبل."

ويشير البروفيسور جيلكرسون إنه يأمل أن تتمكن المجتمعات من التعلم من جائحة فيروس كورونا حول أفضل طريقة لتقليل انتشار الأمراض في المستقبل، مع تطوير المضادات الحيوية والأدوية المضادة للفيروسات واللقاحات للتخفيف من المخاطر.

ومع ذلك، يحذر كل من فوسي ومورينز من أنه ما لم يقم البشر بتغييرات كبيرة في سلوكهم، فإن المزيد من تفشي الأوبئة المميتة مثل تفشي فيروس  SARS-CoV-2 ستستمر حتماً في الظهور.

وكتَبا: "مع نمو المجتمعات البشرية في الحجم والتعقيد، نخلق مجموعة متنوعة لا حصر لها من الفرص للعوامل المعدية غير المستقرة وراثيًا للظهور في الثغرات الايكولوجية، لا يوجد شيء جديد بشأن هذا الوضع، باستثناء أننا نعيش الآن في عالم يهيمن عليه الإنسان، حيث تؤدي التغيرات الشديدة المتزايدة في البيئة إلى ردود فعل حادة وقوية من الطبيعة."

ويضيفان: "لا يوجد سبب للاعتقاد بأن الأدوية واللقاحات، يمكنها التغلب على خطر ظهور الأمراض المعدية بشكل متكرر ومميت. إن جائحة فيروس كورونا هو تذكير آخر، أنه في عالم يهيمن عليه الإنسان، حيث تمثل أنشطتنا البشرية تفاعلات عدوانية مدمرة وغير متوازنة مع الطبيعة، فإننا سنشهد بشكل متزايد ظهور أمراض جديدة."