نادي الأفلام

المخرجة المغربية وجدان بالبيار تسلط الضوء على أزمة الهجرة في فيلم "Regreso"

أردت تصوير هذا الفيلم من وجهة نظر الطفل أشرف لا من وجهة نظر أصحاب ربطات العنق والبدل السوداء
SEI_79673009
لقطة من فيلم "ريجريسو" لوجدان باليبار.

تخيل نفسك عندما كنت أصغر؟ ما الذي كنت تريده من الحياة، ما الذي كنت تحلم به؟ بشكل أكثر تحديداً، هل كنت قادراً على أن يكون لديك أمل في رؤية مستقبل الذي تريده أو تحلم فيه؟ الأطفال في البلدان ذات الفرص المحدودة أو المعدومة لديهم هذه الأفكار المتكررة مع الخوف من عدم القدرة على عيش حياة أفضل، هذه هي مخاوف العيش داخل الحدود المرسومة للبلد. الأمل هو الشيء الوحيد الذي يبقيهم مستمرين هو الهجرة وبناء مستقبلهم في بلد آخر. 

إعلان

المغرب هي الدولة الوحيدة في إفريقيا التي لها حدود برية مع الاتحاد الأوروبي، لهذا السبب هي المكان المناسب للأشخاص الذين يرغبون في الهجرة من أجل حياة بفرص أكثر وأفضل. في شهر مارس من هذا العام حاول 2,500 مهاجر ولاجئ عبور الحدود بين المغرب وإسبانيا، حيث سميت الحدود بينهما بالـ "نقاط الدخول المفضلة." 

وبحسب بيانات منظمة اليونيسف لعام 2020 بلغ عدد المهاجرين حول العالم إلى 281 مليون، و36 مليون منهم هم أطفال، 36 مليون قاصّر يعني أكثر من سكان المملكة العربية السعودية. ويعاني الأطفال اللاجئون والمهاجرون باستمرار من العنف الجنسي، والاستغلال، وسوء المعاملة والاختطاف، والاتجار.

في الفيلم الوثائقي "Regreso" (وتعني العودة) تسلط وجدان بالبيار، 27 عاماً، المخرجة والمنتجة المغربية المقيمة بالولايات المتحدة الضوء على أزمة الهجرة غير الشرعية أو غير النظامية من المغرب لإسبانيا وكيفية تأثير ذلك على القُصر في المغرب، الذين يحاولون عبور الحدود سباحة. تخرجت بالبيار من معهد العالي للسينما في الرباط، ودرست الإنتاج وإخراج الأفلام الوثائقية في أكاديمية نيويورك للأفلام في نيويورك. في هذه المقابلة تتحدث وجدان عن أزمة الهجرة في المغرب، الطفل أشرف، والتحديات التي واجهتها.

إعلان

أسئلة سريعة لوجدان
الموسيقى المفضلة: يعتمد ذلك على الحالة المزاجية التي أكون فيها. حاليًا استمع كثيرا أغاني وردة الجزائرية.

المخرج المفضل: تأثرت كثيرًا بأفلام سكورسيزي وفرانسيس كوبولا ومايكل مور كمخرج وثائقي 

آخر فيلم شاهدتيه: CODA الذي ربح جائزة أحسن فيلم في الأوسكار هذا العام.

VICE عربية: لماذا أردت صناعة هذا الفيلم، لماذا كان مهمًا جدًا بالنسبة لك؟ 
وجدان بالبيار:
تكونت الفكرة عندما شاهدت فيديو للطفل أشرف على الإنترنت، لقد صدمت كيف يمكن لشخص ما أن يترك كل شيء وراءه ويذهب إلى المجهول. كيف يمكن لطفل بعمر ١٥ عاماً، إلقاء نفسه في البحر مع زجاجات بلاستيك كحماية؟ أردت أن أفهم كيف يمكنه فعل ذلك وما الذي جعله يستيقظ في ذلك الصباح ويقرر هذا القرار؟ ولماذا يحاول الفتى الشاب الفرار من بلده؟ الكثير من الأسئلة التي دفعتني إلى سرد قصته، وأردت أن أحكي قصته من وجهة نظره هو. أردت تصوير هذا الفيلم من وجهة نظر الطفل أشرف لا من وجهة نظر أصحاب ربطات العنق والبدل السوداء، مجرد طفل يروي قصته بطريقة بريئة.

أخبرينا قليلاً عن أزمة الهجرة من المغرب لإسبانيا، لماذا يحاول هؤلاء القاصرين الوصول إلى سبتة؟
الهجرة غير الشرعية في المغرب مشكلة متجذرة منذ بداية التسعينات خصوصًا في المنطقة الشمالية لقربها من إسبانيا، بسبب قلة فرص العمل يحاول العديد من الشباب الهجرة للبحث عن فرص أفضل في الحياة في الضفة الأخرى، علماً أن المغرب ليس بلد حرب أو مجاعة، المغرب بلد مستقر وآمن لكن الفرص قليلة. البعض يحاول الهجرة إلى إسبانيا محملا بالوهم والأحلام غير الواقعية بأن الحياة ستصبح وردية، ولكن الواقع هو أن هؤلاء القصر يتم التعامل معهم بعنف، واحتجازهم قبل اعادتهم للمغرب.

إعلان
SEI_79776405-1536x1024.jpg

أشرف لحظة القبض عليه من قبل حرس الحدود في سبتة بعد عبوره الحدود سباحة.

كيف تواصلت مع أشرف؟ وأين هو الآن؟
أشرف هو فتى يتيم تبنته خالته ميلودة، كان التواصل معه بشكل مباشر صعب لأنه كان يحاول باستمرار الهجرة عبر سبتة. ولكني نجحت أخيراً في التواصل معه ووافق على أن يكون في فيلمي. تم اختياره لأن قصته حقيقة ليست مصطنعة، وهو واحد من العديد من القُصر الذين يحاولون عبور الحدود أكثر من مرة بدون نجاح قبل أن يفقدوا الأمل. حاليًا أشرف يتابع دراسته في تخصص الحلاقة في المغرب بعد مساعدة من جمعية عطاء للأعمال الخيرية وتم توفير سكن له. ولكنه لا يزال يخطط للهجرة لأوروبا ولكن بشكل قانوني. 

هل ترين أن أزمة الهجرة، يتم تصويرها بشكل غير عادل من قبل وسائل الإعلام؟
صحيح، دائما يتم تغطية الجانب الخطأ إعلامياً لا أحد يستمع لهؤلاء القُصر وما يدفعهم للمجازفة بحياتهم في قوارب الموت. وفيلمي يسلط الضوء على أشرف لمعرفة دوافعه أملاً بأن تؤخذ بعين الاعتبار ويتم التعامل مع الهجرة بشكل إنساني، وليس بتزويد عدد حرس الحدود ورفع ميزانيات المراقبة على الحدود.

ما هي أبرز التحديات التي واجهتك أثناء تصوير الفيلم؟
تم تصوير الفيلم في مدن الصفيح في كازابلانكا وكان الأمر صعب جداً بسبب فيروس كورونا أولاً، وكذلك واجهت الكثير من تشويش من قبل المارة وكان علينا إعادة بعض اللقطات أكثر من مرة، كما أن هناك تحدي التمويل، حيث أنتجت الفيلم بشكل مستقل تمامًا. 

ماذا تريدين أن يبقى مع المشاهد بعد مشاهدة قصة أشرف؟
آمل من خلال هذا الوثائقي القصير أن أنجح في إلقاء الضوء على قضية الهجرة غير الشرعية، لأن هناك العديد من الشباب الذين لديهم نفس الأفكار ومستعدون للمخاطرة بحياتهم للوصول إلى الجانب الآخر.  كان أشرف محظوظًا ببداية جديدة. لسوء الحظ، لا يتمتع الشباب الآخرون بهذا الامتياز.