مقابلة مع البوكتيوبر السعودية بيان سندي

بيان.. فتاة سعودية شابة، يعرف متابعي قنوات البوكتيوب العربية على موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب" اسمها جيدًا؛ فقناتها والتي تحمل اسم Bayanola92، تعتبر من أوائل القنوات العربية المختصة بمراجعة وتقييم الكتب، ويصل عدد مشتركيها لأكثر من 66 ألف متابع، كما تحصد فيديوهاتها آلاف المشاهدات.. التقينا بها لنعرف أكثر عن "البوكتيوب" كظاهرة شبابية جديدة في العالم العربي، وتجربتها مع إنتاج التدوينات الثقافية المرئية.

VICE عربية : في البداية.. عرفينا بنفسك أكثر؟
بيان: اسمي بيان سندي، عمري 27 سنة، حاصلة على بكالوريوس إدارة أعمال من جامعة الملك عبدالعزيز وأنا متزوجة و لدينا قط يظهر كثيرًا على قناتي.

كيف بدأت علاقتك بالقراءة والكتب؟
بدأت منذ طفولتي إذ كنت ألاحظ أفراد عائلتي يقرؤون الكتب و كنت أزور المكتبات معهم وأراهم يتباحثون في موضوعات الكتب واختيارها، فراودني الفضول، بالإضافة إلى اهتمام أهلي بتوجيهي إلى القراءة.

لايزال مصطلح "البوكتيوب" غريبًا على مسامع الكثير من الناس في المنطقة العربية.. حدثينا أكثر عن بدايات هذه الظاهرة الثقافية، وعما يعنيه أن يكون الشخص "بوكتيوبر"؟
هذه الظاهرة منتشرة بشكل كبير في الإعلام الغربي و بدأت تنتشر في إعلامنا العربي آخر 7 سنين تقريباً. فكرة البوكتيوبر هو الشخص الذي يملك قناة على اليوتيوب مختصة بالكتب والقراءة.

متى أنشات قناتك الخاصة على يوتيوب، وكيف جاءتك فكرة تقديم الفيديوهات الخاصة بمراجعات الكتب عليها؟
بدأت مشوار الإعلام كبلوقر (مدونة) في صيف 2013، وكانت مواضيعي تنقسم بين التجميل والكتب وفي نهاية 2016 بعدما استشرت زوجي وشجعني، قمت بإنشاء قناتي على اليوتيوب والتي تضمنت أول ظهور علني بوجهي على السوشيال ميديا. في البدء أردتُ القناة أن تكون امتدادًا للمدونة؛ بحيث أن تشمل فيديوهاتي التجميل والكتب و غيرها ثم ركزت كل طاقتي على الكتب، والآن أقوم بالتنويع في موضوعاتي قدر الإمكان.

هل يقتصر جمهورك على السعوديين فقط؟
لا بالعكس. الحمدلله لدي جمهور كبير من مصر والمغرب والسودان وفلسطين وكل الدول العربية.

تعتبر قناتك من أكبر قنوات الـ"بوكتيوب" العربية.. أخبرينا كيف نجحت في جذب هذا العدد من المتابعين إليها؟
أعتقد أن السر يكمن في الاستمرارية، كلما زاد المحتوى كلما بقي اسم الشخص راسخًا في الأذهان، وبالطبع المحتوى المميز شرط أساسي للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المتابعين.

كيف تختارين الكتب التي تنوي تقديمها للمراجعة؟
أختار الكتب بناءاً على القصة أو الموضوع المتناول فيها، وأحاول قدر الإمكان الابتعاد عن الموضوعات المبتذلة والكتابات العامية.

كم يستغرق العمل على إنتاج فيديو لقناتك؟
بحكم أنني أدير كل أمور قناتي؛ أقوم بتصوير الفيديوهات بشكل دوري لمدة 3 أيام متتابعة، ثم أقوم بالتعديل على كل الملفات المرئية في غضون 4 أيام أو أكثر لو تطلب مني الأمر إعادة التصوير. وهذه مدة إنتاج الفيديو حتى نشره.

لماذا اخترت مراجعات الكتب وليس أي شئ آخر للتدوين المرئي، خاصة وأنه ليس بالأمر الذي يمكن أن يجتذب جمهورًا كبيرًا مثل مقاطع الفيديو المتعلقة بالترفيه على سبيل المثال؟
لأنني لا أريد لقناتي أن تصبح مجرد قناة أخرى تقوم بعمل المقالب أو التصوير اليومي أو الاستعراض والدعايات. أنشأت القناة لكي أوصل شغفي لأكبر قدر ممكن من الأشخاص، لكي أنشر روح التغيير وحب الذات. لايهمني الجمهور الكبير بقدر اهتمامي بالجمهور صاحب العقل الواعي والذي يشاركني اهتماماتي.

وهل تحقق مقاطع الفيديو التي تقدمينها ردود أفعال جيدة، من ناحية التفاعل وعدد المشاهدات؟
نعم ولله الحمد، بالرغم من أن عدد المشاهدات لا يتناسب طرديًا مع عدد المشتركين ولكنني أسعد بالتعليقات التي أراها يوميًا.

كونك امرأة سعودية، هل واجهتك أي صعوبات في تقديم هذه الفيديوهات على اليوتيوب؟
في البداية كنتُ أشعر بالحرج والتوتر فكوني امرأة سعودية في مجتمع محافظ، كيف سينظر لي الناس! وكنتُ أعاني من بعض المشاكل في الثقة بالنفس فكنتُ أخاف أن أظهر وجهي بدون ماكياج حتى لا يتنمر ضعفاء النفوس علي ولكن بعد فترة زادت ثقتي بنفسي وتعلمت تقدير الذات وأصبحت أظهر في أماكن كثيرة دون مساحيق التجميل وأشعر أنني أجمل على حقيقتي، لازلت أحب الماكياج و واستخدمه كل فترة والأخرى ولكنه ليس عامود الحياة بالنسبة لي.

أين الشباب السعودي من البوكتيوب العربي؟
هنالك قناة واحدة لشاب سعودي يدعى سامي البطاطي، وهو للأمانة البوكتيوبر السعودي الوحيد الذي أعرفه حتى الآن، وأعتقد يرجع هذا السبب إلى عدم معرفة الناس بالبوكتيوب العربي وماهيته.

ما رأيك بمقولة أن الشباب العربي عامة لا يقرأ؟
هذه المقولة تحتمل الخطأ والصواب في نفس الوقت. قابلت الكثير من الأصدقاء على السوشيال ميديا ممن تتراوح أعمارهم بين الـ 14 و الـ 40 من مختلف بقاع الأرض وهم مهتمين بالقراءة ونشر الثقافة ولكن في نفس الوقت أقابل الكثير من الأشخاص في حياتي ممن لايهتمون بالقراءة ولم يمسكوا كتابًا في حياتهم، وأرجح أن السبب يكمن في قلة الأنشطة الثقافية في بلادنا العربية و قلة الوعي بأهمية القراءة.

بعد مرور أكثر من 5 سنوات على ظهور قنوات البوكتيوب العربية.. برأيك هل أصبحت هذه القنوات تحظى بإقبال كبير من الشباب في العربي؟
نعم! الكثير من الشباب اليوم يتابعون قنوات البوكتيوب بمختلف الجنسيات و اللغات لأنها تحفزهم على القراءة والتغيير وتجعلهم يتطلعون إلى الكتاب المقبل.

انتشر مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي وبين القراء هاشتاج #‏ماراثون_البوكتيوب2019‬.. ماذا تعرفين عن هذا الحدث؟
قمت باستضافة الحدث مع البوكتيوبر زكريا، وهو صاحب الفكرة إذ قام باقتباس فكرة الماراثون من البوكتيوب الغربي وطبقها في العالم العربي بنكهته الخاصة، وهذه هي السنة الثانية على التوالي التي يقام فيها الحدث، وتلقينا الكثير من المشاركات والتفاعلات.

من هم أكثر البوكتيوبرز التي تتابعين قنواتهم وتتواصلين معهم؟
قناة أصدقاء الكتب، قناة نضال، قناة الروائي، والكثير من الأصدقاء الذين لن تكفي صفحة واحدة لهم.

برأيك كيف أثر ظهور قنوات البوكتيوب المختلفة على مبيعات الكتب وصناعة النشر بصفة عامة؟
أعتقد أن ظهورها رفع سقف التوقعات عند القراء، وجعلتهم يقرؤون الكتب بعين ناقدة أكثر من كونها قارئة عادية، وأصبح هنالك مستويات محددة للكتب إما أن تصل الإصدارات الجديدة لها فتنجح أو تحيد عنها فتفشل.

هل تعد قنوات البوكتيوب مصدرًا جيدًا للدخل؟
مع خوارزميات يوتيوب الجديدة فهو أمر صعب في عالمنا العربي، ولكننا نطمح لأن نجعل قنوات اليوتيوب هي المصدر الأول للدخل لدى مدوني الفيديو مستقبلاً.

لو تحدثنا عن التحديات التي تواجه البوكتيوبرز في العالم العربي.. ما أبرز ملامحها برأيك؟
قلة الوعي بقنوات البوكتيوب، في زمن يتم التركيز فيه على المظهر والأكل والنميمة. أيضًا استغلال البعض لإنتاج البوكتيوبرز العرب من دون مقابل مادي أو معنوي لصاحب القناة أو القناة بشكل مباشر لعدم وجود أنظمة وقوانين تحكم هذا الأمر.

هل تميلين أكثر إلى قراءة الروايات العربية أم الأجنبية؟
أحب الروايات العربية عندما أريد أن أبحر في عالم اللغة الشاعرية والمصطلحات الفذة، وأميل إلى الروايات الأجنبية عندما أبحث عن التشويق والغموض.

ما هي الرواية الأقرب إلى قلبك؟
رواية الخيميائي لباولو كويلو لأنها من أوائل الروايات، إذ جعلتني أستعيد شغفي وحبي لعالم الكتب.

ما هو الكتاب الذي يشغلك حاليًا؟
أحاول الحصول على كتاب يدعى Homo Deus: A Brief History of Tomorrow، فهو غير متوفر في الأسواق حاليًا، لكن سيتم طرحه قريبًا.

هل تواجهين صعوبات في الحصول على الكتب عادة، وكيف تتغلبين عليها في سبيل الحصول على الكتاب الذي تريدين قراءته؟
في بعض الأحيان أواجه صعوبة في الحصول على الكتب الممنوعة مثل الكتب التي تتحدث عن الآلهة الاغريقية، أو التي تتعلق بنقد ودراسة الأديان، والحضارات القديمة، وغيره، ولكن الإنترنت سهل لنا الأمر فعلى بعد ضغطة زر أجد ما أريد.

ما نوعية الكتب التي لا تفضلين قراءتها على الإطلاق؟
لا أحبذ كتب الخيال العلمي أو التاريخ أو السياسة أو حتى الكتب المكتوبة باللهجة العامية.

تعتبر هذه نسبة ضخمة من الكتب اللي بتصدرها دور النشر، بالإضافة إلى أن لها جمهور عريض.. فهل ينعكس موقفك من تلك الكتب في طريقة التناول بالسلب لها في قناتك؟
هنالك عدد من المؤلفين الذين تواصلوا معي من أجل تقييم كتبهم على قناتي وبعد قراءة هذه الكتب أخبرتهم أن التقييم سيكون سلبيًا بسبب وجود العامية بشكل كبير في الكتابة؛ فإجابتهم تكون واحدة وهي: احتفظي بالكتاب كذكرى ولا تتحدثي عنه واحترم رغبتهم في هذا الأمر. لكن لو قمت بشراء كتاب معين ولم يعجبني لأي سبب من الأسباب فأنا أقوم بالحديث عنه، وأشرح النقاط السلبية التي فيه لأنني صادقة دائمًا مع المتابعين، ولا أحب أن أخدعهم أو أكذب عليهم، والمتابعين بالعادة يفضلون الكتب السهلة القصيرة التي تزيد حماسهم للقراءة والغوص في عالمها.

في المقابل ما نوعية الكتب التي تجذبك، والتي تحرصين على تناولها في قناتك؟
أفضل الروايات البوليسية، والدرامية، وكتب تطوير الذات التي تتحدث عن العلوم النفسية وأيضًا علوم الانسان.

هل تهتمي بقراءة تعليقات المتابعين والرد عليها؟
بالطبع! أقرأ كل تعليق يصلني، وأحاول قدر الإمكان أن أعقب عليها كلها، فآراء المتابعين مهمة بالنسبة لي.

هل لكِ هوايات أخرى غير القراءة؟
أحب الطبخ علي الرغم من أنني لستُ بارعة فيه كثيرًا.

أخيرًا.. ما النصائح التي يمكنك تقديمها للشباب لتشجيعهم على القراءة باستمرار؟
أنصحهم بأن يجعلوا لهم هدفًا واضحًا وصريحًا من القراءة، وأن يخالطوا أناسًا يقرأون على الأقل كتاباً واحد في الشهر؛ فكلما أحطنا أنفسنا بالملهمين، كلما أصبحنا مثلهم. علينا أن نراجع قرارات يومنا وننظر إلى الساعات التي نقضيها على الهاتف فيما لا ينفع، ونستغل هذه الساعات للقراءة أو الاستمتاع بكتاب ما. خصصوا على الأقل ساعة واحدة يومياً للقراءة، وسترون أن القراءة أمر ممتع و سهل!

يمكنكم مشاهدة مزيد من عروض الكتب المرئية على قناة بيان سندي Bayanola92