صحة نفسية

كيف تتعامل مع مدمن مخدرات من وجهة نظره

توفير الدعم علاج في حالتنا، ولو تغيرت معاملة عائلتي معي لتعافيت، لكن للأسف المدمن يعامل باعتباره فضيحة يجب إخفاؤه لا دعمه
مدمن مخدرات

يبدأ المجتمع والعائلة ودوائر الأصدقاء في وضع بروتوكول للتعامل، معايير مختلفة للحوار، عندما تعلم أن شخص وقع في دائرة الإدمان للمخدرات، ليتراوح بين توجيه النصح واللوم والعتاب، ولا يخلو الأمر بالتأكيد من التعنيف في معظم الأحيان. قابلنا مدمنين لأنواع مختلفة من المخدرات، أبدوا رغبتهم في التعافي من الإدمان. وأخبرونا كيف يُريدون أن يتعامل معهم من حولهم.

أنا مريض ولست وحشًا
"أرغب أن يعاملني من حولي كأي إنسان طبيعي مريض ولست بحيوان أو وحش يستحق القتل، وخاصة القتل المعنوي، فكما كان الإدمان نقطة ضعف في حياتي، فلي نقاط قوة، أنا زوج وأب وموظف حكومي في مصلحة الضرائب، ولكن أصابني مرض الإدمان كأي مرض قد يصيب أي إنسان ومن ثم يوجب عليه العلاج. في النهاية أنا إنسان حتى ولو كنت مدمن للمخدرات، وبالفعل عندما يبدأ شخص في التعامل معي بهدوء ويتناقش في أضرار الإدمان وينصح بطرق علاجية أستجيب له وأبدأ في التفكير ومحاولة الإقلاع، حتى وإن سقطت أحاول الإقلاع مرة أخرى." محسن، 49 سنة - مدمن ترامدول

ضحية لا مجرم
"أريد أن يعاملني من حولي كوني ضحية ولست مجرم، يجب استئصاله من المجتمع. أرفض بشدة نظرة المجتمع لنا كما يمثلها الأفلام والمسلسلات، فنحن لسنا بآكليين للبشر، المدمن يبحث عن السعادة لكن بطريقة خاطئة، فهذه السعادة مكلفة جدًا ماديًا وصحيًا، ونهايتها ليست سعيدة بأي حال. أخشى من الفترة التي يقل تأثير المخدر لتعود جسدي عليه، أنا شاب غير متزوج والترامدول الذي أدمنت تعاطيه يؤثر في المستقبل على القدرات الجنسية كما سمعت ممن حولي، ولكني أحاول أن أتناسى ذلك أتهرب من مواجهة مشاكل الإدمان المستقبلية، لأني منبوذ ومرفوض من المجتمع فلا أجد وسيلة تواصل مع العالم الحقيقي لأواجه مشكلة الإدمان." علي، 25 سنة - مدمن ترامدول

العلاج بالضغط غير مجدي
"لو ترسخت ثقافة الدعم النفسي للمدمن كجزء من آليات العلاج، لكان التواصل مع المدمنين أسهل، ولكن تعامل الأهل بوسائل تربوية خاطئة من تأنيب وضغط يدفع المدمن إلى الاستمرار. شخصيًا، لجأت للمخدرات هربًا من ضغوط الحياة، والضغط المجتمعي على المدمن يزيد من عناده وشعوره بأن طريقته في الهروب هي الصواب. في النهاية الإدمان مرض وأنا مريضة أستحق التعامل بشكل أفضل حتى أخرج من هذه الدائرة، بالإضافة إلى أن مجتمعاتنا تجهل الثقافة العلاجية. أهلي تعاملوا معي باعتباري فضيحة يرسلوها كل فترة للمصحة للعلاج رغمًا عن إرادتي، وكل مرة أخرج من المصحة وأعود مرة أخرى، لو بذلوا مجهود في حل مشاكلهم واحتوائي لانتهت المشكلة من فترة كبيرة." أميرة 22 سنة – مدمنة هيروين

الدعم علاج
"أريد من حولى التعامل معي برفق ولين واحتواء، أعلم أني ارهقت أهلى، ولكن حقاً هو دون قصد أحاول كثيراً الإقلاع عن الإدمان، ولكن كثيراً ما أنهار ولا أستطيع السيطرة على رغبتي في جرعة من المخدرات، في النهاية أنا مريض بمرض قاتل مثل السرطان. السرطان ينهش في الجسد، أما المخدرات فتنهش أجسادنا وأرواحنا، لو توفر عند أهلي ثقافة احترام حالتي باعتبار أن الإدمان مرض، لتغيرت معاملتهم للرحمة بدلاً من اللوم والعتاب والتوبيخ، فمجرد الدعم علاج في حالتنا، لكن للأسف المدمن يعتبر فضيحة للأهل يخفونها عن عيون الجيران والأقارب" علي، 27 سنة – مدمن هيروين

عناد سلبي
"أعيدوا لي حياتي الضائعة وسأُقلع عن المخدرات. إذا ساعدني شخص في إصلاح حياتي وترتيبها ما المانع من التغيير، لكن من حولنا لا يملكون غير الوعظ الديني والتأنيب واللوم والعتاب وهذا السلوك يأتي بمفعول عكسي معنا. ما يمكن أن نسميه بـ "العناد السلبي"، فمادام المجتمع لم يساعدني أريد من حولي أن يتعاملون معي بشكل اعتيادي. أعرف أني مدمن، وأعرف مدى الضرر الذي يلحق بي، ولكن كيف تمر الأيام وصعوباتها وضغوطاتها بدون مخدر يُزيل ألم الدنيا ولو لفترة مؤقتة. تعرضت للسجن ظلمًا، ولم أجد وسيلة لتهوين فترة سجني غير الترامادول، واعتبره دواء علاجي لمشاكل الدنيا." عمرو، 23 سنة – مدمن ترامادول