يُعرّف اضطراب القلق المرضي وفقًا لـ منظمة الصحة النفسية الأمريكية (APA): بأنه شعور مزمن بالقلق والشد العصبي، وقد يصحبه تغيرات جسدية مثل زيادة ضغط الدم أو ضربات القلب السريعة، ويعد القلق أكثر الاضطرابات النفسية انتشاراً في العالم، حيث تشير إحصائيات عالمية إلى أن واحداً من كل ثلاثة عشر شخصاً مصاب بقلق مرضي. لا يوجد احصائيات لعدد المصابين بالقلق في العالم العربي، ولكن أشارت واحدة من الدراسات الحديثة إلى أن الاكتئاب، ويليه القلق، يشكلان أكبر عبء بين الأمراض النفسية في العالم العربي وترتفع الأرقام بشكل ملحوظ في الدول العربية التي شهدت نزاعات مسلحة مؤخراً مثل سوريا، اليمن، العراق وفلسطين. الحروب والنزاعات المستمرة، الخيبات السياسية والاجتماعية التي تلي الثورات، الضغوط الاجتماعية الهائلة لتحقيق أي نجاح، والشعور بالعجز في ظروف مماثلة، جميعها أسباب باتت توصل بالشباب العربي اليوم إلى درجات سيئة من القلق المرضي. وبغض النظر عن المسببات فإن القلق قد يحل ضيفاً دائماً طوال أشهر دون أن يستطيع المضيف التخلص من شعور عدم الارتياح الذي يلازمه ويفرض عليه أعراضاً جسدية منهكة. التقينا بعدد من الشباب للحديث عن هذه الأعراض، وكيف يتعاملون معها، وعن تجربتهم مع العلاج النفسي وغيرها من تفاصيل حياتهم اليومية مع القلق المزمن.الحروب والنزاعات المستمرة، الخيبات السياسية والاجتماعية التي تلي الثورات، الضغوط الاجتماعية الهائلة لتحقيق أي نجاح، والشعور بالعجز في ظروف مماثلة، جميعها أسباب باتت توصل بالشباب العربي اليوم إلى درجات سيئة من القلق
زين صالح -الصورة من زين
واحدة من رسومات زين خلال نوبة من نوبات الهلع -الصورة مقدمة من زين
خلال ساعات من التفكير والقلق المرضي قد لا تستطيع سارة منع نفسها من البكاء، تحاول التكلم مع شخص مقرب أو قد تخرج للمشي لساعات طويلة تمارس خلالها هوايتها في التصوير التي قد تساعدها على صرف النظر عن بعض الأفكار السوداء. أحد أثار هذا القلق هو إبقاء صاحبه داخل دائرة أمان معينة لا يجرؤ على الخروج منها تماماً مما يؤثر على حياته الاجتماعية، كما تقول سارة: "يخيفني كثيراً احتمال أن تنتابني نوبة هلع وأنا في مكان أو ضمن محيط غير مناسب. قد أتجنب الخروج في الأيام التي أشعر خلالها بتقلبات في المزاج كي لا أحرج نفسي أمام أشخاص لا يعرفونني جيداً، وأكتفي أحياناً بالبقاء بين أصدقائي المقربين."بالمجمل عندما أتعرض لنوبة قلق تتراوح الأعراض بين الغثيان والإقياء، تسارع نبضات القلب، البكاء العنيف، الانزواء لأيام في الغرفة، أو عدم القدرة على التحدث مع الآخرين لبعض الوقت
صورة من تصوير سارة درغام في محاولاتها للهروب من الافكار السوداء التي تسيطر عليها خلال نوبات القلق
زين خزام -الصورة من زين
غالباً ما أحتاج لأن أتكور في سريري وأهمس لنفسي مراراً: أنت بخير، كل شيء بخير، كل شيء سيكون على ما يرام، كل هذا القلق مؤقت وسينتهي قريباً، أنت بخير، ستكونين على ما يرام… إلى أن أهدأ