طعام

تمهل قليلاً وامضغ طعامك جيداً

احتمالات الإصابة بالسمنة تقل بنسبة 42% لدى الأشخاص الذين يتناولون الطعام بشكل بطيء
Grant  Stoddard
إعداد Grant Stoddard
Woman eating hamburger
kkgas / Stocksy

هل سمعت عن "هوراس فليتشر"؟ إنه كان أحد المتحمسين للطعام الصحي في عصر الملكة فيكتوريا، وهو الشخص الذي قال أنه يجب مضغ الطعام حوالي 100 مرة قبل بلعه. كان شعاره "الطبيعة سوف تنبذ أولئك الذين لا يمضغون" وكان اعتقاده الراسخ أنه يجب مضغ الطعام حتى يصبح عجينًا لتمكين الإنزيمات الموجودة في اللعاب من القيام بدورها. إن معتقدات المضغ العظيمة حول أهمية الأكل ببطء جعلته في الواقع مليونيرًا، وبعد 99 سنة من وفاته، أشار كم هائل من الأبحاث إلى أنه كان على حق نوعًا ما. إليك ما يثبت وجهة النظر في أن عدم ابتلاعك للطعام ماذا يمكن أن يفعله من أجلك.

إعلان

الأكل ببطء يمكن أن يحسن عملية الهضم لديك

وُلد هوراس فليتشر وعالم الفيزياء إيفان بافلوف في نفس العام 1849. ومن خلال عملهما، عرفا أنهما سواء البشر أو أصدقائهم من ذوي الأرجل الأربعة عند النظر إلى الطعام أو شمه أو حتى مجرد التفكير فيه، فإن اللعاب يبدأ في الاستعداد لاستقبال ذلك الطعام داخل الفم. من المعروف أن بافلوف كان يدرس عملية الاشتراط، في حين أن اهتمامات فليتشر تكمن فقط في عملية هضم الطعام وكيفية تحسينها على الوجه الأمثل.

عرف فليتشر أن الهضم يبدأ في الفم؛ حيث أن اللعاب الذي يحتوي على الإنزيمات يحصل على دفعة من أجل عجن الطعام. لقد رأى ذلك كخطوة أولى في سلسلة من ردود الفعل التي من شأنها أن تؤدي إلى إنتاج المعدة لمزيد من الأحماض، والأمعاء الدقيقة تجهز نفسها لبعض الانقباضات وهكذا. كان يعلم أيضًا أنه إذا كانت عملية مضغ الطعام سريعة، فإن الجهاز الهضمي سوف يواجه صعوبة في التعامل مع تدفق الطعام.

بحثت دراسة أجرتها جامعة رود آيلاند عام 2011 في كيفية تأثير سرعة الأكل على المراحل المبكرة من تعامل الجهاز الهضمي مع الطعام من خلال مراقبة 60 شابًا يتناولون وجبة. ووجد الباحثون أن الذين يتناولون الطعام ببطء يستهلكون أوقية من الطعام في الدقيقة بينما يتناول الأشخاص الذين يتناولون الوجبات السريعة 3.1 أوقية في الدقيقة، ويأكلون لقمات أكبر، كما أنهم يمضغون أقل قبل البلع. وهذا يعني أن الوجبات المهضومة سريعًا كانت تبحر في القنوات الغذائية في شكل كتل وليس في شكل (كيموس)، والكيموس هو عبارة عن مزيج من المادة السائلة من الطعام المهضوم جزئيًا، وحمض الهيدروكلوريك، والإنزيمات الهضمية، والماء الذي يمر عبر الفتحة البوابية (صمام البواب) في طريقه نحو الخروج.

إعلان

يمكن للأطعمة التي لم يتم طحنها جيدًا إلى شكل كيموس أن تؤدي إلى عسر الهضم ومشاكل الجهاز الهضمي المحتملة الأخرى. "عندما نتناول الطعام بسرعة، هناك شيئان يحدثان: أولاً، نحن لا نمضغ طعامنا بالكامل، وثانياً، نحن نأخذ المزيد من الهواء عندما نبتلع بسرعة. يقول نيكيت سونبال، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي وأستاذ الطب السريري في كلية تورو المقيم في مدينة نيويورك، إن هذا يمكن أن يسبب الانتفاخ وعدم الراحة.

سوف يساعدك ذلك على تذوق طعامك

فائدة أخرى للأكل ببطء أكثر هي أنك ستتذوق طعامك بشكل أفضل. إن إطالة الوقت الذي تستغرقه في تناول وجبة سيمكنك من تجربة المزيد من النكهات والأنواع وروائح الطعام على طبقك. خلاصة القول، سوف يصبح تناول الطعام أكثر متعة.

تقول إيمي شابيرو، اختصاصي التغذية المعتمد والمقيمة في نيويورك: "من خلال الأكل ببطء، يمكنك تذوق الطعام والاستمتاع به. هذا يعني غالبًا أنك غير مشغول بعناصر خارجية أيضًا، وبالتالي فأنت أكثر ارتياحًا لطعامك لأنك واع وتستمتع بالتجربة والذوق والملمس والصحبة في الطعام."

وضع باحثون من جامعتي شيكاغو وأوهايو الأمريكيتين، هذه الفكرة تحت الاختبار بتحدي المشاركين في الدراسة على تناول الأطعمة غير المثيرة بطرق مبتكرة، حيث وجدوا أن الأشخاص قد صنفوا تجاربهم باستمرار على أنها أكثر إمتاعًا عندما كانت عملية مضغ الطعام أبطأ أو غيروا الأمور بطريقة أخرى. في أحد أجزاء الدراسة، تم منح المشاركين عشر حبات من الفوشار. طُلب من البعض تناوله باستخدام عيدان الأكل، بينما يمكن للآخرين تناول الفوشار بأيديهم. ووجد الباحثون أن أولئك الذين استخدموا عيدان في الأكل قالوا إن تجربتهم في تناول الفوشار كانت مكثفة ومركزة بشكل أكبر.

إعلان

وقال روب سميث، أستاذ مساعد في علم التسويق في ولاية أوهايو وأحد مؤلفي الدراسة، للمكتب الصحفي لجامعة ولاية أوهايو: "عندما تتناول الفوشار مع عيدان الأكل، فإنك تولي مزيد من الاهتمام وأنت منغمس في التجربة، إن الأمر أشبه وكأنك تأكل الفوشار لأول مرة."

سوف تشعر بالشبع بشكل أسرع

يقول ستيفاني دي فيجليا بيك، اختصاصي التغذية المقيم في نيويورك، إن تناول الطعام بسرعة كبيرة قد يؤدي إلى عدم الشعور بالشبع كما ينبغي. ويقول سونبال: "غالبًا ما نقع ضحية لهذا عندما نشعر بالجوع المُفرط، أو نكون مشغولين للغاية." يستغرق الأمر حوالي 15 أو 20 دقيقة حتى نشعر بالشبع بمجرد بدء تناول الطعام. "يمكن لمعظمهم أن يجمع السعرات الحرارية قبل أن يتلقى المخ رسالة "أنا أشعر بالشبع" والاستجابة الناتجة هي أن الوقت قد حان للتوقف عن الأكل."

بحثت دراسة أخرى لجامعة رود آيلاند فيما يحدث لحجم الوجبة، عندما يتم تشجيع الناس على تناول الطعام بسرعة أو ببطء. في مناسبتين، دعوا 30 امرأة ذات وزن طبيعي لتناول وعاء ضخم من المعكرونة حتى يشبعوا بشكل كامل. في الزيارة الأولى، طلبوا من المتطوعين تناول الطعام في أسرع وقت ممكن، لكن في الزيارة الثانية، تلقوا تعليمات بتناول الطعام ببطء والابتعاد عن أطباقهم بين تناول اللقيمات. وجد الباحثون أنه عند الأكل بسرعة، تستهلك النساء 646 سعرة حرارية في 9 دقائق. وعند تناول الطعام ببطء، استهلكت النساء 579 سعرة حرارية في 29 دقيقة. هذا فرق قدره 67 سعرة حرارية، كما أثبتت دراسة أخرى، أن هذا يمكن أن يحدث فرقًا مع مرور الوقت.

بحثت دراسة استمرت خمس سنوات في عادات الأكل لدى 60 ألف شخص مصاب بالسكري من النوع الثاني في اليابان، ووجدت أن سرعة الأكل كانت مؤشرًا موثوقًا على السمنة. بالمقارنة مع الأشخاص الذين وصفوا أنفسهم بأنهم يتناولون الطعام بشكل سريع، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين قالوا إنهم يتناولون الطعام بسرعة طبيعية أقل عرضة للسمنة بنسبة 29% بينما تقل احتمالات الإصابة بالسمنة بنسبة 42% لدى الأشخاص الذين حددوا أنهم يتناولون الطعام بشكل بطئ.

ظهر هذا المقال بالأصل على VICE US