FYI.

This story is over 5 years old.

فيلم

لماذا تعثرت سينما الرعب العربية؟

على الرغم من أن إنتاج أول فيلم رعب عربي يعود إلى عام 1945، إلا أن أرشيف السينما العربية لا يضم أكثر من 10 أفلام حتى الآن

لقطة من فيلم الدساس

عقب انتهاء امتحانات الصف الأول الثانوي وفي بداية الإجازة الصيفية، ذهبت بصحبة بعض الأصدقاء إلى بيت صديق لنا حتى نجلس لعدة ساعات قبل التفكير في وجهتنا التالية. تحدثنا جميعًا عن الامتحانات وكراهيتنا للدراسة، وخوفنا من المستقبل القريب المرعب المُلقبّ بالثانوية العامة، وامسك صديقنا صاحب البيت في خط الرعب وسألنا "حد شاف فيلم Paranormal Activity؟".

أُنتج الفيلم الأمريكي Paranormal Activity عام 2007 من تأليف وإخراج أورين بيلي، والذي نجح إلى حدٍ كبير في خلق حالة جديدة في تلك السنة، لدرجة إنتاج 5 أجزاء إضافية من الفيلم ذاته بأفكار مُشابهة. يتحدث الفيلم عن زوجين ينتقلان إلى منزل جديد في إحدى الضواحي، بيت هادئ بعيد عن صخب المدينة، لكنها يفاجأن بصخبٍ أعلى من صخب المدينة، وأيامًا مرعبة تحدث بها أشياء شيطانية شديدة الغرابة.

إعلان

ولم يكن هذا ما دفع الفيلم إلى أن يكون مختلفًا، وإنما استخدام تقنية التصوير عن طريق كاميرا ديجيتال كتوثيق لمرحلة الانتقال إلى منزل جديد، بمعنى أن التصوير يجري وكأنه يتم عن طريق الممثلين بكاميرا شخصية خاصة بالشخصيات التي يلعبون أدوارها، بالإضافة إلى كتابة عبارة "مستوحى من أحداث حقيقية" في بداية الفيلم، ما جعلنا نُصدّق حينها أن الفيلم حقيقي وليس مجرد فيلم سينما بالتقنيات المعروفة، مما زاد من جرعة الرعب أثناء المشاهدة.

اندفعنا بشجاعة مراهقة، قُلنا أننا لن نخاف من مجرد فيلم، لكنه لم يكن مجرد فيلمًا عابرًا بالنسبة لبعضنا، بل تحول إلى تجربة كابوسية، لدرجة أن أحد أصدقائي لم يتمكن من النوم بشكل منتظم وسليم لنحو أسبوعين كاملين بعدها، مما دفعه إلى الشعور بالندم على الفتوة العابرة التي شعر به حينما سألنا صديقنا عن ما إذا كنا على استعداد لمشاهدة الفيلم. أنا أيضًا ظلّت مشاهدة الفيلم تطاردني لبعض الساعات، قبل أن أعود إلى طبيعتي التي تكره فكرة أفلام الرعب بالأساس.

تعتمد أفلام الرعب عادةً على مزج تراث القصص الأسطورية القديمة، مع مخاوف البشر المختلفة عبر العصور، وحينما يحدث المزج بطريقة محكمة، تجد أن القصة أصبحت أكثر قوة، وهو ما فعله المخرج أورين بيلي في فيلمه، إذ أنه مزج تراث الشياطين والجن مع الخوف الطبيعي من الظلام والهدوء القاتل، بالإضافة بالطبع إلى إضفاء روح التوثيق على الفيلم، مما جعله - بالنسبة للبعض- أحد أكثر الأفلام رعبًا في تاريخ مشاهدتهم، لكن، هل يتضمّن تاريخ مشاهدتهم ذلك أفلام رعب مصرية أو عربية بإمكانها فعل ما فعله ذلك الفيلم؟

سينما الرعب العربية
جاءت البداية عام 1945. يوسف وهبي يكتب ويخرج فيلمًا بعنوان "سفير جهنم"، ويحكي قصة عائلة فقيرة يُغرها الشيطان بالمال والصحة، فيستسلمون له ويسلمونه أنفسهم ويبدأ الزوج والأب بالانصراف إلى جميع أشكال العربدة وتصادق الزوجة الشبّان، ويرتكب ابنهما جريمة قتل وتتزوج الابنة من رجل ثري تكرهه، مما يعني أن العائلة سقطت بشكلٍ كامل في فخ الشيطان الذي زيّن لهم حب الشهوات ودفعهم إلى جهنم. لا أعلم ما إذا كان الفيلم قد نجح نجاحًا تجاريًا وقتها أم لا، لكنه بالطبع نجح في صراعه مع الزمن، بدليل أننا نتحدث عنه كأحد أفلام الرعب الرائدة.

إعلان

على الجانب الآخر، في حي المعادي، بعد أربعة سنوات من تاريخ صدور الفيلم المذكور، سوف يولد رائد آخر وأحد أهم مخرجي أفلام الرعب المصرية، المخرج محمد شبل. ولد المخرج المصري محمد شبل عام 1949 في حي المعادي، وفي الوقت الذي أتم فيه الثالثة من عمره، تحديدًا عام 1952 كان المونتير والمخرج الشهير كمال الشيخ المُلقّب بـ "هيتشكوك العرب" ينتظر عرض فيلمه الروائي الطويل الأول "المنزل رقم 13" من بطولة عماد حمدي وفاتن حمامة ومحمود المليجي، والذي يدور حول فكرة الرعب النفسي عن طريق طبيب أمراض نفسية يستخدم التنويم المغناطيسي في جرائم القتل عن طريق مرضاه، ويعتبر الفيلم أحد الأفلام التي ارست قواعد أفلام الرعب النفسي التي برع كمال الشيخ في تقديمها.

عام 1960، شارك محمد شبل في فيلم يوسف شاهين "بين إيديك" من بطولة شكري سرحان وماجدة وزينات صدقي وعبد الفتاح القصري، وفُتن الطفل محمد شبل بيوسف شاهين منذ ذلك الوقت، وهو ما دفعه لدراسة السينما في نيويورك بعد دراسته للغات الصينية والروسية عام 1976، وقبل أن يعود إلى مصر ويبدأ رحلته في السينما عمل في جريدة الأهرام ويكلي ناقدًا سينمائيًا، وبعد ذلك بدأ في كتابة وإخراج أول أفلامه الروائية الطويلة "أنياب" إنتاج عام 1981.

طاقم التمثيل في الفيلم كان غريبًا بحق، فالأبطال الأربعة الرئيسيين لا يوجد بينهم ممثل أو ممثلة يمتهن التمثيل بشكل احترافي، حيث اختار "شبل" المطرب أحمد عدوية للقيام بدور دراكيولا، مصاص الدماء الشهير، والمطرب علي الحجار للقيام بدور الشاب التائه الذي يدخل إلى قصر دراكولا عن طريق الخطأ بصحبة خطيبته المذيعة منى جبر، ويقابلان بالداخل أحد مساعدي دراكولا وهو المطرب طلعت زين، لذلك كان غريبًا على الجمهور استقبال كل هذا الكم من المطربين على أنهم ممثلين.

إعلان

كان "أنياب" فيلمًا يُمكننا إطلاق عليه لفظ "تجريبي" بإمتياز، حيث جرّب فيه "شبل" قصة جديدة تمامًا على التراث المصري وهي قصة مصاص الدماء الشهير دراكولا، ودمج معها فكرة الاستعراض والغناء مثل الفيلم الأمريكي "The Rocky Horror Picture Show" الذي كان متأثرًا به للغاية، وقدم له التحية أيضًا عن طريق ارتداء طلعت زين قميص مطبوع عليه أفيش الفيلم الأمريكي خلال أحد مشاهد الفيلم، وتعاون "شبل" مع الأخوان حسين ومودي الإمام في الموسيقى التصويرية للفيلم بالإضافة إلى أغنيات الفيلم التي تخدم فكرته عن طريق كلمات الشاعر الموهوب الراحل عصام عبد الله.

يناقش الفيلم بصورة غير مباشرة آثار الانفتاح على المجتمع المصري، وكيف حوّلت الرأسمالية العالمية التجار وسائقي التاكسي والأطباء الجشعين إلى مصاصي دماء مرعبين. جدير بالذكر أن المخرج الشهير عاطف الطيب قام بدور أحد سائقي التاكسي في الفيلم، وهو أيضًا مساعد المخرج محمد شبل، الذي فعل كل شيء حتى يتمكن من إنتاج الفيلم كما يريد، لكن للأسف أتت الرياح بالفعل بما لا تشتهي السفن، حيث سقط الفيلم سقوطًا مدويًا جعل شبل يتوقف لستة سنوات كاملة قبل الدخول في مشروع فيلمه التالي.

ابتعد شبل في فيلمه الثاني "التعويذة" من بطولة محمود ياسين ويسرا وعبلة كامل، والذي صدر عام 1987 تمامًا عن التجريبية والغرابة، وعاد إلى كلاسيكيات الرعب الأسطورية، حيث يحكي الفيلم عن عائلة تعيش في منزل يريد أحد رجال الأعمال شرائه، لكن العائلة ترفض، وبعد فترة يواجهون أفعالًا شيطانية وأشياء غير مفهومة في البيت، حتى يدركوا وجود أحد الأرواح الشريرة التي تعيش معهم، وهذا بالضبط هو تراثنا فيما يخص قصص الرعب التي تداولناها صغارًا، فكرة الأرواح والأشباح والماورائيات، لذلك نجح الفيلم نجاحًا كبيرًا دفع شبل إلى تقديم فيلمه الثالث "الكابوس".

إعلان

صدر "الكابوس" عام 1989 من بطولة أحمد عبد العزيز ويسرا، ويحكي قصة صحفية شابة تُدعى "ميرفت" (يسرا) تحلم بكابوس متكرر كحلقات مسلسل طويل، وعندما تستيقظ تجد آثار الكابوس على جسدها، فيحاول خطيبها "يحيى" (أحمد عبد العزيز) مساعدتها على تخطي الكابوس. لم ينجح الفيلم مثلما نجح التعويذة، لكنه لم يمنع شبل من مواصلة عمله في الإخراج السينمائي، لكن هذه المرة بفيلم درامي بعنوان "غرام وانتقام بالساطور" إنتاج عام 1992 وهو آخر الأفلام الروائية الطويلة لشبل.

قصة الفيلم بحسب موقع السينما دوت كوم "تدور أحداث القصة حول بائعين فى أحد المحال التجارية، يجمع بينهم الفقر والتطلع للثراء، تقع فتحية (إسعاد يونس) في حب فتحى (فاروق الفيشاوي)، إلا أنه لا يبادلها مشاعرها النبيلة، لكنه يحب زميلتها ماجدة (عايدة رياض)، وبالرغم من ذلك يتزوج من فتحية بعد وفاة والدها بهدف الحصول على الميراث الكبير الذي ورثته فتحية من والدها الراحل، يخطط فتحي للتخلص من زوجته فتحية ويقتلها بعد تحقيق هدفه في السيطرة على أموالها، وتتوجه خطواته نحو حبيبته السابقة ماجدة. ولم ينجح الفيلم أيضًا نجاحًا كبيرًا في السينما، وبعدها بأربعة سنوات توفي المخرج محمد شبل، لكن أفلام الرعب لم تتوقف على قلة عددها بعد وفاته وقبلها أيضًا.

تعتبر الثمانينات هي سنوات ازدهار أفلام الرعب، حيث أخرج يس إسماعيل يس أفلامًا كثيرة تُصنّف بذلك التصنيف مثل "بذور الشيطان" عام 1980 من بطولة عادل ادهم ولبلبلة وناهد شريف، وفيلم "عاد لينتقم" عام 1988 من بطولة عزت العلايلي وإيمان ورجاء الجداوي، وعلى الجانب الآخر، أخرج المونتير والمخرج كمال الشيخ فيلم "قاهر الزمن" آخر أفلامه عام 1987 من بطولة نور الشريف وجميل راتب وآثار الحكيم، لكن نجاح أو فشل هذه الأفلام لم يساعد على استكمال مشاريع أفلام الرعب المصرية، ما أدى إلى ركود في هذه التصنيف، حتى عاد للظهور مرة أخرى عام 2008 بفيلم "كامب".

إعلان

الفيلم من تأليف هيثم وحيد، وإخراج عبد العزيز حشاد، ومن بطولة أيمن الرفاعي ومحمد الخلعي وأميرة هاني، ولم يكن اعتماد الفيلم على الوجوه الجديدة سببًا في سقوطه تجاريًا وإنتاجيًا، إنما اعتماده على قصة أمريكية بالكامل هي قصة القاتل المُقنّع على غِرار أفلام "Friday The 13th" و"Halloween" وغيرهم، وهي تيمة ناجحة جدًا في هوليوود، لكنها لا تمس أيًا من تيمات الرعب في التراث المصري أو العربي، بالإضافة إلى أن مستوى الفيلم كان ضعيفًا في المجمل، لكن هل التماس مع معتقداتنا وتراثنا حول الرعب كافيان لنجاح أفلام الرعب؟

يمكننا الإجابة على السؤال من خلال فيلم "وردة" من تأليف محمد حفظي وإخراج هادي الباجوري ومن إنتاج عام 2014 تدور أحداث الفيلم حول قصة مستوحاة من الحقيقة - حسب ما قاله صُنّاع الفيلم - عن فتاة تتعرض للمس من الجن، مما يجعله مُتماسًا بشدة مع ما نصدقه من معتقدات، لكن التماس مع المعتقد والتراث لم يكن كافيًا لنجاح الفيلم نجاحًا كبيرًا، رغم بعض الإشادة النقدية، إلا أن الفيلم يعتبر غير معروف على مستوى كبير، ولا نعلم السبب في سوء الدعاية أم في الفيلم ذاته، لكنه على أيّة حال لم يعيد سينما أفلام الرعب إلى سابق عهدها كما كان المؤلف والمنتج محمد حفظي يأمل.

أسباب التعثر
تُنتج هوليوود سنويًا ما يقرب من 30 فيلم ينتمون إلى تصنيف الرعب، في العام 2017 أانتجت هوليوود ما يقرب من 25 فيلمًا، وهو العدد الذي يفوق جميع إنتاجات السينما العربية والمصرية في هذا التصنيف حتى يومنا هذا، حيث لم تتمكن السينما العربية من إنتاج أكثر من 10 أفلام تنتمي إلى تصنيف الرعب منذ 1945. أين الخطأ؟ لماذا لا يوجد لدينا أفلام رعب قوية على غرار أفلام "The Exorcist" و"Rosemary’s Baby" على الرغم من امتلاكنا تراثًا كبيرًا وأدبًا خاصًا بالرعب، ويمكننا القول بأن فيلم "الفيل الأزرق" المعروض عام 2014 عن روايته الكاتب أحمد مراد، وإخراج مروان حامد وبطولة كريم عبد العزيز وخالد الصاوي يعتبر أحد أفلام الرعب الناجحة رغم تصنيفه كفيلم تشويق وإثارة، لكن تجربة تحويل رواية تنتمي إلى أدب الرعب المنتشر في مصر لم تتكرر.

إعلان

عام 2017، صدر فيلم "It" من إخراج أندي موشيتي عن رواية للكاتب الأمريكي ستيفن كينج، وبعد فترة قصيرة أصبح أكثر الأفلام المنتمية لتصنيف الرعب حصولًا على الإيرادات، إذ وصلت إيرادات الفيلم إلى ما يقرب من 700 مليون دولار، وهو بالطبع رقم كبير حتى في هوليوود فيما يخص أفلام الرعب، ويمكننا القول بأنه إذا حدث مثل ذلك في عالمنا العربي، لرأينا الكثير من أفلام الرعب سنويًا، فمعظم المنتجين يُحبون الأفلام التي تفوز بالإيرادات، مثلًا حدث في أوائل الألفينات، عندما اتجهت البوصلة لإنتاج أفلام الكوميديا والأكشن الممزوج بالكوميديا والرومانسية، لأن الجمهور ببساطة فَضّل هذه الأفلام عن غيرها.

من الصعب الحكم على صُنّاع الأفلام بأنهم لا يريدون إنتاج وإخراج أفلام الرعب، حيث أنتج بعد فيلم "كامب - 2008" فيلمين، الأول فيلم الدسّاس الذي صَدَر عام 2014 من تأليف هشام يحيى وإخراج هاني حمدي، وبحسب موقع السينما دوت كوم "تم استخدام خدع ومؤثرات بصرية لم تستخدم من قبل في السينما المصرية، وتطبيق طرق مبتكرة في خدع فن المكياج الذي يلعب دورًا أساسيًا في الفيلم"، ورغم هذا لم ينجح الفيلم في جذب الجمهور السينمائي ولم يتحدث عنه أحد تقريبًا حتى بعدما أصبح متاحًا على الإنترنت، ويتساوى في ذلك مع فيلم "عزازيل - ابن الشيطان" الذي صدر عام 2015 من تأليف عمرو علي وإخراج رضا الأحمدي.

إقدام صُناع السينما على صنع فيلم رعب تُعد مقامرة ومخاطرة حقيقية، حيث يدفع المنتج الكثير من الأموال، ويبذل السيناريست والمخرج الكثير من الوقت والمجهود حتى يتمكنوا جميعًا من ظهور الفيلم بشكلٍ لائق، ومع ذلك قد لا يحقق الإيرادات المطلوبة لاستكمال مسيرة هؤلاء الصُنّاع في مثل هذا التصنيف الصعب، لذلك يلجأون إلى صناعة أفلام يغلب عليها الطابع التجاري أو يطلبها السوق حاليًا، وهو ما يُضعف سوق أفلام الرعب أكثر فأكثر.

منذ أكثر من 4 سنوات صرح المخرج عمرو سلامة بأنه يُحضر مشروع تحويل روايات الجيب "ما وراء الطبيعة" للراحل الجميل أحمد خالد توفيق إلى مسلسل، وهو مشروع مطروح منذ زمن بعيد لكنه لم يُنفّذ حتى الآن رغم الشعبية الكبيرة غير المستغلة للروايات، بالإضافة إلى أننا بالفعل نمتلك وفرة في روايات الرعب مثل روايات محمد عصمت "الممسوس" و"التعويذة الخاطئة" و"ذاتوي"، وأيضًا روايات حسن الجندي مثل "الجزار" و"مخطوطة بن اسحاق" و"حكايات فرغلي المستكاوي" والتي تنتمي إلى أدب الرعب الكوميدي، مثل الذي قدمه المخرج عيسى كرامة مع إسماعيل يس في أفلام "حرام عليك" و"إسماعيل يس في متحف الشمع".

يمكننا تلخيص سبب عدم وجود الكثير من أفلام الرعب ضمن أفلام المواسم السينمائية المختلفة عن طريق عِدة نقاط، منها ضعف الإنتاج، لأن أفلام الرعب بالخِدع البصرية والاكسسوارات والمكياج تحتاج إلى إنتاج أضخم من بعض التصنيفات الأخرى للأفلام مثل الكوميديا والدراما، ويمكننا القول بأن بعض المنتجين يهابون الخسارة بعد إنفاق ميزانيات كبيرة في الإنتاج، ثم خسارة الفيلم تجاريًا، مما قد يؤثر على قرارهم قبل الدخول إلى مشروع إنتاج أفلام الرعب، وهو ما قد يُخيف أيضًا المؤلفين وكُتّاب السيناريو من التحمس لكتابة فيلم رعب يبقى حبيس الأدراج لأجل غير مسمى، لذلك يمكننا القول بأن الأمر يحتاج إلى شجاعة كبيرة حتى نتمكن من رؤية فيلم رعب جيد على شاشة السينما، وأظن أنه سيلقى نجاحًا كبيرًا إذا كان جيدًا بالفعل، ولنا في فيلم "الفيل الازرق" - سواء اتفقنا أو اختلفنا على جودته - مثلًا يمكنه فتح الباب لتحويل روايات الرعب إلى أفلام يمكنها المنافسة بحق، وتدشين سينما رعب عربية حقيقية.