السعودية
عيد الحب في الرياض- تصوير: ندى العميد

FYI.

This story is over 5 years old.

عيد الحب

هدايا عيد الحب في العالم العربي -الدباديب تسيطر

لماذا لم يتم مثلاً اختيار زهرة الملفوف لتكون الهدية المناسبة في هذا العيد. فهي جميلة، ملونة ويمكن سَلقها وأكلها بعد ذلك

ورد، شوكولاته والكثير من الدببة. هذه هي الهدايا التي عادة ما ترتبط بعيد الحب أو عيد العشاق أو الفالنتاين، نسبة إلى القديس فالنتاين الذي كان يعيش في روما، ومن غير الواضح كيف تم ربطه بالحب الرومانسي، سوى حقيقة إنه تم اضطهاده وقتله في فترة حكم الإمبراطور الروماني أوريليان بسبب قيامه بتزويج الشباب سراً وهو ما كان محظوراً بسبب الحرب. ظُلم ورفض وتضحية ووقوف ضد القانون والتصرف بلا مسؤولية، حسناً، بدأت أرى العلاقة الآن بين هذا القديس السيء الحظ وبين الحب والحبيب. ماذا عن الورد؟ من غير المفهوم كيف تم ربط نبتة لا لها ولا عليها، بمشاعر الحب والرومانسية، ولماذا تم إختيار الورد بالذات، لماذا لم يتم مثلاً اختيار زهرة الملفوف أو الكرنب لتكون الهدية المناسبة في هذا العيد. فهي جميلة، ملونة ويمكن سَلقها وأكلها بعد ذلك، بدلاً من شَمها ورميها كما الحال مع الورود المسكينة الأخرى. هذا بخصوص الورد، مما يقودنا بطبيعة الحال الى اللون نفسه، إختيار اللون الأحمر لتمثيل الحب لم يكن اختياراً موفقاً. طبعاً هناك من سيقول أن اللون الأحمر هو لون عالمي له تأثير سيكولوجي جاذب على الشخص من أطفال وكبار، كما أنه يقوم تنشيط الاستجابات العضوية عند الإنسان كزيادة الشهية للطعام وتسريع دقات القلب -هذا ببساطة قد يفسر نشاط البعض أثناء هذا العيد. هذه جميعها أسباب قد تكون منطقية علمياً، ولكن لو كان القرار بيدي كنت اخترت لوناً محايداً باهتاً لا موقف له كاللون الفستقي أو الكموني -من الكمون- أو لماذا نذهب بعيداً، اللون الرمادي سيكون مناسباً، لون محايد، لا أبيض ولا أسود، كما الكثير من علاقات الحب التي لا تعرف فيها "راسك من رجليك." وهنا قد اختلف مع المغنية القديرة لطيفة في اغنيتها الشهيرة "بحب بغرامك، الاقي كلامك محدد قصادي، كلام مش بيحود، يا ابيض يا اسود لكن مش رمادي." اعتذر لـ لطيفة ولكن الرمادي يجب أن يكون لون الحب في هذا الزمن، الأحمر إحتل هذا المكان لفترة طويلة، وجاء الوقت ليعكس اللون الحقيقة (وقع على العريضة للمطالبة بتغيير لون العيد إلى الرمادي).

إعلان

وفي النهاية، لا بد لنا أن نتحدث عن الهدية الأكبر والأعظم والتي استمرت بالوجود سنة بعد سنة، على الرغم من التغير والتطور التقني والفني والنفسي والاجتماعي، الدببة المحشوة teddy bears (يا آلهي). ما الذي ربط الدب المحشو بالحب، هو أمر لا يزال يؤرق الكثيرين. قصة اسم "تيدي بير" ترتبط بالرئيس الأمريكي تيودور روزفلت الذي كما تقول الحكاية والذي رفض إطلاق النار على دب صغير معتبراً أنه أمر غير إنساني (الكثير هناك يفضلون إطلاق النار على انسان). طبعاً هذه الحادثة الشهيرة أثرت كثيراً في العالم بحيث نشرت صحيفة "واشنطن بوست" كاريكاتيراً يصوّر الرئيس روزفلت متعاطفاً مع دب صغير، وهو ما ألهم محلات الألعاب في نيويورك لاختراع لعبة جديدة سميت "تيدي" تيمّنا بالرئيس ذو القلب الكبير كقلب دب. ومن تلك الفكرة الرأسمالية البحتة (جميع أفكارنا الرومانسية هي في الواقع مرتبطة بالرأسمالية، على فكرة- ما عدا اللون الأحمر) وهكذا يا اصدقائي، تم ربط الدب بالحب والعاطفة واستمر نجمه بالصعود ليتم ربطه أخيراً بعيد الفالنتاين. قد يقول قائل ماذا عن الشوكولاته؟ في الواقع، هذا اختيار جيد ومفيد ويجعلك تشعر بالسعادة، لا اعتراض لدي على مشيئة أصحاب الشركات والمصانع بربط حبات الشوكولاته الملفوفة باوراق ملونة تُوجع القلب بالرومانسية، في الواقع نحتاج إلى مزيد من الشوكولاته -يفضل أن تكون بدون سكر- في هذا العالم. كل هذه المقدمة الطويلة لا هدف منها سوى تفسير الصور التي جمعناها لكم من مدن عربية مختلفة: جدة، الرياض، بيروت، غزة، بيت لحم، أبوظبي والقاهرة والتي تجد فيها عامل مشترك واحد وهو اللون الأحمر بشكل مبالغ فيه وسيد الهدايا جميعاً-الدبدوب. كل عام ودَبدوكم بخير.

إعلان

الرياض

في ظل الاحتفالات الجارية حول العالم بعيد العشاق قد يتهيأ لك أنه يوم عابرٌ كسائرِ أيام السنة حين تمر في شوارع السعودية فلا تزال العادات والتقاليد الاجتماعية والدينية تحظر الاحتفال بعيد العشاق على نطاق واسع باعتباره "بدعة وعيد مسيحي." ولكن ذلك، لم يمنع العشاق من الاحتفال به على طرقهم الخاصة. في جولة لنا في الرياض زُرنا العديد من المتاجر التي ارتدت حلّه عيد العشاق وكانت ممتلئة بالهدايا الحمراء من ورود وشوكولاتة والكثير من الدببة تأهّباً لاستقبال الزّوار. وفي جدة شاركنا مجموعة من الأشخاص هداياهم الخاصة التي استعدوا بها لهذا اليوم.

هدية عيد الحب- تصوير: ندى العميد

الدار البيضاء

بعيداً عن نقاش جواز الإحتفال بعيد الحب على الطريقة الغربية في المغرب كونه دولة إسلامية محافظة، وبعيداً عن "قفشات" العزاب على مواقع التواصل الاجتماعي وتحسرهم على وحدتهم العاطفية، يحتفل عدد كبير من المغاربة بهذا العيد كما غيرهم من العرب بشراء هدايا من الورود والدببة الحمراء والبيضاء مختلفة الأحجام، وفي بعض الأحيان الشكولاتة. كما يختار بعض العشاق الأثرياء اقتناء هدايا قيمة حيث تظهر في كل سنة صور لسيارة فخمة مقدمة كهدية أو أطقم من الحلي الباهضة الثمن.

سوق الورود- تصوير: ابراهيم كريم

بيت لحم

يعظى اللون الأحمر من ورد ودباديب محشوة بعبارات الحب على الشارع الفلسطيني في عيد العشاق، والذي تم احتفل به منذ عقود على الرغم من الاحتلال الاسرائيلي والمعاناة اليومية ولكن للحب هناك طعم خاص كما يقول محمود درويش: "يا حب، لا هدف لنا الا الهزيمة في حروبك، فانتصر أنت أنتصر." كما أن الشباب الفلسطينين يحبون اظهار رومانسيتهم، أو هكذا يَدعون.

محل بيع الهدايا- تصوير: سارة الشلالدة

غزة

مدينة غزة- تصوير: رويدا عامر

القاهرة

لاحتفالات عيد الحب في مصر طابع شعبي محبب، إذ تزدان محال الهدايا والورود باللون الأحمر، فيما يحتل "الدبدوب" موقعًا بارزًا في جميع الأنحاء. دباديب من مختلف الأشكال والألوان وبتباين في الأسعار يناسب الجميع، خاصة طلاب المدارس الثانوية والجامعات الذين يحتلون الجانب الأكبر من المهتمة بالاحتفال بـعيد الحب."

إعلان

شارع الهرم، القاهرة- تصوير: علي المالكي

أبوظبي

دعوات الغداء أو العشاء في مطاعم شهيرة تخصص اليوم لاحتفالات عيد الحب في أجواء رومانسية في دولة الأمارات في هذا الوقت، أما أضعف الإيمان فيكون إهداء ورود للطرف الآخر، حيث تشهد محال الورود والهدايا إقبالًا كبيراً في هذه المناسبة ويزداد الطلب بشكل خاص على الورود الحمراء التي تتنشتر في كل مكان وبين جميع الفئات على مدار اليوم.

شارع المرور، أبوظبي- تصوير: محمد عبد العاطي

بيروت

في لبنان كان يتم الاحتفال ييوم 14 فبراير من كل عام كيوم عيد الحب حتى عام 2005، عندما تم اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، حينها أصبح هذا اليوم هو ذكرى اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري. على الرغم من ذلك، لا تزال بيروت تحتفل بالعيد وعشاقه، حيث تزدان واجهات المحلات بالالوان الحمراء وطبعاً الكثير من الدباديب.

منطقة فرن الشباك -تصوير: ليلى يمين

Tagged:حب