1608797797537-miraa-hotel-article-sm-copy
مقالات مرآة

نساء يتحدثن عن منعهن من الإقامة بالفنادق وحدهن

"هذه وصاية على النساء وتقييد لحريتهن في العمل والحركة"

ظهر هذا المقال بالأصل على مرآة.

على فترات متباعدة، كانت تصادفني تدوينات مختلفة لنساء يتحدثن عن منع بعض الفنادق لهن من الإقامة لأنهن وحدهن دون رجل من الأسرة، كانت الحكايات قادرة على استفزازي وأنا أتساءل لماذا تخشى هذه الفنادق من النساء بالتحديد؟ وهل يمكن أن يتكرر نفس الموقف مع رجل وحيد يطلب غرفة في فندق؟ 

إعلان

أنا شخصيًا لم أتعرض للمنع من قبل، أقمت في الكثير من الفنادق في محافظات مصرية مختلفة وكنتُ أحصل على غرفة منفردة، لكنني كنت عادةً مسجّلة ضمن مجموعات عمل أو برفقة أفراد من الأسرة، في الوقت نفسه لي صديقات لم تواجهن مصاعب في الفنادق، بينما مرت أخريات بتجارب سيئة.

وفي 25 أغسطس الماضي، أصدر المركز المصري لحقوق المرأة بيانًا استنكر فيه ما وصفه بـ"الوصاية على النساء واعتبار سن الأربعين هو سن الأهلية بمخالفة الدستور والقانون" بعدما تم منع عدد من النساء والفتيات العاملات في المركز الذين تقل أعمارهم عن أربعين عامًا من الإقامة بمفردهن في عدد من الفنادق في المحافظات دون مرافق، وهو الأمر الذي اعتبره المركز تمييز ضد المرأة ووصاية غير مقبولة، وتقييد لحرية النساء في الحركة والعمل، وأيضاً مخالفة للدستور والقانون.

وقال المركز: "على مستوى العمل، هل على النساء الاستقالة أو عدم الترقي لأنه ليس لهن أماكن للمبيت أم عليهن إيجاد رجل من العائلة يتفرغ لمرافقتهن؟ وعلى مستوى الحرية الشخصية، ماذا لو تعرضت امرأة للعنف المنزلي وقررت البحث عن مأوى آمن؟ هل عليها البقاء في بيئات عدائية؟"

توجهنا إلى سؤال النساء عبر عدّة مجموعات على فيسبوك، إذا كن قد تعرضن للمنع من الإقامة في بعض الفنادق بمفردهن، فحصلنا على قصص مختلفة، لم تتفق جميع الإجابات، فبينما لم يمر بعضهن بصعوبات واجهت أخريات الرفض والتعسف لأنهن نساء بمفردهن، وهذه هي قصصهن:

 لا نسمح بإقامة امرأة بمفردها
"في مارس الماضي، كنت في مهمة عمل في الإسكندرية واحتجتُ إلى الإقامة بأحد الفنادق، قضيت وقتًا طويلًا وأنا أدخل الفنادق ويرفضون استقبالي لأنني بمفردي دون رجل، كنتُ أحاول إقناعهم بـ "كارنيه النقابة" (بطاقة إثبات الهوية) التي تؤكد أنني من محافظة بعيدة، أو أعرض عليهم أن يتصل بهم أحد مسؤولي النقابة ليطمئنوا لكن دون جدوى، كانت الردود سخيفة وعديمة الذوق فيقال لي "لا نستطيع تسكين امرأة بمفردها" أو "لا يوجد أماكن لدينا" مع أنني متأكدة من توافر غرف، كانوا يتعسفون ضدي لأنني امرأة شابة بمفردها وشعرت بعدائيتهم تجاه النساء اللاتي يثبتن أنفسهن والعمل والتنقل بحرية.

في نهاية المطاف وجدت فندق سمح باستقبالي ولكن كانوا ينظرون لي بتشكك لأن زميلي الرجل ساعدني على توصيل حقائبي إلى بهو الفندق، وفوجئت بأحد العاملين يطرق باب غرفتي ليلًا وهو يقول "حضرتك ممنوع يتواجد معك شخص بالغرفة" ففتحت الباب وأنا غاضبة جدًا وقلت له "ادخل وفتش بنفسك" فاعتذر قائلًا إنه اعتقد أن زميلي الذي أوصلني للفندق صعد إلى الغرفة. نحن كنساء لا نملك رفاهية الرجال في السفر وقتما نحب لأننا نضطر إلى إجراء حسابات كثيرة أولًا، الآن يجب أن أطمئن إلى حجز الفندق قبل السفر مع التوضيح أنني امرأة وسأقيم وحدي حتى لا أتعرض لنفس التجربة السابقة وأجد نفسي في الشارع مع حقائبي دون مأوى، وللأسف لا يقبل بوجودي سوى الفنادق غالية الثمن." -رانيا هلال، 36 عامًا، صحفية وكاتبة

ممنوع لأنكِ من نفس البلد
"كنا أنا وشقيقتي نجلس في مطعم موجود على سطح أحد الفنادق في القاهرة، شعرت شقيقتي بالتعب ولم تكن قادرة على العودة إلى المنزل فتصفحنا موقع لحجز الفنادق عبر الإنترنت، ووجدنا غرف خالية في الفندق الذي نجلس فيه. حجزنا غرفة بالفعل وذهبت لإحضار المفتاح فرفض الموظف وقال "لا نقوم بتسكين فتيات وحدهن" تشاجرنا لوقت طويل وهددتهم بطلب الشرطة فأخبروني أن هذا قرار من شرطة السياحة، بعدها حضر مدير الفندق وحاول تهدئتنا وطلب أن يرى بطاقة إثبات هويتي، ثم قال لي أنتِ تعيشين في القاهرة وممنوع أن تسكني في فنادق في نفس البلد." -نورا، 42 عامًا، مساعدة تنفيذية

Miraa - Hotel Article Banner.jpg

للعائلات فقط
"حجزت أنا وصديقتي غرفة في أحد فنادق الإسكندرية المطلة على البحر وأكّد لنا الفندق توافر الغرف، حين ذهبنا ووجدوا أننا فتاتان بمفردنا اعتذروا عن استقبالنا وأخبرونا أن سياسة الفندق تمنع إقامة الفتيات وحدهن وتسمح باستقبال العائلات فقط، راجعت موقع الفنادق الذي حجزت منه فوجدت عبارة تفيد بنفس المعنى، غادرت متعجبة وحتى الآن لم أفهم ما السبب الذي يمنع النساء من الإقامة بمفردهن في فندق." -نورا رؤوف، 33 عامًا، موظفة بنك

 أوقفوا الحجز حين عرفوا أني بمفردي
"منذ عامين كنا نقوم بتجديد المنزل وكنت أعاني من الضوضاء وتواجد العمال ولا أستطيع النوم حتى لو لفترة قصيرة، اضطررت إلى الحجز في أحد الفنادق الصغيرة في منطقة وسط البلد بالقاهرة لأحصل على بعض الراحة ليوم واحد. اتصلت بهم وأكدوا الحجز وحصلوا على بياناتي لكن حين وصلت ووجد موظف الاستقبال أنني فتاة بمفردي قال لي "لن يمكنك الإقامة" أخبرته أن لدي حجز باسمي وأن الشخص الذي هاتفته حصل على كل بياناتي بالفعل، فرد بأنه ممنوع إقامتي لأن بطاقتي الشخصية بها محل إقامتي بنفس البلد. غادرت وذهبت إلى فندق آخر رفضوا أيضاً، قضيت بعض الوقت أشرح ظروفي وأنني في حاجة إلى الراحة وبعض النوم لكن دون جدوى." -مريم يوسف، 34 عامًا، موظفة بنك

 رفضني فندق مرة واحدة
"أسافر وحدي كثيرًا جدًا، نزلت بفنادق في الغردقة والإسكندرية وأغلب المدن السياحية لكن لم تعترضني أية صعوبات، على العكس كان هناك ترحيب وإبداء الرغبة في المساعدة لي كشابة في مدينة بعيدة عن محل إقامتها. المرة الوحيدة التي واجهت الرفض فيها كانت في فندق صغير في القاهرة والذي رغم وجود غرف شاغرة فيه رفض تسكيني، حاولت مع فندق آخر في نفس المكان ورفض أيضاً فاضطررت إلى المبيت عند صديقة." -سلمى، 30 عامًا، مترجمة