ثقافة

شكل جسمك يؤثر على انطباع الناس عن شخصيتك

هذه الأحكام لا أساس لها من الصحة
صور نمطية

نشر ألكسندر تودوروف؛ أخصائي علم النفس في جامعة برينستون بحثاً خلص فيه إلى أن الطريقة التي يحكم بها الناس على وجوه الآخرين – أي انطباعاتهم السريعة الأولى - يمكن أن تكون قد تنبأت؛ بنسبة يقارب قدرها 70% بالفائزين في سباقات شغل منصب سيناتور في الولايات المتحدة، فنحن نتخذ من الوجوه سبيلاً للتوصل إلى استنتاجات سريعة حول شخصياتهم، ثم نتخذ قرارتنا وفقاً لذلك.

وفي دراسة أخرى في العلوم النفسية، درس الباحثون سمات الشخصية المرتبطة بأنماط مختلفة من الأجسام. تقول يينغ هو، عالمة النفس بجامعة تكساس في دالاس: "لقد كان من المعروف منذ بعض الوقت أن طول المرء ووزنه عاملان يسهمان في الأحكام الاجتماعية والشخصية، إلا أن في شكل الجسم، الطول والوزن، الانحناءات وارتفاع الخصر ونحوِ ذلك، كلها تندرج في الاستنتاجات الموصلة إلى سمات الشخص."

صنعت يينغ وزملاؤها 140 نموذجاً واقعياً للجسم، 70 أنثى و70 ذكراً، فوجدوا أن السمات النشطة، "كالمشاكسة" أو "الحماسة" كانت مرتبطة بالأجسام "ذات الانحناءات الأكثر" shaped bodies بينما كانت الصفات غير النشطة "كاستحقاق الثقة" والبساطة" مرتبطة بالأجسام ذات الشكل المستطيل rectangular bodies وهي أجسام تكون فيها الانحناءات موزعة بالتساوي وفيها الخصر غير جليّ.

تقول يينغ: "تشمل السمات النشطة كلاً من الصفات الإيجابية، مثل الانفتاح والثقة بالنفس، والسمات السلبية، مثل سرعة الانفعال والمشاكسة، ولذا كان يُنظر إلى النساء اللواتي أجسادهن على شكل ثمرة الكمثرى (الإجاص) وللرجال ذوي الأجسام بارزة التفاصيل على أنهم يتمتعون بسمات شخصية أكثر نشاطاً من أقرانهم من ذوي الأجسام غير بارزة المعالم، وينطبق هذا المبدأ العام على أجساد الذكور والإناث على حد سواء." كما وجدت يينغ وزملاؤها أن الأشخاص الأثقل وزناً يتم تصنيفهم بسمات أقل إيجابية، كالإهمال أو عدم الكفاءة، وذلك مقارنةً بمن هم أكثر نحافة.

مما لا شك فيه أن أحكامنا متأصلة في السياق التاريخي والثقافي المحدد الذي نعيش فيه الآن، ففي العصور السابقة، حين كان الطعام شحيحاً، كان يُنظر إلى ذوي الأجساد الضخمة على نحو مختلف تماماً وايجابي، لذا فإن انطباعاتنا وتصوراتنا قابلة للتغير. تضيف يينغ قائلة: نأمل أن تساعدنا هذه النتائج في أن ندرك أننا نكوّن صوراً نمطية غير سليمة عن الناس بناءً على أشكال أجسادهم، ولهذا علينا أن نحاول تجنب إصدار هذه الأحكام التي لا أساس لها من الصحة."

ظهر هذا المقال بالأصل على VICE US