هوية

إليكم كيف تقومون بوضع حدود شخصية لبناء علاقة صحية مع من حولكم

الأهم الإلتزام بهذه الحدود، فلا فائدة من وضعها أنت كنتم لا تعتزمون الالتزام بها
حدود
Photo by Drew Hays on Unsplash

Copy


How, Though هو عمود مخصص لمساعدتكم في إدارة جميع المضاعفات الرهيبة لكونكم على قيد الحياة.

ليس من طبعي أن أضع مع أصدقائي وأفراد أسرتي أية حدو، فأنا؛ في كل الأحوال؛ واحدة من شباب جيل الألفية النمطيين الذين يمقتون خلق مشاكل. ولكن ما يدعو للسخرية هو أنني أمتعض عندما لا يحترم أصدقائي وعائلتي الحدود التي وضعتها في رأسي ولم أفصح عنها مطلقاً، وفي هذا بعض الإجحاف بحقهم. ولكن في علاقاتي الرومانسية، أتصرف بشكل مختلف، ذلك أني ابتليت بحبي للرجال، ولكني بنفس الوقت أمقتهم وأمقت كل ما يفعلونه معي أكثر بكثير من كرهي للمشاكل. فيمكنني مثلاً أن أخبر أحدهم ببساطة أنه إذا كان يرغب في رؤيتي، فعليه إخباري بذلك قبل الساعة الثامنة مساءً، غير أنني أجد من الصعب إخبار أمي أن تتوقف عن الاتصال بي في الساعة العاشرة مساءً كل ليلة سبت.

إعلان

بعد التحدث إلى الدكتورة راسين هنري؛ أخصائية الزواج والأسرة؛ حول كيفية توضيح احتياجاتك في العلاقات الشخصية، اكتشفت أنني كنت فظة بتجاهلي لمكالمات أمي بدلاً من إخبارها أن تختار وقتاً مختلفاً للاتصال بي، كما أعطتني الدكتورة عدداً من النصائح حيال وضع المرء حدوداً مع أصدقائه وعائلته، وأنا أخطط الآن لاستثمار هذه النصائح في سبيل تحسين نفسي كشخص بالغ.

ما هي الحدود؟
لكي تعرف متى ترسم الحدود، عليك أن تعيَ ما هي هذه الحدود. تقول الدكتورة راسين: "الحدود هي حَرَمُ الاحترام، إنها قيود محددة تفرضها على سلوكيات غير محببة أو مرغوبة، وهي من وسائل التعبير اللفظي وغير اللفظي التي توضح الطريقة التي تريد أن تُعامل بها.

الحدود مهمة في جميع العلاقات
اعتادت إحدى صديقاتي أن ترسل لي وابلاً من رسائل نصية حول أتفه الأشياء خلال ساعات العمل، رسائلَ لم يكن لدي الوقت أو الطاقة للرد عليها، ولكني كنت أفتقد الجرأة لأخبرها أنني وجدتُ في رسائلها إزعاجاً وتشتيتاً لتفكيري، فأحاول بدلاً من ذلك الرد عليها مفصلاً بضع مرات في الأسبوع حتى لا تظن أنني كنت أتجاهلها، ولكني اقتصدتُ في ردودي بما يكفي لتفهم ما أقصده. هذا كان مثالاً جيداً على الوقت الذي كان بإمكاني فيه؛ أو توّجب عليَّ فيه؛ وضع الحدود، لكني لم أفعل، إلى أن حصلت صديقتي على وظيفة بدوام كامل ولم تعد قادرة على إرسال ذات الكم من الرسائل.

قد نفكر في الحدود عندما يتعلق الأمر بعلاقاتنا الحميمة فحسب، ولكن هذه الحدود قد تكون مفيدة مع أشخاص نعرفهم، حيث ترى الدكتورة راسين أنك حينما ترسم لشخص ما حدوداً، "يدرك هذا الشخص بأنه لا ينبغي له القيام بكل ما يحلو له، وأن لعلاقتكما مقتضياتٍ، سواء كان زميلاً أو صديقاً أو أحد معارفك."

إعلان

قم بتعيين حدودك في رأسك أولاً
قبل أن تحاول وضع الحدود، عليك أن تكوّن فكرة واضحة عن سبب تعيينك لهذا الحد بحيث يمكنك تبرير الأمر. إن التمسك بحد ما لا يعتمد فقط على من تضع هذا الحد له، فإن هو تجاوز هذا الحد، فمن المهم أن تتمسك بموقفك. اسأل نفسك عن مدى قدرتك وكيفية الالتزام بالحد المرسوم الذي خططت لوضعه. (عدم التواصل مع شريكك السابق مثلاً أمر سهل قولاً، صعب تطبيقاً). تقول الدكتورة راسين: "يجب أن تكون قادراً على دعم هذا الحد، والقيام بكل ما يلزم للحفاظ عليه، فلا فائدة من وضع حدود لا تعتزم الالتزام بها." عند الحديث عن حدودك، عليك أن توجز وتكون واضحاً للغاية.

كيف يمكنك التحدث عن هذه الحدود؟
إن كنت مثلي تعتقد أنه يمكنك تعيين حدودك بتجاهلك الرسائل النصية أو التلميح بطريقة أخرى أنها تضايقك قليلاً، فخذ عني أنَّ ذلك لن يجدي نفعاً. قد يبدو من الواضح أن على أحاديث الحدود الشخصية أن تتم شخصياً، بيد أن الدكتورة راسين ترى سبلاً أخرى للقيام لذلك، وتقول: "يعتمد الأمر على مستوى راحتك، فأنت من يضع الحدود، لذا عليك أن تقرر موعد هذه المحادثة ومكانها وهيئتها. فإذا كان الوضوح في إجراء هذه المحادثة وجهًا لوجه، ليس طريقتك المفضلة، فقد يكون من الأفضل؛ وفق ما ترى الدكتورة راسين؛ أن يكون ذلك عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية. "تتلخص فائدة الكتابة في أن عليك أن تكون متأكدا تماماً مما تود قوله." اشرح للشخص سبب قيامك بتعيين الحدود، وكيف أزعجك سلوكه في الماضي، وناقش تلك الحدود على أنها أداة تساعد على تحسين علاقتكما، بدلاً من أن تحدث بينكما شرخاً.

كن مستعداً لرد فعلهم
سيتعين عليك توقّع رفض صديقك أو أحد أفراد أسرتك أو مَن سواهم سعيك لوضع حدود لعلاقتك بهم، وهو أمر شائع جداً كما ترى الدكتورة راسين: "حتى هذه النقطة، هم معتادون على أن يكون لديهم قدر معين من النفوذ عليك، أو قدر معين من تساهلك معهم، وبمجرد أن تبدأ بتغيير هذا الوضع وتقول: هذا الأمر لا يروق لي، فإنَّ عليك أن تتوقع بعض المقاومة والتراجع، ويجب أن تتوقع صراعاً ما وتوتراً حيال كل ما تريد تغييره."

إعلان

إن وجدت نفسك في وضع كهذا، فإن الدكتورة راسين تنصحك بالحفاظ على الحدود على أية حال وإجراء سلسلة محادثات مع هذا الشخص حول ما تعنيه لك تلك الحدود. "لا ينبغي أن تخيّرهم بين قبول هذه الحدود وإنهاء علاقتك بهم، إنما بيّن لهم ما سببوا لك من كدمات عاطفية وقل لهم: "لهذا السبب أريد أن تتغير الحال، لعلَّ علاقتي بكم تدوم."

لا تفقد الأمل! لا غرابة في أن يرحب أحدهم بالحدود التي تضعها معه، حيث تقول الدكتورة راسين: "هناك حالات تكون فيها هذه الحدود موضع ترحيب، خاصة إن كان الأمر متعلقاً بصديق أو شخص يهتم بك، لكنه لم يكن مدركاً للأذى الذي كان يسببه لك، فهمّهم الأول راحتك ودعمك في الحفاظ على هذه العلاقة بهم، لا فعلُ ما يحلو لهم معك."

الحفاظ على حدودك
أتمنى أن يكون العمل الشاق قد انتهى بعد تعيينك للحدود، لكن أتمنى ألا تكرهني إن أخبرتك أن الاحتفاظ بهذه الحدود سيكون بنفس الصعوبة؛ فالحفاظ على الحدود لا يعني الالتزام بما قلته وحسب، بل يقتضي مساءلة الشخص الآخر كذلك. إن كنت تواجه مشكلة في الحفاظ على الحدود، تنصحك الدكتورة راسين بأن "تضع نفسك ومشاعرك في المقام الأول فيما يخص سبب وضعك للحدود وأهميتها بالنسبة لك. قد لا يروق ذلك للشخص الآخر، وقد لا يوافق على ذلك، لكنه مُلزم باحترامها" وإن لم يفعل ذلك، فعليه أن يواجه العواقب. على سبيل المثال، قل لهم: "لقد أظهرتَ أنك لا تستطيع احترام شروطي في هذه العلاقة، لذلك لن أتمكن من رؤيتك خارج أوقات العمل."

إن للنية بالغ الأهمية عندما يتعلق الأمر بوضع الحدود، ويمكن أن يكون من السهل الرجوع لسلوك قديم إن نسيتم سبب تطبيق الحدود، حيث ترى الدكتورة راسين أن طرحك مجموعة من الأسئلة على نفسك قد يساعدك على التمسك بها، على سبيل المثال: "كيف يمكنني التواصل مع هذا الشخص دون تعريض العلاقة للخطر، هل تعني هذه الحدود أن هذه العلاقة يجب أن تتغير بطريقة تعود على كلينا بالنفع فتجعلني أشعر أني أكثر من شريك مساوٍ أو أكثر احتراماً؟"

إن لم ينجح أي من ذلك، فقد يكون من المفيد أن تسأل نفسك إن كان الحفاظ على هذه العلاقة يستحق العناء، وفي كلتا الحالتين، سوف تشعر بالفخر أنك حاولت تلبية احتياجاتك. حظاً طيباً!

ظهر هذا المقال بالأصل على VICE US