علاقات

هل من يخون مرة يخون دائماً؟

الأهم من فعل الخيانة من عدمه، هو السبب الذي دفعه إلى القيام بذلك
خيانة

Antonio Guillem/Getty Images

على الرغم من تغير شكل العلاقات في السنوات الماضية، لا تزال الغالبية العظمى من الشباب يفضلون إقامة علاقات زواج أحادية مع شركائهم، والتي تقوم على الارتباط بشخص واحد فقط، ومع ذلك، كما نعلم جميعًا، لا يحدث هذا دائماً.

في الواقع، الخيانة العاطفية أمر واسع الانتشار، حيث توصلت الدراسات الموثوقة إلى أن ما بين ربع إلى خمس المتزوجين يعترفون بممارسة الخيانة الجنسية في مرحلة ما، وكانت المعدلات أعلى بين طلاب الجامعات غير المتزوجين، حيث قال ما بين النصف والثلث أنهم قاموا بالخيانة على شركائهم.

إعلان

إذن، ماذا يحدث عندما يدخل أحد هؤلاء الخائنون في علاقة جديدة؟ هل هم عرضة أكثر من غيرهم للخيانة مرة أخرى؟ لقد افترض الناس منذ فترة طويلة أن هذا هو الحال - فمن يخون مرة يخون دائماً. ومع ذلك، صدقوا أو لا تصدقوا، لم يسبق لأحد أن درس هذه المسألة علميًا - على الأقل ليس حتى الآن. ولكن تشير دراسة جديدة نُشرت في صحيفة Archives of Sexual Behavior إلى أن هذا الافتراض صحيح إلى حد ما.

في هذه الدراسة، قام الباحثون بفحص بيانات دراسة استقصائية محلية داخل الولايات المتحدة الأمريكية حول الشباب (بين 18 إلى 35 عامًا) الذين أجابوا على أسئلة حول علاقاتهم العاطفية على فترات منتظمة على مدار فترة خمس سنوات. كان جميع المشاركين غير متزوجين في بداية الدراسة. على الرغم من مشاركة ما يقرب من 1.300 شخص في المجموع، ركز الباحثون فقط على 484 من البالغين الذين أجابوا على أسئلة حول وجودهم في علاقتين مختلفتين على الأقل خلال السنوات الخمس من الدراسة.

خلال كل مرحلة من عمليات جمع البيانات، سُئل المشاركون عما إذا كانوا قد أقاموا "علاقات جنسية" مع شخص آخر غير شريكهم منذ أن بدأوا المواعدة بجدية. خلال الدراسة، أجاب 44% بنعم على هذا السؤال - أقاموا علاقة مرة واحدة على الأقل. كما سُئل المشاركون عما إذا كان شركاؤهم قد فعلوا نفس الشيء. إجمالاً، اعترف 30% أن واحدًا على الأقل من شركائهم مارسوا الجنس مع شخص آخر، بينما شكك 18% آخرون في حدوث ذلك.

إذن.. هل الخيانة في علاقة واحدة يجعل من المتوقع أن يكون هناك خيانة في العلاقة التالية؟ بالتأكيد نعم. في الواقع، كان الخائنون 3 أو 4 مرات أكثر عرضة للقيام بذلك في العلاقة القادمة. ومع ذلك، فإن الخيانة المتكررة لم تكن بالضرورة مؤكدة. على وجه التحديد، فإن 45% من الذين خانوا في العلاقة الأولى فعلوا ذلك في علاقتهم التالية. على الجهة الأخرى، من بين أولئك الذين لم يخونوا في العلاقة الأولى، خان 18% شريكهم التالي.

إعلان

ومن المثير للاهتمام، أنه عندما تتعرض للخيانة في العلاقة العاطفية الأولى فإنه من المتوقع أن تتعرض للخيانة أيضاً في العلاقات المقبلة. كما أن أولئك الذين يشتبهون في أن شركائهم يقومون بخيانتهم في علاقة ما، هم أكثر عرضة للشك في أن شركاءهم التاليين سيخونونهم.

على الرغم من أن هذه النتيجة التي تم التوصل إليها مذهلة، إلا أن هناك قيود مهمة على هذه الدراسة، وهي أن الطريقة التي يُقيّم بها هؤلاء الباحثون الخيانة لا تميز بين أولئك الذين مارسوا الجنس خارج العلاقة بالتراضي والقبول مقابل غير الموافقين على إقامة شريكهم لعلاقة خارجية. بمعنى آخر، لا نعرف عدد هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يخونون حقاً وعدد أولئك من كانوا في علاقة مفتوحة نوعا ما.

من المهم الاشارة الى أنه في حين أن حوالي نصف الخائنين المفترضين كرروا سلوكهم في المرة التالية، فإن النصف الآخر لم يفعل. هذا يعني أن مقولة أن من يخون مرة يخون دائماً بالتأكيد ليست صحيحة في جميع الحالات. إنها صورة نمطية، بالتأكيد. وبالتالي، ليس من الإنصاف الحكم على شخص ما بأن علاقته العاطفية ستكون عابرة وسيئة لمجرد أنه قد قام بالخيانة في السابق.

والأهم من ما إذا كان الشخص قد قام بالخيانة أو لا، هو السبب الذي دفعه إلى فعل ذلك. أحد الأسباب الأكثر شيوعًا للخيانة هو عدم الرضى عن علاقاتهم، مما يعني أن الأشخاص الذين يتم دفعهم إلى الخيانة بحكم الظروف، لن يقوموا بذلك مرة أخرى طالما وجدوا شريكًا أكثر توافقًا معهم في المرة القادمة.

ومع ذلك، لا يقوم الآخرون بالخيانة بالضرورة بسبب ظروفهم، ولكن بسبب شخصيتهم. على سبيل المثال، توصلت الأبحاث الموثوقة إلى أن الخيانة الزوجية أكثر شيوعًا بين أولئك الذين لديهم قدر أقل من الاهتمام والعناية من الآخرين وأولئك الذين لديهم انضباطاً ذاتياً نفسياً أقل. ربما يميل هؤلاء الأشخاص الذين لديهم هذه الصفات إلى الخيانة بغض النظر عن شكل علاقتهم.

كما ترون، عندما يتعلق الأمر بالخيانة، فإن الماضي غالبًا - ولكن ليس دائمًا - يُعيد نفسه. وحتى إذا كانت الخيانة الزوجية سلوكًا تسلسليًا، فإنها في النهاية تتوقف على أسباب الخيانة في المقام الأول.

نشر هذا المقال نشر للمرة الأولى على TONIC