أبرز نظريات المؤامرة خلال عام 2018.. كلنا ميل جيبسون

نظرية المؤامرة هو عنوان لفيلم أمريكي، من إنتاج سنة 1997، بطولة ميل جيبسون وجوليا روبرتس. يبدأ الفيلم بعرض لسائق تاكسي (ميل جيبسون) ينخرط في سرد وقائع، تبدو من إنتاج خيال مريض، للركاب، ثم يتبين بعد ذلك أن كل هذه الخيالات المريضة المبنية على نظرية مؤامرة مختلة، ما هي إلا معلومات حقيقية صادرة عن عميل سي آي إيه سابق، قد سبر أغوار الجهاز المخابراتي، ثم ترك العمل فيه ليعمل على سيارة تاكسي.

تجد نظرية المؤامرة رواجًا شديدًا لدى أغلب سكان العالم، لإنها أقرب إلى القصص الشعبي، والحكي الخيالي، كما أنها على الرغم من تعقيدها البادي، هي التفسير الأسهل والأبسط والأكثر ملائمة والأقرب إلى القلب.

من منا لا يحب نظريات المؤامرة؟ كلنا يحبها. نحبها كما نحب قصص الجدات، وأغاني التراث، وحكايات ألف ليلة وليلة، وأفلام الخيال العلمي، وروايات أجاثا كريستي. كلنا يسعد بنفسه وهو ينسج من وحي خياله قصص وراء عناوين الأخبار التي تبدو مباشرة وجافة وسطحية إلى حد بعيد. هذه طبيعة بشرية.

تجدر الإشارة هنا أن شعوب العالم تتمتع الانجذاب نفسه نحو نظرية المؤامرة، إلا أنه، وإحقاقًا للحق، فالعالم العربي بالتحديد لديه ثلثي نظريات المؤامرة المحكمة. الأمر ليس بمستغرب، حقيقة مفهومة في ظل الإحباطات والإخفاقات لمجموعة بشرية لديها تاريخ تتغنى به – سواء كانت عظمة هذا التاريخ حقيقة أو من وحي الخيال في بعض الأحيان – وتعاني من تراجع عالمي في شتى المجالات.

حيلة نفسية مريحة: العالم يتآمر عليّ، العالم يضطهدني، أنا لست فاشلًا، وليس الإخفاق من شيمتي، حيث إنني في السابق وقف الخلق جميعًا ينظرون كيف أبني قواعد المجد وحدي، لكن هذا النجاح السابق قد أثار غيرة الأمم الأخرى، فدفعهم جميعا إلى التآمر علي. التآمر على حضارتي، على ديني، على شعبي، على بلادي. كل ما أنا فيه من معاناة ما هو إلا مؤامرة.

الجهل الذي أعاني منه مؤامرة، الفقر مؤامرة، الفساد المستشري مؤامرة، حتى ثورات الربيع العربي الناتجة عن غضب طبيعي من كل الإخفاقات المذكورة، مؤامرة، أنا شخصيًا مؤامرة. هنا، نحن نواجه حالة مرضية ناتجة عن ظروف مرضية، وليست مجرد استثارة طفولية حيال قصص خيالية كما في سائر بلاد العالم.

بات التعامل مع كل شيء مؤامرة، حتى أفلام هوليود، والمسلسلات الأمريكية، ولم يسلم يوسف شاهين، رحمه الله، من الاتهامات بالصهينة والتآمر، و"دس السم في العسل"، وتحليلات لأفلامه عجيبة قوي سعاتك. يستاهل يوسف شاهين، ما هو عامل أفلام مش فاهمينها، يبقى أكيد الموضوع فيه مؤامرة، أمال احنا اللي أغبيا يعني؟ وكما هي العادة السنوية، شهد العام الماضي، 2018، كما غيره من الأعوام، أحداثًا كثيرة، كلها كان لها تفسير تآمري.

خذ عندك.

داعش والمؤامرة الصهيونية
بالرغم من الانحسار الذي تشهده الدولة الإسلامية (داعش)، إلا أن هناك تفسير تآمري فيما يتعلق بتشكيل الجماعة وتكوينها. سأبدأ به لإن السخرية منه ستكون الأكثر استفزازًا، وأنا بحب استفزهم قوي، حاضرب في الثوابت على طول كده. داعش صهاينة أصلًا، وإسرائيل تعالج مقاتلي داعش في مستشفياتها . انتشر الخبر كالنار في الهشيم، ولم يتم التأكد من صحته حتى الآن.

نعم، هناك اقتناع تام بإن داعش تأسست في إسرائيل، وأن كل عناصر داعش تم تدريبهم في إسرائيل. يتم عرض فيديوهات داعش تحت تعليقات لبعض المواطنين: "إزاي يعني عندهم إمكانية يصوروا فيديوهات هاي كوالتي كده؟ الفيديو شكله كأنه متصور في هوليوود.. فيه حاجة غريبة.. أنا رأيي إن الفيديو ده متصور في إسرائيل."

أيوه حررتك… جماعة إرهابية، لديها مصادر تمويل لا داعي لذكرها الآن، لكن أغلبها من العالم العربي والإسلامي، تقوم بتصوير فيديو بجودة عالية، فين إسرائيل هنا في الموضوع؟ لا أمانع البتة أن تكون إسرائيل ككيان يستفيد من وجود داعش، لكن، ما علاقة الفيديو عالي الجودة بإسرائيل؟ وهو في هوليوود ولا في إسرائيل؟

فتأتيك الإجابة: وهي إسرائيل إيه وأمريكا إيه؟

مسم… حقه ياخويا، على رأيك، دول راسين في برنيطة.

ينظر أحدهم إليك بجنب عينه، وهو يغمز بالعين الأخرى، وكأن فكرة جهنمية قد سطعت على عقله النير قائلًا: طب داااااعش ما بتعملش عمليات في إسرائيل خالص.. ليه؟

- والله ما اعرفش حضرتك تقدر تسألهم..

- هممممم… عشان داعش صنيعة المخابرات الإسرائيلية… معروفة

آه طبعا… معروفة من زمان!

ليست المشكلة أن يقوم جهاز الموساد الإسرائيلي بصناعة داعش، هذا افتراض لست بصدد نفيه أو تأكيده، لكن المشكلة تكمن في اعتقاد الغالبية العظمى من سكان المنطقة العربية بإن كل مالا يعجبهم على هذا الكوكب هو صنيعة الموساد الإسرائيلي، دون مواجهة حقيقية لمشاكلهم.

طيب، فرضنا جدلًا أن نواة تنظيم الدولة الإسلامية قد تم تخليقها في معامل الموساد الإسرائيلية، من الذي قام بتجنيد كل هذا العدد؟

- الفلوس…والشباب مش لاقي يتجوز.

- آه… فإيه؟

- فبينضموا لداعش عشان ياخدوا فلوس

- لا حضرتك مش واخد بالك.. داعش دي مش شركة مالتي ناشونال… دي جماعة إرهابية الناس بتنضم لها أساسا عشان تموت.. الفلوس دي بتيجي عشان السلاح، مش عشان أعضاء الجماعة يشربوا سيجار… ثم إيه دخل الجواز دلوقت؟

- ما الشباب يائس.. ومش لاقي يتجوز

- طب تمام.

نحن لا نعاني من أية مشاكل سوى يأس الشباب بسبب تكاليف الزواج الباهظة! ليس لدينا تفسيرات دينية قد تزين للناس الاقتناع بالفكر الداعشي، ليس لدينا قيما مجتمعية تحث على العنف، لا نعاني من جهل واهتمام بسفاسف الأمور، لا نحارب كل مجدد ونتهمه بالكفر وربما نفرقه عن زوجته، لا نغذي نظريات مؤامرة تتهم البشرية كلها بالتسبب في مشاكلنا مما يملأ الناس، أجيالاً وراء أجيال، بالمرارة والكراهية والحقد المقدس تجاه الآخر، مما يسهل على جماعات مثل داعش تجنيد بعض الشباب كي يقتصوا من أولئك الذين تآمروا علينا.

كل مشاكلنا أن الشباب مش لاقي يتجوز!

كل ما يحدث في هذا العالم يعود بالأساس لمشكلة جنسية يعاني منها الشباب؟ وكتاب الله فرويد لو عايش كان ضرب بلانصات في الهوا فرحًا بهذا التجديد النادر للخطاب الفرويدي.

بص العصفورة وفستان رانيا
الحقيقة أن نظرية المؤامرة هي أكبر مؤامرة ضد شعوب لا تريد أن تواجه مشاكلها وتحيل كل ما تعاني منه لكراهية الآخرين لها. هناك تشكك، مفهوم ومبرر تمامًا، لدى الجمهور حيال الأخبار التي يبثها الإعلام. كلما انتشر خبر ما، قابله الجمهور بريبة: الخبر ده بصوا العصفورة.. عشان يلهونا.

- يلهونا عن إيه؟

- عن الحاجات المهمة

- اللي هي إيه؟

- ……….

في الواقع، وفي هذه المرحلة تحديدًا، ليس لدينا أي شيء مهم. نحن شعوب محالة للتقاعد بعد فشل حراك الربيع العربي. لو أن لدينا قضية هامة لما اهتم الناس بالأخبار التافهة، لذا، فلا حاجة لأحد أن يبث أخبارًا تحت شعار "بصوا العصفورة"، لأننا لو ما بصيناش العصفورة، حنبص على السقف. مفيش حاجة يافندم.

إذا اعتبرنا أن ثوب الفنانة رانيا هو مؤامرة لإلهاء الشعب عن أشياء أخرى مهمة، لا أحد يعلمها، فهي وجهة نظر تحترم إلى حد ما، حيث أن ثوب فنانة لا يستحق كل هذا اللغط والهيستيريا، ربما تكون مؤامرة، لإيه مش عارفة، بس يمكن، وربما بسبب الفراغ، والحياة المحبطة التافهة التي يعيشها الناس.

مقتل خاشقجي
أما أن يعتبر الناس أن مقتل صحفي بحجم جمال خاشقجي، واستثارة الرأي العام العالمي، هو مؤامرة للتغطية على جرائم إسرائيل فهذا محض الجنون يا جماعة.. ليه كده بس يا ربي؟

جرائم إسرائيل مستمرة منذ العام 1948، يعلمها القاصي والداني، ولا أحد يتحرك ضدها، نادرًا ما تدان على أفعالها، وإذا أدينت فهي لا تهتم، وتستمر في اقتراف جرائمها. ضرب قطاع غزة يتم بشكل دوري.

فماذا فعل الناس قبل مقتل خاشقجي ضد جرائم إسرائيل، حتى يتهموا الإعلام العالمي بإن اهتمامه بمقتل خاشقجي مؤامرة لإلهائهم عن جرائم إسرائيل؟

سبب الحادث صدى عالمي بسبب أهمية الضحية عالميًا، هذا كاتب مشهور، يكتب بشكل دوري في الواشنطن بوست، أي أنه زميل لأولئك الصحفيون الذين كرسوا صفحات جريدتهم لبكائه والسعي لكـشف ملابسات مقتله. لو قتل زميلك في العمل فليس هناك أهم من هذا الحادث في حياتك لشهور عديدة. تصادف أن زملاء خاشقجي في العمل صحفيون في جريدة كبرى واسعة التأثير، فصار ما صار.

هذا التبني المرضي لنظرية المؤامرة، خلق ردة فعل عكسية عند البعض، منهم من يحاول تسطيح كل شيء وأي شيء، بشكل مخل، ومن يفعل هذا معذور، علينا أن نعلم أننا نعاني من مشاكل، والأمر لا يقتصر على خطط القوى الرأسمالية والإمبريالية العالمية لاستغلالنا، هناك رأسمالية شرسة تحاول استغلال الفقراء أو "معذبي الأرض" على حد قول الكاتب المارتينكي/ الفرنسي، فرانتز فانون، ولا يمكن نفي أن هذه القوى الرأسمالية، تعمل جاهدة لإضعاف الضعفاء وتهميش المهمشين ومص دماء السكان الأصليين لتحقيق أهداف وأطماع، ومن نافلة القول أن إسرائيل شركة رأسمالية تعمل لصالح هذه القوى، ومن ثم فإنها تتخذ التدابير اللازمة من قتل وتشريد وعزل وعنصرية، ضد السكان الأصليين، كي تحقق أهداف هذه الشركة وترفع أسهمها. وهذه حقائق واضحة معلنة لا تحتاج لتفكير ملتو، أو نسج قصص تآمرية مضحكة تسكن المواطنين البائسين كجني يتلبسهم.

السترات الصفراء عملاء أمريكا وإيران
وعلى ذكر فرانتز فانون، ولقول إنه مارتينيكي/ فرنسي. نذكر فرنسا وانتفاضة السترات الصفراء، ياختااااااااااي… يا ختي ياختي ياختييييي. قنبلة مؤامرات. وطبعا أبطال المؤامرة، هم أبطالها في كل مرة: إسرائيل، قطر، إيران، حزب الله، حماس، الأخوان.

المتظاهرون في فرنسا إخوان، والدليل أنهم يرتدون السترات الصفراء، وهو لون رابعة، وبالطبع، هم يعملون لصالح إسرائيل وإيران، انتقامًا من ماكرون، وهناك عناصر من حزب الله وحماس، واليمين المتطرف المعادين للمهاجرين، ولو نظرت للمتظاهرين ستجد أن أغلبهم عرب مهاجرين، وهم أيضًا أناركيين فرنسيين!

ده كلام الناس العاقلين: مهاجرين ومعادين للمهاجرين وإيران وإسرائيل وأناركيين!

هاااااايل.. يسلم اللي لف لك السيجارة.

الحقيقة أن ماكرون حين تحدث بلهجة التشكيك والمؤامرة لاقى استهجانا عاما من كافة القطاعات في فرنسا، ما دفع بعض المشاهير والنجوم، الذين بالطبع لم يتضرروا من رفع أسعار المحروقات، للتضامن مع أصحاب السترات الصفراء، وقد أدى هذا التشكيك بماكرون إلى الاعتذار علانية للجمهور الفرنسي لحديثه عن المتظاهرين بهذا الشكل.

تونس تهدم المدنية والمعمار
قررت تونس أن تغير بعض التشريعات الخاصة بالمواريث، حيث ستقوم بالمساواة بين المرأة والرجل في الميراث نظرًا لإنها دولة مدنية، ينص دستورها على المساواة بين المواطنين.

طبعا بقى أوعى وشك.. نظريات مؤامرة للركب:

مؤامرة على الإسلام، مؤامرة على الوحدة العربية، مؤامرة على الاستقرار الأسري، مؤامرة على النساء، ومؤامرة على الرجال، ومؤامرة على الأطفال، وبهدلونا مؤامرات معاهم.

بالطبع المؤامرة على الإسلام تهدف إلى تغيير شرع الله والنص الديني، بالرغم من أن تونس لم تتطرق لشرع الله ولا النص الديني بالمرة.

بقول آخر، لم يطلب السبسي، رئيس تونس، من علماء جامعة الزيتونة إيجاد تفسير آخر للآيات المتعلقة بالميراث في القرآن، ولم يطلب من أحد أن يقول بإن شرع الله قد اختلف، الرجل لم يقترب من شرع الله لا بخير ولا بشر. كل ما قاله: نحن دولة مدنية، ولسنا بصدد تطبيق الشريعة.

بالطبع، كون تونس تريد أن تسن قانونًا يختلف عن القوانين السائدة في العالم العربي، فهي بذلك تضرب الوحدة العربية، لااااازم كللللنااااااا نلبس نفس اليونيفورم، أمال وحدة عربية إزاي يا جرع؟ الأهم، هو ضرب الاستقرار الأسري، و"تفتيح" عيون النساء على كلام عيب وحرام ويتهز له سبع سماوات. المرأة تتساوى بالرجل في المواريث؟ يا دي الفضيحة؟ مش ناقص غير تقولوا الراجل يحمل ويرضع. أنتم تتآمرون على المرأة من حيث تدعون أنكم تدافعون عنها، تقنعون المرأة بأنها شخص كامل الأهلية، مساو للرجل، ودول حريم، ومخهم على قدهم، ممكن يصدقوا الكلام الفارغ ده، وتيجي تقف لي وتحط لي إيدها في وسطها وتقول لي أنا زيي زيك، وبكرا تمشي ورا دماغها وتيجي نازلة عند أمها ما تستأذنش، والسوارس تخبطها، وأجيب لها دكتور وندفع فلوس قد كده، مش كنا نجيب بالفلوس دي كيلو لحمة للعيال؟

ومن أعجب ما قيل:

- خلاص، طالما عايزة تتساوى معايا في الميراث يبقى ما ادفعلهاش مهر ولا شبكة.

- لا حررتك… اللي حتتساوى في الميراث معاك دي أختك.. مش مراتك

- هاه؟

- آه وربنا زمبئولك كده… وبعدين هي مش مفروض تجيب الكهربا والنيش كمان.. مش أخوها بياخد ضعفها؟

- أنتم كفرة مش عاجبكم شرع ربنا… كل ده مؤامرة الغرب الكافر على الإسلام… روحوا شوفوا نسب الطلاق في أوروبا… حتخربوا على نفسكم كده

- طيب تمام

في هذه القضية بالتحديد هناك مشاكل كثيرة معقدة ومتشابكة كونت الرأي العام، بداية من تآمر الغرب الكافر على الإسلام والوحدة العربية، مرورًا بشعور الذكر العربي أنه "لقطة" أو جائزة تسعى لكسبها النساء، والتعامل مع النساء على أنهن عليهن، جمعاء، سواء كانت أمًا أو أختًا أو زوجة أو ابنة، العمل جاهدات لإثبات أحقيتهم بمجاورة تلك الجائزة الثمينة التي تسمى الرجل، وانتهاء بالنموذج الأمثل لشكل الأسرة الذي يجب أن تكون عليه: رجل يعطي أوامر، وامرأة تطيع، وأطفال تخاف من هذا الرجل.

بينما لو تأملنا الأمر قليلًا لوجدنا أن الغرب الكافر هذه المرة ليس له صلة البتة بالقانون التونسي، يعني مثلا، تونس لا تسعى أن تنضم للاتحاد الأوروبي كما كانت تسعى تركيا تحت قيادة أمير المؤمنين رجب طيب أردوغان، والذي بالمناسبة يساوي قانون البلاد التي يحكمها النساء بالرجال في الميراث، بس أي حاجة تيجي من عند رجب زي العسل. كما أن تونس بالفعل تنال دعمًا اقتصاديًا من الدول الغربية ولم يحدث أن اشترط البنك الدولي على تونس تغيير قوانينها، وإلا كان اشترط الأمر نفسه على مصر مثلًا. إذن، فالقرار التونسي قرار حر تمامًا، وربما جاء متأخرًا، لإن تونس كما قال السبسي، دولة مدنية.

ثم ما علاقة نسب الطلاق بالمساواة بالميراث؟ ولماذا يريد الغرب الكافر أن يرفع نسب الطلاق في الدول العربية؟ وماذا عن نسب الطلاق المرتفعة في مصر بالرغم من عدم مساواة المرأة في الميراث وعدم حظر تعدد الزوجات أو الطلاق الشفهي أو الطلاق الغيابي أو كل المرمطة التي تعاني منها النساء؟

ولماذا تكون مساواة المرأة بالرجل في الميراث مؤامرة من الغرب الكافر على شرع الله، ولا يكون تحميل العروس المشاركة في تأسيس المنزل من أدوات كهربائية ومعدات المطبخ والنيش.. النيش.. مدمر الزيجات وقاتل قصص الحب، مؤامرة أيضًا على شرع الله ورفع نسبة العنوسة والطلاق وفسخ الخطوبة؟

مين اللي حيجيب النيش؟

سؤال حير الشباب من الجنسين.

طيب إليكم إسهامي البسيط في نظرية المؤامرة:

Niche

بالفرنسية تعني: بيت الكلب. هذا البيت الخشبي الذي نراه في أفلام توم وجيري.

إممممم.. شوفتوا بقى؟ الغرب الكافر، اختلق دولابا للصيني، وأسماه بيت الكلب، قصده علينا إحنا يعني، وورط فيه المجتمعات المسلمة، واختلق خلافًا بين الأسر حول: مين اللي حيجيب النيش، كي يهدم البيوت، ويدمر قصص الحب، ويفشل الزيجات، وينشر العنوسة، فينضم الشباب لداعش، لإن زيجاتهم فشلت بسبب النيش، وتنحرف الفتيات، فيعود الشباب وقد ارتدوا عباءة داعش كي يغتصبوهن، فيلدن أطفالًا مشردين، فيلجأ هؤلاء الأطفال لـ"شد الكولة"، وتنتشر الجريمة، وتدمر المجتمعات.. علينا إذن تفويت الفرصة على الغرب الكافر وإلغاء بند النيش من قائمة الزواج مما سيسهل الزواج ويقضي على داعش وانحراف الفتيات والمساواة في الميراث.

- خلاص كده؟

أمال أنت فاكر إيه؟