FYI.

This story is over 5 years old.

يوم المرأة العالمي

نساء عربيات يتحدثن عن سبب رفضهن للزواج

لم أقابل إلى الآن رجلا لا يتحرك عن بعد من خلال "الريموت كونترول" الملتصق بيد أمه
لزواج

في العام 2006 قبل احتلال العالم الافتراضي الأزرق لمكانة العالم الحقيقي كان هناك ما يعرف بعالم المدونات، الذي وبعكس العالم الأزرق كان قوسا من أقواس قزح مليء بالأشكال و الألوان و الآراء، كانت المدونة الشخصية مثلها مثل الصفحة البيضاء، تملأها بما يعتمل في نفسك دون النظر لـ "تريند" أو "موضة" أو "رأي جمعي عام." و لهذا حين وضعت قدمي في هذا العالم بدأت مدونة شخصية بعنوان "عايزة أتجوز" لأن موضوع "زواج الصالونات" كان هو الموضوع الأوحد الذي تتوقف على شواطئه سفن حيرتي وتساؤلاتي، إذ كنت لا أفهم كيف من المفترض أن أقرر ارتباطي بأحدهم بعد مقابلتين في صالون بيتنا بينما أتظاهر بأكل قطع الكيك بعد تقطيعها لقطع لا ترى بالعين المجردة كوسيلة للتأكيد على صغر حجم فمي و أنني من النوع الموفر الذي لن يكلف العريس الكثير، و النظر في الأرض حتى تفقد عيناي قدرتها على التركيز أو تصاب بحالة من الحول المؤقت و كل ذلك كي لا يوصمني أهل عريسي المستقبلي بقلة الحياء. لم أستسغ الفكرة أبدا، كانت دائما تبدو لي أقرب إلى سوق النخاسة منها إلى فكرة المودة و الرحمة، إذ أن طلبات ذكورية كضرورة كون العروسة "بيضاء" أو "ملونة العينين" أو "ممشوقة القوام" يجعل الإمر كله يشبه ابتياع أحدهم لجارية لا كتكليل لتقارب روحين قرر أصحابهما أن يكملا حياتهما معا.

إعلان

لكن بما أن هذه هي طريقة الزواج المعتمدة في مجتمعي الصغير، كان صالون بيتنا يستقبل شهريا شخصان أو ثلاثة ممن جاءوا ليعاينوا المرشحة لنيل شرف الارتباط بسموهم، هذا يدخل و ذاك يخرج، حتى فاض بي يوما فبدأت التدوين عن كل تلك التجارب التي عايشتها في تلك الدوامة، تجارب و إن بدت كوميدية إلا أنها أقرب للكوميديا السوداء، لكن على ما يبدو أن نشرها كان بمثابة دعوة مفتوحة لكل من مرت بتجارب مشابهة أو ترى طريقة الزواج التقليدية ضربا من الفكاهة المؤلمة لكي تتواصل معي لتحكي عن تجاربها، وتشرح وجهة نظرها. ببطء تكونت لدي قناعة أن تحت سطح هذا البحر المسمى بالبنات، هناك فئة تخفى عن الأعين غير المدققة وهي فئة العنيدات، المختلفات، المستقلات على الأقل على مستوى الفكر، فتيات يبدأن حياتهن العملية مبكراً، يضعن نصب أعينهن نجاحهن كهدف أساسي وحيد، قد يتحقق ذلك من خلال نجاحهن في المهنة التي اخترن أن يبدعن فيها، أو نجاحهن في التمسك بنموذج حياة و إن كان مختلف إلا أنه يسبب لهن السعادة أو على الأقل يعفيهن من العيش داخل منظمة النكد الزوجي المقدر عدد أعضائها بالملايين.

على مر السنوات إكتسبت شرف مقابلة بعضهن و مصادقة البعض الآخر، و جرى بنا العمر سويا حتى تخطينا كلنا عتبة سن الثلاثين و ما زلنا على آرائنا و مواقفنا، و كنت في بعض المناسبات أطرح أسئلة على صفحتي الشخصية على الفيسبوك لأجد بعضهن قد دخلن للمشاركة بردود تختلف كليا عن المسار السائد لتفكير الفتاة المصرية الملهوفة على الزواج كما يتصورها الجميع. بمناسبة اليوم العالمي للمرأة قررت أن أسأل بعضهن عن شعورهن اليوم والبعض ينظرون لهن كمن فاتهن قطار الزواج، ينظر لهن المجتمع كفاشلات لم يحققن ما كان يفترض أن يحققوه من عائلة مكونة من زوج و أولاد و بيت خاص بالزوج يراه الجميع أساسا للاستقرار، بينما لا يتخيل أولئك المعترضون أنهن يمكن أن يفضلن ما يسمينه الاستقلال على ما يطلق عليه الجميع الاستقرار، وهذه كانت بعض الردود:

إعلان

شترستوك

لا أشعر بالحاجة لزوج وأطفال
"حين أعود بذاكرتي لأستعرض حياتي، أشعر أنني اسمتعت بكل أجزائها، بكل أفراحها و أحزانها، بإنجازاتي فيها و إخفاقاتي على حد سواء، لا أشعر أبدا أنني كنت في حاجة لزوج أو لأطفال لأعيش حياة أفضل، ولم أشعر أبداً أن في حياتي نقص ما يجعلني أندم على عدم ارتباطي إلى الآن." -أمل، 39

استقلاليتي هي حياتي
"رتبت حياتي على أن تكون لي وحدي ولم أعد أستطيع أن أتخيل أن يدخلها أحدهم الآن فيفرض قائمة شروطه وأوامره، فأضطر أن أستأذن منه لأؤدي عملي، أو أن يتحكم في مصيري فقط لأنه خلق ذكراً، هذا لم يعد سيناريو أستطيع استساغته، لذا أفضل أن أستمر في استقلالي بدلا من أن أحمل لقب مدام فلان." -رندا، 35

لن أخفض من سقف طموحاتي من أجل أي رجل
"لا تتوقف أمي أبدا عن التشاجر معي لأنني أسعى لدرجة علمية أعلى، تخبرني بكل صراحة أنه كلما ارتفع مستواي العلمي سيكون من الأصعب أن أجد زوجا يليق بما وصلت له، أخبرها ببساطة أنني لن أخفض من سقف طموحاتي من أجل أي رجل، أما إن كان أحدهم يرى أنه جدير بي، فليرفع هو من مستواه و إلا "فالباب يفوت جمل." تتظاهر أمي وقتها بالإصابة بضيق التنفس وتخبرني أن قلبها وربها غاضبين علي لأنني لا أستمع لها، لكني متأكدة أن قلبها غير غاضب علي وأن الله لن يغضب على من تسعى و تطلب العلم ولو في الصين، و ليس ذنبي أنني خلقت في زمن يتكاسل فيه الرجال عن السعي بينما نرى الفتيات و النساء يسعين وراء أحلامهن في كل مكان." -زينب، 34

أنا لا أباع ولا أشترى
"يتخيل الجميع أنني إنسانة عملية، جافة المشاعر، تفكر فقط في عملها ولا تفسح أي مجال للآخرين للاقتراب منها، بينما أنا عانيت دائماً من قلة من أراهم حولي ممن يقدرون على أن يحوزوا على إعجابي، يظن بعض الرجال أن مجرد وجودهم في الحياة يكفي، هو قد ولد وهذا يجب أن يكون كافياً لأي امرأة يتقدم لها، قد جاءك رجل أيتها المرأة فهيا أقيمي الأفراح. لا وألف لا، إذا لم تحاول أن تحوز إعجابي لماذا يجب علي أنا أن أحارب لأحوز إعجابك؟ لماذا يتخيل بعض الرجال أنهم هم من يديرون الحلبة؟ أنت من أتيت إلى منزلي لتخطب ودي، وأنا التي ستقرر أن تقبلك أو ترفضك، أنا التي أدير الحلبة، لهذا يجب أن تدرك أن الزواج أكثر من مجرد تقسيمة للآثاث، وأكثر من وزن ذهب الشبكة، وأكثر من قائمة المنقولات والمؤخر، هناك الكلمة الحلوة والنظرة الرقيقة والحنان الواضح في كل كلمة وحركة توجهها إلي، لا أجد أي لمحة من كل هذا في أي ممن كانوا يتقدمون إلي، كلهم يظنون أن الأمر بيع و شراء، و أنا لا أباع ولا أشترى." -أميرة، 37

منظومة فاشلة
"لماذا يجب علي أن أنضم لمنظومة كل من دخلها يلعن اليوم الذي دخلها فيه؟ كل من حولي يشتكون الملل والنكد وقلة التقدير وجفاف المشاعر، لماذا يجب علي أن أكرر أخطاء الجميع، أليس من المفترض أن أتعلم من الأخطاء." -هايدي، 32

لم أقابل الشخص الصح
"لم أقابل إلى الآن رجلا لا يتحرك عن بعد عن طريق "الريموت كونترول" الملتصق بيد أمه، و يئست منذ زمن أن أجده. فهأنذا، شخص مستقل يتحكم في مصيره دون أن يضطر أن يطيع والدة شخص لا يعرفه ولا يعرف أمه من الأساس." -سما، 30

لا للنكد
"لا أحتاج لأحدهم "لينكد" علي، أقوم بذلك وحدي على أكمل وجه و لا أحتاج لأية مساعدة." غادة، 39 (كاتبة هذا المقال)