FYI.

This story is over 5 years old.

مستقبل

أخبار سيئة: سيكون من الصعب العثور على قهوة جيدة بحلول عام 2050

التغير المناخي سيجعل عملية إنتاج القهوة صعبة جداً في المستقبل
Mike Pearl
إعداد Mike Pearl
coffee

في الوقت الذي أنهي فيها هذا المقال، أكون قد أنهيت شرب كوبي الرابع من القهوة لهذا اليوم، وهذا ليس لأنني أحب دفع 3 دولارات بالإضافة إلى "بقشيش" كل بضع ساعات من أجل ضخ حبوب القهوة والماء بداخلي، ولكن لأنني ببساطة مدمن للقهوة لدرجة ميئوس منها (نعم، حسنًا، أنا أستمتع بالطقوس المرتبطة بها أيضاً).

هذا الشراب الذي نستهلكه جميعًا لا يُقدم أي ميزة قابلة للقياس على مستوى اليقظة أو مستوى الطاقة، ولكننا مقتنعين أن هناك مهمة سخيفة ومهمة لشربنا القهوة كل صباح وهي منع ذلك "المرض" المرعب المعروف بانسحاب الكافيين (والذي يشمل أعراضه الإمساك). بخلاف ذلك، فإن التأثير الرئيسي الوحيد لتلك "الحبوب الشيطانية" هي أنها تسبب الأرق، وهو ما نرغب فيه أحيانًا، وأحيانًا أخرى لا نرغب فيه اطلاقاً.

إعلان

هذه المقدمة هدفها فقط تهيأتكم للأسوأ لأنه يبدو أننا جميعا سنضطر إلى التعامل مع القهوة بشكل مختلف بحلول عام 2050 حيث تشير العديد من الدراسات الى تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري التي تسبب فيها الإنسان على زراعة البن، حيث تعتبر نباتات البن حساسة لتغير المناخ وخاصة لارتفاع درجات الحرارة. ويوضح بابلو إمباك، من المركز الدولي للزراعة الاستوائية، أن أجود أنواع البن المعروف باسم "أرابيكا" تعتبر حساسة للغاية للتغيرات في درجة الحرارة لأنها تؤثر على فسيولوجيا النبات، ومع زيادة درجة الحرارة في المستقبل، "فإن المناطق المناسبة لإنتاج القهوة سوف تتحرك نحو الانحدار، ونتيجة لذلك، تصبح المناطق المنخفضة الأكثر دفئاً أقل ملاءمة لزراعة القهوة."

وتشكل سلسلة البُن العربي العالي الجودة "أرابيكا" 60٪ مما يستهلكه من يشربون القهوة، بينما تنتج المزارع بالمناطق المنخفضة بُن "روبوستا" القريب من "أرابيكا" والذي يقدم كمنتج أقل شعبية معدّ في الغالب لتحويله إلى مادة مجففة. وتعاني قهوة "أرابيكا" من مشكلة عميقة، وفقاً لدراسة نُشرت في عدد سابق لمجلة Nature's Plants Journal في شهر يونيو ركزت على إثيوبيا -مهد زراعة بن "أرابيكا"- إن 60٪ من زراعة البن في إثيوبيا ستكون مستحيلة بحلول عام 2100. وتوقع عالم النباتات سيسيبي ديميسو من جامعة أديس أبابا بإثيوبيا والمؤلف المشارك للدراسة، في حديثه إلى مجلة كوارتز أن يختفي بُن "أرابيكا" من العالم ويضيف: "سيأتي يوم نقول فيه أن هذه القهوة كانت هدية أثيوبيا إلى العالم."

إن تغير المناخ سيهدد مصدر الرزق الرئيسي لملايين الناس في المجتمعات المعرضة للخطر في جميع أنحاء العالم

هذه الدراسات تعني شيئاً واحداً وهو أن جودة القهوة ستنخفض بشكل تدريجي. والسؤال هو ماذا يحدث عندما يكون هناك محصول بُن سيء؟ في الماضي، كان النقص يعني ارتفاع أسعار بُن "أرابيكا" ويعني أيضاً أنه على الرغم من ارتفاع السعر سيتنازل المستهلكين عن الجودة، فلا يوجد الكثير من الخيارات الاخرى امامهم. ولكن كما صرّح تايلور ريكيتس من معهد جوند للبيئة التابع لجامعة فيرمونت للإذاعة الوطنية العامة في أمريكا NPR، فهناك أمور كثيرة على المحك أكثر من التساؤل حول ما إذا كانت قهوة اسبريسو ستصبح أعلى ثمناً وأقل جودة ويضيف: "إن تغير المناخ سيهدد مصدر الرزق الرئيسي لملايين الناس في المجتمعات المعرضة للخطر في جميع أنحاء العالم."

إعلان

المشكلة لا تشمل فقط حبوب بُن "أرابيكا" بل القهوة بشكل عام معرضة للخطر، فقبل أكثر من عامين بقليل، توقعت دراسة، قام بتأليفها كريستيان بون من المركز الدولي للزراعة الاستوائية "إختفاء نصف الأراضي الصالحة لإنتاج البُن بحلول عام 2050." لكي نكون واضحين، فإن هذه الأراضي المناسبة لن تختفي من الموجود ولكن ما يعنيه ذلك أن الأراضي التي يمكن أن يزرع فيها البُن اليوم لن تصبح مناسبة، بسبب "مجموعة من التأثيرات الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة (في المستقبل) وتغير أنماط سقوط الأمطار.

تقدم بورتوريكو دراسة حالة توضيحية حول حقول البُن التي قد "تختفي" بسبب درجات الحرارة المرتفعة والأمطار الغزيرة. في عام 1899، كانت بورتوريكو سادس أكبر مُنتج للبُن في العالم. وتشير التقديرات إلى أن بورتوريكو كان لديها 770 كيلو مترا مربعا من أراضي زراعة البُن في عام 1899، ولكن في ذلك العام دمر إعصار سان سيرياكو محصول البُن بأكمله، والأراضي الصالحة للاستخدام في زراعة البُن بدأت في الانخفاض منذ ذلك الحين. ووفقا لتقرير Fain، فإن هذه المساحة المخصصة لزراعة القهوة البالغة 770 كيلو مترا مربعاً ستنخفض إلى ما يقدر بـ 24 كيلو مترا مربعا في وقت ما بين عامي 2071 و 2099.

على المزارعين تقليص استخدام مبيدات الآفات وزراعة نباتات صديقة للنحل بالقرب من محاصيل البُن. النحل يمكنه توفير خدمات كبيرة للمزارعين في ظل تغير المناخ

كما أشارت أحدث دراسة أعدها المركز الدولي للزراعة الاستوائية في أغسطس في المجلة العلمية Proceedings of the National Academy of Sciences، ومصدرها فريق من الباحثين بما في ذلك إمباك، أن التغيرات في المناخ قد تتسبب في نقص مساحات الأفدنة التي يمكن فيها زراعة البُن بأمريكا اللاتينية بنسبة 73 إلى 88٪ بحلول عام 2050، اعتمادًا على نموذج الاحتباس الحراري الذي يجري تطبيقه. (كما تعلمون من قراءة قصص تغير المناخ، فإن النماذج المناخية تحاول أن تأخذ في الاعتبار المعدل الذي ستقوم به البشرية بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وما زال هذا المعدل يشكل موضع تساؤل).

لجعل المسألة أكثر رعباً بالنسبة لمدمني القهوة، فإن هذا التأثير لا يقتصر على أمريكا اللاتينية - فهذه فقط هي المنطقة الذي تم فيها تطبيق الدراسة في هذه الحالة، حيث يقول إمباك أن "الدراسات العالمية تشير إلى اتجاهات مماثلة مع خسائر أكبر في المساحات المناسبة لزراعة البُن في البرازيل وجنوب شرق آسيا."

ولكن وفقا لإمباك، فالحل موجود ومن الممكن تخفيف هذا الضرر إذا ما تم الإهتمام بالنحل، فهناك علاقة متشابكة بين تغير المناخ والبُن والنحل، حيث تتضرر الفصائل المختلفة من النحل بسبب تغير المناخ بمعدلات مختلفة، وفي الوقت نفسه، فإن نشاط التلقيح له تأثيرات مختلفة على غلات محصول البُن. وينهي إمباك نظريته بالقول: "تُظهر دراستنا أنواعاً مختلفة من التغييرات المقترنة في النحل والبُن، ولهذا أنصح المزارعين بالاهتمام بهذه التغييرات المقترنة، وينبغي عليهم أن يأخذوا بعين الاعتبار تقليص استخدام مبيدات الآفات وزراعة نباتات صديقة للنحل بالقرب من محاصيل البُن. النحل يمكنه توفير خدمات كبيرة للمزارعين في ظل تغير المناخ."

ظهر هذا المقال بالأصل على VICE US

هذه القصة جزء من تغطية VICE لكيفية تغير المناخ في العالم بحلول عام 2050، اقرأ المزيد عن المشروع هنا