تهانينا، لقد بلغت العشرين من العمر، بلغتها اليوم أو بالأمس، الأمر سيّان، ففي كلتا الحالتين، لا تبدو العشرينات كما رسمتها في مخيلتك. ربما تخيلتَ أنك ستكون صانع أفلام مستقل، أو ربما جال في ذهنك أنك ستتعلم على الأقل كيف تسلق بيضة مع الإبقاء على صفارها طرياً، أو كيف تقصر بنطالك الجينز. لكن الحياة لا تسير بهذه الطريقة، أليس كذلك؟ العشرينات هي فترة ستمر خلالها بالكثير من التجارب المؤلمة التي ستحدد معالم شخصيتك لاحقاً، وستخرج من هذا العَقد الممتع جداً بثقة أكبر بالنفس - أو هكذا قيل لي. أود أن اطمئنكم أن جميعنا مررنا بذلك. وإليكم جميع الأزمات التي ستواجهها في العشرينات من العمر، عادة في الساعة الثانية فجراً بينما أنت مستلق في السرير غير قادر على النوم أو تحدق في نفسك بالمرآة في الحمام.
متى أصبح بالغاً عاقلاً؟
عندما تنظر في الصور الفوتوغرافية لوالديك التي قد تبدو تماماً مثل تلك التي تلتقطها لزملائك، ستقول في نفسك، لقد كان والداي في هذا العمر عندما التقيا، أو عندما أنجباني، أو عندما تخرجا من الجامعة، أو عندما اشتريا منزلاً. ولكن هذا لم يحدث معي حتى الآن؟ هل أطمئن أنني سأحصل على كل هذه الأشياء عندما أبلغ التاسعة والعشرين؟ أم أنني سأبقى كما أنا للأبد؟
الصحة مقابل الشعور بأنك على قيد الحياة
يجب أن أهتم بصحتي أكثر ستقول لنفسك وأنت تأكل صحن سلطة وتشاهد برنامجاً على يوتيوب، لكنك لا تستطيع سوى فتح تطبيق إنستغرام وتشعر بالغيرة لأن الجميع سهران في أحد الأندية الليلية، يشربون ويرقصون، بينما أنت تأكل سلطتك لوحدك. ما هو المهم؟ صحتي أم نفسيتي؟
ماذا أنا؟
فجأة ستتذكر أنك اخترت شهادتك الجامعية بشكل غير مستقل تماماً - أمر مثير للشفقة! عليك الآن إلغاء برمجة نفسك حسب التوقعات المجتمعية والعائلية وحتى الرأسمالية. ماذا ستفعل اذا استطعت الاختيار؟ هل ستغير شهادتك أو مكان عملك؟ هل فات الأوان؟ أليست جميع الوظائف تتضمن رداً على رسائل البريد الإلكتروني؟ من أنا؟ وماذا أريد أن أصبح؟
هل سأعيش لوحدي في النهاية؟
هل سأستمر بالعيش مع آخرين في منزل واحد كما الحال منذ سنوات؟ هل سيصبح معي المال الكافي لاستئجار شقة لوحدي؟ هل يجب علي أن أنتقل إلى مدينة أخرى؟ هل أشتري سيارة؟ هل علي أن أهتم أكثر بالبيئة؟
هل يروق لي أصدقائي؟
عندما كنت في سن المراهقة، كان "وجود أصدقاء" يعني نسخ الفروض المدرسية من بعضكم البعض والحديث عن مَن وقع في حُب مَن، لكنك الآن تبلغ من العمر 25 عاماً ومن المفترض أن يكون لديك شيء للتحدث عنه على واتساب، وعندما تذهب إلى وجبات العشاء المتأخر مع زملائك بالعمل. يمكنك الاستمرار على هذا المنوال وإقامة علاقات ميتة مع أشخاص لم تخترهم، بل شاركتهم صفاً دراسياً أو مديراً، أو يمكنك العثور على أشخاص يروقون لك حقاً.
هل أمارس الجنس بما يكفي؟
لن يبقى ثديي على حالهما، هذا ما تقولينه في نفسك وأنت تنظرين لنفسك بالمرآة. ولكن كما يقول المثل القديم: إن سقطت شجرة في غابة ولم يسمعها أحد، فهل نعتبر أنها أصدرت صوتاً؟ (if a tree falls in a forest and no one’s there to hear it, does it even make a sound) ملحوظة: سيكون ذلك سبب انفصالك عن حبيب واحد على الأقل – وسيكون أمراً جيداً! لأن الجواب هو لا.
مشكلة الرف
في أي مرحلة ينتقل المرء من "عدم التفكير في الرفوف إطلاقاً" إلى تركيز كل حياته على تثبيت الرفوف؟ لا أحد يعلم، ولا حتى والدك الذي يزعم أنه تعلّم تثبيت الرفوف في سن السادسة.
لا شيء حقيقي
تقرأ في مكان ما على الإنترنت أن كل شخص لديه ثلاثة أشخاص يحبهم، ومن المفترض أن يكون الثالث هو "الأفضل." لكنك في الخامسة والعشرين من عمرك وتعرفت على أكثر من ثلاثة أشخاص؟ لا أحد منهم هو الأفضل. فجأة، تدرك ما لم تدركه كل تلك السنوات الماضية: أن الزواج خدعة، وأن الزواج من شخص واحد مثالي من الناحية المنطقية، لكننا اليوم نعيش حتى سن الثمانين عاماً، مما يجعل تطبيق فكرة الزواج من شخص واحد صعبة التحقيق. وتدرك أخيراً أيضاً أن الجميع يعيدون تكرار ذات الأخطاء التي ارتكبها آباؤهم.
أنا تشعر بعدم الرضى، أنت لا تشبه الأشخاص الذين عاشوا في منزل واحد طوال حياتهم، لديهم عدد من الأطفال، عدد محدد من الأصدقاء ويذهبون إلى مطعم وبار واحد، ولا يقرؤون الأخبار. عليك أن تحدد في هذه المرحلة من حياتك إذا كنت تريد أن تصبح مثلهم أم لا. لديك نحو خمس إلى ثماني سنوات لتقرر. اختر بحكمة.
لا يمكنك "امتلاك كل شيء"
لقد قضيتَ الكثير من الوقت في محاولة لتحقيق كل شيء في مجالات مختلفة من حياتك. لن يكون لديك مهنة مثالية أو منزل نظيف أو جسم مثير أو علاقة أبدية. قل ذلك لنفسك مرة أخرى: ما لم تكن شخصاً خارقاً أو متخرجاً من جامعة أوكسفورد أو كامبردج، فلن تحصل على كل ما أردته من هذه الحياة.
متى أكبر؟
لقد عدت من حيث بدأت. ما زلت طفلاً كبيراً، لكن لا تقلق، فنحن "لا نعتبر بالغين حتى الثلاثينيات من العمر، كما يقول العلماء." يمكن أن تتنفس الصعداء في مقعدك، تشرب قهوتك، وتكتب مقالاً عن ذلك.
تم تعديل المقال عن النسخة الأصلية التي نشرت بالأصل على VICE UK