FYI.

This story is over 5 years old.

علاقات

الزواج المختلط: يرفضه الدين ويفرضه الحب

وجهت لنا تهديدات بالقتل من أجل "تحصيل شرف العائلة" ولا نزال نتلقى تهديدات على فيسبوك رغم مرور ستة أعوام على زواجنا

"لا أعتقد أن شيئاً يمكن أن يقف بوجه الحب" تقول ساندي متيرك، 30 عاماً، التي لم يمنعها اختلاف الديانة من الارتباط بالرجل الذي تحبه.
ساندي هي واحدة من العديد من الشابات العرب الذين يرون أن اختلاف الدين لا يجب أن يقف بوجه الحب والزواج، ولكن وجهة النظر هذه لا تعني أن اختيار هذا الطريق هو أمر سهل وخاصة حينما يتعلق الأمر بالعائلة، فوالدتي فاطمة هاشم وجان نمير مثلا ً تم أخذهما إلى المستشُفى بعد أن علمتا بقرار الزواج. تحدثنا مع أكثر من ثنائي متزوج من شريك من ديانة مختلفة في العالم العربي، فشاركونا قصصهم الشخصية وقدموا لنا استشارة مجانية لسؤال: هل ينجح الزواج المختلط في العالم العربي؟

إعلان

لبنان

VICE عربية: كيف كان اللقاء الأول؟ ومتى قررتم الزواج؟
فاطمة هاشم 29، الديانة: لا شيء. عند الولادة: الإسلام: كان اللقاء الأول في مكان العمل حيث جمعتنا صداقة لمدة عامين. في أحد الأيام جاء جان وقال لي إنه يريد الزواج مني، من دون أن نكون في علاقة غرامية، ووافقت. تزوجنا مدنياً في لبنان عام 2013، حيث سمح وزير الداخلية حينها زياد بارود بشطب الطائفة عن اخراج القيد، فقمنا بذلك، لنصبح مواطنين من دون طائفة. وبحسب المادة 17 من القرار 60 من القانون اللبناني، يتبع المواطنين غير المنتمين لأي طائفة للقانون المدني، وبالتالي يحق لهم الزواج مدنياً. وزير الداخلية آنذاك، مروان شربل، قام بالتوقيع والتصديق على حالات الزواج التي عقدت بهذه الطريقة.

كيف كانت ردة الفعل الأولى للأهل بعد هذا القرار؟
جان نمير، 34، الديانة: لا شيء. عند الولادة: المسيحية: لم أكن أنتظر رأيهم أبداً، إلا أن والدتي ووالدة فاطمة دخلتا إلى المستشفى. والدتي بدأت تسأل ماذا فعلت للرب كي "يفعل بها هذا" وكانت تذهب إلى الكنيسة بشكل دائم لطلب السماح من الكاهن.

فاطمة: والدتي كانت تقول لي أنني سأتسبب لها بمرض ما يقتلها. بعد قرار الزواج من جان، كانت والدتي تذهب إلى شيخ لتسأله ماذا يجب أن تفعل كي يرضى الله عنها مجدداً.

كيف أصبحت علاقتكما بأمهاتكما بعد الزواج؟
فاطمة: بعد الزواج تغيّرت الأمور بشكل كبير، اختفت جميع الاعراض والاعتراضات فجأة "مثل السحر."

هل ستسمحون لأطفالكم أن يتزوجوا مدنياً في المستقبل؟
فاطمة: بالطبع، سأشجعهم على ذلك، لكن بالنهاية سأترك لهم حرية الاختيار.
جان: لن أقبل أن يتزوّج أولادي دينياً. خصوصاً إن كان لدي ابنة، فسأتشدد معها بذلك، لأن الزواج المدني يضمن لها حقوقها أكثر من الزواج الديني.

إعلان

فلسطين

عماد وأمل مع حفيدتهم شام

VICE عربية: كيف تعرفتم؟
عماد قعدان، 59، الديانة: الإسلام: تعرفنا في الجامعة حيث كنا نتابع دراستنا، في جامعة النجاح الوطنية. كنت أتخصص بالصحافة والإعلام وأمل بعلم النفس. أمل العبو، 55، الديانة: الإسلام. عند الولادة: المسيحية: التقيت بعماد بعد ثلاثة أشهر من دخولي إلى الجامعة. ساعدني عماد في التسجيل والحصول على كتب دراسية. قررنا الزواج عام 1983، وقمنا بعقد القران سراً في 31 أيار. كيف كانت ردة الفعل الأولى للأهل على قرار الزواج؟
عماد: قرار الزواج لم يكن سهلاً بسبب الاختلاف الديني والخوف من عدم تقبل أهلها على وجه الخصوص لأن الأمر حساس بشكل أكبر من جهة المرأة، بالنسبة لي لم أكن متخوفاً من اعتراض والديّ لأن هذا الزواج مشروع بحسب الدين. ولكن كان هناك تخوف من دخول الاحتلال على الخط ومحاولة الضرب على الوتر الطائفي، خصوصاً أنني كنت ناشطاً ضد الاحتلال ولهم سوابق في محاولة ضرب النسيج الوطني والمجتمعي. قمنا بالزواج الشرعي بعد تغيير أمل لدينها سراً قبل الزواج بقليل، ولكن من دون أن تغير أوراقها الثبوتية. أمل: ردة الفعل الأولى لعائلتي كانت الرفض. لكننا تغلبنا على ذلك عن طريق الطلب من رموز وطنية للضغط عليهم لتقبل الزواج. وبالتزامن مع ذلك، قمنا بإعلان زواجنا بعد أن ذهبنا سراً الى غزة. علاقتي بأهلي بعد الزواج أصبحت طبيعية ومتينة. هل تعرض اولادكم لأي مضايقات؟
أمل: الأولاد يتبعون ديانة والدهم. نعم تعرضوا لبعض المضايقات في المدرسة من قبل بعض المدرسين الذين كانوا يقولون لهم أن والدتكم مسيحية ووالدكم لا يصلي. ماذا عن أطفالكم، هل ستسمحون لهم بالزواج من أديان مختلفة، بماذا ستنصحونهم؟
عماد وأمل: نعم، نوافق من باب الحريات الفردية، نصيحتنا: من أحب شخصاً أو أراد شيئاً فليقاتل لأجله حتى النهاية.

إعلان

مصر

ياسمين وسامح

VICE عربية: كيف كان اللقاء الأول؟
ياسمين جرجس، 38، الديانة: المسيحية: تعرفت على سامح أولاً على فيسبوك. استمرت صداقتنا لأشهر قبل أن أقع بمأزق وأجد نفسي وحيدة تماماً، وكان سامح هناك لمساعدتي في حل المشكلة، وعندما تعرفت عليه أكثر أحببت أنه رجل مثقف وطيب القلب بما لا يقاس. وتزوجنا بعد ارتباطنا ببضعة أشهر عام 2013. سامح إسماعيل، 41، الديانة: الإسلام: كان اللقاء الأول منذ خمس سنوات. تحدثنا كثيراً في أمور خاصة، ثم كررنا اللقاء مرات عدة. لاحظت وجود تفاهم كبير بيننا كما كانت لدينا اهتمامات مشتركة. مررنا بتجارب حياتية ومشكلات ولاحظت أن وجود ياسمين يختلف عن وجود أي إنسان آخر في حياتي، فمن الصداقة الى الإعجاب إالى الشعور بالألفة والسلام مع كل لقاء ظهرت مشاعر الحب. فتطورت العلاقة بتلقائية شديدة، وكان قرار الزواج تتويجاً لرغبة في الاحتفاظ بهذا السلام المغلف بالحب والامتنان لوجودها. هل كان قرار الزواج سهلاً؟
ياسمين: نعم كان القرار سهلاً بالنسبة لي. وذلك لأنني عشت حياة بإختياري ولا تعنيني الأشياء التي تهين روحي وعقلي وتجبرني علي الانصياع لمعايير اجتماعية أعتبرها سخيفة. دفعت ثمن ذلك طوال حياتي. إلا أنني بالمقابل حققت لنفسي شخصية مستقلة تعرف ما تريده. ولهذا لم أخشى شيء يوماً ولم أحتج لأحد. سامح: كان القرار نابعاً من كلينا، وكان علينا فرضه على الجميع. لم نتحدث في اختلاف الديانة، فما بيننا أكبر من ذلك في نظري، كان كل تفكيري حين قررنا الزواج بشكل رسمي هو معرفة كيفية تحقيق ذلك.

كيف تم الزواج؟
ياسمين: الزواج المدني غير مقنن هنا في مصر، فلجأنا للزواج العرفي، ثم توجهنا للمحكمة لإثباته وحصلنا على هذا الإقرار من المحكمة بصحة الزواج. كان الأمر معقداً بسبب رفض محكمة مدينتنا الدعوى خوفاً من المشاكل الاجتماعية. فلجأنا بمساعدة صديق مُخلص إلى محكمة أخرى. العقد الآن معنا وهو يساوي من الناحية الشرعية أي عقد آخر. قضية إحالة العقد إلى محكمة الأسرة لضمان صحة أي إجراءات مالية وإجراءات أخرى مرفوعة إلى المحكمة، في انتظار صدور الحكم فيها قريباً. إلا أن القضية تعتبر مضمونة. سامح: معظم محاكم مصر كانت ترفض اعتماد عقد الزواج خوفاً من القلاقل والمشكلات الطائفية. كان ينبغي الحصول على موافقة رسمية من الكنيسة، وهو أمر مستحيل في حالة اختلاف ديانة الزوج. في النهاية، وبمساعدة صديق عزيز تمكنا من توثيق عقد الزواج بإحدى المحاكم المصرية. هل أنتم مع السماح بالزواج المدني في مصر؟
ياسمين: بالطبع أؤيد ذلك. سامح: الزواج المدني حق لكل إنسان وهو يحل إشكالية الطائفية والتعصب. إلا أنه لا يجب أن يكون في اتجاه واحد، أي زواج الرجل المسلم من مسيحية على سبيل المثال. بل هو حق للجميع، وللمرأة المسلمة كل الحق في الزواج من مسيحي أو أي دين آخر. ولا بد من منح حق المواطنة الحقيقي بالعدالة في منح الحقوق. هل هناك نصيحة معينة للمقبلين على الزواج والذين قد يجدون أن اختلاف الدين قد يقف في طريقهم؟
ياسمين: ينبغي أن تكون واثقاً من شريكك حتى لا تجد نفسك تخوض معركة كبرى ضد المجتمع كله من أجل لا شيء. أقول هذا بناءً على تجربتي. في السابق خضت تجربة غير صحية مع شاب مسلم، لكن التجربة صقلتني وجعلتني أصبح أكثر قوة. وفزت في النهاية بشخص هو أكثر إيماناً مني بالإنسان، بالمحبة، بالحرية المسؤولة، بالفردية وبالقيم. ذكرت هذه التجربة لأبرهن أن فشل بعض العلاقات والنهايات المأساوية التي تعاني منها بعض الفتيات ليست لفساد المبدأ بل لفساد البشر. فثقي بمعتقداتك وتحققي من صدق معتقداته. وافخري بأنك محاربة في معركة مقدسة وستنتصرين في النهاية والله معك. لا تشككي في محبة الله لك، فالله محبة. سامح: لكل من يفكر أن يقدم على هذه الخطوة: الموضوع في مجتمعاتنا ليس سهلاً، فلا بد أن يكون الطرفان مستعدان لبدء المعركة التي لا يصح الانسحاب منها ولا يصح بعدها الانسحاب.

إعلان

لبنان

ساندي ومارك

عربية: أين تم اللقاء الأول؟
ساندي متيرك، 30، الديانة: لا شيء. عند الولادة: الإسلام : اللقاء الأول بزوجي مارك كان في مكان عمله. كنت أمر بالمكان وأراه كل يوم. متى قررتم الزواج؟
ساندي: قررت الزواج من مارك بعد أن تعرفت إليه جيداً ومررنا باختبارات عدة. إلا أن الزواج كخطوة عملية، فاتخذناها بعد أن كثرت واشتدت الضغوطات العائلية (من قبل عائلتي). فوجدنا أن أفضل شيء يمكن القيام به هو الزواج. ما هي الأمور التي كان يجب عليكم مراعاتها عندما قررتم الزواج؟
ساندي: خيار الزواج ليس خياراً سهلاً أصلاً بغض النظر عن الاختلاف الديني بين الزوجين، بالنسبة لنا كانت المشكلة تتعلق بردة فعل الأهل على هذا القرار كيف نواجه الاعتراض. المعركة لم تكن فقط مع ناحية والدي، وهما لا يمارسان عاداتهما الدينية بشكل فعلي، إلا أن المشكلة ظهرت مع العائلة الأكبر، خصوصاً وأن جداي من ناحية أبي ومن ناحية أمي أيضاً محافظان جداً. هذه الضغوط من قبل الأهل، جعلتنا نعيد النظر بالعلاقة، ولكن علاقتنا كانت أقوى من جميع الظروف التي مررنا بها والتي كانت بالفعل قاسية.

كيف تصف علاقتك بعائلتك وعائلة زوجتك اليوم؟
مارك كرم، 32، الديانة: المسيحية: يمكنك القول أن عائلتي لم تمانع أبداً زواجي من ساندي. إلا أنني يمكن أن أؤكد لك اليوم أن والدتي لربما تهتم وتفضل زوجتي على أخوتي. أما في ما يتعلق بعلاقتي مع والدي ساندي، فيمكن أن أقول أن العلاقة تحسنت بشكل كبير، وقفت بجانبهم في بعض المرات ما جعل علاقتي بهم تصبح أفضل. وبعد زواجي بساندي أصبحنا عائلة، ثم أصبح لدينا طفلة كاتالينا عمرها خمس سنوات، ما جعل الأمور تتحسن أكثر. العاطفة لها دور كبير في هذه الحالات. هل لجأتم إلى الزواج المدني؟ وهل تندمان على ذلك؟
ساندي: أنا أؤمن منذ وقت طويل بالدولة المدنية لا الطائفية وبالإنسان المدني ولذلك قمت بشطب الدين عن هويتي الشخصية قبل أن أعرف مارك بوقت طويل. كنت سألجأ إلى الزواج المدني في أي حال. بالطبع لا أندم أبداً على خيار الزواج المدني، إلا أنني أستاء من أنني وعلى الرغم من زواجي خارج لبنان مدنياً، أنا لا أزال أخضع للقانون اللبناني الطائفي في كل شيء، من الإرث إلى الطلاق إلى قانون الحضانة وغيرها، تبعاً لطائفة زوجي. أتمنى لو كان هناك قانون مدني ينظم علاقتي بزوجي، قانون مدني متكامل للأحوال الشخصية ليس طائفياً، برأيي أن القوانين يجب أن تكرس حرية الاختيار وتضمنها. وعلى الرغم من أنني لست رومانسية بشكل كبير، إلا أنني لا أعتقد أن شيئاً ممكن أن يقف بوجه الحب. مارك: في مجتمعاتنا نحن معتادون على الذكورية في التعاطي مع أبنائنا وحقوقهم. لكن بالنسبة لي، عندما تزوجت لم أفكر في ماذا سأربح وماذا سأخسر في هذا الزواج. الزواج المدني هو عقد يرتكز على وجود حقوق وواجبات لدى الطرفين. لو كانت زوجتي من نفس ديني لكنت تزوجت مدنياً، ثم أجريت مراسم زفاف دينية. هذا لا يتعارض مع الكتاب المقدس وقوانين الكنيسة. حتى أن راعي الكنيسة التي أنتمي لها بارك زواجنا المدني وقال لنا أن الإخلاص بين الزوجين هو الأساس. وأننا يمكن أن نعلن حبنا أمام الله بغض النظر عن المكان الذي تم فيه هذا الزواج. ما هي التحديات التي واجهتموها بعد زواجكما؟
ساندي: التحديات التي مررنا بها بعد الزواج لم تكن بيني وبين زوجي، إنما هناك أشخاص من عائلتي الممتدة لم يتوقفوا عن مضايقتنا. وصفت بعبارات مسيئة على فيسبوك ووجهت لنا تهديدات بالقتل من أجل "تحصيل شرف العائلة" ولا نزال نتلقى هكذا تهديدات رغم مرور ستة أعوام على زواجنا. هل ستعارضان زواج كاتالينا من شخص من ديانة مختلفة؟
ساندي: أنا طبعاً لا أعارض أبداً. زوجي سيعارض بالتأكيد، بسبب معاناته معي. ابنتي تتبع ديانة والدها. مارك: أنا سأعارض بشدة بالتأكيد ليس من منطلق طائفي ابداً، بل لأنني لا أتمنى أن يمر أي أحد بالتجربة التي مررت بها. ولكن لا يمكنني طبعاً أن أجبرها على شيء، نحن لسنا في العصر الحجري. يمكن أن تتغير إجابتي على هذا السؤال بعد سنوات عديدة، في حال كان المجتمع قد تغيّر. مجتمعنا غير مؤهل لاستقبال أو فهم الزواج المختلط، لا لحقوق الإنسان ولا للزواج المدني حتى. جميع الصور مقدمة من الازواج الذين التقيناهم

@MJAZZI

شاهد أيضا: "تل الرعب" … أخطر سباقات الكثبان الرملية في العالم