حب
Illustration by Vivian Shih

FYI.

This story is over 5 years old.

عيد الحب

لماذا نشعر بالألم حين نُحب؟

لطالما ارتبط الحب بالوجع والعذاب، سألنا عالم نفس اجتماعي عن سبب هذه المعاناة عند الوقرع بالحب

هل سبق لك أن توقفت قليلاً لكي تفكر في مدى الألم الذي نشعر به عندما نحاول أن نتحدث عن علاقاتنا العاطفية؟ هل لديك ولع بشخص ما يجعلك تذوب في الحب حتى ركبتيك. هل وقعت بالحب بشخص لم يبادك المشاعر وترك قلبك مكسوراً ووجع لا يحتمل. السبب في أن الحب يبدو مؤلماً جداً، هو أنه في الحقيقة مؤلم. يمكن للوقوع في الحب ومن ثم خسارة هذا الحب أن يكون مؤذياً بكل معنى الكلمة.

لماذا يُوجعنا الحب؟
الحب مؤلم وموجع بسبب العلاقة القوية بين الألم الاجتماعي والألم الجسدي. عندما يتعلق الأمر بعلم "الحب والألم" ينشغل الباحثون في المقام الأول بفهم كيفية تعامل البشر مع الرفض عند الوقوع بالحب. في عام 2003، على سبيل المثال، اكتشف علماء النفس أن أجزاء الدماغ التي تعالج الآلام الجسدية هي أيضًا مرتبطة بالألم الاجتماعي، وهو ما يقدم تفسيراً عن سبب "الألم" الذي يحدث عندما ننفصل عن شخص نحبه.

إعلان

رصد فريق من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس الأمريكية نشاط دماغ 13 طالبًا في المرحلة الجامعية يلعبون لعبة كرات على الكمبيوتر ضد لاعبين افتراضيين وبعد فترة، توقفت الشخصيات الافتراضية من تمرير الكرة إلى الشخص البشري، هذا الشخص أفاد لاحقاً بأنه شعر بأنه مستبعد وتم إقصاءه، وقد أظهر مسح بالأشعة المقطعية الوظيفية نشاطًا في منطقة القشرة الحزامية الأمامية لرأس العينة، وهي منطقة من المخ معروفة منذ زمن طويل بأنها تلعب دورًا في الألم الجسدي. فالشعور بالإقصاء يؤلم كما لو كان ألماً جسدياً.

وقالت ناعومي ايزنبرجر، وهي مؤلفة مشاركة في الدراسة لمجلة "ذي أتلانتك" الأمريكية: "لا أظن أن أحداً سيخلط بين الشعور بألم في إصبع القدم والألم الناتج عن الانفصال، الألم العاطفي عادة ما يتم وضعه ما في المرتبة الثانية، لأننا نأخذ الألم الجسدي بشكل أكثر جدية، ولكن دراستنا تشير إلى أنه علينا التفكير بجدية في حجم تأثير الألم العاطفي أيضًاً."

الحب يمكن أن يؤلم بنفس قدر الألم الجسدي
هل من الممكن أن يؤدي حبك لشخص ما بشكل قوي إلى شعورك بالألم الجسدي؟ جيف ماكدونالد، أستاذ مشارك في علم النفس في جامعة تورنتو، يعتقد ذلك، كما يقول لـ Broadly: "عادة ما يكون الألم إشارة إلى أن هناك شيء مفقود. أعتقد أن الألم يأتي عندما تحب شخصاً ما بدرجة كبيرة، ولكنك لا تحصل على كل شيء تريده من تلك العلاقة، وبعد ذلك يمكنك أن ترى كيف يتحول الألم النفسي إلى جسدي."

ويشرح مكدونالد أنه من منظور تطوري (نظرية التطور)، فمن المنطقي أن تثير العلاقات العاطفية ردود فعل من المناطق نفسها التي ينطوي عليها الألم الجسدي، ويضيف: "إذا كان للحيوان تحدي جديد للبقاء على قيد الحياة، فإن الطريقة الأكثر فعالية للتكيف هي استخدام نوع من النظام الفسيولوجي الموجود بالفعل في هذا الحيوان. وعندما أصبح من المهم بالنسبة للبشر أن يكونوا متصلين بالآخرين، تم اختيار أنظمة الألم هذه لجعلنا نشعر بالسوء عندما لا تسير الأمور على نحو جيد اجتماعيًا."

إعلان

وأضاف: "تخيل محاولتك للبقاء على قيد الحياة في غابات السافانا الأفريقية لوحدك، هذا الأمر حرفياً هو موقف حياة أو موت. لهذا السبب أصبح الاندماج الاجتماعي أمر بالغ الأهمية، فهناك حاجة إلى تدخل بعض المشاعر، لتدفعك للاندماج مع الآخرين والشعور بالألم حين خسارتهم."

هل من الطبيعي أن تحب شخصاً لدرجة الشعور بالألم؟
يزعم ماكدونالد أن الألم ربما يكون استجابة صحية، خاصة في وقت مبكر من العلاقة عندما يكون الناس عرضة لأن يصبحوا مهووسين بشركائهم، كما يقول: "إن الشعور ببعض الألم البدني - مثل آلام الصدر أو الشعور بالغثيان - قد يساعد الشخص على تعديل توقعاته من علاقته، وتحفيزهم على التحدث إلى شريكهم حول احتياجاتهم أو جعلهم يعيدون تقييم مدى أهمية العلاقة."

والسؤال هو، إلى أي درجة علينا أن نقلق عندما نشعر بعدم الراحة الجسدية التي نعتقد أنها مرتبطة بالحب؟ يقول ماكدونالد: "في الحالات الشديدة، من المؤكد أن الوجع الجسدي هو أمر علينا أن نضعه في اعتبارنا ونكون منتبهين له، وخاصة عندما تدرك أن جسدك يتفاعل كما لو أن أي تهديد لعلاقتك العاطفية يشكل تهديدًا لحياتك."

واحدة من أكبر الأسئلة الصعبة التي يراها ماكدونالد هي: هل هذه الآلام التي يسببها الحب فعّالة وتقوم بوظيفتها، ويجيب: "إننا نؤذي أنفسنا عندما نحاول أن نتجاهل هذه المشاعر بدلاً من الإصغاء إليها، هذه المشاعر السلبية هي جزء من عملية الاستجابة والتكيف. إذا كنت تحب شخصاً لدرجة الألم، خذ وقتك للجلوس والتفكير بهذا الحب، وحاول أن تفهم سبب الحاجة إلى هذا الشخص، فهناك بالعادة أسباب أكبر من العلاقة العاطفية المحددة -للرغبة في بقاء مع شخص يسبب لك الألم."

ظهر هذا المقال بالأصل على Broadly