مغني الراب والهيب هوب طارق أبو كويك يتحدث عن الموسيقى، الوطن والحب
تصوير: فريدي برينكورث

FYI.

This story is over 5 years old.

موسيقى

مغني الراب والهيب هوب طارق أبو كويك يتحدث عن الموسيقى، الوطن والحب

ثقافة الهيب هوب ساعدتنا كثيراً ولكن لا يمكننا القول أنها صوت الحراك العربي

بدأ طارق أبو كويك، 34 عاماً، الشهير بـ "الفرعي" مغني راب وهيب هوب فلسطيني أردني بكتابة الشعر واللعب على الدرامز عندما كان في الصف الرابع (تسع سنوات)، وخلال المرحلة الثانوية، تعلم الجيتار، وفي الجامعة بدأ يؤلف موسيقاه، وهكذا ظهر اسم "الفرعي" المقتبس من فرع الشجرة الذي يتغذى من الجذور للخروج الى العالم والتوسع والتحرك لفتح الآفاق الجديدة. ومنذ ذلك الحين، أصدر "الفرعي" أربعة ألبومات، اثنين "هيب هوب" واثنين لموسيقى "الراب." معظم أغاني طارق وألحانه تتحدث عن حبه لوطنه، فلسطين، والنضال السياسي والاجتماعي في المنطقة العربية. في عام 2013، قام طارق بالتعاون مع ثلاثة من الفنانين العرب الآخرين بتشكيل مجموعة جديدة تسمى "47 سول" وهي فرقة دبكات إلكترونية عربية، تُطلق على صوتها الخاص اسم :شام ستب، تم تأسيسها في الأردن ونُقل مقرها إلى لندن، وحققت الكثير من النجاحات في المشهد الموسيقي العربي، وقدمت الكثير من العروض الموسيقية في العالم العربي وأوروبا. قدّم "الفرعي" أحدث ألبوماته لموسيقى الراب، والتي جاءت باسم "الرجل الخشبي" في عام 2017، يتحدث فيه عن مواضيع مختلفة من البحث عن الحب والوطن، الى الحرية والكفاحات اليومية الحياتية. حصلت إحدى أغانيه وهي "تغيرتي" على أكثر من 2.6 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب، وهي تتحدث عن شوارع مدينته والتغيرات التي حدثت فيها عند عودته إليها. التقينا مع طارق أبوكويك في حانة كورنرز في عمّان، الأردن خلال حفلة له هناك.

إعلان

VICE عربية: أصبحت لموسيقى الراب جماهيرية كبيرة في المنطقة، ما تفسير ذلك؟
الفرعي: ثقافة الراب تم تصديرها من الولايات المتحدة، وهي كما يعلم الكثيرين نوع من الموسيقى التي ابتكرها الأمريكان ذو الأصول الأفريقية كطريقة للتعبير عن أنفسهم ونضالهم ضد سياسة التمييز العنصري. في منطقتنا، موسيقى الراب والهيب هوب هي ثقافة تم تصديرها لنا، ولكن طبعاً هناك الكثير من الأمور المشتركة التي يمكن للشباب العربي أن يجد نفسه بها في هذه الموسيقى. طبعاً، لا مشكلة أبداً في الثقافة المستوردة مثل الهيب هوب للتعبير عن نفسك، ولكن علينا -كعرب- أن نخلق شيئاً جديداً، موسيقى تُخلق من عنا من ثقافتنا وعالمنا. خلقنا مثلاً نوعًا فرعيًا يسمى الهيب هوب العربي ولكن في نفس الوقت لا نزال نحتاج إلى شيء حقيقي يخصنا فقط. لا شك أن ثقافة الهيب هوب ساعدتنا كثيراً ولكن لا يمكننا القول أنها صوت الحراك العربي.

هذا صحيح، ولكن موسيقى الراب هي الوحيدة التي يستطيع الشباب العربي أن يرى ويسمع نفسه من خلالها؟
الراب هو واحدة من الطرق التي يُعبر بها الشباب عن نفسه، فنحن يُمكن أن نرى أنفسنا من خلال أغاني الراب الأمريكي بنسبة 99.9 بالمئة من الوقت. بعض الناس يقولون أن "47 سول" هي مجموعة من عازفي الراب لأننا في بعض الأحيان نغني راب، ولكن في الواقع نحن لسنا كذلك. لا أريد أن يستمر العرب باستخدام الأشياء التي يتم تصديرها لنا دون فهمها مثل موسيقى الراب والهيب هوب، فهما على الأرجح أكثر ثقافتين مؤثرتين تم تصديرهما لنا، ولكن لا يجب أن ننسى أننا فيما مضى نحن أيضاً أثّرنا كثيراً في الثقافات الأخرى.

ما الخيار؟ الأغاني التجارية الأخرى "البوب" منفصلة جدًا عن الواقع (وربما يكون هذا هو الهدف)؟
صحيح، في الآونة الأخيرة الكثير من مغني موسيقى البوب العرب لم يستخدموا المقامات الموسيقية العربية، وباتوا يستخدمون الكثير من المؤثرات الصوتية الغربية والإلكترونية، ولكن بالرغم من ذلك تبقى موسيقى عربية. الموسيقى العربية التجارية اليوم قد تكون منفصلة عن واقع الناس ولكن هذا ليس الهدف منها، هي ببساطة أصبحت نوعا من الملاذ، بسبب الخوف من كتابة شيء ينظر إليه على أنه "ضد النظام."

إعلان

تصوير: فريدي برينكورث

ما هي القضايا التي تكتب عنها في أغانيك؟ عن الشباب ومخاوفهم؟
في هذه الفترة أعتقد أن الشباب العرب ليس لديهم أي مخاوف، برأيي هناك شُعور بالإحباط. أعتقد أننا الآن في مرحلة إحباط كبيرة. لحظة الأمل التي كانت لدينا خلال ثورة الربيع العربي في 2011 أطلقت شيء مهم جداً في هذا الجيل. في الوقت الحالي أي شاب لديه نظرة قصيرة الأمد سيشعر بالإحباط، أما الشخص الذي لديه رؤية على المدى الطويل فسيقبل بالسلبيات الموجودة في الوقت الحالي ويحاول أن يَعمل عليها. معظم الناس ليس لديها القدرة أو الوقت للجلوس والتفكير فيما يجري، لأنهم ناضلوا لفترة طويلة، كافحوا في حياتهم لكي يوفروا الطعام لأسرهم، وأن يجدوا وظيفة، وهكذا.

أنت تعيش حالياً في لندن، هل تشعر أن هذا قد غيّر طريقة كتابة موسيقاك، فأنت لا تعيش بالفعل في المنطقة؟
بالطبع الحياة في لندن قد أثرت على الطريقة التي أكتب بها الموسيقى ولكن أعتقد أنها منحتني مزيجاً من الثقافات والخبرات. الآن أعتقد أن لدي وجهة نظر خارجية لما يجري في المنطقة، ربما أنها أثرت على كتابتي ولكنني أعتبر ما أقوم به مشروع عربي يتحدث إلى جميع العرب. أتيت من عائلة من الطبقة المتوسطة، إلا أن رسالتي تتحدث مع الناس من جميع الطبقات. أغاني هي عبارة عن مشاركة الجمهور آرائي ومعتقداتي. لم يكن الانتقال سهلاً، لقد كافحت منذ أن غادرت الأردن، وأحيانا أشعر وكأنني خنت مدينتي، وخصوصاً عندما أرى تعليقات من الناس الذين شاهدوا عُروضي في عمّان، ومع ذلك، أشعر أن ترك بلدي أعطاهم شيئا أفضل، وهو الموسيقى، موسيقى أفضل.

معظم موسيقاك تدور حول قضايا سياسية واجتماعية، ولكن لديك أغنية واحدة وهي "القلب التاني" وتتحدث عن خيبة الأمل في العلاقات العاطفية، ما هي فكرة الأغنية؟
تلك الأغنية كانت لرجل لديه وعي داخلي ويحاول إصلاح مشاكله الشخصية، القضايا التي أتحدث عنها في تلك الأغنية أعتقد أنه لا يمكن حلها، أعني أنا لم أحلها بشكل شخصي، ومع ذلك، أنا دائماً في محاولة لخلق مزيج أو علاقة بين الشخص الذي يبحث عن الحب والشخص الذي يبحث عن نفسه ووطنه في موسيقاي. في الواقع لا يوجد اختلاف كبير، إذا كنت ترغب في خدمة أرضك وشعبك، عليك أن تتنازل أو تصل إلى تفاهم، وهذا تماماً نفس الشيء الذي نحتاج أن نفعله في علاقتنا العاطفية.

كيف ترى ما يجري في فلسطين والقدس الآن؟
رأيي في هذا لن يغير شيء، فلا يوجد عربي في العالم يعرف حقاً ماذا يجري لا يعلم أن الولايات المتحدة هي الراعي الرئيسي لطفلها المدلل إسرائيل. يسار أو يمين، لا يهم من يأتي رئيسا لأمريكا، أنا ضد الحكومة الأمريكية، لأنها تمثل الامبريالية الفاشية في هذا العالم، ويديها ملطخة بالكثير من الدماء. جعل القدس عاصمة إسرائيل موجود في خطط الولايات المتحدة منذ عام 1995، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفذ ذلك فقط، هو يحاول فرض قوته وسيطرته، وليس هناك أي شخص قادر على فعل أي شيء حيال ذلك. أكبر اللاعبين في العالم مثل بريطانيا أعلنوا إنهم ضد هذه الخطوة، ولكنه فعلها على أي حال. أعتقد أن هذا هو الوقت المثالي الذي يتحد فيه العرب مع المناضلين داخل الولايات المتحدة وبقية العالم، فهي لحظات تحتاج لاتحاد الجميع مع بعضهم البعض.