علاقتنا كنساء عربيات بأجسادنا، دائمًا مضطربة، مهزوزة ومشوشة، ربما لأننا لا نملك حق التصرف في أجسادنا بالأساس، ولأن العالم اختصر كل مشاكله في مظهرنا الخارجي. وتشير تقديرات أن ما يقرب من ٩٠٪ من النساء غير راضيات عن جزء من أجسادهن. الأشخاص غير الراضين عن أجسادهم (نساءً ورجالاً) تصبح لديهم علاقات غير صحية مع الطعام وقد يصابون باضطرابات الأكل. كما ترتبط صورة الجسد ارتباطًا وثيقًا بتقدير الذات، ويمكن أن يؤدي تدني احترام الذات إلى اضطرابات نفسية مختلفة. في محاولة للتركيز على محاولة تقبل النساء لأجسادهن، قررت أن أتحدث مع نساء عما يحبونه بأجسادهن.
سأبدأ بنفسي، شخصيًا تأتي على أوقات كثيرة أحب فيها جسدي عندما أرتدي فستانًا يظهرني فاتنة ومتناسقة التقاطيع، الأمر الآخر الذي أحبه تحديدًا، هو عيناي، أحب لونهما، أحب أنهما نابضات بالمشاعر والحياة ويعبران عن داخلي حتى بدون كلمات، وأحب نظرة الكثيرين لي وقولهم عيونك حلوين في الشمس، أيه دا أنتِ عنيكي ملونين؟ لون الطرحة لايق على لون عنيكي .. كفاياها نرجسية بقى ونسيب الميكروفون لستات تانيين.
شفايفي
"بحب شفايفي. أراهما جميلتان ومثيرتان، خاصًة عندما ابتسم. يتغزل البعض بجمال شفاهي، ولكن ليس هذا سبب حبي لهما، بل الأمر نابع من رضا ذاتي وحب شخصي." -سمر، 25 عامًا
بحب لما أضحك
"ربما لا يعتبر هذا جزءاً من جمسي. ولكن بحب حالي لما أكون مبسوطة وسعيدة وبضحك بصوت عالي -ضحكة رقيعة كما يسمونها. بحب صوت ضحكتي، أشعر عندما أضحك أنني أخف، أخف نفسياً، أقل قلقاً وتوتراً." -خلود، ٢٦ عامًا
لون بشرتي
"بعد سنين وسنين من كره نفسي والتعامل مع جسدي بقسوة وكأنني أنتقم منه، تغيرت علاقتي معه قبل سنة فقط، أصبحت أحب لون بشرتي، وأدركت أن محاولاتي المستميتة لتغييره وتقشيره وتفتيحه، كان في الواقع استسلاماً لفخ التقليل من الذات ولفكرة ثقافية سياسية اجتماعية استعمارية استشراقية تقلل من لون البشرة السمراء والسوداء. هناك شعور كبير بالراحة -وكأنك امتلكت العالم كله- يأتي عند التوقف عن الحكم على جسدك واستبدال شعور الكره بالامتنان. عيش حياتنا ونحن في خلاف مع أجسادنا وانتقادها ومحاولة تغييرها هو أسوأ ما قد يقوم به أي شخص بحق نفسه." -دال، ٣٧ عامًا
شعري هو البحر والبحر هو أنا
"أحب شعري، أرى الشعر المجعد مثل موج البحر، ومن الذي لا يحب البحر؟ أرى أن شخصية الناس الذين لديهم شعر مجعد تشبه البحر، مثلما قال منير "حنون ومجنون وهادي وساكت و جرئ و غضبان .. والأهم حُر." شعري هو البحر والبحر هو أنا. بشكل عام، أحب كل شيء في، وحبي لجسدي لم يأت من فراغ. الفكرة كلها جاءت من اقتناعي بشيئين وهما: السوشيال ميديا وشركات الكوزمتكس ما هما إلا بزنس هدفه المال، ولكي يتحقق الربح، لا بد أن يجعلوا صورتنا عن أنفسنا سيئة وغير مثالية. الأمر الثاني هو تقبل فكرة أن البشر مختلفين عن بعض اختلاف السماء عن الأرض، ولهذا فكرة وجود معايير للجمال، وهو أمر متغير، هو كلام فاضي، ووضع هذه المعايير يأتي ضمن دائرة مُغلقة هدفها الربح واستغلال الناس." -آية، 30 عامًا
أنفي
"أنفي الكبير والواثق هو من علامات جمالي الخاصة. لدي علاقة مُعقدة معه، أحبه وأكرهه، وهذا الشعور مرتبط بالأساس بكيف يظهر وجهي في الصور والمساحة التي يحتلها أنفي في الصورة. بدون صور وبدون كاميرا، بحبه، بدون تفكير." -نادين، ٢٦ عامًا
صدري وساقاي
"وُلدت في مجتمع وعائلة جعلت علاقتي مع جسدي سيئة وسلبية. لسنوات طويلة من حياتي كنت أرتدي ملابس كالرجال، وكنت أركز فقط على دراستي كوني متفوقة دراسياً. لم أكن أحب صدري وساقاي لمدة طويلة من حياتي، وكنت أخفيهما بسبب التعليقات السخيفة عليهما، زوجي الفرنسي كان يرى الصدر الكبير ليس جميلاً مثلاً. مؤخراً فقط ومع تقدمي في الحياة وانفصالي عن زوجي، تغيرت نظرتي القاسية والسلبية عن نفسي، وأصبحت لا أعير أي اهتمام لمعايير الجمال "المتفق عليها" وأصبحت أرتدي ملابس تبرز صدري وساقاي بكل فخر." -إيمان، 42 عامًا
أكثر ما أحب بجسدي هما أظافري
"أظافري، أحب طولهما، تناسقهما، وجمالهما، ولمعانهما؛ ولهذا أبذل الكثير من وقتي لكي يكونوا في الصورة المثالية، من مانيكير وقص وبرد. وأسعد بكم الألوان التي أزينهما بهما من وقت لآخر." -وفاء، 21 عامًا
أحب كل شيء
"كنت أكره جسدي ولا أتقبله واضغطه في محاولاتي للحفاظ على "الوزن المثالي." إلا أن جاءت الصدمة وأصبت بورم في الرحم في عمر ١٩ سبب لي مشاكل صحية وزاد وزني ٥٠ كيلو. بدأت رحلة العلاج، وتحمل جسدي غرز عملية تشبه الولادة القيصرية لاستئصال الورم، وتشوه شكل بطني وتأثرت نفسيتي. بعدما انتهت فترة النقاهة، قررت تَحسين عاداتي الغذائية ولعب الرياضة. ما مر عليّ، علمني أن هذا الجسد الذي أعيش فيه نعمة عظيمة، ولا بد أن نكون ممتنين ومقدرين لكل ما يبذله لأجلنا. صراحة، الآن أحب كل شيء فيّ، وحتى التفاصيل التي تعتبر بمعايير المجتمعات المريضة غير مقبولة، أحبها. هذا الجسد هو اللي شالني وتحملني وتحمل عاداتي بسلبياتها وإيجابياتها والسهر والمرض والتعب والقرف، لذلك هو يستحق التقدير والحب فقط." -مشاعل، 23 عامًا