سياسة

"احرقوا منازلهم" مجموعات إسرائيلية تنظم هجمات عبر واتس آب ضد الفلسطينيين

إذا كانت الحكومة لن تحدث فوضى، فسنقوم نحن بذلك
Emanuel Maiberg
إعداد Emanuel Maiberg
Israeli security forces detain a Palestinian man
قوات الشرطة الإسرائيلية تعتقل فلسطينيًا خارج باب العامود في البلدة القديمة في القدس المحتلة في وقت متأخر من يوم 3 أبريل 2022. الصورة: حازم بادر / وكالة الصحافة الفرنسية

عدد من مجموعات واتس آب و تيلغرام الإسرائيلية، التي كان بعضها نشطًا منذ عام خلال أحداث الشيخ جراح في القدس المحتلة، تدعو مرة أخرى علانية إلى العنف ضد الفلسطينيين بما في ذلك عرض بيع واستخدام البنادق والقنابل اليدوية.

الدعوات الإسرائيلية للعنف على وسائل التواصل الاجتماعي تأتي في أعقاب عمليات إطلاق نار في إسرائيل أسفرت عن مقتل 11 شخصًا في 10 أيام.

قال أحد المستخدمين في مجموعة واتس آب تسمى "Love Israel" وهي نشطة منذ أبريل 2021 "أيها الأصدقاء، علينا أن نهز البلاد." دعا المستخدم أعضاء المجموعة للاجتماع في وقت ومكان محددين في الضفة الغربية المحتلة حيث يمر العديد من الفلسطينيين في طريقهم للعمل في إسرائيل. "إذا كانت الحكومة لن تحدث فوضى، فسنقوم نحن بذلك!"

إعلان

تم تداول نفس الرسالة عبر العديد من مجموعات واتس آب وتيلغرام في الأيام الأخيرة، وفقًا لقطات شاشة للرسائل التي اطلعت عليها Motherboard.

قال أحد المستخدمين ردًا على الرسالة المنشورة في مجموعة تيلغرام: "أحضروا السكاكين والعصي والحجارة وقنابل المولوتوف." وقال مستخدم آخر: "نحن بالفعل 17 شخصًا، وبعضنا مسلح."

وقال مستخدم في مجموعة واتس آب تُدعى "لن نصمت" وتظهر صورته وهو يحمل قنبلتين يدويتين: "سنبدأ الليلة." وذكر موقع صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية أن الشرطة حددت واستجوبت وأطلقت سراح المستخدم الذي نشر الصورة، وهو شاب يبلغ من العمر 13 عامًا أخذ القنابل اليدوية من شقيقه الأكبر، وهو جندي في الجيش الإسرائيلي.

image1.png

وقال أحد المستخدمين في نفس مجموعة واتس آب: "يجب أن نقوم بحرق منازلهم."

ونشر المستخدمون في نفس المجموعة صوراً لبنادق من طراز AK-47 و M-16 وعرضوا بيعها.

قال مستخدمو مجموعة واتس آب على وجه التحديد إنهم بحاجة إلى تكرار نوع العنف الذي تم تنظيمه في مايو 2021، عندما قام إسرائيليون بعدة أعمال عنف ضد الفلسطينيين بما في ذلك تدمير محل لبيع البوظة مملوك لفلسطيني في مدينة بات يام.

تم جمع منشورات واتس آب و تيلغرام من قبل الإسرائيليين الذين يحرضون على العنف من قبل FakeReporter وهي مجموعة تراقب المعلومات المضللة والمحتوى المتطرف على الإنترنت وتبلغ عنها، والكتلة الديمقراطية، وهي منظمة مكرسة للدفاع عن الديمقراطية في إسرائيل، ومشاركتها مع Motherboard. كما تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية هذه التدوينات.

وقال أشيا شاتز، مدير FakeReporter، لـ Motherboard أنه مقارنة بالعام الماضي، كانت الشرطة الإسرائيلية هذه المرة أسرع في التصرف عند تقديم مثل هذه المنشورات، وأنه يعتقد أنه على الأقل تم منع بعض العنف بسبب هذا.

إعلان

أقر شاتز أنه على عكس تيلغرام، فإن واتس آب المملوك لـ فيسبوك يتم تشفيره من طرف إلى طرف، مما يعني أن الشركة لا يمكنها فحص ما يقوله الأشخاص بنشاط، ولا ينبغي لها ذلك (لا يزال بإمكان مستخدمي واتس آب الإبلاغ عن المحتوى المسيء إلى الشركة). ولكن يشير شاتز إلى إن استجابة شركات التواصل الاجتماعي بعد الإبلاغ عن هذه المجموعات في وسائل الإعلام وبشكل مباشر لم تتحسن كثيرًا منذ العام الماضي.

وأضاف: "لا أريدهم أن يراقبوا هذه المجموعات، لكنني أريد عملية واضحة لما ستقوم به هذه الشركات حيال هذه المجموعات. الأمور تسير ببطء شديد. هناك مجموعات لا تزال تنشط على واتس آب بعد عام من تنظيمها عمليات إعدام خارج نطاق نطاق القانون. إنها نفس المجموعات. هناك شيء خاطئ بشأن النظام وطرق الإبلاغ."

"كخدمة مراسلة خاصة، لا يمكننا الوصول إلى محتويات محادثات الأشخاص الشخصية. نحن نقدم خيارات بسيطة للمستخدمين لتقديم الإبلاغات إلينا ونستجيب للطلبات القانونية من جهات تطبيق القانون،" قال متحدث باسم واتس آب لـ Motherboard.

ولم ترد تيلغرام على طلب للتعليق.

وأشار شاتز إلى أن معظم هذه الجماعات متأثرة بشدة بـ "الكاهانية" وتروج لها، وهي أيديولوجية يهودية متطرفة سميت على اسم مئير كاهانا والتي تعتبر جميع الفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل أعداء للدولة اليهودية الدينية.

ويضيق شاتز: "الغالبية العظمى من المواطنين الإسرائيليين يتعاملون مع هذا الأمر على أنه صدمة. لكن هناك أقلية تستمتع بذلك. في مجموعات أقصى اليمين الكاهانية، يرون ذلك فرصة لتجنيد أتباع. يتحدثون عن العنف كحرب دينية. لكن في كثير من الحالات، الأشخاص الذين ينضمون إلى هذه الجماعات ليسوا متدينين. إنهم أناس من الهامش، مراهقون من عائلات منخفضة الدخل. إنهم يقدمون لهم حلاً."