نظريات المؤامرة

ما هي حركة كيو أنون؟

حضر نفسك لبعض التفاصيل الغرائبية
1610147976979-gettyimages-1294935351

gettyimages

تصدرت صورة الرجل "ذي القرنين" الذي يلبس الفرو، ويحمل علما أميركا معلقًا على رمح في يده صور اقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي مساء الأربعاء الماضي، حيث اقتحم متظاهرون مؤيدون للرئيس الأمريكي دونالد ترامب المبنى في محاولة لتعطيل جلسة عقدها الكونغرس للمصادقة على فوز جو بايدن بالرئاسة. الصورة هي لجاك آنجلي، 32 عامًا، وهو مؤيد لحركة "كيو آنون" QAnon والتي عادت للظهور في الآونة الأخيرة، ولكن ما هي هذه الحركة وما علاقتها بترامب؟

إعلان

ما هي حركة "كيو أنون"؟
"كيو آنون" تأسست كنظرية مؤامرة بدأت في مجتمعات الإنترنت اليمينية منذ سنوات، لكنها عادت للظهور بشكل أكبر في الأشهر الأخيرة وسط الاضطرابات الاجتماعية وعدم اليقين بشأن جائحة فيروس كورونا.

الحركة هي باختصار نظرية مؤامرة متطرفة لا أساس لها منتشرة الإنترنت يعتقد أتباعها أن هناك عصابة من الديمقراطيين ومشاهير هوليوود وعدد من أثرياء العالم يديرون شبكة دولية للاتجار بالأطفال لأغراض جنسية وكطقس لعبادة الشيطان. ويُفترض بعض المؤمنين بالحركة أيضًا أن هؤلاء "الأشرار" يقومون بأكل لحوم البشر في محاولة للوصول إلى الخلود - كما أنهم يقومون بالاتجار بالأطفال بهدف الحصول على مادة كيميائية يفترض أنها تطيل الحياة من دماء الأطفال المعتدى عليه. يعتقد أتباع الحركة أن دونالد ترامب يخوض معركة سرية ضد هذه العصابة والمتعاونين معها من "الدولة العميقة" لفضح المجرمين وإرسالهم جميعًا إلى خليج غوانتنامو.

هذه الحركة لديها تفسير مؤامرتي لكل ما يحدث في العالم من وجود داعش إلى انتشار عمليات إطلاق النار الجماعية واغتيال جون كينيدي، حيث يعتقد العديد من مؤيدي الحركة أن الرئيس كينيدي كان عازمًا على الكشف عن وجود الحكومة السرية عندما اغتيل.

كما يؤمن العديد من أنصار "كيو" أن جائحة فيروس كورونا وهمية ومؤامرة من بعض أثرياء العالم للسيطرة على العالم واستعباد البشر وزرع مواد ضارة في اللقاحات. كثير من مناصري الحركة هم ضد ارتداء الكمامات كذلك ويجادلون بأن الكمامات تساعد مهربي الأطفال على الإفلات من جرائمهم. لا يؤمن جميع المتابعين بكل جانب من جوانب هذه النظرية، على الرغم من أن معظمهم يلتزمون بالادعاء المركزي بأن هؤلاء المتحرشين بالأطفال يتحكمون في المؤسسات الرئيسية في العالم.

إعلان

إذا كان ترامب هو المخلص، فمن هم الأشرار بنظر هذه الحركة؟
هيلاري كلينتون، وباراك أوباما، وجورج سوروس، وبيل جيتس، وتوم هانكس وأوبرا وينفري، إلين دي جينيريس، البابا فرانسيس والدالاي لاما وعائلة روتشيلد هم بعض الأشخاص الذين وصفهم أتباع QAnon بأنهم أشرار.

كيف بدأت هذه الحركة؟
في أكتوبر عام 2017، وضع مستخدم مجهول سلسلة من المشاركات على موقع فورتشان 4chan وقّع المستخدم بعلامة "كيو" وادعى أن لديه مستوىً من الموافقة الأمنية الأميركية يُعرف باسم "كيو كيلرانس" وهو تصريح وصول لمعلومات عالية السرية في وزارة الطاقة الأميركية. يقول أتباع الحركة أن "كيو" منشق سري في دوائر الرئيس، قرر الكشف عن بعض المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بطريقة عمل تلك المنظمة السرية العالمية على منصات التواصل الرقمية. 

يرى البعض أن جزءً من جاذبية الحركة هي أنها أشبه باللعبة حيث ينتظر المتابعون القرائن التي يتركها "Q"على وسائل التواصل. عندما تظهر هذه القرائن، يقوم المناصرين للحركة بتفسير المنشورات التي تشبه الألغاز وربطها بخطابات ترامب وتغريداته وتفسير كل ذلك بأنه ضمن محاولته للقضاء على الأشرار.

1608306221794-ap20123804094881.jpeg

Alex Milan Tracy/Sipa USA)(Sipa via AP Images

هل هناك حقاً من يصدق هذه النظريات؟
وجدت دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث في سبتمبر 2020 أن ما يقرب من نصف الأمريكيين قد سمعوا بـ QAnon- ضعف العدد الذي كان عليه قبل ستة أشهر. من بين الذين سمعوا عنها، كان لخُمسهم نظرة إيجابية للحركة. وبالنسبة للعديد من المؤمنين تشكل نظرية "كيو أنون" أساس دعمهم للرئيس ترامب. قبل أن يقوم فيسبوك وتويتر وانستغرام بحظر المجموعات والمحتوى المرتبط بهذه النظرية، كان لبعض مجموعات "كيو أنون" الشهيرة على المنصة مئات الآلاف من الأعضاء.

هل تشكل هذه الحركة خطراً حقيقاً؟
بالنسبة لأولئك الذين يعتقدون حقًا أن هناك شخصيات عالمية تحتجز الأطفال كرهائن من أجل استغلالهم جنسيًا أو من أجل دمائهم، فإن اتخاذ إجراءات لوقف ذلك قد يبدو وكأنه واجب أخلاقي. في حين أن معظم أتباع "كيو أنون" لن ينخرطوا بالضرورة في أعمال عنف، فإن الكثيرين منهم حاولوا ذلك، فقد تم القبض على أحد مؤيدي الحركة خطط لمهاجمة المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن في مايو 2020، كما قامت امرأة من تكساس بصدم سيارتها بمركبات أخرى بقصد إنقاذ أطفال اعتقدت أنهم يتعرضون للاتجار، كما قام رجل تربطه صلات بالحركة بعرقلة قطار عن مساره عمدًا بهدف توجيهه إلى مستشفى في سان بيدرو في كاليفورنيا اعتبر أنها تدير أنشطة مشبوهة تتعلق بفيروس كورونا. وهناك الكثير من الحوادث الأخرى، وهذا هو السبب في أن مكتب التحقيقات الفيدرالي قد حدد الحركة على أنها تهديد إرهابي محلي محتمل.