يوميات المونديال: الكبار يتعثرون.. ألمانيا تخسر مباراتها الأولى والبرازيل تُبدد نقطتين غاليتين
التقطت الصورة بواسطة أيمن عارف

FYI.

This story is over 5 years old.

كأس العالم 2018

يوميات المونديال: الكبار يتعثرون.. ألمانيا تخسر مباراتها الأولى والبرازيل تُبدد نقطتين غاليتين

بداية متعثرة لأكبر فريقين مرشحين للفوز بلقب البطولة في مفاجأة غير متوقعة

انطلق رابع أيام المونديال بمباراة بين منتخبي صربيا وكوستاريكا في افتتاح منافسات المجموعة الخامسة. ومنذ انطلاق المباراة بدا المنتخب الصربي الأفضل والأكثر خطورة.

شنّت صربيا هجمتين مبكرتين على مرمى كوستاريكا. الأولى من اليكسندر ميتروفيتش في الدقيقة الثانية. والثانية في الدقيقة السابعة من تسديدة قوية من كولاروف مرت بجوار القائم.

أمّا كوستاريكا فهددت مرمى صربيا للمرة الأولى عن طريق رأسية من جيانكارلو جونزاليز في الدقيقة 11. بعد ذلك سيطرت صربيا بشكل تام على مجريات شوط المباراة الأول دون أن تتمكن من زيارة شباك الحارس المتألق كيلور نافاس.

إعلان

في الدقيقة 56، عاد كولاروف قائد صربيا ولاعب روما الإيطالي لهوايته المفضلة بتسجيل الأهداف من الضربات الثابتة البعيدة عن المرمى. حاول كيلور نافاس التصدي للتسديدة لكنّه عجز عن ذلك.

بعد الهدف تراجعت صربيا قليلًا لتامين مرماها وحاولت الاعتماد على الهجمات المرتدة المنظمة التي كادت تسفر عن هدف ثانٍ في الدقيقة 76 لولا تألق الحارس نافاس.

تسارع إيقاع اللعب في الدقائق الأخيرة وكانت كوستاريكا قريبة من التعادل في الدقيقة 83 من تسديدة قوية لكريستيان بولانوس لكن الحارس فلاديمير ستويكوفيتش تصدى لها بنجاح. وشهد الوقت بدل الضائع اشتباكًا بالإيدي بين نيمانيا ماتيتش لاعب صربيا المخضرم وبدلاء كوستاريكا بسبب إضاعة الوقت.

إحصاءات المباراة تخبرنا أن الفريقين تقاسما السيطرة على مجريات المباراة. فكل منهما استحوذ على الكرة بنسبة 50%. وكل منهما سدد 10 كرات وإن كانت صربيا سددت 5 على المرمى مقابل 3 لكوستاريكا. كذلك بلغت نسبة دقة التمرير 83% لدى كل منهما. وركض لاعبو كوستاريكا 107 كيلو متر مقابل 109 كيلو متر ركضها لاعبو صربيا.

البطل يسقط
أبرز مفاجآت المونديال شهدتها ثاني مباريات اليوم. المنتخب الألماني بطل النسخة السابقة من البطولة، الذي يضم بين صفوفه مجموعة من أفضل لاعبي العالم، سقط أمام المكسيك بهدف دون رد في أولى مباريات المجموعة السادسة.

نظريًا، تملك ألمانيا كل شيء؛ لاعبون من طراز مميّز في كل خطوط الملعب. منظومة قوية ومحكمة يصعب اختراق دفاعها ويصعب الصمود أمام هجومها. ومدير فني مخضرم هو يواخيم لوف الذي يجلس في مقعده منذ عام 2006 ورغم ذلك ظهرت بأداء باهت للغاية.

كان منطقي أن تبدأ ألمانيا المباراة بضغط قوي على المكسيك وأن يرتد المنافس إلى منتصف ملعبه ليدافع بقوة وصلابة ويحاول اللعب على الهجمات المرتدة. هذا السيناريو شاهدناه كثيرًا منذ انطلاق المونديال لكنّ الفارق بين منتخب المكسيك وغيره ممن يطبقون هذه النظرية هو اتقانه للهجمات المرتدة وقدرة لاعبيه على الانطلاق السريع من الدفاع إلى الهجوم. كمّا أن اندفاع الألمان ورغبتهم في التسجيل خلق بعض الثغرات في دفاعاتهم.

إعلان

هجمة ألمانية تنتهي على عتبات الدفاع المكسيكي الصلب - التقطت الصورة بواسطة أيمن عارف

ومن واحدة من تلك الثغرات جاء هدف المباراة الوحيد بعد تطبيق مثالي لهجمة مرتدة سريعة منظمة حولها أوزانو في الشباك في الدقيقة 35 من عمر المباراة. يمكن أن نتخيل سيناريو المباراة منذ تلك اللحظة، اندفاع ألماني قوي نحو مرمى المكسيك لكنّ الأخير كان صلبًا وقويًا ويملك أيضًا حارس مرمى متألق هو اوتشوا.

في تاريخها الطويل في كأس العالم، كانت ألمانيا دائمًا قادرة على العودة في مثل تلك المباريات. تضغط بقوة على الخضم حتى آخر دقيقة ولا يستسلم لاعبوها. وهذه المرة أيضًا حاول المانشافت العودة لكنّ هذا الضغط كان يعرضهم بين الحين والآخر لهجمات مرتدة سريعة وخطرة للغاية.

استمر الضغط لكن دون جدوى. وظهر أبطال العالم عاجزين للغاية عن اختراق الدفاعات المكسيكية. كما ظهرت أزمة في صناعة اللعب لدى المانشافت خاصة في ظل ظهور ميسوت أوزيل بمستوى باهت. انتهت المباراة بهزيمة أبطال العالم. وصعود المكسيك لقمة المجموعة السادسة بشكل مؤقت.

فرجة جماهير المكسيك بهدف فريقهم الثمين في حامل اللقب - التقطت الصورة بواسطة أيمن عارف

مجددًا، ستظهر لنا إحصاءات المباراة أن الاستحواذ على الكرة وتناقلها بين اللاعبين لن يجدي نفعًا ما لم تزر شباك الخصم. حيث استحوذت ألمانيا على الكرة بنسبة 60%. وسدد لاعبو المنتخب الاوروبي 25 كرة بينها 9 على المرمى مقابل 12 تسديدة للمكسيك من بينها 6 على مرمى مانويل نوير حارس ألمانيا. ومرر الألمان 595 تمريرة مقابل 282 فقط للمكسيك.

ويعد هذا الفوز هو الأول لمكسيك على ألمانيا في المباريات الرسمية بعد أن خسرت خمس مواجهات سابقة أمام منتخب الماكينات. كما أنها المرة الأولى التي تتلقي فيها ألمانيا الهزيمة في مباراتها الأولى بالمونديال منذ عام 1982.

وهذه هي خامس مرة يتعرض فيها المنتخب الفائز بكأس العالم للهزيمة في أول مباراة له بالبطولة بعد التتويج. حيث سبق وخسرت إيطاليا في مونديال 1950، والأرجنتين مرتين في مونديال 1982 ومونديال 1990، وفرنسا في مونديال 2002.

إعلان

ثقة مفرطة
فريق آخر كبير من أبرز المرشحين للتتويج باللقب تعثّر في مباراته الافتتاحية هو المنتخب البرازيلي الذي تعادل إيجابيًا مع المنتخب السويسري بهدف لكل منهما.

منذ الدقيقة الأولى، كشفت البرازيل عن أنيابها الهجومية. وفي وجود الثلاثي ويليان وجابريل خيسوس ونيمار ومن خلفهم كوتينيو بدت مهمة راقصي السامبا سهلة للغاية. وبالفعل، تمكن كوتينيو من تسجيل هدف رائع في الدقيقة 20 من تصويبة قوية اصطدمت بالقائم وسكنت الشباك.

كان من البديهي أن يندفع المنتخب السويسري ويحاول تهديد مرمى البرازيل بأكثر من فرصة لكنّ جرانيت تشاكا ورفاقه لم يندفعوا ولم يشكلوا تهديدًا كبيرًا.

لقطة من مباراة البرازيل وسويسرا - شترستوك

قبل نهاية الشوط الأول بدقائق قليلة كانت هناك لقطة فارقة. ربما توضح لنا السبب في التحول الكبير الذي حدث في الشوط الثاني. حيث تناقل مدافعو المنتخب البرازيلي الكرة بينهم بثقة وهدوء بالغ. وأعادوها إلى حارس المرمى أليسون بيكر الذي انتظر حتى اقترب منه لاعبو سويسرا ثم لعب الكرة بثقة مفرطة.

هذه الثقة كلّفت المنتخب البرازيلي غاليًا في شوط المباراة الثاني حيث تلقت شباكه هدفًا من ركنية سجلها زوبير الذي أظهرت الإعادة التليفزيونية قيامه بدفع ميراندا لاعب البرازيل قبل تسجيل الهدف.

ظهرت في الشوط الثاني أزمتان بارزتان في صفوف السيليساو؛ الأولى فنيّة تتعلق بمستوى جابريل خيسوس قلب الهجوم ولاعب مانشستر سيتي الإنجليزي الذي قدم أداءً أقل من المنتظر. ولم تساهم تحركاته في خلخلة دفاعات المنتخب السويسري. لذلك حين خرج خيسوس وشارك فيرمينيو بدلًا في الدقيقة 79 منه كان للاعب البديل دور كبير في زيادة الفاعلية الهجومية، هدد المرمى مرتين في الدقيقتين 81 و 89 وكان قريبًا من التسجيل. وربما يحجز فيرمينيو مكانه في التشكيل الأساسي في المباريات المقبلة.

أمّا الأزمة الثانية فتتعلق بالإشكال التاريخي للكرة البرازيلية، ففي الجزء الأخير من الملعب كانت المواهب الكبيرة اللامعة قادرة على التفوق بشكل فردي لكنّها عاجزة عن تقديم حلول جماعية لاختراق الدفاعات السويسرية. هناك رغبة في المراوغة أو التسديد المباشر لكنّ التمرير لزميل في موقف أفضل كان حلًا مستبعدًا لدي كثيرين. أمام المحاولات البرازيلية كان هناك دفاعًا صلبًا ومن خلفه حارس متميز هو يان سومر الذي تصدى لأكثر من هجمة خطيرة للمتتخب البرازيلي.

بعد المباراة، اعترف ميراندا أن لاعبي البرازيل أفرطوا في الثقة. وتعاملوا مع المباراة وكأن الخصم سهل وبإمكانهم القضاء عليه في أي وقت. هذا التعادل، جعل صربيا تنفرد بصدارة المجموعة برصيد 3 نقاط وخلفها كل من البرازيل وسويسرا وفي القاع المنتخب الكوستاريكي.

آخر العرب
بعد هزيمة ثلاثة السعودية ومصر والمغرب، يخوض المنتخب التونسي رابع العرب في المونديال مباراة صعبة وقوية أمام المنتخب الإنجليزي ضمن منافسات المجموعة السابعة.

في المجموعة نفسها يتواجه منتخبا بلجيكا وبنما. كما تقام غدًا مباراة السويد وكوريا الجنوبية ضمن منافسات المجموعة السادسة التي تضم أيضًا ألمانيا والمكسيك.