FYI.

This story is over 5 years old.

مستقبل

المخرجة المصرية ياسمين العياط تتحدث عن خطر قادر على تدمير العالم

فيلم واقع افتراضي يتحدث عن دودة حاسوبية خبيثة
ZERO_DAYS_VR_03

لقطة من الفيلم 

تخيّل أن يأتي ذلك اليوم الذي يًمكن لنقرة زر واحدة أن تمحي دولاً بأكملها وأن تتحكم بأكثر الأسلحة دماراً في العالم. في الواقع، أن مثل هذا الأمر لم يعد مستبعدًا، ولا نتحدث هنا عن حبكة درامية في فيلم هوليوودي. بل عن واقع. قد يستطيع الكثير من الشباب اليوم الحديث لساعات عن أفلام الخيال العلمي التي تتعلق بالحرب الإلكترونية والفيروسات الخبيثة، ولكن الغالبية، تعتقد أن هذه السيناريوهات المُتقنة ليست مرتبطة بالحقيقة. ولكن أصبح هناك تركيز حديث على هذه القضية تتعلق بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب والحديث عن تدخل روسي ساعد في انتخابه. كما حمّلت بريطانيا والولايات المتحدة روسيا مسؤولية هجوم إلكتروني مدمّر العام الماضي عطّل أجهزة كمبيوتر في دول مختلفة على مستوى العالم.

إعلان

هذا الموضوع المهم هو محور فيلم وثائقي للمخرجة المصرية ياسمين العياط، 36 عاماً، بعنوان "Zero Days VR" حصلت عنه على جائزة إيمي للأخبار والوثائقيات في دورتها الـ 39 عن فئة النهج الجديد المتميز لفيلم وثائقي. تبادلت بعض الاسئلة مع ياسمين عبر الايميل خلال تواجدها في نيويورك وسألتها عن سبب اختيارها الحرب الالكترونية في فيلمها الأول. ياسمين لا تحب أن تطلق على نفسها مخرجة أفلام، بدلا من ذلك، فإنها غالبًا تشير إلى نفسها بأنها فنانة ومخرجة عالم افتراضي. "لا شك أننا نعيش في عصر الحرب الإلكترونية، وهو ما يبدو واضحاً من الحديث الذي لم يتوقف الاختراق الإلكتروني الروسي للانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016 والحديث عن قيام روسيا وإيران بخلق مئات الحسابات الوهمية عبر فيسبوك لنشر معلومات مغلوطة وأخبار مفبركة للعالم."

1544538567400-Yasmine-Headshot

ياسمين العياط- الصورة مقدمة منها.

ويستند فيلم "Zero Days VR" على قضية طرحها فيلم المخرج أليكس جيبني الحائز على جائزة أفضل وثائقي ضمن جائزة اختيار النقاد للأفلام Zero Days. والفيلم الوثائقي الذي قامت ياسمين بالعمل عليه لمدة عام هو موائمة مبدعة تعيد إلى الحياة القصة المُعقدة حول البرامج الخبيثة عالية الذكاء ستكسنت Stuxnet، حيث يتم سرد القصة من منظور الفيروس نفسه.

"ستكسنت هي عبارة عن دودة حاسوبية خبيثة ذاتية التكاثر أنشأتها الولايات المتحدة وإسرائيل لتخريب منشأة نووية إيرانية تحت الأرض في نطنز. وهو أول سلاح إلكتروني معروف في التاريخ يتسبب في تدمير مادي حقيقي في العالم،" توضح ياسمين. ويعُتقد أن هذا الفيروس من تطوير الولايات المتحدة وإسرائيل تم الكشف عنه عام 2010 حيث تم تصميمه لمهاجمة منشأة نطنز الايرانية لتخصيب اليورانيوم بإيران من خلال فتح وإغلاق الصمامات التي تتحكم في غاز سادس فلوريد اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي دون علم القائمين على المنشأة.

إعلان

لا أعتقد أن الكثير من الناس يدركون مدى ترابط العالم الرقمي والمادي عندما يتعلق الأمر بالحرب الإلكترونية وحجم المخاطر والخسائر المترتبة على ذلك

في هذا الفيلم، قررت ياسمين وشركائها جيمس جورج، ألكسندر بورتر وكايل كوتشيل أن يجعلوا هذا السلاح الإلكتروني الخطير أقرب للجمهور، ولهذا قرروا رواية قصة فيروس ستكسنت من منظور الفيروس نفسه، من خلال استخدام تقنية صناعة الأفلام الحجمية volumetric filmmaking حيث يدمج الفيلم عالم ألعاب الفيديو مع فيديو الحركة الحية ثلاثية الأبعاد. وفقًا للمنتجين، فإن هذا الفيلم عبارة عن فيلم وثائقي تثقيفي افتراضي يوضح بصورة جلية تعقيدات الحرب الإلكترونية أمام الجمهور العالمي.

ينجح الفيلم بنقل المشاهد في رحلة عبر سلسلة من العوالم السرية الافتراضية، من مقر وكالة الأمن القومي، الى داخل منشأة نووية إيرانية تحت الأرض اصيبت ببالفيروس في أوائل عام 2000 قبل اكتشافه عام 2010، كما توضح ياسمين مشيرة الى أن جميع التفاصيل في الفيلم الوثائقي تستند إلى مقابلات حقيقية مع خبراء الأمن الإلكتروني، وأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، وأعضاء يعملون في الحكومات الأمريكية، والإسرائيلية، والإيرانية، والدوائر الاستخباراتية.

1544538762775-ZERO_DAYS_VR_07

لقطة من فيلم Zero Days VR.

تشير ياسمين الى أنه بحسب الخبراء، فإن الهجوم الإلكتروني الناجح دائمًا ما يكون غير ملحوظ ومتخفي، ولا يعرف الشخص أو الدولة أنهم يتعرضون للهجوم: "يهدف الفيلم إلى تسليط الضوء على قوة وتأثير فيروس ستكسنت الذي لا يكون فعالاً لوقت معين فقط، ولكنه يستطيع التواجد في داخل الجهاز المستهدف عدة سنوات قبل أن يتم اكتشافه. يمكن للهجوم الإلكتروني الذي يستهدف البنى التحتية الحيوية أن يصل إلى حد إغلاق المدن والشبكات الكهربائية، ويضر بالاقتصادات ويهدد حياة المدنيين،" تقول ياسمين، "لا أعتقد أن الكثير من الناس يدركون مدى ترابط العالم الرقمي والمادي عندما يتعلق الأمر بالحرب الإلكترونية وحجم المخاطر والخسائر المترتبة على ذلك."

بالنسبة لياسمين، الهدف الأهم من هذا الفيلم هو طرح موضوع الحرب الالكترونية للنقاش كي يتم وضع قوانين مناسبة تنظمها، حيث أن اتفاقيات جنيف أو القوانين الإنسانية الدولية لا تسري على نطاق العالم الإلكتروني. "إن الحرب الإلكترونية موضوع غير محسوس وغير مباشر، وغالبًا ما يُساء فهمه من قبل عامة الناس، في الوقت الذي يؤثر على حياتنا اليومية. إنه شكل من أشكال الحرب غير المنظمة، حيث تكون حكوماتنا متكتمة وجميع المعلومات مصنفة بأنها سرية للغاية. ولكن المجتمع الدولي يحتاج إلى محادثات جادة حول قوانين حاكمة وتنظيمية للحرب الإلكترونية. هذا أمر ضروري."