ظهر هذا الموضوع في الأصل على Broadly
أشارت دراسة جديدة، تناولت العلاقة بين سمات الشخص ومشيته، إلى أن لغة الجسد من خلال مشية الإنسان يمكن أن تتحدث عن طباعه وشخصيته. وأوضحت الدراسة التي نُشرت في وقت سابق من هذا الشهر في مجلة "Nonverbal Behavior"، إن الطريقة التي يمر بها الشخص قد تكشف ما إذا كان لديه توجهات عدوانية من عدمه. وأوضح البحث الذي قامت به جامعة بورتسموث في المملكة المتحدة، أنه بالنسبة لمعظم الناس، فالمشي هو سلوك تلقائي نسبيًا، ولكن في الواقع فهو يعكس سلوك نفسي هام. وخلال الدراسة طلبوا من 29 مشاركا في الدراسة المشي في حلقة مفرغة لمدة 60 ثانية، باستخدام أسلوبهم وسرعتهم الطبيعية، مع ارتداء علامات عاكسة تُعلق على الجزء العلوي والسفلي من الجسم والساقين والقدمين، وبمساعدة تقنية التقاط الحركة، قاموا بتسجيل حركات كل شخص وخلق نماذج ثلاثية الأبعاد لتحليل حركات الصدر والحوض، خلال المشي، فضلا عن تحليل السرعة. ثم أكمل المشاركون استبيانات شخصية؛ استخدم فيها الباحثين استبيان سري يقيس سمة العدوان، كما يقيس بعض السمات الشخصية مثل الضمير، والقبول، والعصبية، والخبرة، والانبساط. بعد مقارنة إجابات المشاركين مع خصائص المشي، أفاد الباحثون أن "الحركة النسبية المتزايدة للصدر (الجزء العلوي من الجسم) والحوض (الجزء السفلي من الجسم) تعكس زيادة العدوان البدني". ويقول الباحثون في الدراسة: "عند المشي، يدور الجسم بشكل طبيعي قليلا، فحين يحرك الإنسان قدمه اليسرى للإمام، يتحرك معها الجانب الأيسر من الحوض، ثم يعود الكتف الأيسر إلى الخلف، والكتف الأيمن إلى الأمام للحفاظ على التوازن، ببساطة، فإن المشي بشكل عدواني، يكون التناوب في تلك الحركة مبالغ فيه. وأوضح الباحثون أن سرعة سير الشخص، لم يكن لها أهمية تذكر عند تحديد سماته الشخصية، في حين أن "هناك علاقة معتدلة بين سرعة المشي والعداونية عند الذكور، ولا توجد عند الإناث. وفيما يتعلق بالعلاقة بين طريقة المشي، والسمات الشخصية الكبرى، وجد الباحثون أن عنصري الضمير والقبول ترتبط بالمشي، ولكن وجد الباحثون تحديًا كبيرًا في شرح وتفسير تلك العلاقة، وعلاوة على ذلك، فهناك حاجة إلى مزيد من البحوث لتحديد ما إذا كان المشي يؤثر على الشخصية، أو العكس! وأكد الباحث الرئيس للدراسة ليام ساتشل: أن لغة الجسد يمكن أن تتحدث بالأحجام، مشيرًا إلى أن ما قامت به الدراسة هي إثبات أن العدوان وغيرها من الصفات الشخصية موجودة في المشي. ووفقا للباحثين، فيمكن تطبيق نتائج تلك الدراسة من أجل منع الجريمة، عن طريق تدريب مراقبي الأمن، على معرفة تلك المشية، وتحديد الأشخاص العدوانيين من خلال مشيتهم، ومن ثم منع الجريمة قبل أن تقع! ويقترح ساتشيل أنه من خلال تلك النتائج يمكن للناس معرفة الأشخاص ذات السمات العدوانية، من غيرهم، حيث يكشف البحث عن أهمية الانطباعات الأولى، والتي توضح إشارات شخصية في غاية الأهمية، وتؤثر على تعاملك مع الآخرين، والتصرف تجاهك.