"أمريكا هُزمت" -طالبان تعقد مؤتمرها الصحفي الأول بعد انسحاب الولايات المتحدة

بعد ساعات من سحب الولايات المتحدة لقواتها وإنهاء حربها التي استمرت 20 عامًا في أفغانستان رسميًا، عقدت طالبان مؤتمرها الصحفي الأول كدولة "حرة وذات سيادة." وشوهد مسؤولون من طالبان وهم يدخلون مطار حامد كرزاي الدولي اليوم الثلاثاء. وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد للصحفيين "مبروك لأفغانستان. هذا النصر لنا جميعًا."

في مقاطع الفيديو من مدرج المطار، شوهد مجاهد ومسؤولون آخرون من طالبان محمين من قبل القوات الخاصة للجماعة المعروفة باسم وحدة البدري 313. وقال مجاهد إن انتصار طالبان كان "درسًا للغزاة الآخرين" وكرر موقفهم من كونهم أكثر تسامحًا من أول فترة لهم في السلطة. وقال مجاهد "أمريكا هُزمت .. وباسم أمتي، نريد علاقات جيدة مع بقية العالم،" مضيفًا أنهم سيحمون "الحرية والاستقلال والقيم الإسلامية" للأفغان.

وظهرت تقارير عن انتهاء طالبان من المشاورات بشأن حكومتها الجديدة بعد ساعات فقط من المؤتمر الصحفي ، لكن لم يتم الإعلان عن التفاصيل بعد.

وغرد زعيم طالبان الآخر، أنس حقاني، عن الانسحاب الأمريكي وقال إنهم صنعوا "التاريخ مرة أخرى." قال شقيق سراج الدين حقاني، الذي يقود شبكة حقاني، فصيل طالبان المتمرّد القاتل: "أنا سعيد جدًا لأنه بعد 20 عامًا من الجهاد والتضحيات والصعوبات أشعر الآن بالفخر لرؤية هذه اللحظات التاريخية."

المكان الذي اختارت فيه طالبان عقد مؤتمرها الصحفي كان رمزيًا. كان المطار بؤرة تركيز لوسائل الإعلام الدولية منذ أن سيطرت طالبان على البلاد، وتم نقل مشاهد التحول من الفوضى حيث كان الأفغان يحاولون الفرار، وبعدها تفجير المطار يوم الخميس الذي قتل ما لا يقل عن 170 شخصًا. المطار كان - حتى الساعة 11:59 مساءً بالتوقيت المحلي - آخر معقل للاحتلال الأمريكي. المؤتمر الصحفي الذي عقد على مدرج المطار ساعد على ترسيخ عملية استيلاء طالبان على السلطة بالمعنى الحرفي والمجازي.

وجاءت صور المؤتمر الصحفي في المطار مختلفة بشكل صارخ عن المشاهد التي شاهدها العالم من نفس الموقع في الأسابيع السابقة. كان المطار هادئًا وخاليًا، باستثناء قادة طالبان الذين شوهدوا محاطين بوحدة البدري 313 الخاصة المسلحة، وهي وحدة عسكرية من النخبة كان لها دور حاسم في سيطرة طالبان على أفغانستان. وشوهد المقاتلون وهم يلوحون بالبنادق الأمريكية وعلم طالبان الأبيض.

وعلى عكس مقاتلي طالبان الذين غالبًا ما يرتدون ملابس غير رسمية، يرتدي البدري 313 جنديًا بزات عسكرية وأحذية ودروعًا واقية للجسم ويحملون بنادق تكتيكية ويتحركون في عربات مدرعة.

في أعقاب الانسحاب الأمريكي، شوهد مقاتلو طالبان يقتحمون المطار ويطلقون النار في الهواء احتفالًا. وعبر مجاهد عن احتفاله بما أسماه "الاستقلال التام" وقال في تغريدة: "نحن خارج السيطرة الأمريكية."

وقد أودت أطول حرب أمريكية بحياة ما يقرب من 2،500 جندي أمريكي وما يقدر بنحو 240 ألف أفغاني وكلفت حوالي 2 تريليون دولار. وأعلن الجنرال في مشاة البحرية فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، ليلة الإثنين عن "استكمال" الانسحاب الأمريكي وإنهاء المهمة العسكرية لإجلاء المواطنين الأمريكيين. وأضاف ماكنزي أن الجيش الأمريكي عطل 73 طائرة وعربة مدرعة تُركت وراءهم.

من المقرر أن يدلي الرئيس الأمريكي جو بايدن بتصريح عام اليوم بشأن الانسحاب. وشكر بايدن الليلة الماضية القوات الأمريكية لتنفيذها "الإجلاء الخطير من أفغانستان" في غضون 17 يومًا. وأضاف أن البلاد ستواصل العمل مع الشركاء الدوليين لإجلاء الأمريكيين والشركاء الأفغان والرعايا الأجانب الذين يتطلعون إلى مغادرة أفغانستان.

ولا يزال يتعين إجلاء مئات الأجانب والعديد من الأفغان من كابول.