دليل VICE لما يحدث الآن

دول عربية تعود لفرض قيود على الحركة لاحتواء الموجة الثانية من جائحة كورونا

يتوقع صندوق النقد الدولي دخول منطقة الشرق الأوسط مرحلة انكماش اقتصادي هذا العام
second wave
Photo by Victor He on Unsplash


بعد أشهر قليلة من محاولة العودة للحياة الطبيعية، يبدو أن الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد قد عادت بشكل أقوى، مع ارتفاع أعداد المصابين في مختلف الدول العربية، التي اضطرت لإعادة فرض بعض القيود لاحتواء تفشي الفيروس.

البداية من لبنان الذي أعلن أنه سيغلق الحانات والملاهي الليلية حتى إشعار آخر وفرضت إجراءات عزل محلية في 169 قرية ومنطقة في أنحاء البلاد. كما عاودت فرض حظر التجول من الواحدة وحتى السادسة صباحًا بالتوقيت المحلي وألزمت المواطنين بوضع الكمامات أثناء التنقل والسفر.

إعلان

وقد سجل لبنان، الذي يقطنه نحو ستة ملايين نسمة، أكثر من ألف إصابة بكورونا يوميًا على مدى الأيام القليلة الماضية. وقالت منظمة الصحة العالمية إن وحدات العناية المركزة في المستشفيات وصلت لنسبة إشغال حرجة بلغت 82 بالمئة. وتسبب الفيروس بوفاة 455 شخص منذ بدء الجائحة، في الوقت الذي ترزح الدولة تحت وطأة أزمة مالية وتبعات انفجار مرفأ بيروت قبل شهرين.

كما عادت الأردن لفرض إجراءات العزل العام لعدد محدد من الساعات على مستوى المملكة وذلك لأول مرة منذ شهور. وشهدت المملكة زيادة وصفها المسؤولون بأنها "هائلة" في حالات الإصابة التي ارتفعت بنحو عشرة آلاف حالة في أكثر من أسبوع، في البلد الذي شهد أحد أقل معدلات الوفيات والإصابات في الشرق الأوسط. كما أجبر تفشي الفيروس السلطات على إعادة إغلاق المدارس أمام مليوني تلميذ بعد استئناف قصير الأجل للدراسة بداية شهر سبتمبر، وفرض حظر صارم على التجمعات العامة الكبيرة. 

تونس كذلك قررت اتخاذ إجراءات يمكن أن تتضمن فرض حظر التجول بين الساعة التاسعة مساء والخامسة صباحًا وتعليق صلاة الجمعة في المساجد. سجلت تونس أكثر من 20 ألف حالة إصابة بالفيروس الشهر الماضي. وبحسب رويترز، لم تخصص الدولة سوى 200 سرير فقط بوحدات العناية الفائقة لمرضى كوفيد-19 في جميع أنحاء البلاد.

سلطنة عُمان أعادت فرض حظر التجول الليلي (من الثامنة مساءً حتى الخامسة صباحًا) وقررت إغلاق المتاجر والأماكن العامة ليلًا بين 11 و24 أكتوبر، كما سيتم إغلاق الشواطئ العامة حتى إشعار آخر. السعودية أعلنت عن استمرار التعليم عن بُعد حتى نهاية الفصل الدراسي الأول، الذي ينتهي في ديسمبر، وذلك "بعد تقييم الوضع خلال الأسابيع الماضية." وسجلت السعودية حوالي 338 ألف إصابة بفيروس كورونا منذ تفشي الفيروس في الخليج في بداية العام. وسمحت السعودية للمواطنين والمقيمين بأداء العمرة منذ الرابع من أكتوبر، بثلاثين في المئة من الطاقة الاستيعابية أو ستة آلاف معتمر يوميًا.

وكان الخبراء قد حذروا من موجة ثانية من فيروس كورونا المستجد، أقوى بنحو مرتين من الموجة الأولى، وأشار الباحثون إلى أن إعادة فتح المدارس والعودة إلى العمل، وزيادة التواصل الاجتماعي، يمكن أن يؤدي إلى موجة أكثر شراسة. 

وتحاول الدول العربية عدم العودة لفرض إغلاق تام خوفاً من مفاقمة الوضع الاقتصادي والصحي المتردي أساسًا. ويتوقع صندوق النقد الدولي دخول منطقة الشرق الأوسط مرحلة انكماش اقتصادي هذا العام، أسوأ بكثير من الأزمة المالية العالمية في عامي 2008-2009، بسبب فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط بشكل قياسي.