مذبحة مسجد سيناء.. انشقاق داعشي أم انطلاقة تنظيم إرهابي جديد؟
مجموعة من سكان قرية الروضة أثناء دفنهم لأحد ضحايا الهجوم - جميع الصور من تصوير أحمد أبو دراع

FYI.

This story is over 5 years old.

سياسة

مذبحة مسجد سيناء.. انشقاق داعشي أم انطلاقة تنظيم إرهابي جديد؟

استهداف سيارات الإسعاف وعدم وجود مستشفيات مجهزة قرب موقع الحادث ضاعف من أعداد الضحايا، ليرتفع خلال ساعات إلى نحو 305 قتيلًا

حادث غير مسبوق وسيناريوهات مختلفة.. هكذا تبدو محاولات تفسير ما وراء مذبحة مسجد الروضة بشمال سيناء التي قارب عدد ضحاياها 500 شخصًا بين قتيل ومصاب، مع ما تمثله من تطور خطير في مسار العمليات المسلحة بالمنطقة الحدودية الملتهبة منذ العام 2012، إذ عمد منفذو الحادث إلى استهداف رواد مسجد الروضة التابع لإحدى قرى مدينة بئر العبد دون تمييز خلال أداء صلاة الجمعة، وفتحوا عليهم النار من جميع الاتجاهات لفترة تخطت الثلاثين دقيقة، حسب شهادات متطابقة من شهود عيان.

إعلان

أصابع الاتهام توجهت في اللحظات الأولى للتنظيم الأشهر والأكبر تأثيرًا في المنطقة الحدودية الشرقية، مع خلفيات تعكس عداءًا للطرق الصوفية التي تتمركز بشكل أكبر غربي مدينة العريش، لاسيما مدينة بئر العبد التي تتبعها قرية الروضة مسرح المذبحة الأخيرة، لكن عدم تبني تنظيم داعش للعملية واختلاف أسلوب تنفيذها عما اعتاده التنظيم المسلح في عملياته السابقة ضد قوات الأمن وحتى تلك التي استهدفت المدنيين في بعض الأحيان فتح الباب أمام تأويلات مختلفة.

1511771509885-24140072_1906417319398381_27163306_o

صورة داخل مسجد الروضة بعد الهجوم على المصلين

ماذا حدث؟

ظهيرة يوم الجمعة الماضي، في قرية الروضة التابعة لمدينة بئر العبد والواقعة على بعد نحو 40 كيلومترًا من العريش، عاصمة شمال سيناء.
يحدث هجوم مفاجئ علي المصلين بعد لحظات من اعتلاء الخطيب المنبر من ثلاثة اتجاهات. بدأ الهجوم بانفجارات محدودة جراء إلقاء عبوات ناسفة أو قنابل يدوية، حسبما أفاد شهود العيان، تلاه إطلاق كثيف للنيران في الجميع ودون تفرقة.

استغرق الهجوم نحو 30 دقيقة لم يتوقف خلالها إطلاق النيران لحظة واحدة، ما أدى إلى مقتل نحو 200 شخص على الفور وإصابة أكثر من 200 آخرين بين شيوخ وشباب وأطفال يمثلون نحو 25% من كامل تعداد القرية البالغ نحو ألفي شخص، بالإضافة إلى نحو ألف نازح قدموا إليها هربًا من مناطق العمليات المسلحة في الشيخ زويد والعريش. تزامن ذلك مع إقدام المهاجمين على إحراق سيارات المصلين أمام المسجد، وقطع الطريق أمام محاولات إنقاذ المصابين، وهو ما ترجم لاحقًا إلى استهداف عربات الإسعاف التي كانت أول ما وصل إلى موقع الحادث، لينضم إلى قائمة الضحايا فردا إسعاف قتلا برصاص المهاجمين.

استهداف سيارات الإسعاف وعدم وجود مستشفيات مجهزة قرب موقع الحادث ضاعف من أعداد الضحايا، ليرتفع خلال ساعات إلى نحو 305 قتيلًا، حسبما أعلن النائب العام المصري في بيان، إضافة إلى 128 مصابًا تم نقلهم إلى عدة مستشفيات بمدن العريش والإسماعيلية والقاهرة.

إعلان
1511771549370-24139235_1906500569390056_490288101_o

أثناء نقل أحد المصابين إلى المستشفى

انتقام عقائدي - قبلي

الجانب الأكبر من ضحايا الحادث ينتمون إلى قبيلة السواركة التي تُعد واحدة من أكبر وأعرق قبائل سيناء، إذ يسكن قرية الروضة أحد أفرع القبيلة المعروفين باسم آل جرير أو الجريرات كما يُطلق عليهم بين أهالي سيناء. ويحظى آل جرير بشهرة نسبية بسبب انتسابهم للشيخ عيد أبوجرير، الأب الروحي للحركة الصوفية في سيناء ومؤسس طريقتهم الأكبر المعروفة باسم الطريقة الجريرية الأحمدية من ستينيات القرن الماضي.

إلى جانب الجريرات هناك عشرات الأسر النازحة من منطقة الشريط الحدودي؛ خاصة من مدينة الشيخ زويد، وينتمي معظم هؤلاء إلى أفرع أخرى من قبيلة السواركة، وقد انتقلوا خلال العامين الأخيرين إلى جوار أبناء عمومتهم هربًا من منطقة العمليات العسكرية التي تشنها قوات الجيش على معاقل تنظيم ولاية سيناء المسلح.

التركيبة القبلية للسكان وانتماء الجانب الأكبر منهم للطريقة الجريرية الصوفية دفعا في اتجاه سيناريو أولي عزا الحادث الأبشع منذ اشتعال الصراع المسلح في سيناء إلى انتقام التنظيم المعروف باسم "داعش سيناء" من السكان المحليين لتمسكهم بإقامة الاحتفالات الصوفية رغم تحذيرات سابقة من قبل عناصر التنظيم بوقف مظاهر الاحتفال التي تعتبر في مرجعياته الفكرية خروجًا عن تعاليم الإسلام.

في المقابل، قرأ سيناريو آخر الهجوم كرد فعل انتقامي لعناصر داعش سيناء من سكان المنطقة المنتمين إلى قبيلة السواركة بسبب تعاونهم مع قوات الجيش المصري والشرطة ضدهم، في رسالة واضحة لبقية القبائل بأن انتقام بشع في انتظارهم حال انحيازهم لجانب الدولة وقوات الأمن، وأن أحدًا ليس بعيدًا عن قبضتهم الباطشة، ولو على أطراف المحافظة، خارج نطاق عملياتهم التقليدي.

إعلان

لكن كلا التصورين الافتراضيين لمنفذي الحادث ودوافعهم تشوبه ثغرات تدفع في اتجاه وجود افتراضات أخرى ودوافع مختلفة عن تلك التي سيقت في معرض التحليل الأولي للحادث، عزز ذلك مسارعة جماعة جند الإسلام التابعة فكريًا لتنظيم القاعدة والعائدة مؤخرًا لمسرح الأحداث في سيناء بإدانة الحادث في بيان إعلامي، في مقابل عدم تعليق تنظيم ولاية سيناء مسؤوليته على الهجوم حتى اللحظة، بإعلان مسؤليته عنه أو التبرؤ منه، على عكس سياسته الإعلامية المعتادة.

1511772036433-24139101_1906498222723624_880870450_o

المهاجمين قاموآ بإحراق سيارات المصلين أمام المسجد

أسلوب مختلف

يُحيل عبدالحفيظ سعد، الكاتب الصحفي المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، إلى أن تأصيل تكفير أتباع الطرق الصوفية إحدى أدبيات الجماعات السلفية الجهادية التي تنتمي إليها معظم تنظيمات سيناء المسلحة ذات المرجعية الدينية، والتي يعد داعش سيناء أحد أكثر تنظيماتها تطرفًا، وهو ما يعني في رأيه أن منفذ هجوم الروضة لا يخرج عن أحد هذه التنظيمات، لكنه يشير في السياق ذاته إلى اختلاف أسلوب الهجوم الأخير عما اعتاد عليه تنظيم ولاية سيناء، بالإضافة إلى عدم تبنيهم الحادث بشكل رسمي كما هو معتاد، مؤكدًا أن الأمر ربما يتعلق بوجود انشقاق في التنظيم أدى إلى خروج جناح أكثر تطرفًا منه، وأقل قيودًا فيما يتعلق بالتعامل المباشر مع السكان المحليين بنفس أسلوب التعامل مع قوات الجيش والشرطة.

ولا يستبعد سعد أن يكون وراء الحادث تنظيم جديد ومختلف تمامًا عن "ولاية سيناء "لم يعلن عن وجوده بعد في سيناء، مع ضعف تنظيم ولاية سيناء نتيجة للضربات الأمنية المتلاحقة على عناصره من جانب الجيش المصري، ولتراجع دعمه ماديًا ولوجيستيًا بسبب هزيمة قيادته المركزية في سوريا والعراق من الجانب الآخر. يتطابق هذا الرأي مع مؤشرات على عودة واحد من أكبر التنظيمات السلفية الجهادية في سيناء إلى المشهد مؤخرًا، وهو تنظيم جند الإسلام الذي أعلن قبل نحو أسبوعين عن تنفيذ هجوم ضد مجموعة من عناصر داعش في عملية أطلق عليه اسم "صيال خوارج البغدادي في سيناء"، دون ذكر تفاصيل أخرى عن الهجوم. ودعا البيان قيادات في تنظيم داعش بتسليم أنفسهم وسحب بيعتهم لـ "أبوبكر البغدادي" قبل اعتقالهم وتنفيذ الحكم الشرعي فيهم.

إعلان
1511775730081-24116315_1906499209390192_136727319_o

الدماء تغطي طاقية أحد المصلين

يدعم هذا الافتراض الشيخ عبدالمنعم الرفاعي، شيخ قبيلة الرياشات المتمركزة في جنوبي مدينة الشيخ زويد، إذ يرى أن أسلوب الهجوم الأخير غير مألوف على عمليات التنظيم، خاصة مع الاستهداف الموسع للمدنيين الذي تخلل الهجوم. لكنه لا ينفي في الوقت نفسه تهمة سفك الدماء عن "ولاية سيناء"، مع ما يحفل به تاريخهم من هجمات دموية طوال السنوات الأربعة الماضية. تبقى رغم ذلك علامات استفهام يعبر عنها الشيخ القبلي بالقول "الأمر غير مفهوم، وتقديرات معظم من تحدثت معهم من المطلعين على الأوضاع في سيناء أن هناك لغز يغلف ملابسات الحادث، قد يفسره دخول (طرف ثالث) للمعادلة لسبب ما".

وتناول الرفاعي حادث الروضة بالتحليل، مؤكدًا أنه مختلف تمامًا من حيث التخطيط وأسلوب التنفيذ عما اعتاده تنظيم ولاية سيناء، وقال إن الهجوم وإن تم على يد عناصر محلية، إلا أن المُخطط وصاحب المصلحة من خارج المنطقة بالتأكيد. وتابع: "تقديراتنا أن هذا العمل الإجرامي لا يخرج إلا عن جهة تهدف إلى تفجير الأوضاع وإشعال نيران الفتنة بين القبائل".

إرهاب بالوكالة

في الاتجاه ذاته، أشار ناشط سيناوي من شباب قبيلة السواركة (طلب عدم ذكر اسمه)، مؤكدًا أنه من غير المنطقي تورط تنظيم ولاية سيناء بتركيبته المعقدة والمتداخلة مع سكان المنطقة قبليًا في معركة مع قبيلة بحجم السواركة لأسباب منطقية؛ إذ أنها واحدة من أكبر قبائل سيناء المتمركزة في منطقة انتشار عناصره، بالإضافة إلى وجود عدد من أبناء القبيلة المارقين بين قيادات التنظيم الذي وصفه بـ "الإرهابي"، ما يُصعّب من فكرة إقدامهم على جريمة بهذه البشاعة ضد مدنيين بينهم أطفال وشيوخ، مع صلة القرابة التي تربط جانب ليس بالقليل منهم بعناصر فاعلة وقيادات ميدانية فيه.

وقال الناشط السيناوي أن المسؤول الحقيقي عن الحادث ليس بالضرورة من ضغط الزناد، وإنما المستفيد من دفع الأوضاع في سيناء إلى اقتتال أهلي وقبلي لا يعلم أحد إلى أين يمكن أن يقود المنطقة المضطربة بالأساس. وأضاف: "نحن بصدد ما يمكن وصفه بكونة (إرهاب بالوكالة) لصالح أطراف ليست على الأرض لكنها مستفيدة من دفع الأوضاع في هذا الاتجاه الخطير.

إعلان
1511776115721-24139874_1906500166056763_488939637_o

لقطة لمسجد الروضة من الخارج

وأحال الشاب السيناوي إلى بدايات صعود التنظيمات المتشددة المسلحة في سيناء عام 2012 تحت راية ما أطلق عليه وقتها "مجلس شورى المجاهدين"، مشيرًا إلى إعلان المجلس مدفوعًا بأبرز فصائله آنذاك "تنظيم أنصار بيت المقدس" استهداف إسرائيل حتى تحرير المسجد الأقصى، وتنفيذ أولى عملياتهم داخل الحدود الإسرائيلية، ثم استهداف مدينة إيلات بالصواريخ، وهو ما ردت عليه إسرائيل بتصفية جميع العناصر المتورطة في إطلاق الصواريخ داخل الأراضي المصرية عن طريق طائرات مسيرة أو "زنانات" باللهجة المحلية لأبناء سيناء.

وتابع أن عملية التصفية الممنهجة تبعها اتفاق غير معلن مع عناصر التنظيم بتحويل اتجاه رصاصاتهم من إسرائيل إلى الجيش المصري، ليبدأ مسلسل استهداف القوات الأمنية في سيناء منذ أواخر العام 2012 بالهجوم على كمين الماسورة، كأول عملية تستهدف قوات الجيش. وهي الرواية التي أكد عليها والد أحد العناصر السبعة التي تم استهدافها بالطائرات الإسرائيلية في أعقاب قصف أنصار بيت المقدس الصاروخي لمدينة إيلات، مؤكدًا أن عناصر داخل التنظيم ساعدت الطائرات الإسرائيلية من دون طيار على استهداف نجله عن طريق شريحة موصولة بهاتفه المحمول، في صفقة ضمنت حماية قيادات التنظيم الكبيرة من انتقام قوات جيش الاحتلال.

وحسب مصادر متطابقة استطلعت "VICE عربية" رأيها، فإن تنظيم أنصار بيت المقدس انقسم داخليًا آنذاك جراء هذا التحول الجذري، ليسيطر عليه جناح أكثر تطرفًا، ما لبث أن أعلن الحرب على الدولة المصرية باستهداف قوات الجيش الذي يحظى بتقدير كبير عند سكان سيناء، فتوقفت على إثر ذلك عمليات استهداف خطوط نقل الغاز إلى إسرائيل، واتسع نطاق الهجمات على القوات الأمنية في منطقة الشريط الحدودي (مدينتي رفح والعريش والقرى التابعة لهما)، ثم مدينة العريش لاحقًا.

إعلان

عناصر أجنبية

في ذات الاتجاه دفع شاهد عيان على حادث مسجد الروضة في تصريحات لـ "VICE عربية" أكد فيها أن منفذي الحادث ليسوا من أعضاء تنظيم ولاية سيناء الاعتياديين. وقال إن سكان المنطقة يعرفون جيدًا هيئة عناصر ولاية سيناء، رغم حرصهم على الظهور ملثمين. وأكد على أن العناصر التي نفذت العملية الأخيرة ليسوا من أعضاء التنظيم المعتادين. اتفق مع هذه الرواية صحفي محلي من سكان سيناء، وفسر سبب الجزم باختلاف هوية المهاجمين ببنية أجسادهم ولون بشرتهم المختلفين عن أعضاء التنظيم الذين ظهروا في إصدارات الفيديو الأولى لعمليات التنظيم.

وأضاف الصحفي الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية: "منذ مبايعة التنظم لداعش في عام 2014 وحتى أواخر العام 2016 أكاد أن أجزم بأن معظم منفذوا الهجمات مصريين، وسيناويين بالأخص، وهذا واضح من بنية الأجسام ولون البشرة، "إحنا كسيناويين أجسامنا صغيرة وبشرتنا داكنة". وتابع: "مع أواخر 2016 نشر التنظيم صورًا لهجوم عناصر على كمين الغاز جنوبي مدينة الشيخ زويد. كانت الأجسام ضخمة ولا تشبه أجسامنا أو هيئتنا، وتكرر ذلك في صور الهجوم على كمين المطافئ بعدها، نحن نعلم تمامًا أن من ظهروا في صور الهجوم ليسوا من أبناء سيناء وليسوا مصريين من الأساس".

1511776491445-24116452_1906500266056753_2015093047_o

دماء المصابين تغطي الشرفة الخارجية للمسجد

وفسر الصحفي المتخصص في متابعة شؤون سيناء الأمر على خلفية تغيير في بنية التنظيم بعد سقوط عدد كبير من قياداته في عمليات أمنية طوال العامين الماضيين إلى الدرجة التي بات معها تحت إمرة قائد غير مصري، كما يتضح من اسمه "أبوهاجر الشامي". وقال إن التنظيم خسر في الفترة الأخيرة مناطق تمركزه الرئيسية في الشيخ زويد وقتل معظم قادته المؤسسين ليخلفهم قيادات أكثر دموية، إذ لجأ التنظيم لقتل جنود حرقًا للمرة الأولى في العريش، ولاستهداف مدنيين من سائقي مصانع الأسمنت في وسط سيناء، وأخيرًا إلى سرقة بنك في سابقة هي الأولى، لينتهي الأمر بمذبحة مسجد الروضة.

واختتم تصريحاته بالقول إن مذبحة الروضة تبقي في جميع الأحوال مؤشر خطير، سواء كان من يقف وراءها تنظيم ولاية سيناء المعروف بانتمائه لـ "داعش" أو تنظيم جديد لم يعلن عن نفسه بعد، وقال إن الأمر يعدو شديد الخطورة إن صح افتراض انشقاق "ولاية سيناء" على نفسه، لأن ذلك يعني حدوث انحراف فكري حاد للتنظيم، سببه صعود قيادات جديدة ذات أفكار أكثر تطرفًا ودموية.

بين داعش والقاعدة

من جانبه، لم يستبعد الكاتب المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، عبد الحفيظ سعد، مسؤولية جناح منشق من تنظيم ولاية سيناء المسلح عن الحادث الأخير تحت قيادة عناصر من خارج سيناء، قد يكون بينهم عناصر عائدة من تنظيمات سوريا والعراق بعد تضييق الخناق عليهم، مؤكدة في هذه الحالة أننا بصدد تنظيم جديد يمتلك أجندة مختلفة لا تفرق بين مدني وعسكري في سيناء، وقال إن هذه الأفكار أقرب لفكر القاعدة منها لداعش، وإن كانت مرجعياتها الفقهية واحدة، وهو ما يعني في رأيه بداية مرحلة جديدة في تاريخ الصراع أكثر عنفًا ودموية.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي توعد مرتكبي هجوم مسجد الروضة في كلمة متلفزة بثها التلفزيون المصري عشية وقوع الحادث. وقال السيسي إن القوات المسلحة والشرطة المدنية ستقومان بالثأر ممن وصفهم بـ "الشرذمة المتطرفين، الإرهابيين، التكفيريين". كما أعلن الجيش المصري من جانب آخر نجاح قواته في ملاحقة العناصر المسؤولة عن الحادث بناء على معلومات استخباراتية بالتعاون مع أبناء سيناء. وأكد البيان أن القوات الجوية نجحت في القضاء على عدد من البؤر التي تتخذها العناصر الإرهابية كقاعدة انطلاق لتنفيذ أعمالها الإجرامية.