ماذا فعلنا بكوكب الأرض؟‎‎‎

كيف تقوم شبكة العمل المناخي بالتوعية بالمخاطر البيئية في العالم العربي؟

الحروب التي قد تشهدها المنطقة العربية في المستقبل، ستكون مرتبطة بالمياه والأمن الغذائي
hot-day-2223455_1280

أنشأت شبكة العمل المناخي في الوطن العربي في عام 2015 بهدف العمل على تعزيز قاعدة المجتمع المدني في المنطقة العربية لحماية المناخ العالمي، ولتنفيذ التزاماتهم بموجب اتفاق باريس، ووضع البرامج والسياسات المتعلقة بالتخفيف من أثار تلك الظاهرة والتكيف معها. تضم الشبكة نحو منظمة عربية تعنى في العمل المناخي والبيئي، من بلدان المشرق العربي وشمال افريقيا. قد لا يعلم كثيرون عن عمل هذه الشبكة، لهذا قررنا التحدث مع هالة مراد، 35 عاماً، الرئيس المشارك لشبكة العمل المناخي في المنطقة العربية لمعرفة المشاريع التي يعملون عليها حالياً.

إعلان
1570949451270-

هالة مراد - الصورة مقدمة منها.

VICE عربية: ما آخر المشاريع التي قمتم بها في مدن عربية؟ وما هي القطاعات التي تحاولون العمل معها؟
هالة مراد: تتبنى الشبكة رؤية توعوية لقضايا تغير المناخ، يتم ترجمتها على أرض الواقع ومن خلال الأعضاء المنضمين لمظلتها. نعمل بشكل خاص على قضايا محددة تستهدف قطاعات مختلفة من بينها البيئة و المناخ، والطاقة والمعادن، والغابات والمياه، والزراعة والنقل. ويقوم الأعضاء سنوياً بعقد اجتماعات لمناقشة الخطط الاستراتيجية. هذا العام، قمنا بالإعلان عن تنفيذ مشروع اختبار الرسائل، والذي يستهدف أربعة دول هي تونس ومصر والأردن وموريتانيا، والذي سيكون له أثر ذو بعد حقيقي على ما يبث من رسائل حول تغير المناخ عربياً.

لا يعلم الكثير من الشباب عن وجود شبكة العمل المناخي من الأصل، ما هو السبب؟ هل ذلك مرتبط بقلة مشاريعكم أم ماذا؟
التعريف بالشبكة وتقوية مشاركة الشباب من بين أهدافنا الاستراتيجية، وربما غياب برامج "المناظرات" و"القوافل المجتمعية" (التي تسيرها عدد من المنظمات لعدد من المدن في مختلف دولهم، وتضم فريق من الناشطين فيها بهدف تقديم خدمات توعوية تتعلق بعدة مواضيع بيئية) لاستقطاب الشباب كانت غير مبرمجة في الفترة السابقة من حياة الشبكة. لكن لا يعني ذلك الأمر عدم وجود أعضاء شباب منضمين الى الشبكة، وهم ممثلين عن منظمات شبابية تعني في العمل المناخي والبيئة، كما أن الهيئة الإدارية للشبكة جميعها من الفئات الشابة، ما يدلل على مدى الوعي والثقة من قبل الشباب والأعضاء على حد سواء في العمل الذي نقوم به، والرغبة في الانخراط.

ما أكبر خطر يهدد البيئة في العالم العربي أو في بلدان عربية معينة قمتم بأبحاث عنها؟
شح وندرة المياه، يعد الهاجس الأكبر بالنسبة لنا في الشبكة، حيث اننا نؤكد على أن الحروب التي قد تشهدها المنطقة العربية في المستقبل، ستكون مرتبطة بالمياه والأمن الغذائي. ويمكن النظر الى هذه القضية مناخياً من خلال زوايا وأبعاد متعددة، فموجات الجفاف، والفيضانات الكارثية، وارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، والتي ينتج عنها تبخر سطحي عالي، كلها عوامل قد تؤزم الوضع الراهن والمستقبلي في مجال المياه والأمن الغذائي.

إعلان

بشكل عام، يوجد عدم اهتمام بالبيئة والتغييرات المناخية في العالم العربي، ما هي الأسباب؟
المفاهيم المرتبطة بالبيئة والتغيرات المناخية في المنظومات التعليمية والتربوية في البلدان العربية ما زالت في بداياتها، بعد أن كانت شبه معدومة. ولكن في السنوات العشر الأخيرة بدء إدراجها في المناهج المدرسية وبرامج الجامعات. لا يزال المجتمع العربي لا يعي بالدرجة المطلوبة ما هو مقبل عليه من تغيرات بسبب وجود أولويات أخرى، ولكن هذا يتغير وهناك اهتمام كبير من قبل الشباب بالبيئة والتغييرات المناخية.

في ظل عدم وضع البيئة وحمايتها ضمن الأولويات الحكومية أو الفردية، كيف تحاولون ترك أثر وإحداث فرق بالتعامل مع البيئة؟
نعمل ونستمد جل طاقتنا من المجتمعات المحلية، ونحاول ان نكسب تأييدها للقضايا التي ننادي بها وعبر العمل مع اعضائنا في الشبكة، فنحن نؤمن بخصوصية كل بلد مع تقاطعها مع اهدافنا العمومية، لذلك نعي جيداً أن من سيحدث الفرق هي تلك الفئات، ولا سيما التي تقطن في الأرياف، والتي تعد في طليعة امالنا وطموحاتنا للعمل من أجل الحد من آثار تغير المناخ، ومحاولة التكيف معها، من خلال دعوة الأفراد لاستخدام الطاقة البديلة والتي تعد من أهم مشاريع التكيف التي تقوم بها الحكومات على مستوى المنطقة، أما من خلال تركيب المصابيح الموفرة للطاقة، أو تركيب الألواح الشمسية لتسخين المياه وتوليد الكهرباء.

هل تركزون في عملكم على تغيير عادات الأفراد أم تركزون على صناعات وقطاعات مسيئة للبيئة؟ الرجاء إعطاء أمثلة؟
نحن نعمل في اتجاهين الأول يرتكز على تغيير سلوك الأفراد وتوعيتهم، مثل حملة 100% طاقة متجددة التي قامت شبكة العمل المناخي الدولية، حيث تم إطلاق دليل لادارة حملات الطاقة والذي يعد بمثابة الاول من نوعه على مستوى المنطقة العربية في شهر أغسطس العام الماضي، حيث تم التواصل مع مشاهير ومؤثرين في العالم، ومن المنطقة العربية مثل المغنية اللبنانية مكادي نحاس، لإعداد فيديو من قبلها توجه فيه رسائل للأفراد في الوطن العربي بان ينضموا إلينا في هذه الحملة، الاعتماد على وسائل الطاقة البديلة والنظيفة في منازلهم في توليد الكهرباء وتسخين المياه، او بإغلاق محابس الكهرباء، وقد حظينا بتفاعل ومتابعة خمسة ملايين فرد في حينها ومن كافة أنحاء العالم.

نحن بحاجة الى العمل على سياسات الاقتصاد الرأسمالي التي أتت على مقدرات البيئة عبثاً وإرهاقاً

وأما الاتجاه الثاني فهو الضغط على الحكومات، وبشكل أخص تلك التي تعتمد على الوقود الأحفوري للتحول التدريجي نحو الطاقة المتجددة مثل إرسال رسائل ونشرها عبر وسائل التواصل الإجتماعي، كما ونعمل أيضاً مع أصحاب العمل في الدول المختلفة بالاعتماد على الطاقة المتجددة وتحويل صناعاتهم إلى اخرى نظيفة، وكنا قد نفذنا العام الماضي حملة على مستوى المناطق تستهدف البنوك لتحويل اتجاهاتهم التمويلية لأن تكون خضراء، وتعتمد على تمويل المشاريع والاستثمارات الخضراء، وقد نجحنا التأثير على العديد من البنوك التي بالفعل أعلنت أنها ستبدا باتخاذ مثل هذه الإجراءات.

هناك من يرى أن الأفراد لوحدهم لن يستطيعوا تحقيق شيء عندما يتعلق الأمر بالتغير المناخي، ما يهم هو إحداث تغيير في طريقة عمل الشركات الكبرى، ما رأيك بهذا الطرح، هل ذلك صحيح أم أنه يخلي المسؤولية عن الفرد؟
لإحداث فرق كبير وسريع ومؤثر، وضمن فترة زمنية وجيزة، نحن بحاجة الى العمل على سياسات الاقتصاد الرأسمالي التي أتت على مقدرات البيئة عبثاً وإرهاقاً. ولكن لا ينفي ان الفرد والمجتمع الصغير والكبير، يحمل على عاتقه مسؤولية تعديل كثير من القيم الاستهلاكية والممارسات التي وإن بقيت على نفس الحال ستفاقم الأمور وبشكل أكبر.

كأفراد، ما الذي نحن بحاجة إلى تغييره بشكل يومي للمحافظة أكثر على البيئة؟ ما هي اقتراحاتك؟ للعيش بشكل صديق للبيئة؟
الممارسات البسيطة في بلادنا، تحتاج الى أن ترافقها الجهود الدولية، فمثلا لا يمكن أن نغير سلوك الأفراد من ناحية استخدام البلاستيك أحادي الجانب، وكل ما يباع في الأسواق يحفز على ذلك، ولا يمكن أن اطلب من موظف استخدام المواصلات العامة، وهي غير فاعلة وآمنة ولا تقع بالقرب منه. ولكن هذا لا يمكن أن يقلل من أهمية البدء بالعمل مع المجتمع من أجل رفع وعيه بهذه الممارسات وأثرها على حياته، لإحداث نقلة نوعية في السلوك، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة أن يرافق ذلك تعديلات جوهرية في القوانين ذات العلاقة والمعمول فيها بدولنا.