أيام قليلة وتنطلق مبارايات بطولة كأس الأمم الأفريقية في نسختها الـ32، والتي تستضيفها مصر بعد أن قام الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بسحب التنظيم من الكاميرون لعدم استعدادها الجيد للبطولة.
كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولي تاريخيًا في مصر، بل أكثر من مجرد لعبة؛ فالكرة في مصر والكثير من الدول العربية تتحول أحيانًا للمتحكم الأول في المزاج الشعبي، فلحظة سعيدة في كرة القدم قد تكون كفيلة بالتغطية على العديد من مصاعب الحياة الأخري بالنسبة للمصريين، أو العكس، فقد تتسبب كرة القدم أيضًا في نشر الحزن الشعبي لفترة من الوقت.
عندما تجد حالة من الصوت العالي والزحام الشديد على المقاهي في مصر فاعلم فورًا أن هناك مباراة كرة قدم تذاع على شاشات المقاهى، التي تعد بمثابة ستاد مواز لاستضافة جمهور الكرة الذي لما يتمكن من حضورها من مدرجات الاستاد الأصلي.
اثنتان من أسعد ثلاثة لحظات بحياتي متعلقتان بكرة القدم
محمد سلطان، صحفي متخصص في الشأن الرياضي يحدثنا عن رأيه في مكانة كرة القدم عند المصريين. يقول سلطان: المصريين والكثير غيرهم من الشعوب كرة القدم هي أهم أسباب السعادة بالنسبة لهم وسط كل متاعب الحياة؛ فالكرة عامل أساسي في إخراج المشاعر بطبيعتها، وقد تكون سبب في أسعد اللحظات أو أتعسها بالنسبة للمشجع.
يتابع محمد: "من وجهة نظري أن الشعب المصري محروم من جزء كبير من متعة كرة القدم في السنوات السبع الأخيرة بسبب عدة عوامل من أهمها ابتعاد الجماهير عن المدرجات. "أنا سعيد بتنظيم مصر لبطولة الأمم الأفريقية و أرى أن عودة إهتمام الدولة بكرة القدم شئ مفيد جدًا، كما أن عودة كرة القدم للأقاليم تحديدًا في مصر مفيد؛ فهناك 3 مدن ستقام مباريات البطولة على أرضها، الإسماعيلية والإسكندرية والسويس، وهي مدن دائما ما اشتهر أهلها بعشق كرة القدم.
شباب وأطفال يرتدون قميص ليفربول خلال متابعة إحدي مباريات النادي الانجليزي لدعم مواطنهم محمد صلاح
يرى الصحفي الرياضي الشاب أن تعلق الناس بالكرة في الكثير من الدول عادة ما يزيد كلما قلت رفاهيات الحياة، فالكرة عادة ما تعطي لعشاقها لحظات من السعادة قد تظل عالقة بأذهانهم مدى الحياة، فأنا - على سبيل المثال - أتذكر أنه من ضمن أسعد 3 لحظات في حياتي لحظتان متعلقتان بكرة القدم، وهما هدف محمد أبو تريكة في مرمي الصفاقسي التونسي عام 2006، وهدف سيرجيو روبيرتو لاعب برشلونة في مرمى باريس سان جيرمان في مباراة الـ 6-1 الشهيرة.
الكرة قادرة على توحيد ما يفرقه غيرها
باتريك جورج باحث بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية يرى من جانبه أن ارتباط المصريين بكرة القدم لم يعد مقتصرًا فقط على متابعة الكرة المحلية، فهناك أجيال كثيرة متعلقة أيضا بكرة القدم العالمية، وبالأخص مع ظهور لاعبين مصريين محترفين من أمثال محمد صلاح، ومن قبله أحمد حسام (ميدو) وأحمد حسن، الذين احترفوا جميعًا في أندية أوروبية كبيرة.
يرى باتريك أن تعلق المصريين بكرة القدم يمثل ظاهرة فريدة من نوعها، فهناك الكثيرمن الناس قد يدفع جزء من قوت يومه لمشاهدة مباراة كرة قدم في المدرجات والزحف خلف فريقه الذي يحبه أو حتى التضحية بجزء من أوقات عمله في مقابل مشاهدة مباراة كرة قدم على المقهى.
أعلام وكؤوس الأندية الأفريقية استعداد للبطولة المرتقبة
ويشير الباحث إلى أن الكرة قادرة على توحيد ما يفرقه غيرها، سواء كان سياسية أو دين أو مجتمع، فعلى سبيل المثال في نهائي بطولة الكونفيدرالية الأخيرة بين الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي كان هناك عدد من المحامين الذين يقفون كخصوم لرئيس نادي الزمالك مرتضي منصور في ساحات المحاكم متواجدين باستاد برج العرب خلف الزمالك لتشجيعه.
وفيما يلي مجموعة من الصور توضح تفاعل المصريين مع كرة القدم في مناسبات عدة:
أعلام وأدوات التشجيع في محال القاهرة
بوستر محمد صلاح قاسم مشترك في معظم شوارع القاهرة
الجماهير تتابع إحدى مباريات نادي الزمالك على مقهي بأحد أحياء القاهرة
شاشات المقاهي بديل مدرجات الملاعب عند جمهور الكرة العريض في مصر
تفاعل الجمهور مع إحدى المباريات
شباب مصريين يلعبون الكرة في أحد الملاعب الشعبية
جمهور من مختلف الأعمار في إحدى مباريات الأهلي