I Robot
من موقع IMDB

FYI.

This story is over 5 years old.

تقنية

هل أنت جاهز للمنافسة مع آلة؟ سألنا الشباب عن أكبر مخاوفهم فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي

أكبر مخاوفي هي أن نصبح كبشر عمالة زائدة عن الحاجة في يوم ما

عادة ما يربط الناس بين الذكاء الاصطناعي والروبوت، لكن في الحقيقة الذكاء الاصطناعي له تطبيقات كثيرة نستخدمها في حياتنا اليومية عبر الهواتف الذكية، والسيارات، وخدمة العملاء، وحتى بعض الخدمات الطبية. لقد أصبح الذكاء الاصطناعي واقعًا في العديد من المجالات، وله فوائد حقيقية ملموسة. لكن ثمة اعتقاد سائد لدى البعض بأن هذا الذكاء يشكل خطرًا حقيقيًا على الجنس البشري، وأنه سوف يتسبب في اختفاء عديدًا من الوظائف في المستقبل.

إعلان

يعتقد البعض الآخر أنه مقابل الوظائف التي سيفقدها العالم خلال السنوات المقبلة بسبب طفرات الذكاء الاصطناعي، سيتم خلق واستحداث ملايين الوظائف الجديدة في الاقتصادات الناشئة، في قطاعات التطوير التكنولوجي، والخدمات التخصصية، وأن هناك وظائف أخرى مثل الأخصائيين الاجتماعيين والمدربين الشخصيين والمبدعين والتي لا يمكن أن يحل الذكاء الاصطناعي محلها، على الأقل في الوقت الحالي.

تحدثنا مع شباب عرب يعملون في مجالات مختلفة وسألناهم عن أكبر مخاوفهم فيما يتعلق بالتغيرات التي ستطرأ بسبب الذكاء الاصطناعي، هل يجب أن يخشى الناس من فقدان وظائفهم؟ أو من العيش في عالم تسيطر عليه الآلات؟ وما هي المهن التي لن تتأثر؟ وما هي المهارات التي نحتاج إلى تطويرها في أنفسنا لنكون قادرين على منافسة الروبوتات في المستقبل؟

مروان صبري، 18، طالب ومطور مواقع إلكترونية

VICE عربية: هل تخاف من أن لا تجد عملاً في عالم تحكمه الآلات الذكية؟
مروان صبري: أكبر مخاوفي فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي هو أن تصبح الآلات أكثر كفاءة من البشر، وأن تدرك أن البشر عمالة زائدة عن الحاجة، وأن يتم، مثلا، برمجة الروبوتات للقضاء على كل ما هو زائد عن الحاجة، وفي هذه الحالة سيتم القضاء علينا جميعاً كما ينبغي. أما أكبر آمالي، على الرغم من أنها قد تبدو لا علاقة لها بالموضوع، فهي أن تتولى الآلات كل الأعمال المتعلقة بالإنتاج، لأنه مع وجود ما يكفي من النظم الآلية يمكن أن نحصل على ما يكفي من السلع الإنتاجية بتكلفة منخفضة من شأنها القضاء على مفهوم المال والاقتصاد ككل والدخول إلى عصر الشيوعية القائم على التكنولوجيا والأنظمة المؤتمتة بشكل أساسي، والتي ستؤدي حتماً إلى وجود فائض إنتاج مرتفع بما فيه الكفاية بحيث يحصل الناس على كل احتياجاتهم بالتساوي، ليس لأن النظام طيب القلب، ولكن لأن السلع والخدمات ستكون برخص التراب.

أنا مطور مواقع إلكترونية، وأعتقد أن وظيفتي ستكون من أوائل الوظائف التي ستختفي. لهذا السبب تحديدًا أنا مهتم بدراسة الذكاء الاصطناعي حالياً، فاليوتوبيا هي المكان الذي لا يضطر فيه أحد للعمل، ولكن مع ذلك الكل يعمل ليس بدافع الضرورة، ولكن بدافع الشغف. أخيرًا، أعتقد أن كل المهارات لن تكون كافية لمواجهة جيل جديد من الروبوتات المستقلة، قد تكون المهارات الوحيدة المجدية هي الدبلوماسية ومحاولة تكوين صداقات مع الروبوتات.

إعلان

ستصادق روبوتاً؟
لا أعتقد أننا يجب أن نخاف من الذكاء الاصطناعي. لا يمكن أن نخاف من التقدم. الذكاء الاصطناعي هو المستقبل، والخوف من المستقبل غير مجدي، لأن التطور سوف يحدث في جميع الأحوال شئنا أم أبينا، والخيارات الوحيدة أمامنا هي التكيف أو الموت. نعم سوف يفقد الكثير من الناس وظائفهم، إن لم يكن الجميع، لأن الذكاء الاصطناعي قادر على إبهارنا كلما ازداد تطورًا، ولكن هذا يعتمد في المقام الأول على كيفية إدارة الموارد، هل ستكون تحت سيطرة عدد قليل من النخبة أم سيتم تقاسمها بالتساوي بين الناس.

سامح فهمي، 33، مدير وحدة تطوير نظم التحكم الذاتية في المنازل

هل لديك أية مخاوف من تطور الذكاء الاصطناعي لدرجة نفقد فيها السيطرة على العالم؟
في الحقيقة، ليس لدي أي مخاوف من تطور الذكاء الاصطناعي، لأن التكنولوجيا دائما تبتكر لخدمة البشرية وتسهيل حياتهم، وعند انقراض أي وظيفة يخلق البشر وظائف أخرى. فمثلا في المجال المصرفي، أصبح بإمكان العميل أن يتمم كل معاملاته البنكية عن طريق تطبيقات الهاتف أو عن طريق ماكينات الصراف الآلي، وهو ما قد يؤدي إلى تقليل عدد موظفي البنك، لكن في المقابل ظهرت وظائف جديدة مثل صيانة الماكينات والتطبيقات وبرمجتها والموظف المسؤول عن تحصيل الأموال من هذه الماكينات. مخاوفي الحقيقية وما لا أتمناه في المستقبل هو الاعتماد الكامل والكلي على أجهزة الروبوت والذكاء الاصطناعي، فيما عدا ذلك أعتقد أن كل المخاوف المثارة مبالغ فيها. فعلى مدار التاريخ دائماً كانت هناك مهن تندثر لأنها لا تواكب تطورات العصر، أو لأن هناك بديلًا أكثر دقة وسهولة.

ولكن لا شك أن الاعتماد على الآلات سيزيد، وهو أمر مقلق نوعاً ما؟
الروبوتات ستقضي على الكثير من الوظائف بالفعل، لكن البشر سيَخلقون الكثير غيرها، فبينما يزداد الاعتماد على الآلة في العديد من الوظائف من جهة، سيزداد عدد الوظائف التي تحتاج إلى مهارات مختلفة. والسبيل الوحيد للتخلص من هذا القلق هو بذل مجهود مضاعف في التعلم لمواكبة التكنولوجيا التي تتحرك بوتيرة سريعة جداً. أنا مثلا أعمل في مجال (نظم التحكم الذكية في المنازل) وهذا المجال يتطور بسرعة، حيث أصبح بإمكان العميل اليوم إضاءة المنزل وتشغيل جهاز التلفزيون والتحكم في البيت بالكامل عن طريق أوامر صوتية، لذلك يجب أن أتابع وأن أسافر من أجل حضور المعارض والمؤتمرات الدولية لمعرفة كل ما هو جديد في هذا المجال. وإن لم أتعلم يوميًا سوف تنقرض مهنتي أو يقوم شخص آخر بالتعلم وأخذ مكاني. وهناك مقولة دائما ما أقولها وهي أن "التكنولوجيا غدارة." أما بخصوص المهن التي سوف تنجو فهي المهن التي تحتاج إلى تفكير ومهارة وخبرة إنسانية لا يقدر عليها الروبوتات. نحن لا يمكن أن نقارن بالروبوت، لأن الإنسان في نهاية الأمر هو من يبتكر ويطور الذكاء الاصطناعي ليكون نسخة أخرى منه.

إعلان

دينا الديب، 28، منتجة ثقافية

هل تخافين من سيطرة الآلات على العالم؟
أكثر ما يثير مخاوفي بخصوص الذكاء الاصطناعي مرتبط إلى حد كبير بـ الديستوبيا (عالم الواقع المرير) التي تقدمها لنا أفلام هوليوود، مثل فيلم " AI- الذكاء الاصطناعي" و" I Robot – أنا روبوت" حيث يدور السيناريو حول الروبوتات التي لها رغبات خاصة بها، وتريد الانفراد والاستقلال بحياتها بعيدًا عن تحكم الإنسان، بل وهزيمته واحتلال العالم، وهو سيناريو محتمل من وجهة نظري. أعتقد أنه يتم تهيئتنا نفسياً من خلال وسائل الإعلام لكي نتقبل هذه الحقيقة في يوم ما، كما هو الحال تماماً إذا صادف أن رأينا كائناً فضائياً، فلن نصاب بحالة من الهلع لأننا شاهدنا مسبقا الكثير من أفلام الخيال العلمي عن الكائنات الفضائية. وبالطبع يخيفني أيضاً أن هناك بلدان أصبحت قادرة الآن من خلال الروبوتات على مهاجمة بلدان أخرى بطائرات حربية دون طيار، وهذا ليس من العدل لأن جميع البلدان لا تستطيع الوصول إلى هذه التكنولوجيا، وبالتالي، فإن الخسائر ستكون من طرف واحد فقط.

الموضوع قد يكون مخيف، لكن هناك الكثير من الفوائد أيضاً؟
صحيح، ترتبط آمالي الكبرى بالاستكشافات التي يصعب على البشر القيام بها في الفضاء، والبحر، والتنقيب عن النفط، والاكتشافات الطبية خصوصاً في علم الوراثة والتنبؤ بالسرطان. نعم سوف تحل الروبوتات محل البشر في بعض الوظائف، وبالتأكيد سوف تفعل الأشياء بكفاءة أعلى، ولكني ما زلت لا أعتقد أنها سوف تحل محل البشر في وظائف تقوم على الإبداع والعاطفة كعملي مثلاً. وبرغم أن هناك تقدمًا مذهلا في تطوير الذكاء العاطفي بين الروبوتات، مثلما شاهدنا في فيلم Her لكني لا أتصور أبداً أن علاقة زمالة أو صداقة قد تنشأ بيني وبين روبوت في يوم من الأيام. الذكاء الاصطناعي لا يشكل أية تهديد بالنسبة لي، فالآلات لن تستطيع أبدا أن تنافس لتكون إنساناً، فرصهم معدومة وليس لديهم أية احتمالات للنجاح في تحقيق ذلك.

إعلان

علي شريم، 37، يعمل في مجال الإدارة المالية

هل أنت قلق من فقدان عملك لروبوت في القريب العاجل؟
بالتأكيد أن للذكاء الاصطناعي تأثير كبير على حياتنا وهذا سيحدث قريبًا. ولكن مثل أي إنجاز تكنولوجي أو علمي آخر، قد يكون للذكاء الاصطناعي الكثير من الإيجابيات والسلبيات، وهذا يعتمد، إلى حد كبير، على عقلية الجانب المتحكم في البرنامج. أنا شخصياً، لست خائفا من فقدان وظيفتي لأن هذه التكنولوجيا الجديدة مكلفة جدًا في دول العالم الثالث، الذي يتقاضى فيه الناس أجورًا في غاية الضآلة، لذلك بالتأكيد ستكون الأيدي العاملة البشرية دائمًا أرخص من الروبوتات المتطورة.

العالم العربي البشري سيكون بمواجهة العالم المتقدم وذكاءه الاصطناعي؟
ذلك سيعتمد على النظام أو الناس الذين يعيشون في ظل النظام. الذكاء الاصطناعي سيقضي على عدد من الوظائف ولكنه سيطرح أسئلة أخرى مثل؛ من المستفيد من تقليل الحاجة للأيدي العاملة البشرية؟ وكيف سيقضي كل هؤلاء العاطلين عن العمل أوقاتهم؟ ففي ظل نظام عالمي جشع، سيحاول أصحاب رؤوس الأموال المتحكمين في السوق زيادة معدلات أرباحهم إلى أقصى حد كما سترتفع معدلات البطالة في المقابل، وبالتالي سوف يظهر انقسام طبقي حاد في المجتمع، طبقة فاحشة الثراء وطبقة فقيرة، هذا سوف يسبب أزمة أخرى وهي وجود المزيد من السلع الانتاجية المعروضة للبيع مع قلة أعداد الناس القادرين على الشراء بسبب زيادة معدل البطالة. في حين أنه في ظل نظام إنساني، فإن تطور الذكاء الاصطناعي وانخفاض الحاجة إلى القوة البشرية قد يحافظ على نفس العدد من الموظفين لكن بساعات عمل أقل، فبدلا من 8 ساعات عمل يمكن أن تصبح 5 فقط، وهو ما قد يفسح المجال لقضاء المزيد من الوقت في القيام بأشياء مفيدة أخرى مرتبطة بالبحث، الخدمة العامة، الفنون.

إعلان

لا ترى أن الروبوتات ستحل مكان البشر؟
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعمل بكفاءة أكثر من البشر، ولكن سيظل البشر هم الأكثر إبداعاً وابتكاراً، لذلك أعتقد أنه من السابق لأوانه أن تحل الروبوتات محل البشر الذين يعملون في وظائف ذات مستوى عال من التفاعل الإنساني، ولكن لا يستطيع أحد أن يتنبأ بما قد يحدث على المدى البعيد، قد يصبح لدينا ملحنًا موسيقيًا اصطناعيًا يمكنه تقليد صوت الكمان أو حتى أوركسترا كاملة وبثها على الهواء من خلال مكبرات صوت أو حتى إرسالها كموجات كهربائية مباشرة إلى أدمغتنا. من المتوقع أيضاً أن تقوم الآلات بصيانة وتطوير نفسها في المستقبل. وعندما نصل إلى هذه المرحلة أرى أن المهارات الضرورية التي يجب أن نتعلمها لمواجهة الذكاء الاصطناعي يجب أن تتضمن تعلم كيفية عمل "فورمات" لجهاز كمبيوتر، كيفية شد الفيشة وفصل مصدر الطاقة عن الروبوت، وبعض فنون القتال والدفاع عن النفس، وتعلم اللعب بمضرب البيسبول أيضا يمكن أن يساعدنا.

سارة المجددي، 36، مستشارة إعلامية ومحللة استراتيجية للمحتوى

ما هي أكبر مخاوفك فيما يتعلق بتطور الذكاء الاصطناعي؟
أكبر مخاوفي هي أن نكون عمالة زائدة عن الحاجة في يوم ما. ففي ظل الرأسمالية العالمية، وتدابير التقشف، وانخفاض قيمة العملة والتضخم، بدأت تنتاب الناس مخاوف بشأن الحفاظ على وظائفهم كما بدأت تزداد نسبة المهاجرين الذين يقبلون بوظائف منخفضة الأجور. أيضا أصبح التقدم التكنولوجي يشكل ضغوطاً كبيرة على الموظفين الصغار المطالبين بتأدية عملهم بوتيرة أسرع وأقل نسبة أخطاء بشرية ممكنة خصوصاً أن بعض الشركات أصبحت تستخدم برامج تعقب داخلية للموظفين يتم شرائها من أوراكل أو شركات مماثلة.

إعلان

هل تتوقعين أن تتنافسي على عمل يوماً ما مع روبوت؟
لقد أصبح الذكاء الاصطناعي قاب قوسين أو أدنى من تولي جميع الاتصالات الداخلية والخارجية. فأنا مثلا أعمل كمستشارة إعلامية، وتتلخص مسؤولياتي في اختيار المحتوى القادر على جذب أكبر عدد من الناس والمتابعين، وإطلاق الحملات الإعلامية الرقمية على مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر رواجاً باستخدام الأدوات الأكثر تقدماً. ويتم تقييم عملي من خلال المقاييس المعروفة باسم مؤشر الأداء الرئيسي، وهي مهمة من المتوقع أن يتم إسنادها إلى الذكاء الاصطناعي في وقت قريب جداً إذا استثمرت الشركات كل أموالها في بناء خوارزميات متطورة للمساعدة في تطوير المحتوى على جميع منصاتها. أعتقد أن المستقبل قاتم بالنسبة للمستشارين والمديرين الإعلاميين لأنه لا مجال للتنافس في العالم الرقمي بين الإنسان والذكاء الاصطناعي القادر على أداء المهام بكفاءة أكثر من البشر، دون أن يتقاضى أجراً، أو يعترض على العمل لوقت إضافي. لذلك أعتقد أن التنافس مع الروبوتات سيكون صعباً، لأن الجنس البشري سوف يضطر إلى ترك الكبرياء والغرور والانتقام والشهوة والسلوكيات غير المنطقية وهذا لن يحدث أبدا. فالانسان حالياً منشغل بذاته وصور السيلفي.

حسام هلالي، 33، كاتب

هل تعتبر نفسك محظوظ لأن عملك في مجال الكتابة والإبداع سيبقى ضرورياً في المستقبل؟
حتى الآن، لا أشعر بخوف مَرضي من الذكاء الاصطناعي، خصوصًا في مجالي، فأنا أعمل ككاتب، أي أن الإبداع واستخدام المخيلة هو مجال خبرتي المهنية، والتي لا أرى أنها ستضاهى في وقت قريب بأية بدائل تقنية، وإن كان البحث العلمي في الاقتصاديات الكبرى يملك ما يكفي من التمويل والشغف، بل وأيضاً الجنون لابتكار آلات قادرة على سحق العقل البشري، لكن في النهاية البشر هم خالقو الروبوت وليس العكس، عندما يمتلك الروبوت القدرة على الخلق والسيطرة على الإنسان، وهو أمر ترجحه أفلام الخيال العلمي، حينها سأخاف.

لكن لابد أن تخاف قليلاً من سيطرة الآلة على العالم؟
الخوف من التكنولوجيا هو صفة ملازمة للبشر منذ أول التقنيات، فعندما دخلت البندقية والمدفع إلى مضمار القتال، انبهرت الجيوش التقليدية التي كانت تحارب بالسيوف والخيول ووقفت عاجزة وعرضة للهزيمة والاحتلال، لكنها سرعان ما امتلكت مع الوقت نفس الوسائل لمجابهة القوى الإمبريالية، تكمن الأزمة في أن القوى الاقتصادية القادرة على الابتكار وتطوير وإنتاج هذه الأدوات، هي من يربح أولاً، وبقاؤك كمستورد للتقنية هو ما يجعلك دائماً أسيرًا للخوف. هناك قصة شائعة من القرن التاسع عشر عن الأخوين لوميير عندما عرضا للمرة الأولى فيلمهم السينمائي القصير عن دخول قطار لمحطة سكة حديدية في فترة لم يكن يعرف فيها الناس ما معنى كلمة سينما، وبينما يسير القطار متقدمًا انتابت الجمهور حالة من الذعر وهربوا من مقاعدهم معتقدين أن القطار سيخرج من الشاشة ويصدمهم أعتقد أن هذه القصة حتى إن كانت خيالية تلخص حالة الرعب من أية تقنية حديثة. أنا أرى أن تطوير منظومة التعليم هو دائماً السر لمجابهة أي تحديات مستقبلية للبشر.

فجر سليمان، 27، مصممة جرافيك

ما أكثر ما يخيفك من الذكاء الاصطناعي؟
أشعر بالرعب من الذكاء الاصطناعي، ليس لأسباب تتعلق بسوق العمل، لأن وظيفتي لها علاقة بالإبداع والتصميم الجرافيكي وبالتالي سأكون من أكبر المستفيدين من التطور التكنولوجي الذي سوف يسهل عملي إلى حد كبير. أعتقد أن الوظائف التي ستتأثر هي الوظائف التي لها علاقة بالإدارة والتخطيط وكل ما هو مكرر وروتيني. لكني في الحقيقة أشعر بالخوف بسبب تأثير الذكاء الاصطناعي على المستوى الاجتماعي والعلاقات الإنسانية. وأخشى أن نتحول نحن أنفسنا إلى روبوتات بلا مشاعر ولا قدرة على التواصل. ولا أظن أن هناك أية مهارات يمكن تطويرها لمنافسة الذكاء الاصطناعي خصوصاً لو تم تطوير نظام عصبي للذكاء الاصطناعي يحاكي أو يشبه النظام العصبي والعاطفي لدى الأنسان. الطريقة الوحيدة من وجهة نظري لوقف هذا الخطر هي رفع الوعي الجمعي بالقيم الإنسانية بين كل شعوب العالم.

أمير نصير، 29، طبيب

في مجال عملك، لا شك أنك ستكون صداقة مع الروبوتات؟
عندي أمل كبير أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز فعالية كل الأعمال والوظائف، لا سيما في الوظائف المعرفية التي تحتاج إلى دقة متناهية، فالقطاع الطبي يستفيد من الآلات القادرة على قراءة صور الأشعة وتشخيص الأمراض بدقة أكبر من الأطباء أنفسهم، مما يعني توفير علاج أفضل للأمراض. ولكن أيضا لدي تخوفات من فكرة الاستغناء عن مهنة الطبيب والاستعاضة عنها بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ليس لأنها أكثر كفاءة من الطبيب ولكن لأنها قد تكون أرخص على المدى الطويل. من المؤكد سوف أصاب بحالة من الإحباط الشديد، فبعد قضاء حياة كاملة من الدراسة والعمل الشاق وإعداد نفسي لمثل هذه المسؤولية، أفقد وظيفتي ويتم استبدالي بروبوت يومًا ما! لكن أعتقد أن التخصص الذي سينجو من هذا المصير هو الجراحة. وأشك أن أية آلة مهما كانت درجة تطورها يمكنها الحفاظ على مستوى الوعي والتركيز في الحالات والظروف المتغيرة للمرضى أثناء الجراحة. ولكي أنافس الذكاء الاصطناعي كطبيب أعتقد أنني سأحتاج إلى ذاكرة حادة جداً ومتابعة حريصة لمواكبة التطورات التكنولوجية في المجال الطبي.