FYI.

This story is over 5 years old.

حياة

على السجادة الحمراء في غزة رسائل حب وسلام للعالم

سيتم عرض 50 فيلماً ضمن مهرجان لحقوق الإنسان
غزة

مهرجان السجادة الحمراء الأول لأفلام حقوق الإنسان في غزة (شترستوك)

للسنة الرابعة على التوالي، تتلون غزة بالأحمر ضمن مهرجان "السجادة الحمراء" لأفلام حقوق الإنسان تم إفتتاحة مساء أمس. بداية المهرجان كانت عام 2015 من حي الشجاعية الذي تم تدميره بضربات جوية اسرائيلية خلال الحرب على غزة عام 2014 حيث تم فرد السجادة الحمراء بين أنقاض منازل دمرت في حروب مع إسرائيل. في السنة الثانية، تم فرد السجادة الحمراء في مركز رشاد الشوا، أكبر مركز ثقافي في قطاع غزة، أما السنة الثالثة فقد كانت في ميناء غزة وهو المكان الوحيد الذي يعتبر متنفس لأهالي قطاع غزة حيث تم عرض الأفلام على شاشة كبيرة في الهواء الطلق. هذه السنة تم انطلاق المهرجان، الذي يستمر لثلاثة أيام من مسرح الهلال الأحمر الفلسطيني، تحت عنوان "بكفي" إشارة الى أنه حان الوقت لإنهاء معاناة 2 مليون غزاوي يعيشون تحت الحصار الاسرائيلي المتواصل منذ حوالي 12 عاماً، ويعانون تحت وطأة الحروب الثلاثة التي شنتها إسرائيل على القطاع خلال الفترة ما بين (2008-2014).

إعلان

وسيتم خلال المهرجان عرض 50 فيلماً من دول مختلفة، فيما تم اختيار فيلم المخرج الفلسطيني ياسر مرتجى "بين معبرين" ليكون فيلم الافتتاح. ياسر، 30 عاماً، هو مصور صحفي قُتل برصاصة في البطن أُطلقت عليه من قبل قناص إسرائيلي خلال تصويره لمسيرات العودة في غزة ضمن عمله مع "عين ميديا" أدت إلى وفاته فوراً. ياسر كان يعمل على إنتاج هذا فيلم "بين معبرين" منذ بداية الحصار على غزة لكي يوثق معاناة أهالي غزة مع السفر خلال معبرين رفح البري، الذي يحتاج إلى موافقة مصرية للخروج عبره، ومعبر بيت حانون "إيرز" والذي يحتاج لموافقة إسرائيلية. هذه الموافقات تحتاج إلى أشهر وتعتمد على قرار كل جهة بفتح المعبر ذلك اليوم أو لا، وفي النهاية قد تنتهي بالرفض.

في غزة تفرد هذه السجادة فقط للمواطنين العاديين في غزة بدون مشاهير وبدون تذاكر. العروض مجانية للجميع

منتصر السبع، 32 عاماً، مخرج ومدير تنفيذي لمهرجان السجادة الحمراء تحدث إلي عن فيلم ياسر: "إخترنا فيلم بين معبرين كفيلم الافتتاح ليس لأنه فلسطيني ومخرجه شهيد فقط ولكن لأنه أيضاً نافس جميع الأفلام الأخرى من ناحية الجودة. لقد حقق كل المعايير، كونه فيلم فلسطيني توثيقي مبدع." ويضيف منتصر أن المهرجان، الذي لديه عضوية كاملة في الشبكة العالمية لمهرجانات أفلام حقوق الإنسان في هولندا، فتح باب استقبال الأفلام من جميع أنحاء العالم ووصل عدد الأفلام المتقدمة إلى 250، تم اختيار 50 فيلماً فقط للمشاركة بالمهرجان من بينهم أفلام شاركت في مهرجان كان السينمائي في دورته الأخيرة.

ولا يوجد في غزة حاليًا دور سينما مؤهلة ويتم بالعادة عرض الأفلام في مراكز ثقافية. ويشير منتصر أنه خلال الثلاثة أيام الأولى للمهرجان سيتم عرض الأفلام في مسرح الهلال الأحمر الفلسطيني ومن ثم سيتم نقل العروض الى الجامعات ليتم مناقشة الأفلام مع الطلاب هناك والاستفادة منها. وخلال العرض في غزة سيكون هناك عروض على السجادة الحمراء في بيت لحم ونابلس ورام الله. كما سيتم عرض أفلام أيضاً في تونس والمغرب وليبيا.

إعلان
1543310624349-red2

لقطة من فيلم "بين معبرين"

سعود أبو رمضان، من القائمين على مهرجان السجادة الحمراء في غزة، يردد في كل عام جملة شهيرة بأن غزة ترسل رسائل محبة وسلام للعالم كله:"السجادة الحمراء هي عادة للمشاهير في العالم، ولكن في غزة تفرد هذه السجادة فقط للمواطنين العاديين في غزة بدون مشاهير وبدون تذاكر. العروض مجانية للجميع."

توافد العشرات من المواطنين الى مسرح الهلال الأحمر للمشاركة في افتتاح المهرجان ومشاهدة فيلم الإفتتاح "بين معبرين" حيث امتلأت كراسي المسرح بالجمهور. كانت تجلس بجانبي فاطمة عاشور، 29 عاماً، التي لم تتوقف عن البكاء خلال الفيلم، نظرت لها ماسحة على كتفها لكي اهدأ من بكائها: "هذا الفيلم لمس قلبي، جميعنا نعاني من الحصار ومعاناة السفر الطويلة. بالفعل أبدع ياسر مرتجى عندما نقل الصورة الحقيقية لمعاناة غزة مع المعبرين."

1543310699986-red1

تصوير رويدا عامر

مريم السعدي، 21 عاماً، كانت من بين الجمهور وخرجت من المسرح تقول بفخر: "بالفعل غزة فيها حياة وهذا المهرجان يؤكد حب أهل غزة للاستقرار والأمان، والسجادة الحمراء في غزة يعتبر تحدي لنيل حقوقنا كاملة في كافة المجالات الحياتية وان كانت فنية وثقافية وإبداعية وغيرها."

ويرجع تاريخ السينما في قطاع غزة يعود إلى أربعينيات القرن الماضي بحسب مؤرخين، حيث أسس "رشاد الشوا" رئيس بلدية مدينة غزة، آنذاك، أول دار للسينما عرفت باسم "سينما السامر" (عام 1944) ومن ثم توالى افتتاح دور السينما في غزة في سبعينيات القرن الماضي قبل أن تغلق أبوابها مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987. وأعيد افتتاح دور السينما بعد توقيع إتفاق أوسلو في التسعينات لكنها عادت وتوقفت مرة أخرى عام 1996 بعد تعرضها لاعتداءات، قبل أن تغلق نهائياً خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000. وتدهور الوضع الثقافي في القطاع بعد سيطرة حركة حماس على غزة في 2007.

ويشير سائد السويركي، واحد من القائمين على المهرجان، أنه لا يوجد في غزة جهات داعمة للفن وهناك تهميش لهذا القطاع بشكل كبير، ولكنه يؤكد أن "هناك إصرار للمبدعين بالعمل دائماًعلى انتاج أفلام وأعمال فنية تشارك دولياً، وتظهر للعالم مدى ابداع هؤلاء الشباب على الرغم من قلة الإمكانيات."

"يوجد في غزة مبدعين وأناس تعشق الحياة وتناضل من أجل الاستقرار والأمان ونحن في المهرجان نقول بكفي حصار واحتلال وانقسام،" يقول سعود بالنهاية: "هذا المهرجان يرسل للعالم بأن ينظر لغزة بعين الحقيقة، فبعكس ما تنشره إسرائيل عنا بوجود إرهابيين ومتطرفين، غزة فيها شباب محبين للحياة ومن حقهم النضال والمقاومة لإزالة هذا الإحتلال."