خضعت منذ فترة إلى تجربة طوعية، حيث دخلت إلى غرفة معزولة صوتيًا تمامًا، وقضيت 48 دقيقة في تلك الغرفة العازلة عديمة الصدى anechoic chamber، قبل أن تبدأ الهلوسة السمعية، وأطلب الخروج من هذا الفراغ الذي لا صوت له، وكان التأثير الأكثر إثارة للاهتمام في التجربة، أني أصبحت أُقدّر الأصوات التي كنت أكرهها دائمًا مثل نباح الكلاب أو صوت بكاء الرضع على سبيل المثال، واستمر هذا التقدير بضعة أيام فقط، لكنه جعلني أدرك نعمة إحساسي بالسمع.
كارولين غودم، 39 عامًا، هي واحدة من حوالي 4000 شخص أصم في الدنمارك، وهم مجموعة من جزء صغير من 360 مليون شخص في جميع أنحاء العالم الذين يعانون من فقدان السمع بشكل ما، وحصلت كارولين على الميدالية الذهبية والفضية في كرة اليد في "أولمبياد الصم"، ومثلت الدنمارك في كل من بطولتي كرة القدم وكرة الصالات في أوروبا وبطولة العالم للصم. تحدثت مع كارولين عبر البريد الإلكتروني لمعرفة كيف عاشت حياتها بتلك الحالة من الصمم، وما هي الفرقة الموسيقية المفضلة لها، وهل تريد مبادلة أي حاسة أخرى مقابل استعادة القدرة على السمع؟!
كلمة VICE بلغة الإشارة الدنماركية
VICE: هل يمكن أن تصف ما يشعر به الأصم؟
كارولين: إنه الصمت التام، إنها حالة تشبه ما تشعر به عندما تقوم بإطفاء الأنوار وكل شيء يذهب في الظلام، أستطيع أن أسمع قليلًا عندما أرتدي السماعات، ولكن أحيانًا أفضل عدم ارتدائها لأنني أحب الصمت.
وعند ارتداء تلك السماعات، ماذا يمكن أن تسمعي؟
أستطيع أن أسمع من مستوى حوالي 85 ديسيبيل، ما يعني أنني ألاحظ الناس تصرخ، أو يتحدثون بصوت عال، وأن حركة المرور قريبة، عندما كنت ارتدي السماعات داخل المنزل، يمكنني أن أسمع جرس الباب أو رنين الهاتف. ولكن إذا كان الكثير من الناس يتحدثون في الوقت نفسه، لا أستطيع أن أفهم كلمة مما يقال، وأشعر كما لو أنني في عش دجاج، أو شيء من هذا القبيل، أنا لا أستطيع أن أجرى المحادثات في ظل وجود أي أصوات بالخلفية، حيث يكون كل شيء مجرد ضجيج أبيض بالنسبة لي.
حصلت على سماعتي الأولى عندما كنت في العاشرة، وكانت في حجم علبة السجائر وكان عليّ حملها في الجيب الأمامي لقميصي، وقالت لي أمي أني كنت غاضبة جدًا في المرة الأولى التي سمعت فيها صوتًا، وبكيت كما لم أبك منذ مدة طويلة، فلم أكن أحب ارتداء هذه السماعات فترة طويلة، فقد اعتدت أن أصاب بجروح عندما ألعب كرة القدم مع الأطفال الآخرين، حيث كانت الكرة أو الأطفال تصطدم بأذني ويمكن لسماعة الأذن أن تخترق طبلة أذني، كما أن تلك السماعات قد تكون مزعجة للناس من حولي، لأنه يمكن عند تشغيلها أن تجعل الصوت مزعج عالي النبرة. في أحد المرات، ركبت القطار للذهاب إلى عائلتي، وعندما قابلتهم في محطة القطار، قالوا لي أن السماعات كانت تصدر صفير، شعرت بعدها بالإحراج، حيث كان على الركاب الآخرين في القطار أن يستمعوا لهذا الصفير طوال الرحلة بأكملها.
قبل الزواج.. كيف كنتِ تتعاملين مع الرجال؟
أهم شيء هو الاتصال بلغة العين، ثم تبقى كل الأمور تتعلق بلغة الجسم، والإشارات التي يمكن أن أتلقاها من خلاله، ولكن هذا أمر يمكن أن يكون صعب جدًا، فزوجي ليس أصم، والتحدي الأكبر الذي يواجهنا كزوجين هو الدمج بين ثقافتين، الجمع بين التواصل اللفظي ولغة الإشارة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بتربية أبنائنا.
ما هي الفرقة الموسيقية المفضلة لديكِ؟
أحب فرقة " Safri Duo" لأن صوت الموسيقى لديها قوي جدًا، وأستطيع أن أشعر بإيقاعها من خلال جسدي، عندما كنت صغيرة في السن، كنت أحب ويتني هيوستن، خاصة أغنية I Will Always Love You "سأحبك إلى الأبد"، فهي واحدة من أغنياتي المفضلة.
هل يمكنك قراءة الشفاه؟
انه أمر صعب، خاصة إذا كنت لا تعرف الشخص الذي تحاول أن تقرأ شفتيه، وهنا يكون الأمر في كثير من الأحيان مجرد نوع من التخمين فيما يقوله هذا الشخص، ولكن عائلتي كلها تعرف لغة الإشارة، لذلك فمن السهل التواصل معهم.
ما هو الشيء الوحيد الذي لا يمكنك القيام به لأنك أصم، وكنت ترغبين في ذلك؟
لقد عانيت من الصمم في حياتي كلها، لذلك أنا لا أعرف حقًا ما سيكون عليه الوضع عندما أكون قادرة على السمع، عندما كنت صغيرة في السن تمنيت أن أكون ضابط شرطة، ولكن هذا لم يكن خيارًا واقعيًا، وبشكل عام، أتمنى ترجمة المزيد من الأمور إلى شيء يمكن أن يفهمه الصُم - خاصة على الإنترنت، فعلى التلفزيون يمكنك عادة تشغيل الترجمات المصاحبة، في حين بعض المنصات على الانترنت توفر ترجمات على محتوى الفيديو، ولكن الكثيرون لا يقدمون تلك الخدمة.
هل يمكنك مبادلة أحد حواسك الأخرى بالقدرة على سماع؟
أكره أن أفقد قدرتي على الرؤية، ربما إحساسي بالرائحة.
ما هو نوعك المفضل من الترفيه المرئي؟
أحب الذهاب إلى المسرح، ولكن أنا أيضا من عشاق مسلسل Desperate Housewives "ربات بيوت يائسات".
هل لديكِ أي فكرة عما يبدو عليه صوتك أثناء ممارسة العلاقة الحميمة؟
أنا لا أتحدث عادة في حياتي اليومية، ولكن عندما أمارس العلاقة الحميمة، أترك نفسي لإصدار الأصوات، فهي وسيلة لتجربة المتعة والإفراج عن التوتر في جسدي، وأشعر بنفس الطريقة عندما أضحك.
ما الصوت الذي ترغبين في سماعه؟
أحب أن أسمع صوت الطبيعة.