assassins-creed


FYI.

This story is over 5 years old.

ألعاب فيديو

لماذا لم أعد أكترث لسلسلة Assassin’s Creed

ابتعادي عن السلسلة هو نتيجة عدد من المعطيات التي تراكمت وراء بعضها، تماما ككرة الثلج التي كبرت شيئاً فشيئاً

هل سبق وأعجبت بسلسلة ألعاب إلى درجة جعلتك تقتني كل ما له صلة بها حتى وإن تعلق الأمر بالكماليات كالبضائع والمنتجات على شاكلة الملابس وحتى اكسسوارات المفاتيح؟ كان ذلك وضعي مع Assassin’s Creed التي بقيت لمدة طويلة في لائحتي لأكثر العناوين المنتظرة كل سنة. في الواقع، Assassin's Creed 2 كانت واحدة من أفضل العاب الفيديو التي جربتها، نظراً للتطور الملحوظ عن الجزء السابق والحقبة التاريخية التي استطاعت Ubisoft محاكاتها فضلاً عن شخصية إيزيو التي يعتبرها الكثيرون أيقونة السلسلة ككل.

إعلان

ولكن اللعبة تغيرت وأنا تغيرت، وأصبح لدي العديد من الأسباب التي جعلتني أنفر من السلسلة ككل. لا يتعلق الأمر حصراً على جودة الألعاب بل يتجاوز ذلك إلى سلسلة من القرارات التي اتخذتها Ubisoft طوال السنين وحتى إلى مناخ الألعاب ككل خاصة مع امتداد العنوان على أكثر من جيل واحد.

الإصدارات السنوية
أكثر الانتقادات المتكررة التي تتعرض لها السلسة هي كثرة الإصدارات. طبعاً هناك العديد من الألعاب تقع في خانة العناوين التي تصدر كل سنة، لكن Assassin’s Creed، وبصفتها لعبة مغامرات وأكشن منغمسة في سياق تاريخي غني لم تمنح اللاعبين أي مجال للتنفس والانتظار لما هو آت. نحن نتحدث عن 27 لعبة رئيسية وفرعية في غضون 11 سنة تقريباً. ولا يقتصر الأمر فقط على الإصدارات السنوية فقط، بل يتجاوز ذلك إلى الهالة التي تخلقها هذه السياسة، حيث تتعرض Assassin’s Creed إلى حملة من التسريبات عقب الإعلان الرسمي عنها كل مرة، بحيث أصبحت أمراً متوقعاً بشكل سنوي نتيجة تعود مجتمع اللاعبين عليه.

الإصدار السنوي في حد ذاته لا يعد أمراً سلبياً وقد لا يؤثر بالضرورة على جودة الألعاب (أشارت Ubisoft مراراً و تكراراً إلى أنها تفسح المجال لكل لعبة حتى يتم تطويرها بشكل كاف على مدار سنين عديدة) إلا أن هذه السياسة تصبح قاتلة وخاصة مع وجود بعض المشاكل المحسوسة مع كل جزء (التكرار على سبيل المثال). قرار Ubisoft بعدم إصدار أي جزء جديد سنة 2016 كان صحيحاً، وأعتقد أن ذلك قد ساهم بشكل مباشر في إعادة اهتمام اللاعبين.

1550753131787-Assassins-Creed-origins-map-1

نمطية الألعاب
تعاني الكثير من الألعاب من هذا المشكلة عموماً، غير أن تكرار نفس الألعاب على مدار إصدارات متتالية يصبح أمراً جلياً وواضحاً في Assassin's Creed. لا شك أن هناك شيء رائع بالعوالم الكبيرة والمبهرة من ناحية الرسومات والتكنولوجيا التي بنيت عليها اللعبة، إلا أن ذلك ينعكس سلباً على الخرائط التي تكون مليئة وبشكل متكلف بالكثير من المهام الفرعية المتشابهة والمملة، فضلاً عن المقتنيات والملفات التي يجب عليك الحصول عليها.

إعلان

ويمكن تعقيب نفس النقد على أسلوب اللعب في حد ذاته، خاصة القتال الذي ظل نقطة نقد محورية عند اللاعبين. وقد تم تغيير نظام القتال في Origins بعد إدماج أسلوب تقمص الأدوار وتطوير قدرات الشخصية غير أنه لم يكن تغييراً كسر النمطية التي تحدثت عنها بالفعل. فضلاً عن ذلك، أصبحت السلسلة معروفة بمهمات التعقب التي تأخذ الكثير من الوقت في بعض الأحيان وبعض التمطيط الغير ضروري. مثلً، مقدمة Assassin's Creed III تمتد لخمس ساعات تقريباً، هذا الأمر سيكون عادياً لو كان لدى اللاعب اهتمام بشخصية Haytham لكن بالنسبة لي، شعرت بأن علي أن أرغم نفسي على تجاوز تلك المرحلة عوضاً عن الإستمتاع بها فعلاً.

قولبة اللعبة لتتناسب مع قرارات معينة
لا أعرف صراحة ما إذا كان عنوان الفقرة معبراً عن الفكرة التي أود إيصالها، لكن هل سبق وشعرتم بأن سلسلتكم المفضلة قد فقدت بريقها أو أنها لا تعطيك نفس الشعور؟ هذا ما أشعر به بالضبط مع Assassin's Creed. بدأ الأمر بقصة Desmond في الحاضر والطريقة المفاجئة التي انتهت بها، وقد عبّر العديد من اللاعبين عن خيبة ظنهم من كيفية معالجة الـ Animus ومحور الحاضر ككل. في هذا الإطار، بدا وكأن Ubisoft قررت من البداية المحاور الرئيسية المتعلقة بالخيارات، ومن ثم انطلقت من هناك، عوض أن يكون الأمر نتيجة انتقال سلس للأحداث، أي كأنها قررت إنهاء قصة Desmond والتعامل مع تبعات هذا القرار بعد ذلك كيفما كان.

نفس الأمر ينطبق على صبغة القراصنة التي تبناها الناشر في جزء Black Flag -الذي وإن كنت صريحاً يعتبر من الأجزاء الأرفع جودة للسلسلة- لكنه قابل لأن يكون لعبة أخرى غير حاملة لإسم Assassin's Creed دون أن يتغير الكثير. شخصياً، لم أكن من أكبر المعجبين بالمعارك البحرية في الجزء الثالث وجعل الجزء الرابع متمحوراً كليا حولها قلّل من إهتمامي باللعبة بشكل كبير.

إعلان
1550753402597-assassins_creed_iv_black_flag_edward_concept

لنتجاوز كل ذلك ونتحدث عن تبني اللعبة طور RPG عوض الأكشن والمغامرة منذ Origins. هذا الطور يتيح للاعبين فرصة التفاعل مع الشخصية عبر تقمصها كلياً، قدراتها والقرارات التي تتبناها، والذي تم إعتماده بشكل أكثر وضوحاً في آخر جزء صادر عن Odyssey عبر إتاحة التحكم في حوارات وأفعال الشخصيات وهو ما ينعكس على السيناريوهات التي تلحق ذلك. في خضم التحويرات التي قامت بها Ubisoft يبدو وكأنها قررت بأن الأجزاء الجديدة ستتحول إلى هذا النمط في قطيعة جزئية مع التماشي السابق الذي استند أكثر على عناصر الأكشن والمغامرة.

لست من محبي الاضافات الجانبية خاصة إذا ما كانت متكررة ومملة

ما سأقوله الآن يبدو غير عادل إلا أنني لا أحب طور RPG بالمرة ولست في موضع يسمح لي بأن أعبر عن عدم إعجابي بجزء ما فقط لأنه لا يحتوي على ما أريده، إلا أن هذا التحول يعد السبب الرئيسي في نفوري من السلسلة. من ناحية، أدّى هذا القرار إلى الترفيع من مستوى أساسيات اللعب وتحسين القتال وتموضع الشخصية الرئيسية في العالم خاصة مع التنصيص على تأثير الخيارات الفردية على الأحداث فيما بعد. من ناحية أخرى، أرى بأن ذلك ساهم في إضعاف الصبغة الأساسية لـ Assassin's Creed وجعل العنوان مشابهاً لـ The Witcher. لست من محبي الاضافات الجانبية خاصة إذا ما كانت متكررة ومملة، وقد أصبح خوضها أمراً محتماً مع الأجزاء الجديدة من أجل تحصيل الخبرات لتطوير شخصيتك التي لن تكون قادرة على مجاراة الخصوم الآخرين ومجريات القصة ما إذا لم يتم الترفيع من قدراتها. إذاً، نجد أنفسنا أمام طور يعمّق من أهمية هذه المهمات الفرعية التي كنت قادراً على تجاوزها سابقاً -غير أنني مجبر الآن وبطريقة غير مباشرة على إتمامها، كأنما نحن أمام حلقة مفرغة.

إعلان

سياسات Ubisoft
قد يكون عنوان "سياسات Ubisoft" غير واف هنا لأن التقرير في الحقيقة هو إنعكاس لقرارات الناشر بشكل مباشر، إلا أنني أقصد هنا بعض الخيارات التي أصبحت ملاصقة لـ Ubisoft سواء تعلق الأمر بـ Assassin's Creed حصراً أو بسلسلات الناشر الأخرى ككل. يوجد سبب لكون Ubisoft وEA محط العديد من الأنظار عند الحديث عن Microtransactions أو ما يعبر عنه بنظام الدفع داخل اللعبة للحصول على محتويات إضافية. قلّما يتم اعتماد هذا النظام بشكل عادل لا يثير سخط اللاعبين، وسلسلتنا اليوم للأسف لم ُتوفق في فعل ذلك. من الناحية النظرية، لم تجبر اللعبة اللاعبين على الدفع سابقاً، غير أن جعل اللعب أصعب عبر المرور بمهمات جانبية مملة وطويلة لتتمكن من تطوير شخصيتك في حين أنك قادر على تجاوز كل ذلك بنقودك لا يعد أمراً جيداً. طبعاً، لا يمكننا إهمال المحتويات الإضافية التي يتم الإعلان عنها قبل صدور اللعبة حتى. أذكر أن الصورة في الأسفل كانت محط سخرية على الإنترنت عندما تم الإعلان عن أنك ستحصل على سروال حصري سيزيد من سرعتك ما إذا طلبت Assassin's Creed Unity مسبقاً.

1550753511416-Assassins-Creed-Unity-1

من الناحية الإنتاجية، لم تكن Ubisoft موفقة في بعض قراراتها، ففضلاً عن الإصدارات السنوية المتكررة قام الناشر بإطلاق بعض العناوين التي كانت في حاجة ماسة إلى وقت أطول للتطوير، فقط من أجل إصدارها في الموعد المحدد. والنتيجة؟ العديد من الأخطاء والهفوات التقنية التي أزعجت اللاعبين وتسببت في سخط عام.

المناخ الناقد للسلسلة
يعد هذا العنصر أمراً خارجيا ًلا يناقش الألعاب في حد ذاتها ولكنه مواز لها لأنه يرتبط بردود فعل اللاعبين، ولا يمكنني تجاوزه لأنني اواجهه بشكل ملحوظ على الإنترنت. حسناً، العالم الافتراضي ليس مرجعاً، خاصة وأن العديد يتبعون الميولات الرائجة ويحاكون بعضهم البعض فيما يتعلق بحب أو كره عنوان معين. حتى الآن، أحس بنوع من الامتعاض نحو Assassin's Creed بلغ أشده سابقاً مع Unity وخفّ وهيجه تدريجياً رغم أنه لا يظل موجوداً.

إعلان

مثلما أشرت سابقا، صدر ذلك الجزء سنة 2014 وتعرض للكثير من الانتقادات والسخرية نتيجة الأخطاء التقنية التي صدرت معه. شخصياً، لعبت Unity بعد أن تم تحسينها وتعديل أخطائها ولذلك لم تكن تجربتي بالسيئة أبداً، غير أن العالم الافتراضي لا يرحم والكثير من اللاعبين، حتى أولئك الذين لم يجربوا الأجزاء الجديدة، لا يزالون مصرين على استهداف السلسلة بسبب ذلك. لا أعلم إن كان الأمر غير مقصود إلا أن تعرضي لهذه الانتقادات بشكل مكرر، ساهم بشكل أو بآخر في تغيير رأيي ولو بشكل طفيف حول السلسلة.

1550753735808-assasin

الإحتمالات الضائعة مع الحقبات التاريخية المختارة
يعدّ انغماس السلسلة في حقبات تاريخية ومحاكاتها للواقع أحد أهم الدعائم التي جذبتني إليها. بعد انبهاري بالأجزاء الأولى عبرّت عن رغبتي في أن يكون للثورة الفرنسية، مصر الفرعونية، حقبة الإيدو في اليابان أو الحرب العالمية الثانية نصيب في أحد الألعاب المستقبلية. تحقق الأمر مع أول حقبتين مذكورتين، إلا أن النتيجة كانت محبطة نوعاً ما، خاصة عندما تعلق الأمر بخوضك غمار الثورة ضد الملكية البرجوازية في باريس. لا أود أن أستند في انتقادي على Unity كمصدر أساسي إلا أنها تعد منطلقاً يمكن الاستناد عليه للتعبير عن فكرتي. للأسف، تساهم القصة الغير مشوقة في العديد من الأحيان في إضعاف محيطها التاريخي. ببساطة، لم أشعر بأنني أعيش غمار الثورة الفرنسية (ولا الثورة الأمريكية أيضاً في الجزء الثالث مع شخصية كونور) والسبب: شخصية أرنو ذي البعد الواحد، نمطية القصة وارتكازها على محور الانتقام بشكل غير كاف. من ناحية الرسوم، كانت باريس مبهرة بحق غير أن النقاط المذكورة في هذه الفقرة والمشاكل التقنية غطّت بشكل كبير على الخلفية التاريخية ذات الإمكانيات المهولة.

إعلان

الألعاب المنافسة
تستند سوق الألعاب، كأي سوق في الاقتصاد، على لعبة العرض والطلب وعلى قلة الموارد وكيفية توزيعها. وفي مناخ الألعاب الحالي وارتفاع تكلفة التطوير يمكن القول بأن سقف الإنتاج قد ارتفع بشكل يجعل المنافسة من ناحية الجودة كبيرة جداً. السنة السابقة فقط قدمت العديد من الألعاب الممتازة من Sony إلى عناوين أخرى كـ Red Dead Redemption 2. بعض هذه الألعاب استطاعت كسر النمطيات والتعريف بأفكار جديدة ومميزة في قالب قصص مؤثرة (مثلا تقنية Single Shot أو التصوير الغير منقطع في لعبة God Of War). لا أقول هنا أن على Assassin's Creed أن تقدم فكرة ثورية ستقلب الأمور رأسًا على عقب، إلا أن وجود ألعاب أخرى ذات جودة عالية يؤثر قطعاً على قرار اللاعبين في شراء لعبة من أخرى.

1550753913669-odd

تراكمات ومعطيات
على الرغم من هذه المنافسة الحامية، ترشح آخر جزء صادر والذي حمل عنوان Assassin’s Creed Odyssey لجائزة لعبة السنة 2018 وعلى الرغم من عدم فوزه فإن مجرد وجوده في قائمة الألعاب المرشّحة يدل على تقدير جزء من مجتمع اللاعبين للجزء الجديد رغم إختلاف صبغته. فضلاً على ذلك، أعلنت Ubisoft على أن Odyssey قد تفوقت في مبيعاتها على الأجزاء السابقة الصادرة على أجهزة الجيل الحالي لألعاب الفيديو ( أي الحاسب الشخصي، PS4 و Xbox One). ما أردت قوله هنا هو أن هذه المعارضة المحسوسة للتوجه الجديد للسلسلة يقابلها تقدير وإعجاب من فئات أخرى من اللاعبين وهو أمر لا يمكن إنكاره عند النظر إلى إستراتيجيات الناشر وما يمكن أن ينجرّ عنها في المستقبل.

عودتي للسلسلة لن تتعلق بتقبلي للأجزاء الجديدة أو بالتحسينات المتبعة وإنما بإعادة معالجة جملة من التغييرات -وهو ما قد لا يحدث بالضرورة

في حقيقة الأمر، لا زلت أهتم بالسلسلة ولو قليلاً وهو ما يجعلني أكتب عنها في محاولة مني لفهم نقص اهتمامي بها مع الوقت. لقد جرّبت كل أجزاء السلسلة، حتى الفرعية منها، وأمتلك كل الألعاب الرئيسية ومنها تلك الصادرة على الأجهزة المحمولة إلى حدّ Origins. لو كانت المقالة حول السلسلة ككل لكتبت أكثر مما ستقرأونه هنا لأنها لها العديد من نقاط القوة ولها من المميزات ما جعلها تتقلد مكانة هامة في ألعاب الفيديو ولا يمكن إنكار ذلك. قد يرى البعض بأنني أمارس نوعا من التبلّي على Assassin's Creed فيما يتعلق ببعض النقاط إلّا أن ابتعادي عن السلسلة هو نتيجة عدد من المعطيات التي تراكمت وراء بعضها، تماما ككرة الثلج التي كبرت شيئاً فشيئاً لتصل بنا إلى هذا الاستنتاج. لا أريد أن تكون نظرتي للأشياء تشاؤمية بشكل متطرّف، فالتركيز على النقاط السلبية ما هو إلا دعوة إلى مناقشتها والتحسين منها .أيضاً، قد ينتقد البعض عدم تجربتي لـ Odyssey إلا أن هذه الحقيقة هي انعكاس مباشر للنقاط التي ذكرتها هنا والتي تشير إلى أن عودتي للسلسلة لن تتعلق بتقبلي للأجزاء الجديدة أو بالتحسينات المتبعة وإنما بإعادة معالجة جملة من التغييرات لمناسبة تطلعاتي لهذا العنوان ولما ألفته منه، وهو ما قد لا يحدث بالضرورة في ظل المناخ الحالي لألعاب الفيديو ككل.

الصور من يوتيوب/Ubisoft