mixed-signals
علاقات

هو إحنا مع بعض أو لا؟ عن العلاقات والإشارات المختلطة

كان كلامه يظهر أنه بيحبني ولكن مواقفه تقول العكس. وأوقات كان كلامه يقول أنه عادي مبيحبنيش لكن تصرفاته تقول العكس وأنا بين ده وده كنت تايهة

رضوى: هو احنا ايه بالنسبة لبعض؟
هو: أحنا أقرب الاتنين لبعض
رضوى: وايه تاني؟ 
هو: بنخاف على بعض جدًا
رضوى: يعني احنا مرتبطين ولا لأ؟
هو: صعب ده يحصل دلوقتي، قولتلك اني في موضوع الارتباط ده بالذات بكون على الهادي يا زبادي
رضوى: على الهادي ايه، مر أكثر من سنة
هو: مفيش شيء أكيد علشان أحنا مش ضامنين حاجة، جايز مع الوقت نحتاج نأخذ خطوة لورا، وجايز نحتاج نتقدم خطوة لقدام.


هذه الرسالة التي تلقتها رضوى محمد، ٢٨ عاماً، من قبل شخص تعرفت عليه من خلال أصدقائها وأخذ وجوده يتجذر في حياتها تحت مسمى "أنا برتاحلك." قضت معه سنة كاملة لم تتمكن خلالها من الحصول على إجابة واضحة منه أو تحديد أي شكل للعلاقة، وهي تعبر عن ثقل ما تعيشه العديد من النساء في علاقاتهن مع رجال يعطيهن إشارات متضاربة، هل هو اعجاب؟ اهتمام عادي؟ صداقة؟ أم حب؟

إعلان

يحدث أن تجد النساء والرجال أنفسهم في علاقة غير مفهومة، يقدم لهم الطرف الآخر الشيء وضده، الاهتمام واللامبالاة، الدعم والتثبيط، التواجد والاختفاء، كلمات منعشة للقلب وأخرى مميتة له، أحيانًا يرمون طرف الخيط وقبل أن تمسك به يسحبونه، هذا وغيره الكثير من الإشارات المختلطة التي يُطلق عليها "Mixed signals."

"عرفنا بعض سنة، سنة مش عارفة احنا علاقتنا اسمها إيه؟ سنة بنتخانق علشان هو غيران عليا من فلان وفلان ولما اسأله غيران ليه يقولي كده. سنة وأنا بسمع أنغام في أغنية بين البينين وهي بتقول وبتعدي السنين وأنا بين البينين.. لا أنا قريبة ولا بعيدة.. ولا نهاري باين له عينين،" تضيف رضوى: "كان كلامه يظهر أنه بيحبني ولكن مواقفه تقول العكس. وأوقات كان كلامه يقول أنه عادي مبيحبنيش، لكن تصرفاته تقول العكس وأنا بين ده وده كنت تايهة."

كنت أحيانًا بقول لنفسي أحنا مش مرتبطين فمن حقي عادي أعرف راجل تاني، ولكن أحيانًا كنت بقول هو بيحبني اكيد وأحنا اقرب اتنين لبعض وطالما مش هقدر احكي له يبقى بخونه

"لا أعتبر نفسي شخص ساذج، يعني أنا عمري 28 سنة فالمفروض أني شخص ناضج كفاية علشان أحدد أنا فين، فكنت طول الوقت أجرأ منه في طرح الأسئلة، يعني كنت بسأله بتغير ليه؟ بتختفي فين؟ لأنه كان بيختفي في أهم الأوقات بالنسبة لي. كنت بسأله بتثق في كلامي بالشكل ده ليه؟ لأنه كان بيهتم برأيي في كل شيء في حياته، وليه بتهديني بهدايا غالية كده؟"

لم تحصل رضوى على أي إجابة واضحة على أي من اسئلتها، وتصف إجاباته بـالـ "مائعة" إذا حصلت عليها من الأساس ولم يتهرب منها. ولكونها مواقفه غير واضحة كانت مشاعرها أيضًا غير واضحة. تضيف رضوى: "الحزن والشعور بالخيبة كان هو المسيطر عليا طول الوقت، ولكن لحظات الشعور بأنني شخص محبوب وعلاقتنا لها مستقبل كانت أحيانًا بتتسلل ليا وكنت بطير من الفرحة بسببها. يعني بالرغم من وعيي أن مفيش حاجة اسمها حكى لوالدته عني وأنه أمر مثير للسخرية حاليًا، إلا أنني يوم ما عرفت أنه حكى لوالدته عني وبعدها قابلتها وقالها رضوى أاقرب شخص ليا شعرت ليلتها أن رجلي لا تلمس الأرض من السعادة."

إعلان

تشير رضوى لفكرة العلاقات غير المسماة والإخلاص وما يطرحه من أسئلة تزيد من شعورها بالضياع، هل هي مطالبة بأن تكون مخلصة لذلك الشخص وهو ما يقتضي منها بألا تتعرف على شخص جديد وألا تكن مشاعر عاطفية لغيره؟ هل الإعجاب برجل آخر هو خيانة له؟ وتضيف: "كنت أحيانًا بقول لنفسي إحنا مش مرتبطين فمن حقي عادي أعرف راجل تاني، ولكن أحيانًا كنت بقول هو بيحبني أكيد وإحنا اقرب اتنين لبعض وطالما مش هقدر أحكي له يبقى بخونه." 

كان موجود ومش موجود، وطبعاً هناك موضوع الأغاني التي كانت تحمل أكثر من معنى

"علاقتنا بدأت من خلال فيسبوك، كان بيدخل يكلمني شات، ووقتها كنت اجتزت شهور في رحلة علاجي النفسي من الاكتئاب، فكنت بحب أكتب عن رحلة علاجي، وهو كان مهتم جدًا يعرف تفاصيلها. استمر بإظهار اهتمامه لحد ما اختفى تمامًا،" تتحدث سارة، ٢٤ عاماً، (اسم مستعار) عن بداية تعرفها على هذا الشخص خلال فترة علاجها من الاكتئاب.

لم تتأثر حياة سارة بشكل كبير بعد أول اختفاء لهذا الشخص من حياتها فجأة: "هو اختفى من ناحيتي أنا، ولكنه كان متواجد على السوشيال ميديا، يعني كان بيكتب تعليقات عند ناس مشتركة، وينزل صور، لكنه لا يرد على رسائلي، وهو ما خلق لدي شعور بالرفض، ولكن كنت بقول لنفسي رفض إيه؟ هو اصلًا لم يصارحني بشيء."

بعد مرور أسبوعين، عاد ذات الشخص لمراسلة سارة: "كتب لي وحشتيني جدًا ومفتقدك جدًا وحاسس اني عايز أحضنك." لم تتوقع سارة أنه سيعاود الحديث معها، كانت قد تأقلمت على أن الموضوع انتهى دون سبب، أو كما تقول الروائية المصرية رضوى عاشور في روايتها الطنطورية "الأرواح تتآلف أو تتنافر هكذا لأسباب لا أحد منا يعلمها."

إعلان

تتابع سارة: "الغريب كان استخدامه لمفردات لم أسمعها منه مثل "وحشتيني" و"أحضنك." رديت عليه في في لحظتها، لم أقدر على تعليق الرسالة بعض الوقت مع أنه هو كان تارك رسائلي أكثر من أسبوعين عادي. شعرت أن رسالته بتعبر عن احتياجه لي واتكلمنا ونسينا أنه اختفى أصلًا، ولم اعاتبه ولا هو وضح سبب عدم رده عليا." 

زاد التقارب بين سارة وهذا الشخص بعد اختفائه الأول. كان يرسل لها أغنية في الصباح عن الحب والأمل ولهفة البدايات وأغنية أخرى في المساء عن الهجران والذكرى وحزن النهايات. تطورت الأمور والتقيا في الواقع، وأصبح يومها يبدأ برسائله ويتحدثا لساعات، يرسل لها بعض الهدايا اللطيفة دون مناسبة، وينتظرها في الشارع حتى تنهي عملها، وحتى ذهب معها لموعد طبيبها النفسي. ولكنه عاد واختفى مجدداً. 

اختفى بدون سبب وبقيت التلميحات مع سارة تفسر فيها ليل نهار، وتناقش فيها صديقاتها ليفسرونها معها. ترسل له ولا يرد، ومن ثم يعود للرد، ويدعي أنه مشغول وتضيف: "كان موجود ومش موجود، وطبعاً هناك موضوع الأغاني التي كانت تحمل أكثر من معنى. مرة بعتلي أغنية شيروفوبيا لفرقة مسار إجباري، وكنت بسمعها وأنا مش عارفة هو يُعني كلامها ولا لأ؟ يعني صدفة أنه يبعتها ولا هو قاصد؟"

بعد 8 شهور، تغيرت العلاقة تماماً، لم يعد يرد عليها أو يتحدث معها كما في السابق. وتضيف: "مش عارفة أعيط ولا أضحك الحقيقة، يمكن مشاعري كمان كانت مختلطة زي الإشارات المختلطة اللي كنت بستقبلها من الشخص ده. يعني بعد ما كان معايا طول اليوم بقى بيرد عليا كل 12 ساعة، بقى ما يردش أبداً. بعد ما كان بيعلق بالانبهار على الستوري اللي بنزلها أصبح يتجاهلها، بعد ما كان مهتم برحلة علاجي بقيت بكتب أني في اسوأ حالاتي النفسية وبيعمل ريأكت sad عليها من غير ما يكلمني ويسألني مالك."

إعلان

شعورها بالرفض سيطر على تفكير سارة، وغرقت في اكتئابها من جديد: "حياتي لم تكن فارغة، كان عندي شغلي وصحابي وعائلتي ولكن غصب عني كنت بفكر في الشخص ده، وبسأل نفسي كل ده كان ليه؟" 

وهو السؤال الذي سألته لطبيبها النفسي، الذي نصحها بألا تحدثه وألا ترد عليه لفترة ما حتى تستطيع التوازن من جديد وتقييم علاقتها به حتى تستقر على صيغة بينها وبين نفسها لتحدثه بها. صيغة قائمة على معطيات حقيقية وليست تلميحات: "ما لا يُقال صراحةً لا يمكن تأويله" هكذا قال لها طبيبها.

قد تتنوع الأسئلة التي يطرحها الشخص على ذاته باستمرار بين "هو انا فاهمة صح ولا غلط؟ المشكلة فّي أو فيه؟ وتبدأ دائرة مغلقة من اللوم والعتاب وجلد الذات

تقول الدكتورة خلود أحمد، أخصائية الطب النفسي وعلاج الإدمان، ماجستير الطب النفسي وطب المخ والأعصاب من جامعة عين شمس، أن هناك الكثير من الإشارات المتضاربة والمختلطة التي يمكن أن يرسلها شخص إلى آخر، وتتكرر في أحيان كثيرة على شكل كليشيهات مثل "أنا مرتاح لك ولكن إحنا مش هنحط مسمى للعلاقة دي" أو "أن أحد الطرفين يرسل رسائل كثيرة ويكون موجود باستمرار، لكنه يختفي إذا الطرف الثاني احتاجه في أمر مهم" وكذلك إظهار اهتمامه بالطرف الآخر بين بعضهم فقط وعدم إظهار ذلك الاهتمام في محيط الأصدقاء والمعارف.

تقول الدكتورة خلود أن الهدف من وراء إرسال الإشارات المختلطة ليس بالضرورة خداع الطرف الآخر، الإشارات المختلطة لها أسباب عديدة منها على سبيل المثال أن يكون مراسلها يحب فقط أن المغازلة flirty بطبعه كشخص غير قادر بالأساس على تحديد شكل العلاقات التي تربطه بمن حوله ولا يعي الهدف منها ولا يستطيع تحديد مسمى لها.

إعلان

أو أن يكون المرسل لا يريد الدخول في علاقة في الوقت الحالي لأي سبب كان سواء الخوف عمومًا أو الخوف من تكرار فشل في علاقة سابقة، أو عدم الاستعداد المادي والاجتماعي وغيرها من الأسباب التي تحول دخوله في علاقة. وقد يكون الأمر مرتبطاً بحب السلطة وتتمثل سلطة المرسل في التحكم في حياة من معه بفعل إشاراته المتباينة من كلام ومواقف.

ولا تنفي الدكتورة خلود أن بعض الإشارات قد تفهم أو تفسر بشكل خاطئ من قِبل المستقبل للإشارات "بمعنى أن يكون الطرف المستقبل هو الطرف الذي يعتبر أن أي شيء يُقال بشكل عاطفي هدفها الارتباط." تسيطر حالة اللافهم على المسُتقبل للإشارات المختلطة من فرط اختلاطها وعجزه عن تفسيره، وتتنوع تأثيراتها عليه من الإصابة بالقلق والتوتر ومن بعدها يدخل الشخص في حالة من الحزن مما يؤثر على ثقته في نفسه وثقته في من حوله.

وتضيف الدكتورة خلود: "قد تتنوع الأسئلة التي يطرحها الشخص على ذاته باستمرار بين "هو أنا فاهمة صح ولا غلط؟ المشكلة فّي أو فيه؟ وتبدأ دائرة مغلقة من اللوم والعتاب وجلد الذات، ولا يستطيع الشخص غالبًا الخروج من تلك العلاقة أو اتخاذ قرار البُعد، بل قد يقوم الشخص باختراع مبررات لعدم البُعد بسبب حالة التعب والإرهاق الذهني ومحاولة الوصول لمرحلة واضحة من العلاقة."

لم تكن أولوية عندي، فلم أشعر ابدًا أني مطالب أكون موجود طوال الوقت، كنت أرى أنني ليس بحاجة لتقديم مبرر لوجودي أو لعدم وجودي

محي، 30 عاماً، مر بتجربة اُتهم فيها أنه شخص غير واضح ولا يضع مسمى للعلاقة ووصُف بـ "المتلاعب" بسبب إشاراته المختلطة، ولكن لديه تفسير لذلك.

يقول: "السبب وراء عدم قدرتي على تسمية العلاقة مع فتاة معينة هو أني قبلها كنت أنهيت علاقتي بحبيبتي وكنا على مشارف الخطوبة، ونهاية العلاقة كانت مأساوية. بعدها لم استطع الارتباط من جديد، بعد 10 شهور تعرفت على بنت من السوشيال ميديا ولم أنكر وجود مشاعر إعجاب اتجاها ولكني لم أصرح بها حتى لا تظن أنه حب. قربت منها أكثر وكنت طوال الوقت بحاول احدد مشاعري اتجاهها، يعني مش عارف أنا بحبها لأن هي صاحبتي ولا لأنها بتفهمني ولا السبب مجرد انجذاب جنسي، ولا عايز أكون معاها أسرة وتكون زوجتي ولا لأنها شخص بيساعدني أتخطى العلاقة السابقة وبالتالي أنا كده لسه بحب الإكس."

إعلان

ويستكمل محي: "استمرينا مع بعض 6 شهور انتهوا بجرعة لا بأس بها من الدراما، قالت لي بعدها أنني مخادع ومتلاعب مع أني لم أخدعها ولم أخطط لذلك ابدًا. لم أشعر أنني مطالب أكون موجود لها طوال الوقت، كنت أرى أنني ليس بحاجة لتقديم مبرر لوجودي أو لعدم وجودي؛ لأنني في نفس الوقت لم أطلب مبرر منها لأي شيء."

يشعر محي بذنب كبير تجاه تلك الفتاة بالرغم من ثقته التامة أنه لم يخدعها "الأقوال والأفعال التي تحمل أكثر من معنى أمر عادي في العلاقات، ولا تعني الخداع بالضرورة. ولكني أشعر بالذنب بعد قراءتي لبوست كتبته، قالت فيه أنها تشعر كشخص غير مرغوب وأنها بسبب علاقتي معها، تنظر لنفسها في المرآة كل يوم حتى ترى ما الغلط فيها."

كانت تظهر وتختفي وتتعامل كأنني هامش في حياتها، حتى عرفت بالمصادفة أنها ارتبطت

أحمد، 25 عامًا، خريج كلية إعلام، تعرف خلال الجامعة على فتاة في كلية أخرى وكان معجب بها، ولكنه لم يستطع تحديد ما تكنه من مشاعر اتجاهه؛ بسبب تضارب تصرفاتها معه. ويقول: "كانت تريد أن تعرف عني كل شيء، تفاصيل يومي وطبيعة ما أشعر به تجاه كل البنات اللواتي أتعامل معهن، وفي ذات الوقت أنا لا أعلم عنها شيء، وإذا قادني الفضول وسألت سرعان ما تذكرني أنها لا تحب الحديث عن حياتها الشخصية."

استمرت علاقة أحمد بتلك الفتاة بضعة أشهر كان خلالها "مستباح تمامًا" على حد وصفه، تكلمه وتخرج معه وتستدعيه لمرافقتها في مشاويرها وتغضب منه إذا رفض، ولكنها تتهرب منه غالبية الأوقات إذا بادر هو بالحديث معها أو طلب منها الخروج.

لم يستطع أحمد أن يفسر ما يحدث، هل هو حب، أم صداقة وطيدة؟ وعندما أعلن لها إعجابه بها لم تمانع، وأيضًا لم توافق. ويضيف:"قالت لي سعادتي كبيرة يا أحمد، ولكن إحنا محتاجين وقت أكثر، ممكن ده يحصل قدام، وممكن ميحصلش، وممكن نفضل سوا بأشكال ثانية، المهم في كل الأحوال أن إحنا سوا وحلوين مع بعض من غير ما نهتم باسم أو شكل يجمعنا."

إعلان

ردها كان مُفرح لأحمد، حيث أنه أوحى له بأنهم بهذا الشكل مرتبطون وكل ما تحتاجه تلك العلاقة هي المزيد من الوقت للتفاهم ويضيف: "بعد اعترافي لها، كانت تظهر وتختفي وتتعامل كأني هامش في حياتها، حتى عرفت بالمصادفة أنها ارتبطت، لم أصدق حينما سمعت ما قيل لي، وعندما سألتها فأجابتني بنعم وأنها ليست في حاجة لتبرير ارتباطها لأن علاقتنا مجرد صداقة وبالتالي هي حرة."

لم ترتبط سارة ورضوى بعد تجاربهن، بل أنهما حاليًا يبتعدان عن الدخول في أي علاقة حتى لو كانت الإشارات واضحة. وكذلك أحمد لم يستطع الدخول في علاقة جادة، وهو ما تعتبره د. خلود أولى المخاطر الناتجة عن المرور بعلاقة مبهمة قائمة على أساس الإشارات المختلطة.

وتقول: "على المستوى الإنساني ينتقل الشخص بمخاوف العلاقة المنتهية المكونة من تلميحات ليس إلا إلى علاقاته الجديدة، ويستمر فيها بنفس النمط الذي تعود عليه من الشكوك التي تبدأ من التشكيك في ذاته إلى التشكيك في صحة ما يقول الطرف الآخر، وكذلك إلقاء اللوم على نفسه طوال الوقت."

طالما الشخص لم يُصرح بمشاعره بشكل واضح إذن هو لم يقله فلا نفترضه من اللاشيء"الشخص يقول ما يقصده ويقصد ما يقوله"

وبحسب الأخصائية النفسية فأن ضغط الـ Mixed signals والانسحاق في التفسير والتحليل وفك الشفرات كافي لإصابة الطرف المستقبل لها بالعديد من الأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب وتقول: "إذا كان هذا الطرف يتلقى العلاج النفسي اساسًا فهو معرض للانتكاس وأن تسوء حالته. استقبال الأشخاص لإشارات مختلطة لها تأثير نفسي عميق للغاية لأنه يضرب في جذور الشخصية من حيث الثقة بالنفس، والثقة في الآخرين، ويضرب في قناعات الإنسان وتصوره عن العلاقات وعن فكرة الحب في حد ذاتها، ويعزز من الشعور بالذنب، ويبدأ الشخص بعدها يراجع القيم والمفاهيم الإنسانية التي تربى عليها مثل الصدق والوضوح."

وتنصح د. خلود الطرف المُستقبل لتلك الإشارات بعدم الغرق والانخراط في تحليل الإشارات طالما الشخص لم يُصرح بمشاعره بشكل واضح إذن هو لم يقله فلا نفترضه من اللاشيء"الشخص يقول ما يقصده ويقصد ما يقوله."

وفيما يخص شعور البعض بضرورة الإخلاص للطرف المرسل للإشارات المختلطة وصفته الطبيبة بأنه أمر ضاغط نفسيًا ويجب أن نتحرر منه بتذكير أنفسنا طول الوقت بعدم وجود علاقة من الأساس حتى نُخلص لها. وتضيف: "يجب ألا نُخفي علاقاتنا بالآخرين ومشاعرنا اتجاههم من منطلق أن الشخص صاحب الإشارات المختلطة سينزعج منها، لأن أحيانًا زيادة الاهتمام بهذا الشخص وبرأيه في علاقاتنا وردود فعله على معاملاتنا للمعارف والأصدقاء يعزز من فكرة أن هناك علاقة عاطفية تجمعنا، ولكنها في الحقيقة هي غير موجودة سوى في خيالنا."

الأمر الآخر هو أننا يجب أن نحاول باستمرار وضع حدود في علاقاتنا لحماية أنفسنا في المقام الأول، وتلك الحدود يجب أن تكون واضحة لنا أولًا ثم نعمل على إيضاحها للطرف الآخر، والنصيحة الثالثة هي السؤال، أن نسأل دائمًا عن كل ما هو غامض بالنسبة لنا، وأن نقيم ما يُقال لنا. وتشدد د. خلود على أهمية السؤال حتى إذا كان هو خطوة صعبة على بعضنا، "لأنه يجعل الأمور أوضح ويرسم شكل العلاقة ويحدد مساحات كل طرف، ومهما كان الطرف الراسل للإشارات المختلطة هو شخص مؤذي ولكن السؤال يقطع الطريق عليه."

-اختار محي وأحمد عدم ذكر اسمهم الكامل، بينما اختارت سارة اسم مستعار لأسباب شخصية.