1635848512595-rfas-1

PHOTO: AMOTORTION

صحة نفسية

تكره الاحتفال بعيد ميلادك؟ مش لحالك

أعياد الميلاد تثير الكثير من المشاعر والتوقعات وخيبات الأمل
Vincenzo Ligresti
Milan, IT

ظهر هذا المقال بالأصل على VICE Italy.

إذا كنت من الأشخاص الذين يحبون أعياد ميلادهم، هنيئا لك، ولكن هذه المقالة ليست لك، بل هي موجهة للأشخاص الذين لا يرغبون في الاحتفال بالتاريخ الذي وصلوا فيه إلى هذا الكوكب.

إذا كنت تشعر بالنفور من أعياد الميلاد، فتأكد أنك مش لحالك أبداً.

تقول لوسيا مونتيسي، أخصائية علم النفس السريري والمعالجة النفسية في ماشيراتا، بجنوب إيطاليا، إنه لا حرج على الإطلاق في ألا تهتم بعيد ميلادك، على الرغم من أنه قد يساء فهمك من الأشخاص الذين يريدون فقط إظهار الحب لك في هذه المناسبة.

إعلان

هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل شخصًا ما لا يحب عيد ميلاده، يعود البعض منها إلى سمات شخصية، تاريخ العائلة والضغوط الاجتماعية. بشكل عام، أعياد الميلاد هي وقت للتأمل الذاتي، لتذكيرنا بمكاننا في العالم، ولهذا فهي تثير الكثير من المشاعر والتوقعات والأفكار وخيبات الأمل.

"أعياد الميلاد بمثابة اختبار للحالة العاطفية للناس وعلاقاتهم في لحظة معينة من حياتهم،" تقول مونتيسي. غالبًا ما تكون أعياد الميلاد مناسبة لك للتصالح مع ماضيك وحاضرك ومستقبلك، مما قد يولد مشاعر سلبية وحتى أعراض اكتئاب، اعتمادًا على درجة الرضا عن حياتك.

على سبيل المثال، قد يذكرك عيد ميلادك "بأوقات عصيبة في الطفولة، أو بالجو العائلي العصيب الذي عشته في المنزل." قد يجعلك تفكر في العلاقات الأخرى في حياتك، أو ربما يجعلك حزينًا لعدم الشعور بالقرب من العديد من الأشخاص في الوقت الحالي. من المحتمل أيضًا أنك كنت تحب عيد ميلادك، لكنك بدأت في كرهه مؤخرًا - ربما بسبب فقدان شخص تهتم لأمره أو خسارة وظيفتك أو مرضك.

يمكن أن يلعب الخوف من التقدم في العمر دورًا أيضًا في كره أعياد الميلاد، كما تشير مونتيسي: "إن ثقافتنا تبالغ في أهمية الشباب والجمال والكفاءة كمعايير تحدد قيمة الشخص وقدرته على أن يكون موضع تقدير أو حتى محبوب. لهذا ليس من المستغرب أن لا تتطلع إلى تقدمك بالعمر - الذي يظهر تطوره الحتمي من خلال أعياد الميلاد -بشكل إيجابي."

إعلان

غالبًا ما يتفاقم هذا الخوف من التقدم في العمر بسبب التوقعات الاجتماعية للإنجازات التي من المفترض أن تكون قد وصلت إليها في وقت معين من عمرك: "لدينا ميل إلى تحديد الأهداف على أساس العمر،" تتابع مونتيسي: "أريد أن أتخرج في سن الخامسة والعشرين، أريد أن أتزوج في سن الثلاثين، أريد أطفالًا في سن الخامسة والثلاثين، أريد أن أتقدم بشكل احترافي في سن الأربعين.. غالبًا ما تعطينا هذه الجولة من الأرقام إحساسًا وهميًا بهدف أو مرحلة ما، على الرغم من أنها في الواقع مجرد أرقام."

إذا لم تلتزم بهذه المواعيد النهائية (وحتى إذا قمت بذلك)، فمن المحتمل أنك ستستمر في مقارنة نفسك بالأشخاص الذين تعتقد أنهم ينجزون أهدافهم أكثر مما تفعل، دون استيعاب لظروفهم بشكل كامل. وتشير مونتيسي إلى أن هذه المقارنة الاجتماعية يمكن أن تكون مؤلمة للغاية وتجعلك تغفل عن الصورة الأكبر.

وتابعت قائلة: "غالبًا ما يسير رضانا وطموحنا الحقيقي في اتجاه مختلف عن المعيار الاجتماعي، بوتيرة أقل أو ضمن أولويات مختلفة. على الرغم من ذلك، غالبًا ما نجد صعوبة في التفكير في مشاعرنا ورغباتنا وتوقعاتنا الصحيحة الحقيقية، ونميل إلى التركيز أكثر على ما يتوقعه الآخرون منّا أو كيف يمكن أن يحكموا علينا."

سبب آخر لعدم الاستمتاع بعيد ميلادك هو ببساطة أنك لا تحب أن تكون في بؤرة الاهتمام، بحسب مونتيسي: "إذا كنت أكثر خجلًا وانطوائية، فقد تفضل عدم توجيه الكثير من الأنظار إليك." يشعر البعض بالحرج كذلك عند تلقيهم الهدايا أو الرسائل أو الاهتمام بشكل عام: "يحتاج بعض الأشخاص دائمًا إلى الشعور بأنهم يسيطرون على الأمور حولهم ولهذا لا يحبون المفاجآت، أو فكرة أن احتفالهم قد لا يكون ناجحًا."

إعلان

إذا كان لديك قلق اجتماعي، فقد تشعر بأن حفلات عيد الميلاد هي عمل مرهق أو عبء عليك، وخاصة إذا كنت لا تحب الاختلاط مع مجموعات كبيرة من الأصدقاء. ربما تشعر بالراحة فقط في التعبير عن بعض جوانب شخصيتك مع بعض الأشخاص دون غيرهم.

أخيرًا، قد لا ترغب في الاحتفال بعيد ميلادك كطريقة لحماية نفسك من خيبة الأمل. ربما تخشى ألا يتمكن الأشخاص من حولك من منحك ذلك القدر من الحب الذي تريده منهم. وتقول مونتيسي: "حتى الأشخاص الذين لا يهتمون بالأصدقاء والمعارف الذين يتمنون لهم عيد ميلاد سعيد، قد يتوقعون أو يرغبون باهتمام خاص من أشخاص معينين مهمين لهم." على سبيل المثال، قد يكون من المؤلم للغاية ألا يتواصل معك أحد الوالدين أو الأصدقاء والشركاء في ذلك اليوم، مما يدفعك إلى تجنب الاحتفالات تمامًا.

على أي حال، وبغض النظر عن الأعراف الاجتماعية، لا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة للاحتفال بعيد ميلادك. إنه يوم واحد فقط، ويمكنك أن تجعله يوما خاصًا أو عاديًا. يمكنك الذهاب في نزهة مع شخص تحبه، أو البقاء في المنزل ووضع هاتفك في وضع الطائرة طوال اليوم لتجنب الرسائل المتعبة.

وتقول مونتيسي: "سواء كنت تحتفل به أم لا، أو تقضيه بمفردك أو مع الناس؛ استمتع بعيد ميلادك على أكمل وجه أو افعل شيئًا لجعله يمر بأسرع ما يمكن، الشيء المهم هو أن تحاول الاستماع إلى نفسك وأن تتقبل ما تشعر به."