AFP
ضربت العواصف الترابية عدة دول في العالم العربي بما في ذلك أجزاء من البحرين والعراق والأردن والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية وسوريا والأردن والإمارات العربية المتحدة. أدت العواصف الترابية إلى انخفاض مستوى الرؤية واضطرابات في النقل البري والجوي فضلاً عن التسبب في مخاوف صحية. وازدحمت غرف الطوارئ في السعودية بحوالي 1،285 مريض هذا الشهر شكوا من عدم قدرتهم على التنفس بشكل صحيح. كما وصل المستشفيات العراقية أكثر من 4،000 حالة اختناق بسبب الطقس هذا الشهر كذلك.
يتسبب تغير المناخ في حدوث العواصف وتؤدي العواصف إلى تفاقم آثار تغير المناخ، وضمن هذه الحلقة المفرغة، ستتأثر الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية بأنماط الطقس، وقد تهدد سبل العيش في المنطقة بشكل كامل.
الأسباب
حوالي 90٪ من العالم العربي مغطاة بالصحاري وبالتالي فهي معرضة للرياح والعواصف الرملية، ولكن في حين أن العواصف الرملية تحدث كل فترة بسبب تغير اتجاه الرياح، إلا أن هذه العواصف حدثت بوتيرة غير مسبوقة هذا العام، حيث شهد العراق ٩ عواصف رملية في خلال أقل من شهرين فقط.
ولكن ما الذي تسبب بذلك؟
- التوسع العمراني وانخفاض بقعة الأراضي الزراعية والتصحر وإزالة الغابات تسبب في خلق كميات هائلة من الغبار والرمل لتغذية هذه العواصف.
- تغير المناخ والجفاف وسوء إدارة الحكومات لموارد المياه وبناء السدود تعتبر كذلك مسؤولة عن زيادة العواصف الرملية.
- يقول بعض الخبراء إن سنوات الحرب لعبت أيضًا دورًا في تدهور الأراضي الخضراء، مما أدى إلى زيادة مصادر الغبار.
المخاطر والتوقعات
من المتوقع أن تزداد حدة العواصف فظ ظل ارتفاع درجات الحرارة وعدم انتظام هطول الأمطار، مما يؤدي إلى المزيد الجفاف. يؤدي الجفاف السريع للأرض إلى تدهور التربة وتسريع التصحر، مما يساهم في المزيد من العواصف الرملية.
يتوقع الخبراء أن الوضع سيزداد سوءاً مدفوع جزئيًا بالتغييرات المناخية التي تجعل طقس هذه الدول أكثر سخونة وجفافًا ويؤدي لتشويه أنماط اتجاه الريح لتسبب الكثير من العواصف الشديدة. وتشير التقارير إلى أن درجات الحرارة في الشرق الأوسط ترتفع أسرع بمرتين من المتوسط العالمي.
تم تصنيف العراق كواحد من أكثر خمس دول في العالم عرضة لتغير المناخ والتصحر. وحذرت وزارة البيئة من أنه خلال العقدين المقبلين يمكن أن يتحمل العراق ما معدله 272 يومًا من العواصف الرملية سنويًا، وسيرتفع العدد إلى أكثر من 300 بحلول عام 2050.
ترسبات الغبار له آثار صحية واسعة النطاق مثل التسبب في الإصابة بالربو والتهاب الشعب الهوائية وأمراض الجهاز التنفسي وسرطان الرئة. بصرف النظر عن الآثار الصحية المدمرة، يؤثر الغبار أيضًا على البيئة والزراعة والنقل والبنية التحتية. بحسب البنك الدولي، فإن هذه الظاهرة تكلف اقتصاد المنطقة 13 مليار دولار سنويًا.
في المستقبل، قد تشهد بعض المدن العربية شكلاً من أشكال "الفصل العنصري المناخي" حيث لن يتمكن سوى الأثرياء- الذين لديهم إمكانية الحصول على الكهرباء - لتحمل تكاليف تكييف الهواء لتحمل درجات الحرارة المرتفعة، والهروب من الجوع والصراعات بينما يُترك بقية العالم يعاني.
حلول
لمواجهة التصحر وتقليل العواصف الرملية، أعلن عن المبادرة الخضراء السعودية ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر في مارس الماضي لتقليل انبعاثات الكربون بنسبة 60 في المائة في المنطقة وزراعة 50 مليار شجرة في أكبر مشروع تشجير في العالم. كما ستحتاج الحكومات الوطنية في المنطقة والهيئات الجماعية مثل الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى تطوير استراتيجيات للتعامل مع حالات الجفاف والتصحر التي تفاقمت بسبب تغير المناخ باعتبارها مخاطر بيئية عابرة للحدود.
يقول الخبراء أنه إذا لم تتحرك هذه البلدان قريبًا للتعامل مع تغير المناخ، فستكون العواقب وخيمة على المنطقة. وقال محمد محمود، مدير برنامج المناخ والماء في معهد الشرق الأوسط، لشبكة CNN "هناك خطر بأن تصبح مواسم العواصف الترابية الصيفية هي القاعدة. على المدى الطويل، إذا استمر هذا المستوى من التكرار والحجم، فنحن نتحدث عن مشكلات صحية عامة خطيرة في أمراض الجهاز التنفسي والوفيات والتكاليف الاقتصادية الباهظة."