ترفيه

داخل "الكنيسة" المُخصصة لأفضل لاعب كرة قدم في الأرجنتين

بالنسبة للكثير من المشجعين يعتبر دييغو مارادونا إله

ظهر هذا المقال بالأصل على VICE en Español

يعتبر الكثيرون أن دييغو أرماندو مارادونا هو أفضل لاعب كرة قدم في كل العصور، لكن بالنسبة لآخرين الأمر أكثر من ذلك، فالبعض يعتبرونه إله. لم يطلب مارادونا - الذي عادة ما يتحدث عن نفسه بضمير الغائب- أن يتم تأليهه. لكن كرة القدم ربما تكون "الديانة" التي تضم أكبر عدد من الأتباع في العالم. وإذا اعتبرنا أن لدى كرة القدم ديانتها الخاصة، فإن مارادونا هو إله هذه الديانة.

إعلان

لم أتعرف على هذه "الديانة" عن طريق مُبشر جاء يطرق باب منزلي بمنشور تحت ذراعه، ولكن من خلال دعوة وصلت إليّ للانضمام إلى مجموعة على فيسبوك تسمى "كنيسة مارادونا." وتقول الصفحة: "هذه الكنيسة يوجد فيها مئات الآلاف من محبي مارادونا في جميع أنحاء العالم. ديننا هو كرة القدم، وكما هو الحال مع جميع الأديان، يجب على المرء أن يكون له إله."

1580882216482-MARADONA_CLEANSPLIT00_01_03_21Still012

تعمل كنيسة مارادونا، التي أسسها أليخاندرو فيرون وهيرنان أميز، وهما صحفيان يستضيفان برنامج حواري إذاعي عن كرة القدم؛ بشكل أساسي عبر الإنترنت، وتستخدم لغة دينية للتعبير عن إخلاص عميق للرياضي الأرجنتيني، كما لها نصوصها الخاصة ووصاياها العشر، بما في ذلك "نشر أخبار معجزات دييغو في جميع أنحاء الكون" و"حب كرة القدم فوق كل شيء آخر." على صفحة الكنيسة على فيسبوك، يشارك الأعضاء اقتباسات من كلام مارادونا وبعض الصور والذكريات ومقاطع الفيديو. يعبر أعضاء الصفحة عن حب مطلق لمارادونا، وهم يعتقدون أنه معجزة، لهذا لا يوجد أي من البشر له الحق في الحكم على تصرفاته بعيدًا عن كرة القدم.

1580882244368-Maradona

اليوم، سيتم عقد القداس في ناد رياضي محلي. رائحة الفحم والنقانق المشوية تملأ الجو. هناك 20 رجلاً أو أكثر يرتدون قمصان منتخب الأرجنتين لكرة القدم، تتراوح أعمارهم بين 15 و 70 عامًا - وباستثناء شغفهم المشترك بمارادونا - فلديهم القليل من القواسم المشتركة. لا يوجد سوى القليل من النساء هنا، يجلسن حول طاولة في الطرف المقابل للغرفة، يلعبن بالورق ويلقين نظرة لا مبالية في اتجاهنا.

أعد فيرون وأميز المواد اللازمة للاحتفال بالطقوس الدينية اليوم: ملصقات دييغو في مراحل مختلفة من حياته الكروية التي استمرت 21 عامًا، نسخة طبق الأصل من كأس العالم، والسير الذاتية التي يعتبرونها مقدسة لهذا المذهب. أحد أعضاء الكنيسة، والتر روتوندو، يجلب فتياته التوأم البالغتان من العمر خمس سنوات: مارا، ودونا. إنه يوم خاص بالنسبة لهما حيث سيتم تعميدهما في كنيسة مارادونا. ومثل الأعضاء الآخرين، ترتدي الفتاتان قميص المنتخب الأرجنتيني مع رقم مارادونا على ظهرهيما.

إعلان
1580882277815-MARADONA_CLEANSPLIT00_06_22_07Still002

ينظم فيرون وأميز القداس ويروجون له على وسائل التواصل الاجتماعي، ويتم تحديد المواقع التي يمكنها استضافة القداس على صفحة فيسبوك. الكنيسة بها عدد كبير جدًا من الأعضاء: الكل يريد جزء من مارادونا، وهم يحبون مشاركة قصص وحكايات مارادونا مع الإخوة المارادونيين الآخرين. من الصعب معرفة ما إذا كان المارادونيون يأخذون أنفسهم على محمل الجد أو ما إذا كان كل ذلك جزءًا من مزحة كبيرة يضحك عليها مارادونا نفسه في مكان ما من أماكنه المعتادة في دبي أو موسكو أو كاراكاس.

1580882297316-MARADONA_CLEANSPLIT00_07_31_07Still006

يمين -أليخاندرو فيرون وهيرنان أميز

في يوم القداس، لا يتم الذهاب إلى وقت إضافي ولا يفكر أحد في الحصول على ضربات الجزاء. ينتهي عرض المراسم بمجرد الانتقال لطقوس أخرى، وهي أكثر استرخاءً ولكن بنفس القدر من الأهمية: الشواء. بعض أعضاء الكنيسة يلتقطون صوراً لمارا ودونا، بعد تعميدهما. كل فتاة ترتدي قميص فريق الأرجنتين مع اسمها على ظهر كل منها - مارادونا نفسه أرسل هذه القمصان من الإمارات.

1580882332420-MARADONA_CLEANSPLIT00_08_08_00Still007

مارا ودونا

تبدو الفتيات سعيدات. والدهما والتر يأخذ الأمر بجدية كبيرة، وبمجرد انتهاء المعمودية، يطلب الأب الزواج من أم بناته. يحتفل الجميع بالحبيبين المخطوبين بعناق جماعي قد تراه كرد فعل لهدف تم تسجيله في ركلة جزاء في وقت متأخر من المباراة. في نهاية الحدث، نخلع قُمصاننا الزرقاء والبيضاء، ونتبادل أطراف الحديث عن الأهداف واللاعبين وكرة القدم - ديننا المُشترك.