في الوقت الذي نسمع ونقرأ كل يوم عن ارتفاع مستويات الفقر والبطالة في العالم العربي، منذ بدء انتشار وباء "كوفيد-19 " فإن الأغنياء العرب استمروا في تحقيق الأرباح. لقد كشف الوباء عن حجم اللامساواة العميقة، والفشل الهائل في الأنظمة الاقتصادية في المنطقة، ففي حين ترك ملايين من الناس من دون وظائف، أو رعاية صحية، تمكّن أصحاب المليارات من زيادة ثرواتهم بأكثر من 63 مليون دولار يومياً منذ بداية الوباء، كما يظهر تقرير لمنظمة "أوكسفام."
وبحسب التقرير فقد "شهد أصحاب المليارات البالغ عددهم 21 مليارديراً، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وجميعهم من الرجال، زيادة في حجم ثرواتهم بنحو 10 مليارات دولار، منذ بداية أزمة وباء فيروس كوفيد19، أي ضعف المبلغ المطلوب لإعادة بناء العاصمة اللبنانية المدمرة." وقالت أوكسفام إن أرقامها كانت نتيجة مقارنة بين الثورة الصافية لهؤلاء المليارديرات، كما أدرجتها مجلة فوربس من 18 مارس إلى 16 أغسطس.وتُعادل الزيادة في حجم الثروات التي جمعها الأغنياء منذ مارس "أكثر من ضعف قروض الطوارئ الإقليمية التي قدّمها صندوق النقد الدولي للاستجابة للوباء، وتقريبا 5 أضعاف نداء الأمم المتحدة الإنساني المتعلّق بالفيروس للمنطقة" وفقا للبيان. وقال نبيل عبدو، مستشار منظمة "أوكسفام" للسياسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "لقد تم إعطاء الأولوية للربح لفترة طويلة جدًا على حساب الصالح العام والسلامة." قبل انتشار الفيروس، كانت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالفعل واحدة من أكثر مناطق العالم تفاوتاً اقتصادياً، وقد زاد كوفيد-19 الآن من تعميق اللامساواة، حيث يذهب 94% من دخل المنطقة إلى 11% فقط من السكان، مما يعني أن 37 مليارديراً يمتلكون القدر نفسه من الثروة التي يمتلكها النصف الأفقر من السكان."ومن المتوقع أن يتسبب فيروس كورونا بدفع 45 مليون شخص إضافي إلى الفقر، وخسارة 1.7 مليون شخص لوظائفهم، 700،000 منهم من النساء.