سياسة

مظاهرات في العراق للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الاغتيالات

تسجيل 81 محاولة اغتيال ضد نشطاء وصحفيين منذ أكتوبر ٢٠١٩
مئات من المواطنين في البصرة وهم يتظاهرون على نقص الخدمات في البصرة صورة سيباستيان كاستيلر

⁨‎ تصوير: سيباستيان كاستيلر

تحت شعار "من قتلني" والعراق ينتفض، تظاهر الآلاف من العراقيين في ساحة التحرير في العاصمة العراقية بغداد وعدة محافظات مطالبين بوقف "سياسة الإفلات من العقاب" وتحقيق العدالة للصحفيين والنشطاء الذين تم اغتيالهم ولم يتم حتى الآن محاسبة أو محاكمة أحد بهذه الجرائم.

إعلان

وبحسب تقارير المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق فقد تم تسجيل  81 محاولة اغتيال ضد نشطاء وصحفيين منذ بدء المظاهرات في أكتوبر ٢٠١٩. وبحسب الأرقام التي كشف عنها عمر الفرحان، مدير المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب في مقابلة مع VICE عربية فقد تم اختطاف ٤١ ناشطاً من بينهم تسعة صحفيين، فيما تم الاعتداء وتهديد الكثير غيرهم. وتم استخدام الاختطاف كسلاح من قبل مختلف الجهات بعد الاجتياح الأمريكي، وفًقا لـلجنة الدولية للصليب الأحمر، يضم العراق أحد أكبر أعداد الأشخاص المفقودين في العالم.

وعلى الرغم من تكهن البعض بتورط "ميليشيات" في عمليات الاغتيال والاختطاف هذه، إلا أن هوية المسؤولين عن هذه الاختطافات لا تزال مجهولة. واعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن الحكومة العراقية لم تتخذ أي إجراءات ملموسة لمعرفة المسؤولين عن هذه الاغتيالات. وقالت في تقرير لها أنه في ظل عدم قدرة السلطات العراقية على اتخاذ خطوات عاجلة لوقف عمليات القتل خارج نطاق القضاء فقد "أصبحت الجماعات المسلحة وقحة للغاية لدرجة أن المسلحين لا يخشون الاقتراب من شخص ما في منتصف الشارع في مدينة عراقية كبرى وإطلاق النار عليه دون الخوف من أي عواقب."

وقد شهدت مظاهرات أكتوبر التي طالبت بمحاربة الفساد والبطالة وتردي الأوضاع الاقتصادية، عدة هجمات مسلحة وعمليات خطف واغتيالات. وعلى الرغم من قيام السلطات العراقية بفتح تحقيقات في عدد من الأحداث والجرائم لكنها لم تعلن نتائج التحقيقات حتى الآن.

هذا الشهر، تم اغتيال رئيس تنسيقية الاحتجاجات في كربلاء إيهاب الوزني، الذي اغتيل بالرصاص أمام بيته، ومن قبله الباحث والإعلامي هاشم الهاشمي، الذي اغتيل أمام منزله في بغداد في يوليو 2020 والناشطة العراقية ريهام يعقوب حيث فتح مسلحون النار عليها ولاذوا بالفرار في البصرة وغيرهم الكثير.

وقد أطاحت مظاهرات تشرين بحكومة عادل عبدالمهدي وراح ضحيتها أكثر من ٦٠٠ قتيل، ويرى متابعون أن الحكومة الجديدة بقيادة مصطفى الكاظمي أخفقت في تنفيذ وعودها فيما يتعلق بملفات السياسة والأمن والاقتصاد والخدمات الأخرى.

ومنذ سنوات، يتظاهر العراقيون للمطالبة بتحسين الأوضاع ومحاربة الفساد وتوفير فرص العمل، في بلد نفطي وصلت نسبة البطالة بين الشباب إلى 36 في المئة. كما تسبب تفشي فيروس كورونا وتدهور أسعار النفط عالمياً بارتفاع نسب الفقر، حيث يعيش نحو ربع سكان العراق تحت خط الفقر، أي أن قرابة 10 ملايين (من ٤٠ مليون مجموع سكان العراق) يعيشون على أقل من دولارين في اليوم، بحسب البنك الدولي.