ق٧
صور

النساء يتصدرن المشهد في مظاهرات العراق

المشاركة في هذه المظاهرات هي واجب على كل عراقي، لقد تأذينا كثيراً من ظلم وفساد الحكومة ورجال الدين
بيّزوسْ
إعداد بيّزوسْ
بيّزوسْ
تصوير بيّزوسْ

هذه ليست أول مرة أقوم في تصوير احتجاجات ومظاهرات في العراق. ولكن هذه المرة لا تشبه أي مظاهرة أخرى، كل شيء مختلف. الشعب العراقي اليوم كله يد واحدة، لم نشهد مثل هذه الوحدة من قبل. أنها ثورة شباب بدون تدخل أي مسؤول سياسي أو رجل دين. المشاهد التي رأيتها في خلال هذه المظاهرات توسع القلب من شدة جمالها. في بغداد حيث تواجدت لتصوير الموجة الأخيرة من المظاهرات المستمرة منذ بداية الشهر، رأيت شباباً يوزعون قناني المشروبات الغازية على المصابين، كي تزيل آلام ومؤثرات القنابل المسيلة للدموع، ويعودون مرة ثانية للهتاف. آخرون قاموا بتوزيع الطعام والماء"مجاناً لثوار الحق" فيما قامت بعض العائلات بدأت بتوفير كافة الاحتياجات للمتظاهرين من وسادات وبطانيات وإسعافات أولية وأدوية وكمامات.

إعلان

ولكن مناداة المتظاهرين بسلمية الاحتجاجات لم تشفع لهم، ففي كثير من المدن العراقية، استخدمت قوات الأمن العنف مجدداً وقامت بإطلاق الرصاص المسيل للدموع والرصاص المطاطي وحتى الرصاص الحي. العدد الكبير من القنابل المسيلة للدموع التي تم إطلاقها تبين لاحقاً أنها منتهية الصلاحية من عام 2014. هذه القنابل التي تم إطلاقها على المتظاهرين العُزل، تسببت الكثير من الإصابات بين المتظاهرين واخترقت رؤوس بعضهم وتسببت بمقتل عدد منهم (تم قتل حوالي 74 عراقي خلال يومين).

في ساحة التحرير في قلب العاصمة العراقية، تصدرت النساء العراقيات المشهد، بعضهن قدن التظاهرات والهتافات، وأخريات قمن بإسعاف المصابين في الخيم التي تم اعدادها في الساحات، في حين أخذ عدد منهن على عاتقهن إحاطة وحماية الشباب من قوات الأمن. وما فاجأني حقاً تلك الفتاة (التي سَماها الشباب المرأة الخارقة) التي ألقيت بجنبها قنبلة مسيلة للدموع فرمت نفسها عليها، وغطتها بغطاء مبلل بالماء كي تبطل مفعولها قبل أن تسقط مغشياً عليها.

تحدثت مع بعض المشاركات، اللواتي عَبرن عن دعمهن الكامل لاستمرارية هذه المظاهرات حتى تحقيق مطالبهم وعلى رأسها استقالة حكومة رئيس الوزاء عادل عبد المهدي: "المشاركة في هذه المظاهرات هي واجب على كل عراقي، لقد تأذينا كثيراً من ظلم وفساد الحكومة ورجال الدين. نحن بلد واعي ومثقف ونريد أن نعيش بسلام، لقد حان الوقت للتغيير،" تخبرني واحدة من المشاركات. بجانبها، توجهت امرأة كبيرة بالسن لي بالقول: "فقدت أولادي جميعهم في الحروب، لقد ضحوا بأنفسهم من أجل العراق، والآن حان دوري كي أكمل ما بدؤوه."

في وسط المظاهرة، سمعت شابة تصرخ بوجه قوات الأمن "أريد أن نعيش بسلام فقط، أنا وأنت." وعن مشاركتها في هذه المظاهرات أجابت: "نحن نقف درعاً للثوار وللحق وللسلام وللانسانية. هذا حقي كعراقية. المطالبة بالحرية وحياة أفضل ليس عيباً أو حراماً يا رجال الدين. الدين هو سلام وحب وهو أيضاً الوقوف بوجه الطغيان." في الجانب الآخر من المظاهرة، رأيت عائلة مكونة من أب وأم وبناتهم: "ليس لدي أولاد ذكور، بناتي هن اللواتي شجعنني على المشاركة في المظاهرات. قول الحق هو واجب على كل إنسان. نريد للعراق أن يعود. أن يصبح وطناً وليس مجموعة طوائف ومصالح." في المقابل، أشار شابان إلى أن الانتماءات الطائفية لم تعد تعنيهما: "أنا شيعي وصديقي سني، تريدون أن نقتل بعضنا؟ الانسانية هي من تربطنا وليس المذاهب والطوائف التي تم تفصيلها من قبل رجال الدين والسياسيين لتفريقنا وكي تناسب مصالحهم الشخصية."

إعلان

يمكنكم مشاهدة الصور هنا من المظاهرات المستمرة في بغداد، ساحة التحرير.

1572257140095-

متظاهرة في ساحة التحرير.

1572257356309-

متظاهر يستخدم باب سيارة لحماية نفسه من عنف قوات الأمن.

1572257387526-

قناع فاندينا حاضر في التظاهرات.

1572258315504-
1572258151732-
1572257415172-
1572258969976-
1572257187639-

يقوم البعض بجلب الماء والثلج للمتظاهرين.

1572257258756-
1572257215704-

عراقيات يقمن بتحضير الإسعافات الأولية لإسعاف المصابين.

1572341637587-DSC04864-copy
1572257234074-

توزيع الماء على المتظاهرين.

1572257279698-
1572257331179-
1572257300810-
1572258095041-
1572268107095-DSC05163

واحد من الشباب يقوم بإضافة الخميرة للماء، حيث يقال أنها تخفف من تأثير الغاز المسيل للدموع.

1572257158388-
1572267729804-DSC05305
1572257453626-

الموسيقى كانت جزءً أساسياً من المظاهرات.