يوميات المونديال: بلجيكا والبرازيل إلى ربع النهائي في يوم بلا مفاجآت

نيمار يحتفل بالفوز - شترستوك

كأس العالم 2018

يوميات المونديال: بلجيكا والبرازيل إلى ربع النهائي في يوم بلا مفاجآت

المكسيك تفشل للمرة السابعة على التوالي في عبور دور الـ 16 واليابان تخسر بعد تقدمها بهدفين

أخيرًا، انتصر المنطق. وخلا يوم من أيام المونديال من المفاجآت الكبري وإن لم يخلُ من الإثارة والمتعة. فازت البرازيل على المكسيك (2-0) وتغلبت بلجيكا على اليابان (3-2) في ثالث أيام دور الـ16.

المكسيك ليست منافسًا سهلًا. سرعة لاعبيها في الانطلاق من الدفاع إلى الهجوم تجعل مهمة أي خصم صعبة للغاية. في أول 25 دقيقة أمام البرازيل كان المنتخب المكسيكي الأفضل والأكثر تهديدًا على المرمى. كان الوصول إلى خط دفاع البرازيل سهلًا لكنّ دون خطورة كبيرة على المرمى. تألق الجناحان كارلوس فيلا ولوزانو لكنّ تشيتشاريتو قلب الهجوم كان بعيدًا عن مستواه.

إعلان

النصف الثاني من هذا الشوط، استعاد خلاله نيمار ورفاقه توازنهم. سيطروا على منتصف الملعب واقتربوا من تسجيل الأهداف لكنّ الحارس المتألق أوتشوا أنقذ مرماه من العديد من الهجمات. أبرزها من نيمار الذي راوغ لاعبين في الدقيقة 25 وسدد الكرة تجاه المرمى قبل أن يبعدها أوتشوا ببراعة، أو من جابريل خيسوس الذي سدد في الدقيقة 33 لكن الحارس تألق وأنقذ مرماه.

في الشوط الأول، كان نيمار مصدر التهديد الأبرز للدفاعات المكسيكية. يصعب انتزاع الكرة من بين قدميه. وفي الشوط الثاني انفجر النجم البرازيلي المتوهّج. وفي الدقيقة 51، تسلم نيمار الكرة بالقرب من منطقة الجزاء على الجبهة اليسرى للبرازيل ركض بعرض الملعب وسحب معه ثلاثة مدافعين ثم مرر الكرة إلى ويليان الذي لم يجد صعوبة في اختراق الدفاع الهش وتمريرها إلى نيمار مجددًا ليسكنها الأخير في الشباك.

حاولت المكسيك قدر استطاعتها لكن اللمسة الأخيرة لم تكن موفقة. وقبل نهاية المباراة بـ 3 دقايق نجح نيمار في صناعة الهدف الثاني للبديل فيرمينيو ليقتل المباراة.

الدقائق الأخيرة من المباراة شهدت تقديم نيمار فاصلاً استعراضيًا إذ مال اللاعب للمبالغة في المراوغة والاحتفاظ بالكرة.

وتعد هذه المرة السابعة على التوالي التي يفشل خلالها المنتخب المكسيكي في عبور دور الـ16، وكانت آخر مرة تجاوزت فيها هذا الحد خلال مونديال 1986 التي استضافت منافساته.

اللحظات القاتلة
قبل هذه المباراة كانت النتيجة شبه محسومة، بلجيكا أقوى من اليابان، هناك إجماع على أن هازارد ورفاقه لن يجدوا صعوبة تذكر في الهجوم على دفاعات الفريق الآسيوي ومحاولة النفاذ إلى المرمى لكن ما حدث كان خلاف ذلك.

تفوقت بلجيكا في الشوط الأول، سدد أكسيل فيتسل وروميلو لوكاكو وفينسنت كومباني على المرمى لكنّ تسديداتهم لم تشكل خطورة كبيرة على مرمى اليابان الذي أظهر لاعبوه بعض السرعة في التحول من الدفاع إلى الهجوم.

إعلان

في الدقيقة 30، مرر ناجاتومو عرضية حولها إينوي برأسه لكنّ ثيبو كورتوا أمسك بها بسهولة. انتهى الشوط الأول بتعادل سلبي بين المنتخبين. وبدا أن المهمة ليست سهلة على الإطلاق.

في الشوط الثاني، تغيّر كل شيء، هاجم المنتخب الياباني بقوة. أحفاد الساموراي أرادوا تسجيل الهدف الأول ونجحوا في ذلك في الدقيقة 48 عن طريق هاراجوتشي الذي سدد كرة متقنة سكنت شباك كورتوا. كادت بلجيكا تتعادل بعد الهدف بدقيقة من تسديدة قوية من القائد هازارد لكنها ارتطمت بالقائم. وبعدها بثلاث دقائق جاء الهدف الثاني لليايان في الدقيقة 52 بتسديدة قوية متقنة من إينوي.

مروان فيلايني وناصر الشاذلي لجأ إليهما المدرب مارتينيز بدلًا من كاراسكو وميرتينز في الدقيقة 65 في محاولة لتقليل الفارق وإدراك التعادل. وبعد التغييرين بأربع دقائق جاء الهدف الأول لبلجيكا عن طريق فيرتونجين. وكان هذا الهدف بمثابة الموجة الأولى في سيلٍ من الهجمات الحمراء على مرمى اليابان. ورغم أن التغييرين اللذين أجراهما مارتينيز بدا للحظة في غير محلهما إلا أن آثارهما الإيجابية ظهرت سريعًا. ففي الدقيقة 74 مرر هازارد عرضية متقنة حولها فيلايني برأسه داخل الشباك ليعلن التعادل.

بدت المباراة في تلك الدقائق أشبه بصراع محتدم بين القدرة على الركض والتحول المنتظم من الدفاع إلى الهجوم وتمثلها اليابان، وبين المهارات الفردية للاعبين وقدرتهم على اللعب بقدر من الفردية التي تفكك التكتلات الدفاعية وتمثلها بلجيكا.

وقبل نهاية الوقت الأصلي للمباراة بلحظات معدودة، وبينما يتأهل الجميع إلى الوقت الإضافي نفذت بلجيكا هجمة مرتدة مثالية. تناقل سريع للكرة وتمريرات غير متوقعة انتهت بهدف الفوز القاتل بقدم البديل ناصر الشاذلي الذي كافأ هو الآخر مدربه على الدفع به في النصف الثاني من هذا الشوط.

انتصر الفريق الأقوى لكن بصعوبة. جنّب المونديال المزيد من المفاجآت ليلاقي هازارد ودي بروين ولوكاكوا وغيرهم المنتخب البرازيل في ربع النهائي.

وأصبح المنتخب البلجيكي أول منتخب في تاريخ المونديال يقلب تأخره بهدفين إلى فوز خلال الوقت الأصلي للمباراة منذ مونديال 1966. حين تغلبت البرتغال على كوريا (5-3). وللمرة الأولى في تاريخها، تنجح بلجيكا في التأهل إلى ربع نهائي كأس العالم مرتين متتاليتين.

الثنائي الأخير
وتختتم، الثلاثاء، منافسات ربع نهائي كأس العالم بإقامة مباراتين. المنتخب الإنجليزي يخوض مواجهة صعبة أمام كولومبيا. وتلعب السويد أمام سويسرا. والفائز من كل مباراة يواجه الفائز من المباراة الأخرى.