Joe drunk

جو بعقليني/تصوير سارة طراد

سهرة

اختبرت حبة دواء لمحاربة آثار الثمالة حتى لا تختبرها أنت، وإليكم النتيجة

"هناك علاج واحد فقط لآثار الثمالة، وهو الوقت"

علاقتي مع الكحول هي علاقة حب وكراهية، أو love-hate relationship كما يقال في اللغة الانجليزية، وأظن أن العديد من الأشخاص الذين يشربون الكحول يشاركونني هذا الرأي. من جهة، أحب شعور الاسترخاء بعد شربه. ولكن من جهة أخرى، أكره شعور الاستيقاظ في الصباح التالي، أي عندما ألتقى لكمة في وجهي على شكل "كوكتيل" من الآثار المزعجة، والتي تتضمن الشعور بدوار وغثيان، إضافة إلى صداع رهيب وطعم سيء في فمي - كل شخص شرب (الكحول) بالتأكيد يعلم عما أتكلم.

إعلان

نحن في عام 2019، ووجدنا حلولاً لعدد كبير جدًا من الأمراض والأعراض، فلا بد من وجود حل لمشكلة الـ hangover أو "آثار الثمالة." طبعاً، عنوان المقالة سبق وقتل التشويق، والحل من المفترض أنه موجود. نعم. هناك دواء يلقّب بالـ "hangover pill" وهو، مجددًا، "من المفترض" أن يعالج المشكلة المطروحة." وبما أنني شخص يحب المجازفة (إنها مجرد حبة دواء، وما من مجازفة في الموضوع) قررت شراء حبة دواء الـ hangover pill وأن أجرّبها بنفسي بعد ليلة من شرب الكحول.

أولا كان علي شراء هذه الحبة السحرية
توجهت إلى صيدلية قريبة من المنزل وسألت الصيدلانية عن هذه الحبة السحرية، إلا أنها لم تفهم مقصدي (تحديدًا، لم تفهم كلمة hangover)، فاستشارت زميلتها الأصغر سنًا والتي عرفت على الفور عما أبحث واعطتني علبة الدواء. العلبة سعرها 10 آلاف ليرة لبنانية (6.6 دولار أمريكي) وتحتوي على 4 أقراص فوارة.

بعد البحث والتدقيق، اكتشفت أن هناك عدة "حبوب سحرية" وأن كل شركة تعتمد على مزيج وتركيبة معينة في الدواء الذي تصنعه. الدواء الذي حصلت عليه Advancis Refresh مؤلف من مجموعة من الفيتامينات (B6 وB2 وC) والكافيين، إضافة إلى مركّب السيليمارين الذي يُستخدم عادةً كعلاج مساعد لأمراض الكبد -فمن المعروف أن الكحول (عند استهلاكه بإفراط) يؤثر بشكل سلبي على وظائف الكبد. أما فيما يخص طريقة استهلاك الدواء، الأمر بسيط. يجب على الشخص أن يتناول حبة واحدة في الصباح التالي، أي الصباح الذي يلي ليلة شرب الكحول.

الوضع لطيف حتى الآن.

1563365826597-The-med-1

تصوير جو

1563365976224-The-med-3-copy

تصوير جو

ولكن، قبل أن أروي تجربتي، يجب التنويه الى أن آثار الثمالة لا علاج لها، وكل العلاجات المنزلية والأدوية هي مجرد وسائل للحد من أعراضها. ففي حديث مع مجلة نيويورك يشير ميخائيل فارشافسكي، الطبيب الشهير على إنستغرام والملقب بـ "دكتور مايك" أنه "في الوقت الحالي، لا يوجد أي علاج لآثار الثمالة تم اثبات فعاليته علميًا." السبب وراء عدم إيجاد علاج موثوق لآثار الثمالة هو أن العلماء ما زالوا غير متأكدين من طبيعة آثار الثمالة، كما يوضح يكمّل دكتور مايك: "إنها ليست صداع وليست غثيان؛ إنها مجموعة كاملة من الأعراض التي نضعها ضمن فئة واحدة نسميها آثار الثمالة."

إعلان

كلام الدكتور مايك لا يعني أن الـ hangover pill هي كذبة، ولذلك قررت اكتشاف الأمر بنفسي.

ليلة السهرة
الموقع كان منزل صديقي، عند الساعة الثامنة مساءً يوم الأحد الماضي، أما المشروب فكان كأس من النبيذ الأبيض، والكأس الواحد سرعان ما تحول إلى أكثر من أربعة، قبل أن يليهم كأس من الـ ياغرماسيتر (Jägermeister) الذي يفوق النبيذ من حيث نسبة الكحول (13% للنبيذ مقابل 35% للـ ياغر). مجموعة الكؤوس هذه كانت كافية بأن تصفعني على وجهي (وبشكل أسوأ من علاقاتي العاطفية)، فلم أعد أستطع أن أميز بين أصدقائي بصريًا، واعتمدت على حاسة السمع من أجل التمييز بينهم. أوصلتني الثمالة الى مرحلة التقيوْ، ومن بعدها خلدت الى النوم وقمت باحتلال سرير صديقي، اذ لم أكن في حالة تسمح لي بقيادة سيارتي إلى المنزل.

حسناً، لم يعد الأمر لطيفًا.

صباح اليوم التالي
استيقظت من شبه الغيبوبة في الخامسة صباحًا، وبطبيعة الحال، أعراض الثمالة التي كنت انتظرها بفارغ الصبر كانت قد استيقظت معي. الغثيان، لحسن الحظ، لم يكن جزء من هذه الأعراض (ربما بسبب التقيؤ)، ولكن الصداع كان موجعًا، والأسوأ منه كان الدوار. وضعت قرص محاربة آثار الثمالة في كأس من الماء، والذي هو فعليًا كأس مخصص للكحول، إلا أنه الكأس الشفاف الوحيد الذي كان متوفرًا أمامي -في الواقع، كنت بحاجة إليه من أجل التقاط صورة يمكنها أن تظهر شكل الدواء بعد ذوبانه في الماء.

قبل أن أضع أي نوع من الطعام أو الشراب في فمي، شربت حبة الدواء.. وانتظرت. استلقيت على السرير مثل نجم البحر على شاطىء رملي، وحلمت بتناول الآيس كريم بالفانيليا وكأنه آخر يوم في حياتي - كل ما رغبته في تلك اللحظة يتلخص بحليب مجمد بنكهة فواكه.

إعلان
1563366090100-The-med-unboxing-2

قرص محاربة آثار الثمالة يتحلل في كأس الماء. تصوير جو

تراااام .. النتيجة؟
بعد نصف ساعة إلى 40 دقيقة تقريباً، بدأت اشعر بتحسن ملحوظ، زال الدوار، وأصبح بإمكاني أن أقف على قدمي من دون أي مشكلة. تلاشى الصداع قليلاً (من دون أن يختفي كلياً). بالرغم من التحسن، الشعور بالانزعاج والتعب كان لا يزال موجودًا، ولكن بنسبة أقل، لم يختف كلياً إلا بعد ساعات.

في الحقيقة، لم أشعر بخيبة أمل بعد تجربة هذه الحبة، فالتعليمات التي أتت مع الدواء حددّت أنه يخفف من العوارض المزعجة التي تظهر من بعد شرب الكحول، ولم تدّعي بأنه علاج نهائي -أو حلّ أبدي لجميع مشاكل الكوكب. السؤال هو هل سأستثمر في هكذا حبة دواء في المستقبل؟ ربما. فالأمر يعتمد على الصباح التالي: هل علي الذهاب الى عمل؟ أو هل سأمضي نهاري في السرير لأشاهد نتفليكس؟ إذا الجواب هو الذهاب الى العمل، فنعم، أظن أن الحبّة ستكون خيارًا جيدًا.

شخصياً، أظن أن أنسب حل بالنسبة لي هو عدم الإفراط في الشرب، فلا يوجد دواء في العالم يمكنه أن يمحو ذلّ التقيؤ أمام مجموعة كبيرة من اصدقائي.

في الختام، انصح بالـ "hangover pill" لمن لا يريد الإفراط في شرب الكحول ويريد الإستيقاظ في الصباح التالي ويبدأ نهاره بشكل مثمر. وتذكّر: هذه الحبة ليست علاجًا، هي مجرد طريقة للتخفيف من عوارض شرب الكحول، فكما قال الدكتور مايك: "هناك علاج واحد فقط لآثار الثمالة، وهو الوقت."