شباب عرب يخبروننا عن قصص الرعب التي طاردتهم خلال طفولتهم
هالوين

شباب عرب يخبروننا عن قصص الرعب التي طاردتهم خلال طفولتهم

أبو شوال، وأم رجل مسلوخة والأشكيف والشمامة

في مدرستي الابتدائية كان هناك مبنيين، واحد جديد هو الذي ندرس فيه وآخر صغير بعيد، قديم ومتهالك. كان به مسجد وحمامات فقط. وكطفلة تدخل جديدًا المدرسة كان المكان بعيدًا بالنسبة لي، لكن لم تكن هذه المشكلة بل كانت في أن المدرسين والتلاميذ كانوا يحذرونا من الذهاب إلى هناك، لأن في حمامات هذا المبنى توجد "جِنيِة" تخيف الأطفال وكانوا يدعون أنهم ذات مرة وجدوا دمًا هناك. هذه التفاصيل مع تهالك الحمامات ولونها الباهت، جعلتني أشعر بخوف شديد لمجرد التفكير في هذا المكان.

إعلان

لست الوحيدة التي كان يتم تخويفي من خلال قصص مرعبة وأنا صغيرة، وليست فكرة التخويف ذاتها جديدة على جيلي أو الأجيال التي سبقت، وهي موجودة في الأساطير الشعبية، فهناك دائماً شخصية مخيفة ستظهر لتعاقب كل من لا يسمع الكلام. في اليوم العالمي لعيد الهلع "الهالوين" قررت التحدث مع مجموعة من الشباب العرب ليحدثونا عن أبرز قصص الرعب التي اخافتهم في الطفولة.

الشيطان يأكل أصابع من يقضم أصابعه 
"كانت لدي عادة سيئة وهي قضم الأظافر بشكل متكرر، حاولت أمي أن تمنعني عن فعل ذلك بطريقتها دون نجاح، إلا أن قررت يوماً ما أن تخيفني بأغرب قصة وهي أن الشيطان يأكل أصابع من يقضم أصابعه وهو نائم، فيصحو متندماُ على فعلته وقد علم قيمة أصابعه. ما زلت أذكر بُكائي كل ليلة بعد قضم أظافري وأنا شاردة، ثم أنام وأنا قابضة على أصابعي بشدة حتى لا يلمحها الشيطان، وأحيانًا كنت ارتدي القفازات، فأراه في كوابيسي يقضم أصابعي الواحد تلو الآخر، لأصحو كل يوم متفقدة أصابعي وأحمد الله على انني لم أفقدها. لم أتمكن من الاقلاع عن تلك العادة إلا منذ فترة قريبة، مما يعني أن التهديد أورثني الخوف فقط. سمعت كثير من القصص المرعبة من أصدقائي، ولكن لا شيء يشبه قصة أمي، من الواضح أنها كانت مبدعة للغاية." -آية، ٢٩ عامًا، كاتبة

أكياس في الشارع بها أطفال قطعت رقابهم
"وأنا صغيرة في المدرسة كان يتم تخويفنا طوال الوقت من قبل المدرسين، أكثر القصص رعباً كانت عن مصير الأطفال الذين لا يقومون بالواجبات المدرسية أو الاستماع للمدرسين، حيث يتم اختطافهم وقطع رقبتهم ورميهم في أكياس كبيرة في الشارع. في كل مرة كنت أرى تلك الأكياس كنت أظن أن بها أطفالًا مقطوعي الرقبة وكان ذلك يشعرني بالذعر، طبعاً عندما كبرت أدركت أنها أكياس قمامة عادية. حتى الآن لا زلت أخشى السير في طريق المدرسة ذاك، لأنه مرتبط لدي بنفس الذكرى السيئة. لا أرى أي فائدة من هذه القصص، فلم تعلمني هذه القصة سوى كره المدرسين الذين أخافوني بهذه الطريقة البشعة." - منار، 25 عامًا، مُعلمة

إعلان

أم عدل
"القصة الأكثر رعباً بالنسبة لي كانت أم عدل، وهي عبارة عن إمرأة مخيفة تحمل كيس خيش على كتفها، تضع فيه الأطفال المشاكسين. لم أكن أعلم ماذا يحدث للأطفال بعد وضعهم في ذلك الكيس، فلم يحتج أهلي لقول المزيد كي أستمع إليهم عندما أحاول رفض الطعام أو اللعب في الشارع لساعات متأخرة. عندما كبرت قليلاً لم تعد القصة تخيفني وكنت أحياناً أرد عليهم بأن الذهاب مع أم عدل أفضل من البقاء معهم في البيت. هاهاها." -محسن، ٣٠ عاماً، موظف

أبو شوال 
"ربما هناك من يعرف قصة "أبو شوال" وهو شخص معه شوال، أشبه بالحقيبة الكبيرة، يمشي ويخطف الأطفال المشاغبين في هذا الشوال، هذه هي قصة الرعب التي كان أهلي يكررها على مسامعي في كل مرة كنت لا أستمع لهم. وطبعاً بنيت في خيالي صورة مرعبة لأبي شوال هذا. ذات يوم أرادت أختي اخافتي، وغطت نفسها بملاءة كبيرة، وهجمت عَلي مدعية أنها أم شوال، وأصابتني حالة من الذعر، ظللت ليومين أرتجف من هول الموقف. لا أعتقد أنني خفت من أي شيء بعدها، يبدو أنني أخذت مناعة." -نسمة، ٢٤ عامًا، موظفة في شركة سياحة

أم رجل مسلوخة
"كانت القصة المتداولة في طفولتي عن أم رجل مسلوخة، كنت أرتعب من فكرة تلك المرأة التي تخطف الأطفال. كنت دائماً أتخيل أنها ستأتي وتأخذني في الليل، لهذا كنت أتغطى بالبطانية حتى وجهي، ولا أُخرج حتى إصبعًا واحدًا، كأنني متكفنة تمامًا. لم يكن هذا الخوف الوحيد لدي، بل خوفي من أم رجل مسلوخة جعلني أخاف من أشياء أخرى مثل الجن والعفاريت، وكانت تنتابني الكوابيس وأستيقظ مذعورة في منتصف الليل، لهذا كنت أطيع أهلي دائمًا. قصص رعب الطفولة جعلتني لا أعرف كيف أنام بشكل طبيعي حتى الآن، فأنا أخشى من الظلام ولا أستطيع النوم بمفردي." -سهام، 24 عامًا، خريجة لغة إنجليزية

الأشكيف
"كنت في طفولتي أتابع المسلسل المصري "ألف ليلة وليلة" أنا وأسرتي، وقد كان هناك رجلًا أسمه "الأشكيف" وكان هذا الرجل كثيف الشعر ويشبه الغوريلا وملامحه مخيفة، وكانت أمي تخبرني أنني إن لم أغسل أسناني ويدي جيدًا قبل النوم سيأتي هذا "الأشكيف" المُخيف ويأخذني معه. وكنت أتذكر كلامها رغم غسيلي الجيد ليدي وأسناني وأنا أتخيل هذا الاشكيف ينظر إلي من الشباك. الآن، عندما أتذكر هذه القصة أموت من الضحك." -سحر، 35 عامًا، موظفة مبيعات طبية

النار 
"أكثر القصص رعباً وأنا صغير كانت تتعلق بالعقاب وأنني سأذهب إلى النار إذا تصرفت بشكل خاطئ، وكانت جميع الأمور التي أقوم بها غير صحيحة بنظر أهلي طبعاً، الكذب حرام ماشي والكذاب بروح على النار، ولكن أيضاً كل شيء آخر الصراخ واتساخ ملابسي وعدم القيام بواجب المدرسة. طبعاً حجم الرعب كان يزداد حسب الحادثة، ويتم إضافة تفاصيل أخرى في كل مرة. التفاصيل مرعبة ولا أود ذكرها، فقد عشت الكثير من الكوابيس وأنا أتخيل نفسي أشُوى كالكفتة على نار جهنم." -حيان، ٢٧ عاماً، صيدلي

الشمامة
"كان والدي دائمًا ما يحاول ترويعي وأنا صغيرة ويقول لي أن هناك "شمامة" ستأتي وتشم فمي وتخطفني إن لم أغسل أسناني ويدي وقدمي جيدًا، لم يكن هناك الكثير من التفاصيل المخيفة حول شكل هذه الشمامة، ولكني كنت تخيلها على شكل فأر كبير بأسنان كبيرة، ربما كما في أفلام الكرتون. في كل مرة كنت أحاول التمرد كنت أخاف من  أن تظهر لي تلك الشمامة، وأعود وأسمع الكلام." -ندى، 30 عامًا، مسوقة إلكترونية